أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - مصر؛ هل فعلا وصلت الى نقطة اللاعودة ؟؟ ...















المزيد.....

مصر؛ هل فعلا وصلت الى نقطة اللاعودة ؟؟ ...


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5327 - 2016 / 10 / 29 - 18:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل مصر فعلا على مشارف ثورة الجياع؟؟
لنقل الحقيقة ولا نخفي الشمس بغربال مخروم ؛ كل البلاوي التي تعيشها مصر اليوم من تردي المستوى المعيشي للمواطن المصري؛ وتزايد شريحة الفقراء؛ واستفحال ظاهرة البطالة بين الشباب لتصل ل 40 في المائة؛ وتهاوي مستوى التعليم إلي الحضيض؛ والذي لم تعد مرافقه تنتج سوى السلفيين والدواعش والمجرمين؛ بعد أن كان التعليم المصري مضربا للمثل من ناحية الجودة والكفاءة؛ وهو الذي قام بتخريج قامات فكرية من إداريين أكفاء ومهندسين بارعين وأطباء و علماء ذرة ورجال قانون وأدباء ...
.
كل هذه البلاوي سببها عبد الناصر ورفاقه الذين جاءوا على ظهر الدبابة الملعونة يوم 23 يوليو 1952 ليطيحوا بالنظام الشرعي لمصر؛ فعندما ارتمى الضباط الأشرار في حضن العروبة المفلس وتزعمت مصر كل العرب لرمي إسرائيل في البحر؛ حينها ابتدأت الكوارث بالتهاوي على المصريين كحجارة السجيل المسننة...
.
مصر الآن على كف عفريت؛ والوضع الحالي ينذر بطامة عظمى ؛ ليس بسبب شبح الجوع الفاغر فاه في وجه ثلاثة أرباع من المصريين؛ و الناتج عن قلة الموارد ومن بينها تراجع مداخيل السياحة وانكماش الانتاج الزراعي وعزوف المستثمر الأجنبي والتزايد الصاروخي للسكان؛ بل بسبب تنامي التطرف الديني طيلة ست عشريات نتيجة تغلغل المد الوهابي السعودي بين مفاصل المجتمع المصري؛ وداخل قطاعات سيادية وعلى رأسها التعليم مستغلا الطفرة النفطية و تزايد أرباح مواسم الحج والعمرة؛ والتي تم تخصيص منها ميزانية لتلقيح المصريين بمصل الوهابية القاتل .
.
إذا ما كتب للدولة الانهيار لا قدر الله نتيجة هذا الوضع المتأزم؛ فإن العديد من الشباب المحبط اليائس سيمتهن حرفة داعش للحصول على المأكل والملبس والمنكح؛ تماما كما فعل اخوانهم الدواعش مع أيزدية ومسيحي العراق وسوريا في الموصل وسنجار والرقة والحسكة ؛ في حين رفض الأزهر رفضا تاما تكفيرهم بدعوى أنهم مسلمون وموحدون يتوجهون لنفس القبلة ؛ ولن يتوانى دواعش مصر في أعادة نفس المشهد مع أقباط مصر؛ وكما فعل دواعش العراق وسوريا مع مآثر ومتاحف ومعابد هذين البلدين فنفس السيناريو سيعاد مع أهرامات وكنائس ومآثر مصر ....
.
كانت لمصر فرصة تاريخية في الخمسينيات ستخول لها الدخول الى نادي الإمبراطوريات المؤثرة من بابه الأرحب ؛ في تلك الفترة كان عليها القيام بدور خدماتي لبلدان حوض النيل؛ والدخول معها في شراكات وتأسيس فضاء اقتصادي رائد عوض تحويل الاقتصاد المصري الى اقتصاد حرب والتفكير في رمي إسرائيل في البحر ..
.
قبل شهور قام رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بزيارة لبعض من بلدان حوض النيل وصفت بالتاريخية؛ وهي رواندا أوغندا كينيا واثيوبيا؛ ومن داخل برلمان هذه الأخيرة ألقى خطابا هاما وعد فيه اثيويبا التي ينبع منها 90 في المائة من مياه النيل المتدفقة نحو مصر بتحويلها الى أكبر بلد منتج للألبان في العالم؛وعرض ناتانياهو على بلدان حوض النيل تقديم الخبرة الاسرائيلية لتدبير الثروة المائية والنهوض بالزراعة ومضاعفة الانتاج الفلاحي ؛ ها هي اليوم دولة اسرائيل التي رأت النور عام 1948 تقوم بهذا الدور الخدماتي والذي كان من الفروض على مصر القيام به منذ ستين سنة؛ لكن عبد الناصر فضل البزة العسكرية والارتماء في المهلكة القومجية العربومانية الخاسرة.
.
في تلك الفترة وإبان وصول عبدالناصر إلى الحكم كانت لمصر قاعدة علمية ومهندسين وباحثين زراعيين كانوا بإمكانهم الاشتغال داخل هذا الفضاء الذي يضم بلدان حوض النيل لتدبير الثروة المائية والنهوض بالقطاع الزراعي؛ لتوفير الأمن الغذاء والمائي للمصريين....لكن عبد الناصر أعجبته بزته العسكرية وراقه الخطاب القومي العروبي الذي خدع به المصريين؛ وحولهم من سادة ونبلاء في وطنهم الى كائنات تستقبل اليوم في عهد السيسي ملك وحكام السعودية رافعة العلم السعودي ومثنية على الملك سلمان بالمديح تحت قبة برلمان عبد العال ومبدية استعدادها لاهداء الهرم وأبا الهول لملك السعودية .
.
هل هناك من حل لتفادي الكارثة التي بدأت تلوح في الأفق ؟؟ والتي يسميها الكثير من المتتبعين للشأن المصري بثورة الجياع أو انتفاضة الغلابة؟؟ والتي ضربت لها جهات عديدا موعدا يوم 11/11 ؟؟؟ فالاحتقان الشعبي بلغ أشده؛ والناس لم تعد تطالب بحقوقها فحسب؛ بل تريد الخبز لتملأ بطونها الخاوية؛ هناك فرصة أمام السيسي اليوم أظنها لا تعوض؛ وهي أن يقوم بدور خدماتي لصالح روسيا والصين والهند وايران واسرائيل؛ هذا ليسا انبطاحا أو خنوعا وانما شراكة تعود على الجميع بالنفع وفق مبدأ رابح-رابح ...
.قد يتساءل البعض وما دخل إسرائيل ؟؟ اسرئيل ياصاح ؛ ورغم عدم انتمائها جغرافيا لبلدان حوض فانها أصبحت أمرا واقعا ولها موقع قدم في شرق افريقيا؛ وشريكا يجب التعامل معه في هذا الفضاء..فلديها الخبرة العالية في تدبير الثروة المائية والبذور المنتقاة واستصلاح الأراضي ...

