أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري















المزيد.....

سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5332 - 2016 / 11 / 3 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخيار بين مرض الطاعون وبين مرض الجدري، هو يشبه الخيار بين المرشحَيِن هيلاري كلينتون ودونالد ترامب بالنسبة للناخب الامريكي او حتى المراقب الخارجي.
ان سرك الفضائح الجنسية الانتخابي الذي نشاهده اليوم يركز بالدرجة الاولى على الفضائح الجنسية لترامب وبيل كلنتون زوج هيلاري المرشحة للرئاسة الامريكية. ويتناول ترامب شخصية هيلاري من زاوية تواطؤها وتسترها على الفضائح الجنسية لزوجها. وهذه الفضائح تعود بنا الى كل الدعايات التي روجت وتروج حول الشيوعية والشيوعيين بأنهم اباحيين، او يدعون الى الاباحية الجنسية. ولكن في كل يوم يثبت بأن كل الدعايات التي تروج ضد الشيوعيين من مختلف التيارات البرجوازية بإسلاميها ودمقراطيها وليبراليها ليس الا تغطية على الاباحية والفضائح الجنسية والقاذورات الاخلاقية لتلك التيارات بأشكالها المختلفة. فاذا كان على سبيل المثال لا الحصر ان زواج المتعة للإسلام السياسي الشيعي الذي شرع الابواب الشرعية له عبر فتح مكتب رسمي له في منطقة الجادرية في بغداد قبل أشهر ويديره صادق الموسوي أحد الشخصيات الاسلامية وتبوء مركزا مهما في هيئة الاعلام، هو اطلاق للدعارة والبغاء بشكل علني وبحماية الحكومة والمليشيات الشيعية، فأن فضائح التيارات الديمقراطية والليبرالية في سرك الفضائح الجنسية للانتخابات الامريكية ليس اقل وطأة من الاباحية الجنسية لأكثر التيارات البرجوازية متعفنة ورجعية مثل الاسلام السياسي الشيعي.
بيد ان ما يكشف عن شدة مرارة هذا الخيار، الخيار في اختيار بطل سرك الفضائح الجنسية، هو الانحطاط الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام الامريكية لحرف انظار المجتمع الامريكي عن البرامج الاقتصادية والسياسية على الصعيد الداخلي والخارجي للهيئة الحاكمة ومرشحيها، الطاعون والجدري، اي كلنتون وترامب.
وفي الحقيقة ما توصلت اليها لعبة السرك التي هي مشاهدة ومتابعة الانتخابات الامريكية، هي تتويج للانحطاط الاخلاقي والسياسي للطبقة الرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية. فلقد تحولت المنافسة بين المرشحَيِن الى منافسة في نشر غسيل فضائح بعضهما. وهذه المنافسة اضافة الى انها تعكس المحتوى الاخلاقي والسياسي للطبقة البرجوازية، فأنها مغرضة ومخطط لها من اجل تبليه وتحميق وتضليل المجتمع وحجب حقائق هذه الطبقة التي تعتاش على عرق وكد العمال. فليس هناك اي طرف يتحدث عن اتفاقية التجارة الحرة عبر المحيط الهادي التي وقعها اوباما مع ثلاثة عشرة دولة، وتعني توسيع رقعة البطالة في الولايات المتحدة الامريكية بنقل الشركات الامريكية الى الطرف الاخر في بلدان المحيط الهادي، ومن الجانب الاخرى فرض شروط عمل قاسية على الطبقة العاملة في تلك البلدان لتصنيع سلع رخيصة قادرة على المنافسة في السوق الرأسمالية.. لا احد يتحدث عن العنصرية المتجذرة في الشرطة الامريكية التي تقتل السود بدم بارد، او التعامل العنيف للشرطة في الشارع وفي السجون الامريكية التي ادانتها منظمة "هيومان رايتس وتش"، لا احد يتحدث عن مآسي المهاجرين من المكسيك الى الولايات المتحدة الامريكية والتعامل العنصري لدائرة الهجرة معهم. ولا احد يتحدث عن معاملة الشركات ورجال الاعمال مع العمال المهاجرين في فرض شروط عمل قاسية عليهم من جهة ومن جهة اخرى وفي حالات عديدة اما يماطلون في دفع الاجور لهم او يتنصلون من الاساس بعدم دفع الاجور مستغلين لا قانونية وجودهم في الولايات المتحدة الامريكية. ولا احد يتحدث من ابطال السرك عن اللوبيات مثل "اتحاد المستشفيات" و "اتحاد الطب الامريكي" وسعيهما الدؤوب دون حصول المواطن الامريكي على طبابة مجانية