أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - من الذى يتأمر علي من !!















المزيد.....

من الذى يتأمر علي من !!


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 10:00
المحور: المجتمع المدني
    


كلما و اجهتنا مشكلة .. رفعنا لافتات ((إنهم يتأمرون علي مصر ))..((إنهم يخربون إقتصاد مصر ))..(( إنهم يمنعون السياحة و دخلها ))..((.إنهم يوقفون مسيرة مصر الظافرة)).
و عندما نتأمل هذه الادعاءات المبنية للمجهول و التي توحي أن العالم قد قرر دعم طرفا شريرا يعيش بيننا أو متصل بأشرار أخرين منتشرين علي سطح الكرة الارضية يكيدون لنا ..نجد أنها كلها ستائر ترفعها جوقة الكورال الحكومي .. لتحجب شمس الواقع بأن هذا النظام الذى يحكمنا نظام فاشل حتي في الكذب .
فلننحي جانبا الاسباب .. فلقد ناقشناها مرارا و قتلناها بحثا .. و هي أننا إبتعدنا بمسافات طويلة عن روح و قوانين المعاصرة التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي .. و أننا لم نتجاوز أزمة التخلف التي عانينا منها خلال قرون التبعية و الاستنزاف الاستعمارى .. و أننا تخيلنا(بسذاجة ) إن ما كان فعالا منذ قرون.. عن وحدة القومية أوالعقائد.. يمكن أن يصلح لزمن أصبح فية العالم قرية صغيرة ذات سوق موحد من لا يجد ما يقدمه له لن يستطيع أن يحصل علي ما يطرح فيه من بضائع إلا بالدين .. وفوائد الدين .. و أعباء تسديد كل منهما .
إذا .. ما العمل .. و قد فاتنا القطار .. بينما كنا في الميضة نؤدى حاجتنا و نتوضاء ببطء و ندردش .. و نتشاجر هل مذهب إبن تيمية هو الصحيح أم الامام مالك !!. ثم نخرج هائجين علي سكان الاحياء المجاورة و موظفي السكك الحديدية .. لانهم لم يوقفوا تقدم القطار و إنتظرونا لنلحق به .
لقد أضعنا الوقت نغثوا و أضعنا الجهد نحاول السعي لايقاف قطار غادر المحطة منذ زمن .. ثم هددنا أمن الجميع فلم يعد هناك من يتعاطف معنا .
لقد وقعت الواقعة .. ولا مجال للانكار او الحزن علي اللبن المسكوب ما الحل !!
نقطة البداية .. أن نفهم .. مجرد فهم ..أن ما نتصوره تأمر هو من طبيعة الحياة المعاصرة ..و أليات السوق .. لا تنخدع في الكلام المعسول المرتب بواسطة خبراء في الدجل و الغش .. ولافي الحديث عن حقوق الانسان التي تتلي عليك و تنتهك يوميا .. ولا عن حسن أو سوء النية الذى لا نتوقف عن الشجار حوله .. في السوق إذا كان معك ما تبادلة فأهلا و سهلا محترما و موقرا من الجميع.. سنقوم بتقيمة و طبقا لاحتياج المتواجدين ستجد من يبادلة بإحتياجاتك ..أما إذا كان ما تقدمة عديم القيمة .. فستحصل علي القليل .. وقد تضطر لان تحصل علي بالات من النفايات و ما يرمي في القمامة .. إنه ليس تآمرا علينا أن تتوقف السياحة ..إنك لم تصنع المناخ المناسب لنموها .. أنظر حولك لتفهم .. في اسبانيا اليونان تركيا إسرائيل السياحة كنز لا يفني و لكنهم يتقنون صنعتهم و لا يقولون للسياح ( إحتشمي يا مرة فيه هنا شباب حيتحرشوا بيك )..الحياة المعقدة القادمة من عمق عمق التاريخ لا تصلح مع مرتديات البيكيني و الشورت وأصحاب الحريةالجنسية بما في ذلك المثلية .
هل كان هذا نموذجا وحيدا؟
الانضباط الامني داخل الامة لا يختلف علية عاقل .. ولكن تحول هذا الانضباط إلي قهر وإرهاب حكومي .. و فساد في الذمم و تكوين عصابات سرقة و دعارة و ترويج مخدرات أبطالها حماة الامن .. فهذا يدل علي خلل مجتمعي لا يمكن فهمة .
إن رجل الشرطة و رجل القضاء من المفترض أنهما ضمير الامة و حراسها يضاف لهم أبناء الاعلام و الثقافة و التعليم .. فإذا ما خربت هذه المؤسسات .. وقد طالها فعلا الخراب .. فأى مجتمع سوف ننتظر و أى شعب هذا الذى سيقيم نهضة .
الحرية ليست مطلبا مطلقا ..إن له قيود و معايير .. و قيود الحرية هي العدالة والديموقراطية و الشفافية ومدى قدرة الفرد علي التعبيرالامن عن نفسة ..إنها قيود علي الحاكم قبل المحكوم .. أما المعايير الخاصة بالحرية فهي الدستور ، القانون ، العقد الاجتماعي المناسب للعصر .. الالتزام بمسارات المجتمع اليومية و التي تشمل أسلوب الحركة في الطريق و إستخدام الملكيات العامة .. النظافة ..العمل الاجتماعي الخيرى.. التصالح مع البيئة و النفس .. و التوقف عن الاضرار بالغير كسلوك و ليس كشعارات مثل ( لا يمكن الاضرار بمحدودى الدخل ) و نحن جميعا نعرف أن 90% من المصريين بالقياسات العالمية محدودى الدخل .
