أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية















المزيد.....

النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 22:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ غيابي عن الوطن كان تتبعي للأخبار فيه لا يحظى بأهمية قصوى، فنحن في المغرب نجمل القول مثلا في كل حملة انتخابية بأن كل الأحزاب متماثلة تماما وأن التقسيمات الشكلانية لا تعبر عن حوافز ما تخرج المغاربة من البؤس، بشكل نلاحظ ان كل ما كسبناه من مزايا اجتماعية من إرث نضال جيل الإستقلال (الشكلي طبعا) قد ولى بشكل ملحوظ يقارن أحيانا بمخلفات الإستعمار كما لو لم يكن للمغاربة وقع فيه: “لولا فرنسا لما كان....” وطبيعي جدا أن نستحضر هذه ال"لو" بشكل خاص، لكن بتحفظ كبير أيضا، فأي قوة استعمارية مهما كانت، مهما أنجزت أيضا في البلد المستعمر، لم تنجزه لعيون البلد هذا، بل لحاجة تخدمها في الصميم، حاجة تخدم سياستها الإستعمارية بالتأكيد..وهذا طبعا يقود إلى نقاش آخر ليست هذه الورقة موضوعه، إن الموضوع الذي أثارني في السنوات الأخيرة حول المغرب هي تصريحات أعضاء حكومته، تصريحات مثيرة حقا من طرف المجتمع المغربي، لكن إثارتها هذه، أعتقد شخصيا أنها غير مقروءة بكيفية تامة، فأنا مثلا أستغرب مقارنة وزير الإتصال في تعليقه على مأساة الحسيمة بكون الأمر عادي يحدث حتى في الولايات المتحدة، لقد وضع السيد الوزير قنطرة للمقارنة أزاحت عن شحنة الخطاب الفاشية فيه وتعاطى المرأ مع الأمر كما لو كان بالفعل مقارنة عادية، بينما التصريح ذاك لو حدث في دولة أوربية لحدث للوزير ما لا يحسد عليه. ليس الأمر في المقارنة، فالحكومة عادة تتبجح بمثالية نموذجها في التدبير السياسي والقانوني وما إلى ذلك بشكل يجعل وضع الأمور في دول أخرى غير مناسب تماما اعتبارا لشروط أخرى تفتح شهيتها حين يقارع الوزير بأمور مثلا تحدث في الغرب وتنتهك في المغرب بدواعي خاصة منها على سبيل التعميم: "نحن دولة إسلامية لها خصوصيتها"، إذن لا يمكن أن نستأنس بجرم شرطي أمريكي يشهر السلاح على رجل أسود بدواعي عنصرية شخصية في قضية أمرها بنيوي (أقصد تركيبة من اوامر تنطلق من رئيس دائرة الشرطة بالمنطقة وتنتهي عند شرطي عادي الآمر الأخير بالطحن، تركيبة من اوامر تهدف إلى ابتزاز بائعي السمك بشكل عام من خلال فرض رسوم لا علاقة لها ببلدية المنطقة (وهنا أيضا جدل آخر يمس في الصميم ابتزاز بلدية المنطقة لصالح وزارة الداخلية أو موظفيها وكل سلم تركيبتها) إن أمر "طحن مو" ليس أمرا شخصيا ذي نزعة عنصرية (لو كان شخص آخر محل محسن فكري لطحن أيضا) حتى يقارنه السيد الخلفي بل هو امر سياسي بامتياز يشكل عقدة أساسية بين مرافق أو مؤسسات متنازعة السلطة ويفرز بشكل بائس تناقض الصلاحيات في فرض رسوم ضريبية، كيف لرئيس الشرطة الإدارية بالحسيمة أن يفرض رسما يسميه بائعو السمك سخرية ب"التعشيرة" من العشر؟، وكيف يصمت رئيس بلدية الحسيمة عن الأمر ؟ الآن أظهرت التحقيقات الأولية أن الأمر لا يمث لمقارنة وزير الإتصال مقنطرا إلى الولايات المتحدة وهذا بالتأكيد المثير الآخر، كيف لوزير يسقط أمر عنصري بالولايات المتحدة على أمر تسيب سياسي بالحسيمة إن لم يكن ينزع عاطفيا إلى خلفيات عنصرية داخلة في ذاته؟ إن هذ الخلفية حاضرة في لاشعوره، فهو يسقط حدثا عنصريا بالفعل بالولايات المتحدة بحدث فجر وضعا سياسيا يقع في منطقة معينة معروفة تاريخيا بتهميشها من طرف المخزن وممارسة المجازر بها وموسومة في الخطاب الرسمي بأقبح النعوت الفاشية من طرف رئيس النظام المخزني المغضوب عليه حين سماهم بالأوباش، أليس طبيعيا أن أهل الريف تلقوا خطابه بما ينهل به من عنصرية ووقاحة وغياب تكوين سياسي وواجهوه بالشعارات المعلومة في كل مسيراتهم.أليس يجدر بوزير يقارن حدثا بالمغرب بحدث بالولايات المتحدة أن يقوم على الأقل بما يقوم به وزير من الولايات المتحدة قبل أن يعطي تصريحات مغلوطة، المسالة ليست اعتباطية، رمي حجر في كلتة أو بركة، المسألة هي مسألة استيعاب المرحلة بعد كل الإقتطاعات الحكومية في كل الميادين، المسألة هي مالذي يجعل للمؤسسات البنكية أهلية في وطن له موارد تهضم، مالذي يجعل الأعمال عندنا لا قيمة لها؟.
