أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - المخاطر الحقيقية للوصاية على لبنان والمسؤولية الوطنية الاساسية لحزب الله















المزيد.....

المخاطر الحقيقية للوصاية على لبنان والمسؤولية الوطنية الاساسية لحزب الله


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1416 - 2005 / 12 / 31 - 07:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا يزال ملف الازمة الوزارية اللبنانية مفتوحا على مصراعيه، وإن في اجواء "حرب باردة" لا يبدو ان أي طرف من اطرافها الرئيسية، وبالاخص حزب الله، يريد تفجيرها وايصالها الى نقطة "اللارجوع"، لما في ذلك من خطر مصيري على الوضع اللبناني برمته، بما في ذلك على الاجماع الوطني حول المقاومة، ومن تفجير للعلاقات السورية ـ اللبنانية المتأزمة، بما في ذلك من انعكاسات سلبية على الاوضاع العربية برمتها، خصوصا في هذا الظرف.
قد يتم في الساعات او الايام القادمة طي هذا الملف، والخروج بتسوية شكلية تحفظ ماء الوجه لمختلف الاطراف المعنية. ولكن هذا لا يمنع، بل يؤكد اكثر، ضرورة معالجة المسائل موضوع الخلاف، التي اقتضت ممارسة وزراء ما سمي "الثنائية الشيعية" لحقهم "الدمقراطي" و"الوفاقي ـ الطائفي" بالاعتكاف، والامتناع عن حضور اجتماعات مجلس الوزراء، والتهديد بالاستقالة، حائزين تأييد رئيس الجمهورية لهذا الموقف، مما جعل "الشرعية" اللبنانية تبدو "شرعيتين" تتحدثان بلغتين مختلفين، اذا لم نقل اكثر.
هناك الكثير من القضايا السياسية والدستورية والقانونية، الطائفية والوطنية والقومية والدولية، التي طرحتها هذه الازمة. ونرى من الضروري تناول اهمها وهو موضوع الخلاف الرئيسي، اي موضوع طلب تشكيل محكمة دولية للامساك بقضية جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيرها من الجرائم التي تعرض ولا يزال مهددا بالتعرض لها لبنان.
مع كل اهمية الحجج السياسية والدستورية "الدمقراطية" و"الوفاقية"، التي طرحها كل طرف، دفاعا عن موقفه، الا ان مجرد كون حزب الله، الركن الاساسي في المقاومة الشعبية التي حررت لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، هو الذي عارض التصويت على طلب تشكيل المحكمة الدولية، يقتضي من اي وطني حريص على استقلال وحرية ووحدة لبنان، اخذ هذ الموقف بعين الاعتبار، ومناقشته بحد ذاته، كقضية وطنية شاملة، تتجاوز مشهدية الازمة الراهنة، وتتجاوز مؤسسات الدولة بأسرها، من رئاسة الجمهورية، الى مجلس الوزراء وحتى مجلس النواب، وغيرها.
ان الحجة الرئيسية التي اوردها حزب الله، وعلى لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، هي: التخوف من ان تكون المحكمة الدولية مدخلا لفرض وصاية دولية مشبوهة الغايات، على لبنان، ومن ثم على مصير المقاومة والعلاقات اللبنانية ـ السورية، كما على الارتباط اللبناني بقضية العرب الاولى ـ القضية الفلسطينية.
ولا يستطيع اي كان، ولأي سبب كان، ان يمر مرور الكرام على هذا الاعتراض، لما له من اهمية مصيرية بحد ذاته، وخاصة حينما يأتي من مرجع وطني وعربي واسلامي كبير، كالسيد حسن نصرالله.
ولا بد من الاعتراف ان هذا الموقف الاعتراضي من قبل حزب الله (ومعه حركة "امل") لا يحوز الاجماع الوطني ذاته الذي سبق واكتسبه "الحزب"، بصفته كمقاومة. وقد اوجد الاعتراض انطباعا ملتبسا، يعتبره البعض صحيحا والبعض الاخر خاطئا، بأن حزب الله يعارض المحكمة الدولية لا "لوجه الله"، وانما: اما دفاعا عن "حليفه!" النظام الدكتاتوري السوري، الذي يأتي في رأس قائمة "المشبوهين" باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وغيره؛ واما لأن "الحزب" هناك ما "يخشاه" ذاتيا، في "ما يتعدى" صفته كمقاومة؛ او الامرين معا.
