أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - اللاجئون الفلسطينيون واثار اوسلو.. لماذا تتناقض الحقوق والخدمات مع التطلعات الوطنية















المزيد.....

اللاجئون الفلسطينيون واثار اوسلو.. لماذا تتناقض الحقوق والخدمات مع التطلعات الوطنية


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 09:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


هل تنحصر التأثيرات سواء كانت ايجابية أو سلبية لاتفاق اوسلو بسكان المناطق المحتلة, ام تتغلغل الى البنية الاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين ولا سيما خارج ارض فلسطين لتكوّن التأثيرات الاوضح والاكثر عمقاً.
العديد من المتابعين ومعهم غالبية القيادات الفلسطينية والنخب الاعلامية عادة ما تحصر دعوتها الى انتفاضة ثالثة – منتظرة- بسكان المناطق المحتلة حصراٍ, وهو ما يعني تبنيا وان بشكل مستتر لخروج اللاجئين الفلسطينيين في الخارج عن مضمون واليات المشروع الوطني الفلسطيني وانحسار دورهم بالتضامن والدعم الوجداني والعاطفي.
الموضوع الذي يشكل نقلة نوعية في تقدم او تراجع المضي في تحقيق انجازات جدية في موضوع الحقوق والتطلعات الوطنية للفلسطينيين , هو ذلك السؤال المتعلق بالعلاقة ما بين " الوطني" و " الديمقراطي" , بين المصالح الاستراتيجية الوطنية والمصالح التكتيكية اليومية , الاجابة على هذا السؤال وان اختلفت بحكم الخلفيات بين القوى السياسية والنخب الاعلامية والثقافية , الا انها لم تأخذ مداها الحقيقي رغم محوريتها وعجزت عن تقديم اجابات شافية عن الكثير من الاسئلة الاخرى ذات الصلة , ما هو متعلق بالاولويات بحسب كل جغرافية فلسطينية, و التأثير المتبادل ما بين الجغرافيات المتعددة, وسائل تأطير واستنهاض الناس , اشكال واساليب النضال.... الخ.
الحديث الدائم عن الاستراتيجيات الفلسطينية ما لم يقدم اجابة شافية ومتفق عليها على هذا "الموضوع, تتجاوز العصف الذهني الى الاداء الجماعي, يبقيها معرضة للاهتزاز والتبدل الدائم على ايقاع احداث الاقليم.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان باتوا اشبه بـ " فلادمير" , و " استراغون" شخصيات مسرحية صاموئيل بيكيت " انتظارغودو", اصبح اللاجئون قابعين بدون اي فعالية بانتظار فرج يأتي.
"غودو" الفلسطيني اي "حق العودة" راسخ في الوجدان والعاطفة الفلسطينية , ولكن العقل الفلسطيني لم يستطع استثمار هذا الكنز وترجمته اداءً مقنعا مما ولد حالة احباط عارمة, لا يسعف الكلام العلني الرسمي والشعبي عن التمسك بحق العودة عن اخفاء الحقيقة المرة و الموجعة والتي تملأ الغرف المغلقة و على المستويات كافة رسمية وشعبية ضجيجا" وهمساً عن سراب الانتظار وموضوعية البحث عن الحل الفردي.
ما يؤذن الى الاعلان الفج عن هذه الحقيقة المرة , ان الاساس الموضوعي لها ينبت وينمو امامنا وبيننا بوضوح ودون اكتراث, بل والبعض الفلسطيني في مواقع المسؤولية الرسمية والمعنوية يساهم بوضوح وان بحسن نوايا او سوء تقدير في نمو هذا الاساس.
الفصل الميكانيكي ما بين التطلعات الوطنية والحقوق الانسانية و الخدمات الاساسية هو من اوجد هذا الاساس, والاسهام الفلسطيني وان عن حسن نوايا واضحة او عن اصرار وتعمد سياسي ادى لولادة فكرة المقايضة ما بين الحقوق الوطنية "العودة" والحقوق الانسانية والاجتماعية والخدمات, ما يسمعه العشرات من الموفدين الاجانب واخرهم السيدة سيغريدا كاغ ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان من ممثلين سياسيين وشعبيين عن اللاجئين في لبنان على ان البديل عن تحسين الخدمات وتأمين الحقوق هو"اعادتنا الى فلسطين " او عن الحملات الاعلامية التي تقايض بين الخدمات او الذهاب الى الاعتصام على الحدود الفلسطينية-اللبنانية.
