أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - وعد بلفور لم يكن البداية















المزيد.....

وعد بلفور لم يكن البداية


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 18:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


وعد بلفور لم يكن البداية
محمود فنون
1/11/2016م
ليس صحيحا أن مسألة استعمار فلسطين بدأت بوعد بلفور عام 1917م.
كما انه ليس صحيحا أن وعد بلفور كان بمثابة فكرة من بلفور تشكلت في رأسه واستغل منصبه كوزير للخارجية
من اجل تمريرها ، بل هي سياسة الحكومة البريطانية كما جاء في نص الوعد ذاته "
,"وزارة الخارجية
تشرين الثاني/ نوفمبر1917م2
عزيزي اللورد روتشيلد:
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية وقد عرض على الوزارة وأقرته.
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتي بعمل من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ولا بالحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى..
وسأكون شاكراً لو تكرمتم بإحاطة الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جميس بلفور"
هذا مع العلم ان السياسة البريطانية بدأت تتشكل بهذا المنحى منذ اربعينات القرن التاسع عشر وقبل وجود الحركة الصهيونية ذاتها .

إن وعد بلفور هو صيغة مكثفة لسياسة حكومة بريطانيا تجاه فلسطين تشكلت وتبلورت خلال ما يزيد على نصف قرن من الزمان ، وهي سياسة تشاركت فيها مع الدول الأوروبية وامريكا الشمالية كسياسة دولية في حينه .
فلا يجوز ان تظل عقلية المراجعة الفلسطينية والعربية لتاريخ القضية الفلسطينية محجوزة في بوتقة مفادها ان الحركة الصهيونية أقنعت بلفور وضحكت عليه أو أقنعت أو أغرت عددا آخر من زعماء العالم ومثقفيه وإعلامييه لتتبنى وجهة نظرها .إن هذا لا يمنع ان عقلية الحركة الصهيونية ،بمقدار ما هي من النخب الأوروبية ،هي كذلك عقلية استعمارية.
إن زعماء العالم الغربي وقادتهم لم يكونوا مختلفين مع الموقف البريطاني الذي عبر عنه وعد بلفور والذي يقضي بتحويل فلسطين إلى مستعمرة ليستوطن فيها اليهود ويجعلوها وطنهم القومي .
أي ان الأمر لا يتعلق بالهدايا والرشاوي والإسقاط بل هو نتاج الدوافع الإستعمارية والعقلية الإستعمارية التي تكثفت كسياسة بريطانية مدعومة وموافق عليها من مجموعة الدول الغربية.
وقد تحول نص وعد بلفور إلى سياسة دولية رسمية بعد ان نص صك الإنتداب الذي اقرته عصبة الأمم عام 1922م على تكليف بريطانيا بتنفيذه.
من هنا يجب أن نبدأ في فهم السياسة الإستعمارية الغربية ومن هنا يجب أن نبدأ في فهم العقلية الصهيونية . والأهم من هنا نبدأ في فهم العلاقة القائمة حاليا بين حكومة إسرائيل وحكومات الدول الغربية .
فالدول الأوروبية هي الحاضنة للمشروع الصهيوني وهي كانت ولا زالت المتكفلة باستمراره وتوسعه وحمايته وتمويله ، وتذليل كل العقبات التي في المحيط من حوله .دول اوروبا الغربية من السويد والنرويج وحتى مالطا. ومعها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وايضا اليابان. ومن الجدير ذكره ان تفسير تلاقي المواقف بهيمنة بريطانيا على السياسة الدولية سابقا وهيمنة الولايات المتحدة اليوم لا يكفي ، لأن هذه الدول كذلك وبدرجات متفاوتة قد ايدت المشروع من تلقاء نفسها . وتفسير المواقف بهيمنة اليهود على الدول الكبيرة هو تعبير عن سذاجة لا يقبلها عقل البحث العلمي .
إذن فإن نص وعد بلفور هو جوهر السياسة الغربية عموما والذي ينص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ولم يقل في جزء من فلسطين . ولم ينص على إقامة وطن قومي للفلسطينيين في فلسطين ولم يتحدث عن حقوق سياسية للفلسطينيين على الإطلاق لا في كل فلسطين ولا في جزء من فلسطين ، بل فقط عن حقوق مدنية ودينية للطوائف غير اليهودية !!!