هل هناك من حل لتفادي الكارثة ؟؟ هناك حل من شقين ؛ الأول استعجالي بتوفير الخبز والسكر والزيت للمواطن بأثمنة في متناول الطبقة المخصوصة؛ وهذا ستوفره هذه البلدان لمصر مدة سنتين أو ثلاثة سنوات حتى تقف مصر على رجليها لتتمكن من تقديم خدماتها المربحة لكل من الصين وروسيا والهند وايران واسرائيل .
.
أما الشق الثاني فهو الانخراط في أوراش تنموية عملاقة من شأنها تدوير عجلة الانتاج؛ واشراك المواطن في تدبير الشأن العام؛ والمشاريع التنموية لا يمكن انجاحها بتعليم مهلهل منخور؛ وبشباب تم ترسيخ صور القتل وأصول البغض وملاحم خالد ابن الوليد وابن العاص في خياله الأرعن؛ التنمية المستدامة تكون بموازاة مع تعليم حداثي عصري يمكن الطفل الصغير من اكتساب الميتدولوجيا في التحليل والانفتاح على المحيط الكوني لتكوين أجيال منتجة نافعة ...
.
ان الدور الخدماتي التي يجب على مصر أن تمنحه للايرانيين والروس والصينيين والهنود الاسرائيليين؛ هو أن تتحول كمعبر مربح نحو قلب افريقيا التي تزخر بأكثر من نصف ثروات العالم؛ و تأجير الموانئ لها؛ ومواقع لتخزين السلع ؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر بإمكان مد أنبوب لنقل النفط من دولة التشاد التي أصبحت دولة نفطية ونفطها ذو جودة عالية ليمر عبر الجنوب الشرقي من ليبيا (( وعلى ليبيا لن يتعدى طول الأنبوب 300 كلم ليصل الى الأراضي المصرية )) و يتم افراغه بميناء الغردقة أو مرسي علم لتستفيد منه الصين والهند...

