أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد جلال - أزمة التعليم في المغرب...هل هي إنذار بانبعاث مأساة 23مارس 1965؟















المزيد.....

أزمة التعليم في المغرب...هل هي إنذار بانبعاث مأساة 23مارس 1965؟


محمد جلال

الحوار المتمدن-العدد: 5333 - 2016 / 11 / 4 - 00:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تتوالى المخططات التخريبية التي تصدرها الحكومة في قطاع التعليم، على غرار باقي القطاعات العمومية الأخرى، وآخر هذه المخططات هو المخطط المنظم لمباريات التعليم في المغرب، والذي يقضي بتوظيف أساتذة التعليم العمومي وفق نظام التعاقد، وهو ما يعنى أن المدرسة العمومية المغربية ستصبح مجالا للمزايدة والمفاضلة بين الأطر العاملة في القطاع، علاوة على أن التعليم سيغدو مع هذا النظام الجديد مجالا ربحيا بامتياز، وسيساهم في تعطيل روح الإبداع عند الأستاذ الذي حكم عليه بعقد مجحف لا يراعي أدنى شروط كرامة الموظف.
إن التوظيف بالتعاقد يعني قتل الوظيفة العمومية، ومعها الإجهاز التام على مكتسبات الشعب المغربي. كما أنه سيفتح الباب على مصراعيه لجعل المدرسة العمومية المغربية مكانا للضحالة والرداءة والانحطاط، فلن يتعامل المدرس المتعاقد مع التلاميذ إلا باعتبارهم سلعة، وهو ما يعني تلاشي مجموعة من القيم التي يناط بالمدرسة العمومية ترسيخها، من قبيل قيم المسؤولية والتنافسية والحرية والابتكار، ولن يضع الأستاذ المتعاقد في اعتباراته مفاهيم من قبيل"الجودة، التميز، التنافس...الخ" بل سينظر فقط إلى تعاقده وما سيترتب عن هذا التعاقد.
لقد ظلت المدرسة العمومية المغربية لعقود شيئا "مقدسا"، فمنذ انتفاضة 23 مارس سنة 1965 بالبيضاء لم يجرؤ النظام المغربي على المس بالمدرسة العمومية المغربية، إلى أن أتت الحكومة الحالية، التي بدأت في اعتماد سياسة خطيرة قد تزعزع أركان الوطن وتهدد السلم والأمن الاجتماعيين بالمغرب.
وقد سبق أن نبهنا إلى خطورة المساس بالمدرسة العمومية المغربية في مقال صدر في ذكرى انتفاضة 23 مارس المجيدة، وهي الانتفاضة التي سالت فيها الدماء الزكية عندما أغرقت شوارع الدار البيضاء بدماء أبناء شعبنا لدفاعهم البطولي عن قضية التعليم ولاحتجاجهم على سياسة الدولة التي أعلنت قرارا يقضي بطرد عدد واسع من التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا .عبر منشور صدر في 19 فبراير 1965 من قبل وزير التعليم يوسف بلعباس.
إن مخطط التوظيف بالتعاقد في مجال الوظيفة العمومية سيكون له بلا شك عواقب خطيرة على المغرب، وسيؤدي حتما إلى اختلالات عميقة وخطيرة في مجال الوظيفة العمومية، وستنتفي معه الكفاءة وتستشري المحسوبية والزبونية، وهو ما يشكل إعداما فعليا للوظيفة العمومية بالمغرب وعلى رأسها قطاع التعليم ومخرجاته.
وفي ظل هذه الأزمة التي تود الحكومة جعلها أمرا ساريا يطرح السؤال: ما مستقبل المدرسة العمومية المغربية؟ وأي جودة يمكن أن نتحدث عنها في ظل التوظيف التعاقدي؟ (ومن الغرابة أن تتحدث وزارة التربية الوطنية في مذكرتها المنظمة لمباريات التربية والتعليم، التي تشرف عليها الأكاديميات الجهوية، والصادرة في 1 نونبر 2016 عن الجودة التي قرنتها بالتوظيف بالتعاقد!)، ألا تعاني المدرسة العمومية المغربية من خصاص كبير على مستوى الأطر التعليمية وعلى مستوى البنيات والتجهيزات؟
إن الحلول الترقيعية التي تنهجها الحكومة المغربية في مجال الوظيفة العمومية في المغرب لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، وأي حل جزئي وترقيعي لن يؤدي إلا إلى مراكمة المزيد من الفشل الذي ينخر شتى القطاعات العمومية بالمغرب.
لقد أعلنت الحكومة الحالية في التقرير الذي أعدته بعد ما سمي ب"اللقاءات التشاورية حول المدرسة المغربية"، عن ضرورة "عدم إقحام المدرسة في الصراعات الحزبية والنقابية والإيديولوجية واعتبارها شأنا سياديا غير قابل للمزايدات السياسية." والحال أن الحكومة الحالية أدخلت المدرسة المغربية في شتى أنواع الصراعات، بل لقد جعلت منها مجالا للمزايدات السياسية، من هنا نطرح السؤال، هل تود الحكومة الحالية أن تحيي الماضي الأليم بسياساتها الارتجالية؟ هل تود الحكومة أن تطبق ما فشل فيه بلعباس سنة 1965؟
وقد اعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين المدرسة العمومية المغربية هي القضية الوطنية الأولى بعد قضية الوحدة الترابية، ومن الواضح أن الحكومة الحالية، عبر السياسة التي تنهجها، تحاول جعل هذه القضية مجالا للصراع، والأكيد أن نتائج هذا الصراع لن تكون محمودة إن لم تتراجع الحكومة المغربية عن مخططاتها التخريبية.