( السوق و قوانينه ، الانضباط الايجابي ، الحرية و حقوق الانسان) هي القواعد التي ترتفع فوقها أبنية المجتمعات الحديثة .. بدون عمل و ما تقدمة لا تتوقع أى تحسن .. وبدون مناخ أمن لا تتوقع إنتظام البشر في أعمال .. و بدون أفراد متعلمين كيف يعيشون في مجتمعات عصرية أحرار لا تتوقع إنتاجا لهذه الاعمال.
(سوق ، إنضباط ، حرية) هذا هو شعار المرحلة.. أين التأمر و المتأمرين الذين يمنعون تحقق هذا .!!
إنه السلوك العام الناتج عن ندرة وضيق الموارد وقلة المتاح (عكس الوفرة ) .. الذى ساد بيننا و تسبب في هذه الفوضي .
لقد كان لدينا الكثير .. سياحة ، قناة السويس ، البترول و التعدين و الذهب ،الزراعة، صناعات مشبعة لاحتياجات السوق المحلي ،عمالة مدربة تطلبها الدول المجاورة بإلحاح، معونات من الخارج و بكثرة..بعض القروض الميسرة و التسهيلات الائتمانية.. سلام يجعل الجيش غير مستهلكا و معاونا لحل أزمات المجتمع.. لقد كانت لدينا السينما و الاغنية و الكتاب و المجلة و الازياء و السيراميك و السجاد و الفواكه و الاعشاب و الزهور .. كلها نقدمها للسوق و تلق قبولا.. ولكن ماذا حدث؟
لقد شاع الفساد .. فسد الجهاز الحكومي ..و سقط الاداء إلي مستوى التدمير من أجل منافع شخصية أنية لافرادة .. ثم تنمر عليناالبعض بالمجتمع يرهبنا بإنهم أسيادنا ، لا يتوقفون عن المطالب و النهم في الحصول علي الدخل الاكبر و الاعظم .. و تسربت الثروة القومية..تسربت الملايين لتصبح بالمليارات ..و يزداد البعض في غيهم .. لا يتوقفون عن إستغلال النفوذ و المضاربة .. وساءت سمعة الحكومة ورجالها و عصاباتهم .. مافيا في كل مكان .. لصوص و شيوخ منسر لا يتوقفون عن النهب.. خداع باسم الدين و بإسم القومية و بإسم إنقاذ هذا الوطن .. والكل لصوص.
لقد جاء الطوفان .. ضع إبنك تحت قدميك و قف فوقه لتنجو .. فلدينا من الابناء الكثيرون.. النساء تحمل و تلد بالملايين .. تسعين مليون شقي في بلد منحوس بذعر الازمة .. يتضارب من أجل السكر و الارز و الوقود و الكهرباء و معونات الحكومة للمتضررين من السيول و الزلازل و حريق القطارات و غرق المراكب التي عليها مهاجرين هاربين من الفاقة .. و يتصارع الجميع من أجل جنية تنخفض قيمته بسرعة غير مسبوقة و غير مسيطر عليه بواسطة حكومة وبرلمان الاسياد .. الذين إنحنينا ليمتطوا ظهورنا .. وهم لا يتوقفون عن جلدنا و لكزنا و سوقنا و نحن مبتهجين نغني لهم.
هذا النظام عديم الكفاءة فاشل .. و المجتمع يحتاج إلي تغييرات راديكالية فيما يخص السوق ، الانضباط ،الحرية ..فليكن منكم نفر رُشد يدعون للحق فيستجيب لهم المصريون من خلال حزب لدية خطط إيجابية يسعي ديموقراطيا للحصول علي السلطة .. و تجييش الجماهير في إتجاه النجاة من خلال العمل الجماعي الواعي المنضبط و الحرية للجميع ..
من يوهمونكم بان هناك من يتأمر علينا .. يطلقون سحابات دخان تمنع رؤية واقع وجوههم العكرة الشرهه التي لا تشبع مهما حصلت علي المكاسب و الارباح .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .
- بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
- هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
- 6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
- ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
- الغلابة يحسبوها بالورق والقلم
- الموجة عالية يا ولدى ..إهرب !!
- لا اؤمن بما يقال عن الرخاء.
- عبد الناصر .. و إخناتون.
- إضطهاد أقباط مصر مستمر .
- غير راض عن تعاملنا مع قضية المنيا .
- أحاديث النكدى أبو وش عكر .
- ((رد قلبي )) قصة سخيفة و فيلم هابط .
- الانسان الطقسي .. ضمور لقيم المعاصرة
- 12 ديسمبرذكرى تعاسة المصرى
- هل عدنا لزمن حكم المماليك!!
- غير متفائل،بل شديد التشاؤم.
- عندما أثبتُ أنني مش حمار .
- فلننظر خلفنا بغضب و نبصق
- هذه الخرابة التي نعيش فيها


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد حسين يونس - من الذى يتأمر علي من !!