إيران بحاجة لمستودعات لتخزين السلع على طول البحر الأحمر؛ و بحاجة الى قاعدة عسكرية بضواحي الغردقة أو مرسي علم تكون مقابلة لسواحل السعودية في الشط الشرقي للبحر الأحمر ؛ مثلما الروس هم بحاجة ماسة لقاعدة عسكرية قرب الحدود المصرية الليبية بناحية مرسي مطروح ؛ قد يقول قائل أن فسح المجال لايران ستستغله هذه الأخيرة لنشر التشيع ؛ لكن هذا يبقى أهون بكثير؛ فوجود شيعة مسالمين منفتحين أحسن بكثير من وجود سلفيين ودواعش متوحشين ؛ ....
.
طيلة وجود عناصر حزب الله اللبناني الشيعي المقرب من ايران؛ والتي تحارب بجانب الجيش السوري دواعش وكتائب الموت التي أرسلتها السعودية وقطر لسوريا ؛ استوقفتنا مشاهد لمقاتلي حزب الله وهم ينظفون تمثال السيدة العذراء ويعيدون الايقونات الى أماكنها بمنتهى الاحترام والخشوع والأدب ؛ ويزيلون المخلفات والأزبال من الكنائس التي عاث فيها دواعش السعودية فسادا ؛ هذا مثال بسيط لإثبات أن وجود شيعة مصريين بمصر خير من وجود برهامي ومخيون وغنيم وغيرهم من مشايخ السلفية ممن يدعون جهارا نهارا الى هدم كنائس مصر التي بنيت بعد دخول عمرو ابن العاص حارق مكتبة الاسكندرية...
.
هناك كتاب لشيخ الأزهر أحمد الدمنهوري والتي كانت فترة مشيخته ما بين 1767 و 1776 بعنوان إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة وهذا المرجع يستند عليه اليوم السلفيون بدعوتهم لهدم كل الكنائس اعتبارا أن مصر دار إسلام...
.
أمام هذا الوضع المتأزم والخانق الذي تعيشه غالبية المصريين؛ فهل وصلت مصر فعلا الى نقطة اللاعودة ودخلت النفق المسدود المظلم ؟؟ وهل نحن حقا على مشارف ثورة الجياع والتي حدد لها البعض يوم 11نوفمبر المقبل لانطلاقها ؟؟ وهل بامكان الرئيس السيسي أن يخرج مصر من هذا النفق المخيف الذي تسبب فيه العسكر بتحويله مصر الي دولة فاشلة؛ واستغلته السعودية لنشر سمها الوهابي الزعاف؛ وتحويل الملايين من المصريين الى كائنات مفلوجة غير قادرة على الانتاج والانخراط في المنظومة الانسانية ؟؟
.
لنعيدها وبكل صراحة؛ اليوم مصر على حافة الهاوية ما لم تتضافر كل الجهود الخيرة لتجنيبها السقطة المدوية؛ ودواعش الداخل والخارج على أهبة الاستعداد لاقامة حفل المذابح والمناكح التي ستمولها قطر وتركيا .....



#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاجة السيسي العجائبية..
- ثورة الغلابة 11/11 حقل ملغوم قد يمحي مصر من الوجود.
- رز السعودية وفول مصر
- البعير السعودي السائب .
- مشنقة آل سعود اليوم بيد الايرانيين ..
- أحجار السعودية السوداء هي المسؤولة عن 11 سبتمبر ...
- السعودية؛ ثور هائج في حلبة مصارعة..
- السيسي: زفوني يا أقباط ...
- حرب السعودية على المجوس والمخلوع في اليمن .
- الأقباط المتوغلون ...
- السيسي؛ الجنرال التائه
- يوروشلايم....نتسرات.... بئير شيفع....
- اشمل يا قبطي .
- الأقباط؛ وسوق النخاسة الجديد
- لماذا خذل السيسي الأقباط؟؟
- النيل الازرق وزبيبة السيسي.
- ناذر بكار؛ زينة الشباب المسلم ...
- نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ...
- نتانياهو ببلاد منليك الأول يستحم بمياه النيل الأزرق ..
- السيسي بين السلفية و ارهاب العقيدة ....


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - مصر؛ هل فعلا وصلت الى نقطة اللاعودة ؟؟ ...