أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فهد المضحكي - منع الموسيقى وإعادة الثقة المفقودة!














المزيد.....

منع الموسيقى وإعادة الثقة المفقودة!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 10:23
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ثمة عجز برلماني ظهر اكثر ما ظهر في ممارسة الدور الرقابي، ويتضح ذلك على سبيل المثال في تعطل اداة الاستجواب في القضايا المرتبطة بالتجاوزات المالية والادارية، وبالفساد عامة !!
ثمة نواب، وفي محاولة يائسة لاستعادة ثقة الناخبين، لجؤوا الى دغدغة العاطفة الدينية، هذا ما يفسر وبصراحه كاملة توجهاتهم الأخيرة بمنع «الموسيقى» في المدارس، واقامة الحفلات الغنائية في البلاد !!
وليس هناك اخطر على وحدة المجتمع وتطوره من فرض الوصاية على الحريات العامة والشخصية، ولا يوجد تفسير آخر لمقترح منع الموسيقى في اولى جلسات البرلمان في الدور الجديد سوى ان نوابنا الافاضل في سبيل ردم الفجوة العميقة بينهم وبين الناخبين، ولارضاء المريدين والتابعين، ولدوافع سياسية وعقائدية، توصلوا الى هذا القرار السيئ والمجحف، وهو منع الموسيقى، ظناً منهم ان مثل الخطوة جديرة بإعادة تلك الثقة المفقودة !!
وبدلاً من ان يعيدوا النظر في الأداء النيابي الذي لا يزال في نظر الناخبين في وادٍ وقضايا المواطن المغلوب على امره في وادٍ آخر، راحوا يعزفون لحناً نشازا.. لحناً يغوص في قضايا غير مألوفة في المجتمع البحريني تفاصيله «فرض الوصاية» في حين كم بودنا ان يجرموا خطاب الكراهية وكل من يثير ويؤجج الانقسام المذهبي والطائفي.. نعم كم بودنا ان يدفعوا عجلة التنمية الى الأمام لما فيه صالح الوطن والمواطنين بدون تمييز وانتقاص طبقي واجتماعي.
فهل آن لاصحاب السعادة الذين نكن لهم الاحترام والتقدير ان يراجعوا هذا «الردح» وهذه «الفزعة» القاضية بالمنع والتحريم والتجريم، ليعلنوا بصدق وايمان حقيقي انهم في حاجة الى وقفة نقدية جادة لصياغة سياسة اقتصادية واجتماعية يتوقف نجاحها على اداء برلماني يعزز مكانة المواطن في التنمية، وتقترن فيها الحقوق والواجبات بالديمقراطية، وتفتح الطريق امام انجازات سياسية ومشاريع اقتصادية تتفق وفي هذه الظروف الاقتصادية الصعبة بسبب انخفاض اسعار النفط، وعجز الموازنة العامة وارتفاع الدين العام مع توفير الاستثمارات وزيادة فرص العمل والحد من ظاهرة الفقر. فالجهود التي لا تستطيع ان ترى الاسباب الجوهرية للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وتعمل على ازالتها، تظل محصورة بين التخبط والعشوائية والتبرير. ولذلك لا نندهش حين نجد منع «الموسيقى» يتصدر اولى جلسات البرلمان!!
الشرط الاساسي للنقد ان يكون بناء.. صادقاً قبل كل شيء.. الهدف منه ازالة النواقص، ولهذا فالمراجعة وبعيون نقدية تدعو الى قراءة واقعية وجدية للأداء النيابي الذي اصبح في نظر البعض في مقدمة المأساة الحقيقية التي يعيشها البرلمان على مستوى الرقابة والمساءلة التي ربما ترجع بالاساس الى تداخل صلاحيات المجلسين التشريعي والتنفيذي، والى اللائحة الداخلية للمجلس المقيدة للاستجواب عندما تم تعديل هذه اللائحة بما يقر اشتراط موافقه ثلثي المجلس على جدية الاستجواب وهو ما يوفر الحماية للفساد، وفضلاً عن هذا وذاك ترجع الى ثقافة الاسلام السياسي التي تتعارض مع العملية الديمقراطية، ولذلك ترفض هذه الثقافة الاقصائية. الفصل بين الدين والسياسة، والدين والدولة، وتحرم حرية الابداع وتهاجم الرأي الآخر والتعددية، بدعم من المؤسسة الدينية من اجل ايجاد فتاوى تحرم وتفرض الوصاية على الناس والمجتمع، ولنا مثال على ذلك موقف هذه المؤسسة الرافض لقانون الاحوال الشخصية الشق الشيعي تحت عنوان «الاخذ بأي قانون على خلاف احكام المذهب يعتبر متمردا عليه وخائنا ومحاربا له» هذا ما جاء في بيان كبار علماء البحرين بتاريخ 22 اكتوبر 2016.
على أي حال فإن فعل التحريم والمنع والتخوين والمصادرة، كما جاء في الموقف النيابي من الموسيقى وموقف العلماء من قانون الاحوال الشخصية الشق الشيعي، ينم عن ثقافة التعصب !!
ولن يتسع المجال هنا لاستعراض تداعيات هذه الثقافة على المجتمع، ولكن كل ما نود قوله هنا هو ان الدفاع عن الحريات وحقوق المرأة من اهم ضمانات التطور الديمقراطي.
ولا يمكن محاربة ثقافة التعصب والتطرف الا بمزيد من الديمقراطية، واذا ما أردنا تحديد الموقف السياسي من التعدي على الحريات وحقوق المرأة التي تتعرض للتميز على اساس التعصب الديني والذكورى، فان تضافر جهود القوى الديمقراطية والتقدمية وجمعيات المرأة الحداثية ومنظمات المجتمع المدني لاصدار وثيقة وطنية ــ كما اشار اليها الموسيقي وحيد الخان في رؤيته عن منع الموسيقى ــ ليست للدفاع عن الموسيقى والموسيقيين فحسب، وانما للتصدي لثقافة الكراهية والتكفير، وخطاب التحريم والعنف والتخوين !



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق العمل مرة أخرى !
- المرأة والسياسة
- عن اختلالات سوق العمل!
- عبد الرحمن عثمان
- الاتحاد الأوروبي!
- محمود أمين العالم وإشكالية الثنائيات في الفكر العربي!
- حول المواطنة والتعليم
- شيء من تاريخ إسرائيل الدائرة المغلقة لإراقة الدماء!
- فصل الدين عن السياسة واستقرار المجتمع
- عن الفساد المالي العالمي!
- فلسطين في أغانينا
- في ذكرى القنبلة الذرية على هيروشيما
- الرأي العام والديمقراطية
- عن الديمقراطية والإرهاب وثقافة التسطيح!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- محاربة الإرهاب واستئصال جذور العنف والكراهية!
- أحداث فبراير - مارس 2011 وتفاقم أزمة اليسار في البحرين
- الإمارات.. وتنوع مصادر الدخل
- قضايا بيئية!
- العلاقة بين التحول الديمقراطي والاستقرار السياسي!


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - فهد المضحكي - منع الموسيقى وإعادة الثقة المفقودة!