ان هذا الكلام الذي يتكرر على لسان الغالبية الساحقة من القيادات السياسية والفصائلية والنخب الشعبية والمجتمعية منذ اتفاق اوسلو, ان عدم تحسين الخدمات سيجبرنا الى الانطلاق الى الحدود والاعلان عن ايذان البدء بمعركة العودة .وكأن اللاجئون يقدمون اعترافاً مسبقا ومسجلاً في ظل العولمة التكنولوجية وثورة الاتصالات" عن الاستعداد للمقايضة الفعلية ما بين الحقوق الاجتماعية وتحسين الخدمات الضرورية الاساسية او الانتظار الدائم"دون فعل وتأثير" لـ " حق العودة"
لا شك ان تفاهمات اوسلو الاول (1993) توقفت امام معضلة اللاجئين بعيداً عن اي اوهام اخرى, وان اعادة احياء اوسلو باتت بحاجة ماسة الى ايجاد حل ما لقضية اللاجئين وهو ما يدعو افتراضا الى اوسلو "2" الذي يقوم اساسه على عناوين تحسين الخدمات الانسانية والمعيشية وتلبية الحقوق الانسانية كبداية لحل التوطين او الهجرة او كليهما معا .
امام الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية تسلل التمويل الغربي المحترم الذي احدث تغيرا نوعيا في الوعي والاداء الجماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان ولاسيما من خلال تجزيء قضايا الفئات الاجتماعية الفلسطينية "قضايا المرأة"- الشباب-كبار السن"الخ. ووضع رزمة حلول لها في اطار فك ارتباطها بالهموم العامة ولا سيما التطلعات الوطنية.
لقد جاء التمويل الغربي في لحظة تبدلات نوعية على الصعيد الوطني و المجتمعي للاجئين الفلسطينيين لعل ابرزه انهاء الحالة العسكرية والامنية الفلسطينية في لبنان " نتائج اتفاق الطائف) مع ما افرزته من تراجع اقتصادي عام على اللاجئين في لبنان وانسجام قوى سياسية و فصائلية فلسطينية مؤثرة مع الجو التسووي العام في المنطقة " مؤتمر مدريد" ولا حقا " اوسلو" , وتأثيره على انهيار التماسك الجماعي " اهداف و دور" لصالح البحث عن حلول فردية , بحيث بات ثلثا المجتمع الفلسطيني في لبنان مهاجرين والباقون مشاريع مهاجرين.
لم يقدم الاداء الفلسطيني سواء من القوى المؤيدة ل"اوسلو" او المعارضة له اي اجابات جدية او اداء مقنع لجمهور اللاجئين في اي من القضايا الوطنية , سيما اشعاره بان مستقبله مطروح على الاجندة, او تأمين دور له في اطار النضال الوطني, ان الحالة التي يعيشها اللاجئون في لبنان يمكن تلخيصها بانهم محرومون من العودة وفي ذات الوقت محرومين من النضال في سبيلها, او في اي من الملفات الحقوقية او الخدماتية الا من خلال العمل على المناشدة والتمنيات في اطار نظرية العلاقات العامة المقتصرة على لقاءات النخب.
اللاجئون في لبنان باتوا في حالة احباط عامة ليس بفعل استحالة تحقيق الاهداف بل وايضا بفعل عدم الايمان بالاداء او الاقتناع بانه قادر على الوصول الى اي نتائج ولو متواضعة.