إن ما يجري حتى هذه اللحظة هو من ضمن مخطط إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين .
من هنا كان الإعتراف بإسرائيل هو اعتراف بأحقيتها في فلسطين ، هو انسجام مع وعد بلفور وصك الإنتداب لا غير . وهو في سياق سياسة طمس الشعب الفلسطيني وحقوقه . إن فكرة الإعتدال والواقعية التي تغطت بها جهات فلسطينية أعلنت اعترافها بإسرائيل ليس أكثر من مبررات لا تسوغ هذا الإعتراف . بل إن هذا الإعتراف هو تخلي عن الشعب الفلسطيني وحقوقه .
وكذلك ما قامت به الدول العربية التي تعترف بإسرائيل رسميا أو بالممارسة : هي إنما تعترف بإسرائيل ومعها جغرافية الأراضي العربية المحتلة – فلسطين والجولان وبعض أراضي الضفة الشرقية من النهر . فإسرائيل مقامة على جغرافية فلسطينية وعربية وليست أراضي في قارة أخرى .
إنه ليس للإعتدال والتطرف أي دخل في هذا الأمر : فأراضي فلسطين هي حق للشعب الفلسطيني بشكل خاص والأمة العربية بشكل أوسع ولا غير ولا غير .
إن الإعتدال لا يقضي بأن تتنازل عن وطنك للمعتدين المغتصبين . وفي سبيل هذا التنازل تتسلح بتجارب شعوب ومواقف قوى لا تمت للموضوع بصلة . إن هذ التذرع هو بمثابة تنظير لقبول إسرائيل وترسيخ وجودها في الذهنية الشعبية .
إن القوى الفلسطينية في منظمة التحرير وخارجها التي تواطأت في مواقفها تجاه إسرائيل بالإعتراف بها أو تأييد إتفاقات أوسلو أو احترام الإتفاقات والتعهدات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية إنما تخرج على أساسيات وجود المنظمة وتتعارض معها وتخون أهداف الشعب الفلسطيني في وطنه وتضر إضرارا بليغا بالوطنية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية .
إن التواطؤ قد بدأ بالمبادرة بطرح مشاريع التسوية التي تقوم على بقاء إسرائيل .
إقامة السلطة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل ،إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب إسرائيل ،وأخيرا الدولة الواحدة للشعبين بصيغ مختلفة والتي تعني حق اليهود في الإستيطان في كل انحاء فلسطين مع المحافظة على الحقوق المدنية والدينية للطوائف الأخرى .
إن تجميل الصيغ ومحاولة تبريرها إنما يصب في خانة حق اليهود في الإستيطان في كل فلسطين .
يعني تغيير المفهوم عن اليهود : فبدلا من ان نراهم مغتصبين ومجرمين ، نراهم جيرانا طيبين سواء بصيغ سياسية او صيغ دينية أو بكلتا الصيغتين معا .ليكون هذا بديلا عن الكفاح الوطني ضد الوجود الصهيوني على فلسطين أي من أجل الإستكانة .
إن هؤلاء – قوى وأفرادا، إنما هم في خدمة الصهيونية ومندرجين في السياسات الإستعمارية وخدما لها .
ليس غير النضال من أجل تحرير فلسطين ومن أجل تحرير الأمة العربية وتوحيدها سبيلا للخلاص القومي والإحتماعي وبناء المجتمع الإشتراكي الذي يحقق العدالة الإجتماعية والإنسانية على حد سواء .
.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لم يقله المعلقون على خطاب شلح
- دفن العفن مع استمرار التغني بالماضي هو الحل
- مطلوب تدمير اليمن وتفكيكه اجتماعيا واقتصاديا وجهويا ومذهبيا
- لماذا قتل ناهض حتر ؟
- نعي رفيق وصديق
- خالد مشعل يقول
- أين يقع خالد مشعل
- يا نقب كوني إرادة
- في محكمة عادل سمارة : آمال وهدان هي المتهمة
- لا نظير لمفهومية وجرأة وليد عساف
- أنفاق قطاع غزة ضحية الإعترافات في التحقيق
- دمروا الحركة الطلابية
- ربيحة ذياب اسم وطني
- بيان للتوقيع
- ما المطلوب من حماس حتى تندرج في السياق العام
- طفح الكيل وفاض الزبى
- سقى الله وشعب فلسطين
- هذا اليوم يوم الأرض الفلسطينية
- ما هي شجرة الغرقد؟؟
- داعش تفسر عدم مقاتلتها للعدو الإسرائيلي !!!


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - وعد بلفور لم يكن البداية