من السهل خوصصة التعليم، إخضاعه للإبتزاز الرأسمالي، وضعه سلعة للبيع، لصالح من يتم الأمر؟ ولماذا التشبث بثوابت كل ما فيها أنها تبيع لنا كل شيء؟؟ إن بيع كل شيء يطيح بقيم الوطنية، لا واجب ولا حق، لماذا علينا دفع ضرائب مادام كل شيء يباع؟ هذا فقط في السياق، كارثة "طحن مو" وتمرير خوصصة التعليم أو بيعه. (هذا أيضا امر لا علاقة له بموضوعي).
على أن الأمر المثير أخيرا هو تصريح وزير الداخلية المغربية في فيديو منقول على فضاء اليوتوب: “ الشريحة التي تتظاهر راكم عرفتوها"، صراحة كلامه لا يحيل إلى تهديد مبطن كما نشر في الفضاءات المفترضة، الخطاب يحيل إلى الصحافة التي تعرف الشريحة طبعا، "كاتعرفوها" كما طبعا يعرفها وزير الداخلية، بلكنة تمت إلى تحقير مفاده أن شريحة ملهمة بالتظاهر واخرى هي الشعب المرضي الذي لا يتظاهر وإن تفقصت آلامه، شعب طبعا من طينة نوعه الذي في مقام آخر هو الشعب يمر مرار الكرام على كل منجزات حكومته وإن أدت إلى الإفلاس المطلق، الشريحة التي تتظاهر عادة تتظاهر بناء على مقام حقوقي: الشعب الذي لا يتظاهر ليس له أي موقف مما حكومة وزير الداخلية تقيمه: ما تقيمه هو أن لا أهلية للمواطن، مامعنى وجود شريحة ملهمة بالتظاهر غير أن الأمر يعني خروجا عن الإجماع؟، خروجا عن نوع خاصية الوزير، هل في الأمر مشكلة؟ بالتأكيد، حسب التصريح، ليس مشكلة، يعني الأمر تماما بلية بالتظاهر، لنفترض أنها بلية شريحة ما، هل هذه الشريحة ليس لها في المغرب حق مدني؟ هل تتظاهر سفسطائيا أم أن الأمر يعبر بالفعل عن شريحة ما هي بلغتنا ضمير أمة، شتان بين خطاب يتموقع في السلطة يتهم الآخر بالفتنة، هذه التي عبر التاريخ تنتمي إلى قاموس البلاط، وبين الإحتجاج على ظل، لعل ديوجين كان أعظم فيلسوف في التاريخ: الفلسفة، بشكل عام هي: دع الشمس تشرق في عيني، لا تغطيها بغربالك.
الشرائح التي تتظاهر معروفة تماما، هي تشكيلات من يحمل شحنة يسار، التي لا تتظاهر، هي من صنف نوع الوزير، وهذه طبعا حقيقة لا جدال فيها.
أنتم تعرفونها!! حق لا يراد منه باطل! وماذا بعد؟ نحن أيضا نعرفكم أيها الوزير!أنتم حثالة اجتماعية أجمعت على أن نكره لغتكم بالقياس والتفصيل.
من أنتم في الوطن غير حمولة لشحنة صندوق النقد الدولي ؟
لن أجتهد كثيرا في الأمر لصياغة نزعة عنصرية فاشية أكثر من التعريف بنوعكم، نحن الفتنة لأننا لا ننتمي للبلاط.
صحيح أن الذين نعرفهم لا حق لهم في الوطن(هذا هو المبطن في خطاب الوزير بكل موضوعية)، يكفي هذا للتدليل على أننا الذين تعرفونهم وبالتأكيد نفسه، أنتم الآخرون الذين نعرفهم، ليس في الأمر أيضا تهديد مبطن تماما كخطاب الوزير، وزير أجهزة القمع المغربية. هذا الخطاب في المعايير الدولية هو خطاب عنصري يحتقر الذين هم معروفون بحركيتهم، يضمر باطنيا حقهم في التعبير وينفي الحق المدني الذي أساسه هو أن هذه الشريحة تساهم كأي مواطن في دفع ضرائب هذا الوطن، ضرائب في الأخير تذهب إلى جيوب اللاوطني من حيث كل سياسة حكومتنا تذهب إلى بيعنا كل شيء ، حتى التربية .
النزعة العنصرية هي فقط التي لا تؤمن بالآخرين المعروفين.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفتنة: ثورة المحايدين
- الكتابة وجع
- المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية
- دائرة المشردين (2)
- ديكتاتورية الطبقة العامل في جبل عوام
- حور عين في الحياة الدنيوية
- حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
- الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر
- أفغنة القضاء المغربي
- دائرة المشردين
- الإسلام بين الهمجية والتهذيب
- -بويفيذاحن-
- وصية شاشا ورمزيتها السياسية
- المثلية الدينية
- اليسار وإشكالية الديموقراطية
- المظلة
- العلمانية بين النضج المدني وغيابه
- حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية