أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت














المزيد.....

الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت


أحمد الهدهد

الحوار المتمدن-العدد: 5336 - 2016 / 11 / 7 - 01:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هنالك مقولة دارجة في السياسة مفادها لكي تكون قارئا سياسيا جيدا عليك ان تكون قارئا في التاريخ، وهذه الحقيقة يؤكدها علم السياسة والواقع والتجارب التأريخية ، حيث ان المعرفة بدراسة تأريخ الشعوب وتجاربها وحركاتها السياسية والثورية، تعطي قدرة على فهم المتغيرات ورؤية ومعرفة وتجربة ومعطيات غنية وتختصر المسافات والعمل للمستقبل بواقعية تصاعدية تفاؤلية وتجنب الانكسارات، ما اكدته تجربة حكم احزاب الاسلام السياسي في منطقة الشرق الاوسط، ان كل مشاريعها قد فشلت وتعرضت للعزلة المجتمعية والتراجع . وتؤكد التجربة ان هنالك قوى اقليمية ودولية مكنتها من الوصول الى السلطة باسم الديمقراطية لكنها خذلت شعوبها وفشلت في بناء الاوطان وتطوير المجتمعات ففشلت كل مشاريعها وفقدت السلطة واصبحت في وضع من الانكسار والعزلة والتراجع لا يحسد علية . وعلى صعيد بلدنا العراق لو درسنا بتمعن طبيعة النظام السياسي فيه والدولة القائمة ، وتوقفنا عند ظاهرة تخلف المجتمع وتمزيق النسيج الاجتماعي واضعاف للوحدة الوطنية والمآسي والحرمان الذي تعرض له الشعب وانتهاك الحقوق والحريات ...... الخ . لتوصلنا الى استنتاج ان طبيعة النظام السياسي يتحمل المسؤولية الاولى .
بلا شك ان طبيعة النظام السياسي في بلدنا قائم على اساس المحاصصة الطائفية والاثنية ويتصدر هذه المحاصصة قوى الاسلام السياسي . هذا اولاُ وثانياً ان قوى الاسلام السياسي الحاكمة ليس لديها مشروع وطني .
منذ مدة ليست بالقصيرة ونحن نتداول مصطلح الاسلام السياسي على الساحة السياسية العراقية وخصوصاً بعد سقوط النظام السابق ، ويدل غالباً على القوى والأحزاب التي تصدت للعمل السياسي العلني عقب سقوط النظام ونالت مانالته من سلطة ونفوذ يتناسب تناسباً طردياً مع قدرة كل طرف على إغتنام الفرص وإستغفال السذج من الناس للتمكن من نهب ثروات العراق والسيطرة الشاملة على مقدراته وإدخاله في صراعات داخلية واقليمية بإسم حماية المقدسات وإثبات الهوية الطائفية .
ان مشاريع احزاب الاسلام السياسي تتركز حول سن قوانين وتشريعات تغيب مبدأ المواطنة وتنتهك الحقوق والحريات وتنتهك حقوق المرأة هذا اولاً، وثانياً تنتهك حقوق الاقليات الدينية والقومية، وثالثاً انها تناصب العداء لدستور ديمقراطي وان ادعت اعلامياً بدستور ديمقراطي ولكن انها تريدة ذات طبيعة مزدوجة تفسر مواده بما يلبي مصالحها واجنداتها المدمرة للمجتمع والوطن .
كمشروع تشريع القانون الجعفري للاحوال الشخصية الذي يبيح زواج القاصرات وقانون الهوية الوطنية الذي ثبتت فيه المادة 26 بأنتهاك حقوق المواطنين من الاديان الاخرى وغيرها من القوانين، واخيراً وليس آخراً التشريع الاخير منع بيع وتداول المشروبات الكحولية. ان هذه المشاريع وغيرها عارضها الشعب ولم تجن غير الفشل، كما ستفشل المادة 14 الواردة في قانون واردات البلديات التي تمنع بيع وتداول المشروبات الكحولية لأنه كسابقاته من التشريعات المعادية لحقوق المواطن وحرياته الشخصية وحقوق الاقليات .هذا ما اكدته تجربة المنطقة و العراق ان من مخاطر مشاريع احزاب الاسلام السياسي انهم عملوا على عدم استقلالية الدولة كمؤسسة وطنية اي انها من خلال قانون الانتخابات اللاديمقراطي بعد ان قسموا العراق الى دوائر بدلاً من الدائرة الواحدة والطريقة النسبية وسرقوا اصوات الكتل الصغيرة وهيمنوا على الدولة والبرلمان وحولوا الدولة الى كيان تابع لهم وهذا مخالف ليس فقط للديمقراطية ومصلحة الوطن والشعب وانما مخالف للدين .
احزاب الاسلام السياسي تخلق مؤسسات خاصة بها وتوجد تداخل بين هذه المؤسسات ومؤسسات الدولة والمجتمع المثال هو الميليشيات المسلحة والمافيات تستخدمها كأذرع مساندة وداعمة لنشاطها اللاديمقراطي لتمرير مشاريعها باستخدام القوة لتهديد كل كيان وطني ديمقراطي او اقلية دينية او اثنية وهم بهذا يسهمون في انفلات التنافس السياسي السلمي وابعاده عن الضوابط الوطنية ومبادئ الديمقراطية والدستور .
لمبدأ المواطنة حقوق ذات ابعاد قانونية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية وبيئية ، الاسلام السياسي ينتهك هذه الحقوق والحريات بما فيها الحريات الشخصية . ان مبدأ المواطنة لا يستقيم الا بالدولة المدنية الديمقراطية التي فيها يصبح جميع المواطنين دون تمييز لا سيما المرأة التي تحصل على حقوقها كاملة اسوة بالرجل والمشاركة في اتخاذ القرارات الجماعية من منطلق ان الشعب يكون مصدر السلطات وليس كتلتين طائفيتين وكتلة قومية هم مصدر السلطات ويحتكرون القرار بالمحاصصة وتلغى وتهمش بقية التيارات السياسية والكيانات القومية والدينية ومنظمات المجتمع المدني .
شعبنا ووطننا بحاجة الى علاقة جدلية وطنية ديمقراطية تضمن هذه العلاقة التعايش والتواصل الطبيعي القانوني بين المواطن والدولة والوطن . وتكون قائمة على اساس مشروع وطني ودستور ديمقراطي لا لنظام المحاصصة الطائفية ومشاريعه وحكمه الذي مزق النسيج الاجتماعي واضعف الوحدة الوطنية وعرض الوطن للتقسيم وللمشاريع والاجندات الاقليمية والدولية .