تتوالى المخططات التخريبية التي تصدرها الحكومة في قطاع التعليم، على غرار باقي القطاعات العمومية الأخرى، وآخر هذه المخططات هو المخطط المنظم لمباريات التعليم في المغرب، والذي يقضي بتوظيف أساتذة التعليم العمومي وفق نظام التعاقد، وهو ما يعنى أن المدرسة العمومية المغربية ستصبح مجالا للمزايدة والمفاضلة بين الأطر العاملة في القطاع، علاوة على أن التعليم سيغدو مع هذا النظام الجديد مجالا ربحيا بامتياز، وسيساهم في تعطيل روح الإبداع عند الأستاذ الذي حكم عليه بعقد مجحف لا يراعي أدنى شروط كرامة الموظف.
إن التوظيف بالتعاقد يعني قتل الوظيفة العمومية، ومعها الإجهاز التام على مكتسبات الشعب المغربي. كما أنه سيفتح الباب على مصراعيه لجعل المدرسة العمومية المغربية مكانا للضحالة والرداءة والانحطاط، فلن يتعامل المدرس المتعاقد مع التلاميذ إلا باعتبارهم سلعة، وهو ما يعني تلاشي مجموعة من القيم التي يناط بالمدرسة العمومية ترسيخها، من قبيل قيم المسؤولية والتنافسية والحرية والابتكار، ولن يضع الأستاذ المتعاقد في اعتباراته مفاهيم من قبيل"الجودة، التميز، التنافس...الخ" بل سينظر فقط إلى تعاقده وما سيترتب عن هذا التعاقد.
لقد ظلت المدرسة العمومية المغربية لعقود شيئا مقدسا، فمنذ انتفاضة 23 مارس سنة 1965 بالبيضاء لم يجرؤ النظام المغربي على المس بالمدرسة العمومية المغربية، إلى أن أتت الحكومة الحالية، التي بدأت في اعتماد سياسة خطيرة قد تزعزع أركان الوطن وتهدد السلم والأمن الاجتماعيين بالمغرب.
وقد سبق أن نبهنا إلى خطورة المساس بالمدرسة العمومية المغربية في مقال صدر في ذكرى انتفاضة 23 مارس المجيدة، وهي الانتفاضة التي سالت فيها الدماء الزكية عندما أغرقت شوارع الدار البيضاء بدماء أبناء شعبنا لدفاعهم البطولي عن قضية التعليم ولاحتجاجهم على سياسة الدولة التي أعلنت قرارا يقضي بطرد عدد واسع من التلاميذ من المدارس والثانويات، وحرمانهم من اجتياز امتحان شهادة الباكالوريا .عبر منشور صدر في 19 فبراير 1965 من قبل وزير التعليم يوسف بلعباس.
إن مخطط التوظيف بالتعاقد في مجال الوظيفة العمومية سيكون له بلا شك عواقب خطيرة على المغرب، وسيؤدي حتما إلى اختلالات عميقة وخطيرة في مجال الوظيفة العمومية، وستنتفي معه الكفاءة وتستشري المحسوبية والزبونية، وهو ما يشكل إعداما فعليا للوظيفة العمومية بالمغرب وعلى رأسها قطاع التعليم ومخرجاته.
