أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - إصلاح .. أم افقار؟














المزيد.....

إصلاح .. أم افقار؟


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5334 - 2016 / 11 / 5 - 00:30
المحور: المجتمع المدني
    


يطبق الممسكون بزمام الأمور في بلادنا احدث ما تم اتوصل اليه من فنون الخداع والتلاعب بالجماهير، يطلقون الشائعات .. يستمرئون الأكاذيب ويخترقون كافة الخطوط الحمراء وسط ما تثيره هذه الشائعات وتلك الأكاذيب من ضبابية وتعتيم وتخبط لكافة المواطنين من كل التيارات وممن لا ينتمون الا لميراث القهر والاستعباد الذي تناقلته الأجيال في هذا البلد الذي نال منه طوال تاريخه طمع الطامعين واستبد به كل من مر على ظهر هذا الكوكب البائس من مستبدين.

تطلق الحكومة بالونة الاختبار، وتغذيها ببرامج يقدمها مذيعون هم آلات وادوات لها يضخون في اذان الناس ما تريده الأجهزة الأمنية حرفا بحرف، فلا مجال للتجويد والاجتهاد، وتبدأ الناس في الحديث حول الأمر وتعبر عن غضبها او رفضها او كرهها له وتمر الشهور في نقاشات عقيمة حول الكوارث التي ستنتج من هذا الأمر وما سيسببه من ازمات، وتطلق الحكومة بعدها المزيد والمزيد من الفقاعات والبالونات التي لا نهاية لها، حتى تستقر البالونة الأولى في القاع وتغيب عن صفحات التواصل ولكنها تستقر في الوعي، وفي يوم تصحو من النوم على اقرارها كقانون لا حياد عنه، ولا يجوز مناقشته او رفضه، ما عليك الا السمع والطاعة، والا ستصبح تحت طائلة آلة ارهابهم .. مهدد بتلفيق التهم اليك واعتبارك من اعداء الوطن الارهابيين المخربين وقد ينتهي بك الحال نزيلا في احد السجون الثلاثة عشرة التي بنيت منذ 2011 ولم تشتكي الحكومة عند بنائهم من نقص التمويل.

يدّعي صناع القرار في مصر انهم اتخذوا اجراءات قاسية ولكنها ضرورية بحسب ما يروجون في كل مكان، وان هذه القرارات لا يمكن تأجيلها اكثر من ذلك لأن الحكومات السابقة اجلتها لعقود، يقولون ذلك بكل وقاحة على الرغم من تضاعف الأسعار في السنوات الثلاثة الماضية عدة مرات، وعلى الرغم من ان هناك العديد من القرارات التي كان يمكن وصفها بالاصلاحية والتي كانت ستحقق العدالة الاجتماعية وتنقذ الاقتصاد المنهار دون ان تأكل الأخضر واليابس، ومنها على سبيل المثال .. وضع حد اقصى للأجور! لماذا لا يوضع حد اقصى للأجور؟ .. لماذا يوضع في كل هيئة عشرات المستشارين ممن لا يقدمون لها اي فوائد تذكر وينهبون ميزانيتها برواتبهم الخرافية التي تكفي عشرات بل مئات من رواتب الموظفين الشبان الأكفأ والأقدر على العمل ومن اصحاب الرؤى والمواهب.

لماذا لم توضع ضرائب تصاعدية على الدخل؟ وهو امر يتحقق في كل دول العالم! .. لماذا الأخذ من الفقراء والطبقات المتوسط وامتصاص دمائهم بينما يتنعم الأثرياء بالمزيد والمزيد من الثراء؟

لماذا يعطى المستثمر في مصر اعفاءات ضريبية ويعطي اراضي مجانية او في احسن الأحوال يقوم بدفع قيم رمزية ويستلم الأرض كاملة الخدمات وفي النهاية لا يقدم للبلد مُنتَج او يوفر لها عملة صعبة اويخضع لأي نوع من الرقابة او المحاسبة .. فينتفع بالارض والخدمات دون ان يفيد البلد بشيء! وما هي المعايير التي يتم اعطاء هؤلاء المستثمرين اراضي كاملة المرافق بدون ان يتكلفوا ثمنها على اساسها؟

كان يمكن استرجاع الأموال المنهوبة والمهربة بدلا من خروج جميع لصوص المال العام براءة وسجن ستين الف شاب من الشباب المصري الواعد الذي لم يرتكب جرما بطلبه تحقيق العدالة واصلاح حال البلد.

اين عوائد ذهب منجم السكري واين خامات وموارد البلد وماذا يُفعل بها؟
لماذا لا تقدم الحكومة كشف حساب بما حققته في مجال السياحة او الصناعة او الزراعة .. نريد نتائج حقيقية على الأرض وليس مجرد كلام في الهواء او مشروعات هلامية لا تُنتج ولا تُشغّل يد عاملة.

لا تحدثني عن الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة وانت لا تملك الا الاقتطاع من قوت وارزاق الطبقات الدنيا لصالح عصابة الـ1% التي استولت على مقدرات البلاد.

لا تحدثني عن الاستقلالية وانت تنفذ املاءات صندوق النقد التي تُوزّع على اكثر من حكومة عربية في نفس الوقت .. ولا هدف لها الا افقار وتجويع واخضاع شعوب تلك البلدان ذات الحكومات المنبطحة المنصاعة.

انتم لم تقدموا شيء واحد ذات جدوى، منذ ان استقر بكم الحكم، البلد في تدهور مستمر ودائم واصبحت حقا وفعلا في ذيل الأمم.

من الذي يدير دفة السفينة نحو القاع؟ .. من الذي يصر على احلال الفوضى والخراب والفقر؟

لماذا كان الحاكم العربي يعتمد في الأغلب الأعم على الخارج في تثبيت وجوده وعلى حماية حملة السلاح له في الداخل فقط .. دون ان يكون لشعبه اي اهمية او رأي في ذلك .. انما يتعامل معهم كقطيع من الخراف التي يجب عليها الانصياع لعصاه دون تذمر؟

لماذا .. ولماذا؟ .. وهل بقي لنا من امل هنا؟ .. هل الحل الوحيد في الرحيل؟ ..

حتى ابواب الرحيل تغلقونها بالف الف قفل، اللهم الا الرحيل الى الأخرة فيبدو ان هذا هو الباب الوحيد الذي اصبح مفتوحا على مصراعيه في بلد تقدم لك كل اسباب الموت في كل لحظة ومن كل حدب وصوب.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر في المزاد
- العائشون في الوهم .. نظرة من الجانب الأخر
- من الذي يريدها سوريا؟
- مواطن عادي .. في دولة العسكر
- سارق الأحلام
- الأخ الأكبر يعد انفاسك
- الرؤوس التي قد اينعت .. وحان وقت قطافها
- حوارات .. غير بنّاءة
- الذين فجروا في الخصومة
- النقطة البيضاء في الثوب الأسود
- هذا المسلسل .. يأتيكم برعاية أمن الدولة
- المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق
- العنصرية والتدين الزائف .. معارك الفقراء
- الفتنة الطائفية .. في شبه الدولة المصرية
- السلام .. والسلام الدافئ
- العسكر .. في اللغة
- كتائب العار وتقنين التزييف
- حذاء ميسي وتقرير جنينة .. والمسكوت عنه في مصر
- طائفيون يدعمون الارهاب
- خدش حياء مجتمع فاقد للحياء


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان محمد السعيد - إصلاح .. أم افقار؟