#أحمد_الهدهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال ..... والعلاقات الزوجية
- النظرية النسوية في العلاقات الدولية
- تقاطع عدم المساواة بين الجنسين والتمييز العنصري
- قد يختلف الارباب لكن العبيد دائما هم القرابين
- التدافع والصراع السياسي
- المرأة في الدول الاسلامية والتوجهات السياسية
- الليبرالية النسوية ( المساواة بين الجنسين )
- قطيع الوطن لا يعرف اين تكمن سعادته
- نضال المرأة لاكتساب الحقوق داخل المجتمع الليبرالي
- التناوب على البلادة والغباوة
- المجتمعات العربية ومرحلة تفكيك الانظمة الشمولية التسلطية
- مصير اخر الدول الثيوقراطية في العالم
- التحالف مع الشيطان ..... اسقاط اول جمهورية للشعب العراقي
- مرجعيات النجف والصمت التأريخي عن السياسة
- يا زناة الليل .... أن حضيرة خنزير اطهر من اطهركم
- رجال الدين والتجارة بأوراق التين
- فقدان البوصلة الاخلاقية
- لا تنتظر ظهور ملائكة في دنيا السياسة
- العراق ..... واللعبة القذرة
- الليبرالية والتطرف الديني


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الهدهد - الاسلام السياسي والسعي لبناء عش العنكبوت