وطبعا ان مثل هذا الانطباع الملتبس ليس في مصلحة حزب الله، وفي المحصلة الاخيرة ليس في مصلحة لبنان وقضيته الوطنية عامة. وبالتالي، فإن من مصلحة حزب الله خاصة، ولبنان عامة، ان لا يوجد اي التباس حول هذه النقطة بالذات، بحيث يستطيع اي طرف كان، وتحت اي ظرف كان، ان يضع حزب الله تحت ادنى "شبهة" بأنه، باعتراضه على طلب المحكمة الدولية، يريد ان "يحمي" كائنا من كان، داخل لبنان او خارجه، من "الشبهات" بالمشاركة او بتسهيل الجرائم المرتكبة ضد لبنان.
ولتبديد هذا الالتباس، لا يجوز "المسايرة" ووضع الرأس في الرمال المتحركة، بل علينا اولا ان ننظر بكل جدية، ومسؤولية وطنية، الى الاعتراض الجوهري لحزب الله، لجهة خطر استدراج وصاية دولية ما على لبنان، يستطيع ان يتسلل منها العامل الاسرائيلي من جديد، نظرا للمكانة القطبية المميزة لاميركا، دوليا، ونظرا للعلاقة الستراتيجية المميزة لاسرائيل، اميركيا.
وعلينا هنا ان نأخذ بالاعتبار أمرين جوهريين، احدهما "تاريخي"، والثاني "راهن":
الامر الاول، التاريخي، هو: حينما كانت اسرائيل، ومعها ومن فوقها الامبريالية العالمية وعلى رأسها الاميركية، تواجه فقط "الدول" و"الجيوش النظامية" العربية، الخاضعة حكما لقياداتها السياسية والعسكرية المشبوهة والعميلة والفاسدة، وفي احسن الحالات العاجزة والفاشلة، كانت ـ اي اسرائيل ـ لا تزال تطمح بتحقيق مشروع "اسرائيل الكبرى"، من الفرات الى النيل، لانها لم تكن ـ وهي لا تزال حتى الان لا ـ تخشى ايا من الدول العربية، صغيرها وكبيرها، لا منفردة ولا كلها مجتمعة. {ونذكر كيف دمر الجيش الاسرائيلي، بترسانته الاميركية، ثلاثة جيوش عربية معا، وفي بضع ساعات فقط، في 5 حزيران 1967، وقضى بقية "الايام الستة" لتلك الحرب في "نزهة" لا اكثر قام خلالها بنشر قواته للسيطرة على الارض وتوسيع رقعة الاحتلال بدون قتال. ونذكر كيف كان الطيارون الاسرائيليون "يتسلون" بالتهديف على الجنود المصريين التائهين في رمال سيناء وابادة الالوف منهم بدم بارد. ونذكر كيف ان الجولان العربي السوري سلم الى اسرائيل بدون قتال. ونذكر ان الزعيم العربي الكبير جمال عبدالناصر وقف على الملأ ليعلن: افلاسه التام كقائد عسكري وسياسي، حينما قال "انتظرناهم من الشرق، فأتونا من الغرب" (أين كان جنرالاته العظام واين كانت مخابراته العظيمة؟ ـ كانوا طبعا مشغولين بمطاردة واعتقال وتعذيب وقتل المعارضين من النقابيين والدمقراطيين والشيوعيين والاخوان المسلمين! وأين كان مستشاروه السياسيون العظام، من امثال الاستاذ الاعظم الماسوني محمد حسنين هيكل؟ ـ كانوا طبعا مشغولين بمنادمة "اصدقائهم" الاميركيين خصوصا والغربيين عموما، ورسم الخرائط الجديدة للشرق الاوسط معهم!). ونذكر كيف برر عبدالناصر حينذاك قبول "وقف اطلاق النار" بالقول "ان الطريق الى القاهرة كانت مفتوحة" (وهذا يدل عن مدى "ثقته" بامكانيات مقاومة الشعب العربي المصري، وجماهير الامة العربية والشعوب الاسلامية الشقيقة، وعلى مدى "صدق" شعاراته الديماغوجية مثل "ارفع رأسك يا اخي" و"لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"!!). ونذكر في حرب تشرين 1973، حينما اندفع جنود وضباط الجيش المصري البواسل ووصلوا الى مضيق المتلا (في ما كان يتجاوز الحدود العسكرية ـ السياسية، الاميركية، المرسومة لتلك الحرب) قام الاميركيون والاسرائيليون بعملية الانزال بقيادة شارون، غربي قناة السويس، وفتحوا جبهة ما سمي "ثغرة الدفرسوار"، فأعلن انور السادات "وقف اطلاق النار" بالحجة "الناصرية" ذاتها، اي "حماية" مدن قناة السويس من ان تقع في قبضة الاسرائيليين}.