وفي ظل هذه الأزمة التي تود الحكومة جعلها أمرا ساريا يطرح السؤال: ما مستقبل المدرسة العمومية المغربية؟ وأي جودة يمكن أن نتحدث عنها في ظل التوظيف التعاقدي؟ (ومن الغرابة أن تتحدث وزارة التربية الوطنية في مذكرتها المنظمة لمباريات التربية والتعليم، التي تشرف عليها الأكاديميات الجهوية، والصادرة في 1 نونبر 2016 عن الجودة التي قرنتها بالتوظيف بالتعاقد!)، ألا تعاني المدرسة العمومية المغربية من خصاص كبير على مستوى الأطر التعليمية وعلى مستوى البنيات والتجهيزات؟
إن الحلول الترقيعية التي تنهجها الحكومة المغربية في مجال الوظيفة العمومية في المغرب لن تؤدي إلا إلى تعميق الأزمة، وأي حل جزئي وترقيعي لن يؤدي إلا إلى مراكمة المزيد من الفشل الذي ينخر شتى القطاعات العمومية بالمغرب.
لقد أعلنت الحكومة الحالية في التقرير الذي أعدته بعد ما سمي ب"اللقاءات التشاورية حول المدرسة المغربية"، عن ضرورة "عدم إقحام المدرسة في الصراعات الحزبية والنقابية والإيديولوجية واعتبارها شأنا سياديا غير قابل للمزايدات السياسية." والحال أن الحكومة الحالية أدخلت المدرسة المغربية في شتى أنواع الصراعات، بل لقد جعلت منها مجالا للمزايدات السياسية، من هنا نطرح السؤال، هل تود الحكومة الحالية أن تحيي الماضي الأليم بسياساتها الارتجالية؟ هل تود الحكومة أن تطبق ما فشل فيه بلعباس سنة 1965؟
وقد اعتبر الميثاق الوطني للتربية والتكوين المدرسة العمومية المغربية هي القضية الوطنية الأولى بعد قضية الوحدة الترابية، ومن الواضح أن الحكومة الحالية، عبر السياسة التي تنهجها، تحاول جعل هذه القضية مجالا للصراع، والأكيد أن نتائج هذا الصراع لن تكون محمودة إن لم تتراجع الحكومة المغربية عن مخططاتها التخريبية.







#محمد_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى والتراجيديا عند نيتشه
- آراء الفارابي في تعليم الفلسفة وتعلمها
- 23 مارس -جروح التعليم لم تشفى بعد-
- -إشكالية التأخر التاريخي- من منظور عبد الله العروي
- الطريق معوجّة ... والمقصد مستقيم
- ثرثرة الصغار !!
- الإنسان قفل .. مفتاحه الكلام !!
- عصير العفول !
- يكبرون ولا ينضجون
- الخلاف في الرأي يفسد للود ألف قضيه
- القضية الفلسطينية و صورة العرب و المسلمين في مخيال إسرائيل و ...
- أساطير الفيضان الإبراهيمية - الجزء الرابع
- تجارة الوهم
- أساطير الفيضان الإبراهيمية - الجزء الثالث
- العاهرة والبرجوازي -قصة قصيرة-
- أساطير الفيضان الإبراهيمية - الجزء الثاني
- أساطير الفيضان الإبراهيمية - الجزء الأول
- المجتمع المغربي كبنية تناقضية
- الأخلاق أم الدين
- الكُرد والكورد


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد جلال - أزمة التعليم في المغرب...هل هي إنذار بانبعاث مأساة 23مارس 1965؟