تتسلل في هذه الايام بكثافة , العديد من المؤسسات التمويلية الغربية, البعض منها بعنوان رسمي والاخر تحت عناوين انسانية تستهدف ملفات خدمات من المفترض انها في اطار مهمات الاونروا, والملاحظ ان المانحين يغدقون على دعم هذه المؤسسات وتمويلها الوافر و يتباخلون عن اسهامهم في اطار موازنة الانروا, مما يحول الشكوك والمخاوف لدى اللاجئين الى يقين حول حقيقة الاهداف الداعية الى شطب مؤسسة الانروا واستبدالها بعدة مراكز اشراف على الخدمات. اللاجئون ينظرون الى الانروا باعتبارها عنوان وحدة قضية اللاجئين في الاقطار الخمسة , و يتخوفون بان ما يجرى على ارض الواقع هو تجزيء لقضيتهم و تحويلها الى مجموعات متناثرة يسهل التعامل معها وفق كل خصوصية على حده , في اسقاط لتجزيء الشعب بقضيته الوطنية العامة الى مجموعة قضايا منعزلة تخص كل فئة اجتماعية على حدة.
ان التعامل مع الملفات الحقوقية والخدماتية في اطار المناشدة والتمنيات وفي اطار العناوين الفرعية ك" الانروا" مثلا بمعزل عن الدول المانحة , او جهة حزبية بعينها بمعزل عن حكومة الدول المضيفة, هو تعبير عن فك ارتباط القضايا الحقوقية والخدماتية عن التطلعات الوطنية.
ان الربط بين الحقوق والخدمات مع التطلعات الوطنية يقوم على اساس توضيح حقيقة الاستهداف وتحديد الجهات المعنية بمصدره و الاعتماد على اليات الضغط والتأثير الشعبي , كالمطالبة بالخدمات من قبل الانروا من خلال توجيه البوصلة نحو الدول المانحة اي الدول الكبرى و من خلال اليات الضغط والتأثير التي ترتقى بالتدريج بالاهداف من تحسين الخدمات وزيادة الاسهام في موازنة الانروا وصولاً الى الضغط على دولة الكيان لاجبارها بالخضوع لقرارات الشرعية الدولية, في هذا الاطار تصبح الانتفاضة الثالثة المنتظرة ليست حكراً على جغرافية فلسطينية بل تمتد الى سائر الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده وفق خصوصيات في المطالب والاهداف وتميز بالاساليب والاشكال وفق القدرات والامكانيات.
اي خطوات اجتزائية وحصرية انما تعني فك الارتباط ما بين الوطني والحقوقي وتسهل عملية تصفية قضية اللاجئين. وهذا ما يريده اوسلو.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 23 عاما على أوسلو اسقاط اوسلو بين الواقعية والامنيات
- السلاح الفلسطيني في لبنان: ضرورة أم عبء
- ملف الاعمار والترميم مرآة اللجوء الفلسطيني في لبنان
- ربات البيوت في عين الحلوة .... فئة مهمشة ومشاريع تنموية ليست ...
- عشر سنوات على حرب تموز.. اسرائيل من ذروة القوة الى دولة القل ...
- القضية الفلسطينية بين خياري التسوية والمقاومة.. حتى لو, لا ت ...
- النازحون الفلسطينون من سوريا بين تخلي المعنيين ومغناطيس الهج ...
- دراسة الانروا الجديدة : السياسي المضمر والخدمات المتراجعة
- السفارة الفلسطينية في لبنان من حضن للطيف السياسي المتنوع الى ...
- لكي لا ننسى .. شهداء 23 نيسان 1969 ... تاريخهم المضئ.. حاضرن ...
- على أعتاب المفاوضات مع الانروا .. إستراتيجيه حقوق ام مطالب ا ...
- على أبواب المفاوضات.. شخصنة المواجهة مع الانروا: مصلحة ام ضر ...
- إسهاما في النقاش مع بيرسيو .. المشاركة الشعبية أولا.. وأخيرا
- خلية ازمه الانروا ... معركة نفوذ ام حقوق
- التكامل في الأدوار بين الجدل العقيم والأداء الباهت
- في ذكرى انطلاقة الثورة،... فلتتجدّد الثورة
- لماذا تتحول لجان الأحياء في عين الحلوة إلى مبنى فصائل
- الأداء الفصائلي سبباً أولاً … ولماذا لا نهاجر…؟
- المحاور الاقليميه و ما يجري في فلسطين
- خطاب ابو مازن و الاستخدام المتدرج لاوراق القوه...(2)


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بهلول - اللاجئون الفلسطينيون واثار اوسلو.. لماذا تتناقض الحقوق والخدمات مع التطلعات الوطنية