أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - على غير العادة.














المزيد.....

على غير العادة.


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 12:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على غير العادة.
تصلني أسبوعياً عدة بطاقات دعوة للمشاركة في حفلات زفاف أو خطوبة ، مِمن تربطني بهم اواصر صداقة أو قرابة. لكن غالبية الدعوات التي تصلني كما تصل لغيري، هي من أشخاص لا تربطني بهم علاقة حميمية وإنما معرفة عابرة، كأن يكونوا من سكان القرية أو الحي، أو من جيراني القدماء في مسقط رأسي الذي أحنُّ اليه وأزوره بين الفينة والأخرى.
وعادة تكثر الأعراس في فصل الصيف الطويل في بلادنا، وهي تُشكل عبئاً على كاهل أغلبية الناس الذين يعتاشون من كدهم وعرق جبينهم.. فالمشاركة في العرس أو الخطوبة تعني تقديم نقوط مالي للعريس لا يقل عن مائتي شاقل (ما يزيد على الخمسين دولارا أمريكا) .لذا فأنا أشكر في سري من لا يدعوني وكذا يفعل غيري أيضا. ففي المتوسط ، هناك خمس دعوات اسبوعيا على حفلات من هذا النوع، مما يعني بأن نصف الدخل سيتبخر على شكل نقوط..!!
وكما حدثت تغيرات على كثير من العادات الاجتماعية، فقد تغير شكل بطاقة الدعوة وفحواها.. فبينما الى سنين خلت، كانت الدعوة تصدر بإسم والد العريس ووالدته، أصبحت الدعوة بإسم جد العريس وأعمامه بالإضافة الى والده.. لم يكتفِ البعض بإصدار الدعوات بإسم الجد وابناءه، بل عاد الى الوراء خطوة كبيرة وأصبحت بطاقة الدعوة تحمل اسم العائلة الممتدة، يعني العشيرة أو القبيلة التي ينتمي اليها العريس، فالدعوة أصبحت بإسم آل فلان وآل علان يدعونكم ..
في الحقيقة تأملتُ في هذا الرجوع القهقرى نحو العشيرة، وما هي دوافعه ؟ هل هو إعلان عن التباهي للإنتماء القبلي والعشائري؟ وهل عادت القبيلة والعشيرة هي التي توفر الدعم لأبنائها؟ وهل تقلص انتماؤنا الوطني الى هذه الدرجة ؟ وكلما آملنا أن يكون إنتماؤنا الانساني هو الأول والأخير، نُفاجأ بالعودة إلى عصور ما قبل التاريخ ..
لكنني تلقيتُ دعوة هذا الاسبوع، كانت بمثابة النقيض لهذا التقهقر .. الدعوة يوجهها العريس فلان والعروس فلانة واللذان يدعوان لحضور حفل زفافهما.. بتاريخ كذا وفي موقع كذا..
طبعاً، لم يكن هذا خيارهما ، ولكن رُب ضارة نافعة .. فقسم من أهل العريس غير راضين عن هذه الزيجة والتي تتم في اعقاب قصة حب بين شاب وفتاة، ليس لها عشيرة ولا قبيلة تقف وراءها. لكن الشاب يصمم ويخالف كل الأعراف والتقاليد، ويتقدم لخطبتها ومن ثم سيتزوجها رغما عن المعارضة .. ومع ذلك كان بإمكان الشاب وعروسه أن يتوجها لشخص آخر من العائلة ليتصدر اسمه بطاقات الدعوة، ربما كان سيوافق أو سيرفض. لكنهما قررا ان يكونا صاحبا الدعوة وهما فقط .. وهذا هو المنطقي .. فالحب والزواج هي علاقة تربط بين انسانين بالغين وهذا شأنهما فقط .. مع الأمنيات لهما بحياة سعيدة وحفل زفاف دون مُنغصات.. فمن المحتمل ألّا يسكت بعض أصحاب الرؤوس الحامية والخاوية عن هذا التحدي لسلطة العشيرة.
فهل سيسير على دربهما آخرون ..؟!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرمان وعُقدة أم الفحم .
- الكتابة كعلاج ذاتي ..!!!
- زيارة غير متوقعة .. قصة قصيرة
- الهموم بين عامة وخاصة
- فأر في مصيدة ..
- غُدّة الهَبَل.
- ألشعب هو البوصلة ..
- صقر أم حمامة ؟!
- المُسالِم ينقرض؟؟!!
- الديغلوسيا مرة أُخرى ..
- ما في حدا بنام بِهَم عتيق ..!!
- اللغة أم أبناؤها؟! تداعيات على مقالات الزميل صالح حماية ..
- عالسريع ..!!
- مسيحيو الشرق ؟؟!!
- تركتها تموت ..
- النحو والبيدوفيلية ..!!
- العزيز جان برجاء الإطمئنان..
- مُرتزقة الرياضة ..
- مشهد صادم ..
- هدية عيد الميلاد ..


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - على غير العادة.