ولكن بعد ظهور المقاومة الفلسطينية، ولا سيما بعد صمود بيروت البطولي في 1982، وظهور المقاومة الوطنية اللبنانية البطلة، ثم المقاومة الاسلامية، بالرغم من طرد قوات منظمة التحرير الفلسطينية وتجميد نشاطها في لبنان بفضل الاتفاقات العلنية والسرية الاميركية ـ العربية ـ السورية؛ وبعد الانتفاضة الفلسطينية الاولى والثانية؛ ولا سيما بعد اضطرار الجيش الاسرائيلي المحتل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة (باستثناء مزارع شبعا الملتبسة "الهوية")، بفضل تضحيات المقاومة الاسلامية البطلة والالتفاف الوطني اللبناني حولها، تم "تجميد" مشروع "اسرائيل الكبرى" واصبح خارج جدول الاعمال اليومي لاسرائيل واميركا.
وقد استبدل هذا المشروع بمشاريع الوصاية الدولية، ومن ضمنها الاسرائيلية. وهنا تأتي شروط اتفاقية كامب دايفيد التي حولت مصر الى "منطقة نفوذ اميركية ـ اسرائيلية". والاتفاقية الاردنية ـ الاسرائيلية، التي حولت الاردن العربي الى "دولة عازلة" او "دولة حاجز" لاسرائيل. ومشروع اتفاقية 17 ايار التي حاولوا في حينها فرضها على لبنان لتحويله الى "محمية اسرائيلية".
وهنا يأتي، كبيت القصيد، مشروع "إصلاح" "الشرق الاوسط الاكبر" الاميركي، وما يرتبط به من خطط ومؤامرات ما اسمته الدوائر الاميركية "الفوضى البناءة" او "الفوضى الخلاقة". وان ما يجري على الساحة اللبنانية هو مثال نموذجي تماما لهذه السياسة التآمرية، الهادفة الى الاستعاضة عن مشروع "اسرائيل الكبرى" بمشروع فرض الوصاية الاميركية ـ الصهيونية على مختلف البلدان العربية، بدءا من الحلقات "الضعيفة"، او التي يتوهمون انها ضعيفة، كلبنان.
والامر الثاني، الراهن، الذي ينبغي التوقف عنده، هو: لا يستطيع احد ان يدري جازما ماذا يوجد بعد في جراب "الحاوي" الاميركي. لقد كان التمديد لرئيس الجمهورية الحالي، العماد اميل لحود، احد اشكال "الوصاية السورية السابقة!" على لبنان. وكان بطل "حرب الالغاء"، التي اكملت تدمير "الشرقية"، و"حرب التحرير"، التي اكملت تدمير "الغربية"، الجنرال ميشال عون ـ بعد نفيه الى باريس بصفقة اميركية/سورية ـ قد غادر قواعده الفرنسية، ليذهب الى اميركا ويشهد في الكونغرس الاميركي ضد الوجود السوري في لبنان، كمساهمة منه في صياغة القرارات الاميركية المعادية لسوريا. وهو صاحب القولة المعروفة "إن اميركا هي التي جاءت بالسوريين الى لبنان، وهي التي تخرجهم منه". وقد اعتبر ان كل تيار 14 اذار هو "طارئ" على المعارضة، وان "تياره الوطني الحر" هو الذي حرر لبنان ...من واشنطن! فإذا ماشينا هذا المنطق "الوطني الحر!" للجنرال، وصدقنا اقواله ذاتها، يحق لنا ان نتساءل:
ـ طالما ان الاميركين هم الذين سبق وجاؤوا بالسوريين الى لبنان، ألم تكن كل فترة "الوصاية السورية السابقة" على لبنان، بالترادف مع الاحتلال الاسرائيلي لقسم كبير من اراضيه، "شكلا عربيا" لوصاية اميركية فعلية؟!
ـ وهل ان اميركا "عملت" على اخراج السوريين من لبنان، كرمى لعيني الجنرال، ومن اجل "استقلال لبنان"، ام انها عملت وتعمل كل ما تعمله انطلاقا من مصالحها، بما في ذلك انهاء "التفويض الاميركي" السابق للسوريين في لبنان، ورفع "الوصاية السورية السابقة" عنه، من اجل استبدالها بوصاية جديدة، دولية مباشرة، او "عربية" او "سورية" الشكل، ايضا وايضا، تكون ستارا جديدا للوصاية الاميركية ـ الاسرائيلية؟!
بالاستناد الى ما تقدم، وهو غيض من فيض، لا بد من التأكيد على واقعية وصدق ووطنية اصرار حزب الله على ابداء التخوف من تحويل القرارات الدولية، ومنها مسألة المحكمة الدولية، الى مدخل لفرض الوصاية الاجنبية، ولا سيما الاميركية ومن ضمنها الاسرائيلية، على لبنان. وهو ما يتناقض على خط مستقيم مع خط حزب الله، وينسف من الاساس كل التضحيات الجسام التي قدمتها المقاومة، من شهداء واسرى وآلام ومعاناة شعبية لا توصف، من اجل تحرير واستقلال وسيادة لبنان، لا من اجل فتح الباب لفرض الوصاية الاجنبية عليه، من جديد.
ولا يستطيع اي وطني صادق ان يخدع نفسه بأن جميع الذين راهنوا على الوصاية الاجنبية على لبنان، ولا سيما الاميركية والاسرائيلية، وبما في ذلك "شكلها السوري"، قد تابوا توبة صدوق، وان بعضهم ـ على الاقل بعضهم ـ قد امتنع نهائيا عن المراهنة على الوصاية الاجنبية، وإن بأشكال مختلفة، اكثر ذكاء ومواربة، احدها القرار 1559 والمحكمة الدولية، وبما في ذلك المراهنة على "صفقة اميركية ـ سورية" جديدة حول لبنان. وفي هذا الصدد لا نتعجب اذا بدل جماعة "الوصايات" ولاءاتهم، كما يبدلون قمصانهم او جواربهم، على طريقة المرحوم "ابو علي حبيقة"، او الاستاذين الكريمين: كريم بقرادوني وكريم مروة. ولا نستطيع الا ان نرى ونسمع، متعجبين او غير متعجبين، الغزل المكشوف العوني ـ السوري. ولا نستطيع الا ان نرى كيف نبشوا مؤخرا حتى "ابو ازر" و"حراس الارز". ولا ندري كم "ابو ارز" آخر، معلوما او غير معلوم، ينتظر دوره.
من هنا انه من الضروري ان تحمل على محمل الجد تحفظات حزب الله حيال مخاطر الوصاية الاجنبية على لبنان، من خلال اي قرار دولي كالقرار 1559، ومن خلال المحكمة الدولية، او اي شكل آخر كان.
وعلى هذا الصعيد، ولإغلاق الدائرة واكساب موقف حزب الله المصداقية المتكاملة، والحصانة الوطنية الكاملة، ينبغي ايضا اجراء تقييم وطني جامع (تشترك فيه وتلتقي عنده جميع الاطراف الرئيسية الصادقة، الفاعلة على الساحة اللبنانية، ولا سيما المقاومة الاسلامية التي كان لها فضل تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي) حول "الوصاية السورية السابقة!" وممارساتها في لبنان (حينما كان اشباه رستم غزالة او حتى هسام هسام وامثاله من خفافيش الظلام، يقررون كل شيء في لبنان، من رئاسة الجمهورية الى تعيين مختار في اصغر قرية في "مجاهل" عكار)، لأنه لا يجوز فسح المجال لاي كان، بأن يتم تفسير موقف معارضة "الوصاية الدولية" بأنه نوع من المقايضة (السياسية والطائفية والمخابراتية) تجاه معارضة "الوصاية السورية"، وبالعكس. خصوصا انه، مثلما كان الوجود السوري السابق في لبنان بـ"تفويض اميركي"، فلا يوجد اي ضمانة لعدم قيام "صفقة" اميركية ـ سورية جديدة، وان نقع في احابيل "الوصاية الدولية" بمعونة "أخوية سورية اسدية" جديدة، او ان نعود للوقوع في براثن "الوصاية الاسدية السورية"، بمعونة "دولية"، وخاصة بـ"تفويض اميركي" جديد، مكشوف، او مغطى بقبعة جنرال "لبناني" جديد.
ولبنان عامة، ومختلف القوى الوطنية اللبنانية الصادقة والمقاومة الاسلامية وحزب الله خاصة، تمتلك من الارادة الوطنية، كما تمتلك من الرصيد العربي والاقليمي والاسلامي والدولي، من مكة الى طهران الى الفاتيكان، ومن روما وبرلين وباريس الى بكين وموسكو، ولدى الجماهير الشعبية في البلدان الاسلامية، ولدى المعارضة التقدمية والدمقراطية واليسارية في جميع بلدان العالم، ما يؤهلها للحصول على الضمانات الكافية لمنع استغلال القرارات الدولية حول لبنان، بما في ذلك مسألة المحكمة الدولية، لاجل "تمرير" اي شكل من اشكال "الوصاية الدولية"، الاجنبية او "الشقيقة!"، عبر تلك القرارات.
فإذا تم تحصين لبنان حيال مخاطر "الوصاية الخارجية"، تبقى ضرورة البحث في جدوى، او لا جدوى، التحقيق الدولي والمحكمة الدولية، في ما يخص الجرائم التي ترتكب في لبنان، والتي تدل كل مؤشراتها انها تخرج تماما عن دائرة الصراعات المحلية، وتدخل ضمن نطاق قرارات "دولية" و"اقليمية"، بما فيها "شقيقة!" و"محلية"، هدفها "تأديب" لبنان الصغير (الذي استطاع هزيمة اسرائيل، لاول مرة في تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وفي الوقت ذاته الاحتفاظ بتقاليده الدمقراطية المتعارضة مع "التقاليد" الدكتاتورية العربية المعروفة)، ومن ثم تدميره، كمجتمع وكشعب وكدولة، وجعله "امثولة" للشعوب العربية الشقيقة، واولها اقربها الينا: الشعب السوري الشقيق ـ ضحية الاحتلال المزدوج: الاسرائيلي للجولان، والدكتاتوري لما تبقى من الارض السورية.



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله: الهدف الاخير للخطة -الشيطانية- لتدمير لبنان
- ؛؛الوفاق الوطني؛؛ اللبناني ... الى أين؟؟
- ماذا يراد من لبنان الجديد في الشرق الاوسط الكبير الاميرك ...
- -الفأر الميت- للمعارضة السورية
- العالم العربي والاسلامي ودعوة ديميتروف لاقامة الجبهة الموحدة ...
- هل تنجح خطة فرض تركيا وصيا اميركيا على البلاد العربية انطلاق ...
- الحرب الباردة مستمرة بأشكال جديدة بين -الامبراطورية- الروسية ...
- حرب الافيون العالمية الاولى في القرن 21: محاولة السيطرة على ...
- هل يجري تحضير لبنان لحكم دكتاتوري -منقذ!-؟
- أسئلة عبثية في مسرح اللامعقول
- الجنبلاطية والحزب التقدمي الاشتراكي
- وليد جنبلاط: الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية الصعبة
- القيادة الوطنية الجنبلاطية والنظام الدكتاتوري السوري
- القضية الارمنية
- سوريا الى أين؟
- سنتان على الحرب الاميركية ضد العراق2
- سنتان على الحرب الاميركية ضد العراق
- وماذا بعد الانسحاب السوري من لبنان؟
- جنبلاط، القضية الوطنية والمسيحيون الدجالون
- المفارقات التاريخية الكبرى في الازمنة الحديثة وتحولات المشهد ...


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جورج حداد - المخاطر الحقيقية للوصاية على لبنان والمسؤولية الوطنية الاساسية لحزب الله