او مدعومة من الدولة. لا أحد يسلط الضوء على دعم الادارة الامريكية الحالية للإسلام السياسي الذي يسمونه كذبا وخداعا ونفاقا بالإسلام المعتدل المتمثل بإخوان المجرمين اي اخوان المسلمين وجبهة النصرة واحرار الشام وفتح الشام وجيش الفتح وقبل ذلك ابو بكر البغدادي الذي اعلن بزوغ فجر دولة الخلافة البربرية والوحشية، للإجهاض على الثورتين المصرية والتونسية ونسيمهما من اجل الحرية والخبز والرفاه والعيش الكريم. لا أحد يتحدث عن ما فعلته الادارة الامريكية الحالية الديمقراطية وبالتعاون مع بريطانيا وفرنسا بالدرجة الاولى وتحت مظلة حلف الناتو في تحويل ليبيا واليمن الى دول فاشلة. لا أحد يتحدث عن الادارة الامريكية التي تغض النظر عن كل جرائم اسرائيل بقيادة نتنياهو ضد الفلسطينيين.
ان الطبقة الرأسمالية الحاكمة في امريكا تعيش أكثر فترات سعادتها وفرحها بالسرك الانتخابي الذي ابطاله ترامب وكلنتون. ان هذه السعادة تكمن عندما يخيم على ذهنية العمال بفعل الاعلام المأجور، بأنهم ليسوا طبقة واحدة في مواجهة الطبقة الرأسمالية الامريكية وممثليها ترامب وكلنتون، بل يقسمونهم الى بيض او سود البشرة، مكسيكيين او امريكيين بيض، مسلمين او مسيحيين، مهاجرين او من الاصول الاوربية، وبأن المنقذ ترامب الذي يكن العداء والعنصرية للماهية الانسانية. اي بعبارة اخرى، يٌنَسَوّنَ العمال او يخدعونهم بأن ترامب وكلنتون ممثلي الطبقة البرجوازية التي تعتاش على فائض قيمة عملهم، وانهما عدو طبقي واحد ويتنافسان على طريقة استثمارهم بأفضل الطرق لدر الارباح. وتكمن سعادتها ايضا بتضليل المجتمع الامريكي بامتياز عن كل ما يدور من سياساتها المناهضة للإنسانية.
اليس من السخرية، ان يصور الاعلام بأن أقذر شخصية جلبتها النخبة الحاكمة الامريكية مثل هيلاري كلنتون تمثل نساء الولايات المتحدة الامريكية، وانها المدافعة عن حقوق المرأة. تلك المرأة الكاذبة والمنافقة والوصولية والانتهازية ولا يهمها اي شيء سوى مصالحها الشخصية ومصالح اصحاب البنوك والشركات والمؤسسات المالية التي تقف ورائها. لقد كانت واحدة من المدافعين عن سياسة الحرب على العراق وغزوه، وبعد ذلك وحسب مصالحها غيرت من موقفها، وهي من مهدت لظهور دولة الخلافة الاجرامية عندما شغلت منصب وزيرة الخارجية في الدورة الاولى لولاية اوباما ودعمت بكل قوة الجماعات الاسلامية في شمال افريقيا وسورية. ان هيلاري كلينتون رمزا للمرأة البرجوازية التافهة التي لا تختلف عن اخلاقيات دونالد ترامب الا بتفننها واتقانها للكذب والنفاق كمهنة، في حين يفتقر ترامب الى تلك المؤهلات.
للمعجبين بالديمقراطية الامريكية عليهم الاستمتاع بمشاهدة هذا السرك، فلا خيار امامهم اما الطاعون او الجدري.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟
- الاوغاد لا يقضون على داعش
- سكان الموصل ومصير دولة الاسلام الشيعي
- الاوضاع السياسية في العراق.. ملاحظات اولية حول تقسيم العراق ...
- فاشية الدولة التركية والاستحقاق السياسي في العراق
- انهم يذرفون الدموع على حلب! ما امس الحاجة اليوم الى اممية ما ...
- سمير عادل -عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العرا ...
- الطبقة العاملة وحرامية الخضراء ومناسبة العاشوراء
- تقسيم العراق نحو تقسيم الكعكة
- مجلس السياسات الاستراتيجية بين معركة الموصل وصك الاسنان
- مجلس النواب ودكتاتورية الحرامية
- اقالة العبيدي: رسالة للجماهير واخرى للإخوة الاعداء
- عصابات العشائر وعشائر العصابات
- دفاعا عن ناهض حتر..في الدفاع عن حق الرأي والتعبير
- عام على مهزلة اصلاحات العبادي.. عام من نشر الاوهام
- ترامب لم يقفز من السماء
- العامل وعضو البرلمان
- التعليم الجامعي وابناء العمال والكادحين هدية صندوق النقد الد ...
- ما وراء الاستعراض العسكري في ساحة التحرير


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري