أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - الفقراء فئران تجارب أغنياء الحضارة المعاصرة !!















المزيد.....

الفقراء فئران تجارب أغنياء الحضارة المعاصرة !!


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 1415 - 2005 / 12 / 30 - 10:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هي قيمة الحياة البشرية بالنسبة لسادة البيت الأبيض ؟
لا يوجد جواب واحد . لأن قيمة حياتك في العالم المعاصر تتبع جنسك و لونك و دينك و ما تملك ....
فإذا كنت عراقياً، فثمن حياتك ، في نظر حكام البيت الأبيض ،هو حسب الطريقة التي سيقتلونك بها. فإذا قتلك جندي أمريكي أو مرتزق يتسلى بقنص الناس برصاصة واحدة ثمنها لا يتعدى خمس دولارات فهذا هو ثمن حياتك !!
و قد تصبح قيمتك أغلى إذا قتلوك بواسطة صاروخ كروز ثمنه مليون دولار . لأن ثمنه سيقسم على من قتلهم الصاروخ . فإن قتلوك مع مائة شخص أثناء القصف بهذا الصاروخ فإن المليون دولار ستقسم على مائة و سيكون ثمن حياتك في هذه الحالة عشرة آلاف دولار . و بالتأكيد هذا الثمن أكبر من الحالة الأولى .
أما إذا كنت أفريقياً فإن ثمن حياتك يساوي ثمن حفنة القمح ،التي يتلفونها أو يطعمونها للمواشي كي لا تنخفض أسعار القمح ، فهي كافية كي تنقذك من المجاعة . أو ثمن حياتك هو ثمن حبة دواء مرض الإيدز التي يمنعونها عنك كي لا تنخفض أرباح شركات الدواء ...الخ .
و إذا كنت أمريكيا فيجب أن ندقق بلون بشرتك فإن كنت أبيضاً من الزنابير ( WASP : البيض ، الأنغلوساكسون ،البروتستانت ) حسب تعبير منير العكش ، فحياتك تساوي الكثير . لكن تمهل فليس كل الزنابير بمستوى واحد فقد تكون من الزنابير و مع ذلك يرسلونك كي تقتل و تُقتل في العراق لأنك من الزنابير الفقراء الذين ولدوا بدون أي أمل، كحال المجندة ليندي إنغلاند التي حملوها مسؤولية كل كوارث أبو غريب !!!
أما إذا كنت زنبورا ووالدك عضو في الكونغرس أو في مجلس النواب، أو يمتلك إحدى الشركات ، أو على الأقل عضو في مجلس إدارتها ، فأنت من المحظوظين أصحاب الدماء الزرقاء الذين تساوي حياتهم الكثير الكثير .
أما إن لم تكن من الزنابير أصلاً و كنت ملون البشرة فإن ثمن حياتك لا يختلف عن ثمن حياة العراقي أو الإفريقي و إن كنت تحمل الجنسية الأمريكية ، شرط أن لا تكون أحد المحظوظين الذين يحرص الزنابير على وجودهم بينهم كي يدفعوا تهمة العنصرية عن أنفسهم ، كحال كولن باول و كوندليزا رايس . فوجود هؤلاء بين الزنابير ضروري كي يدفعوا تهمة العنصرية عن أنفسهم ، و كي يموهوا الصورة الحقيقية و يعطوا أملاً كاذباً لباقي الملونين بإمكانية دخولهم في نادي الزنابير المغلق . لكن قبل أن يعرضوا أمثال باول و رايس على الملأ يجرون لهم غسيل دماغ بحيث ينطبق عليهم وصف المفكر المارتينيكي – الجزائري فرانس فانون "وجوه بيضاء و أقنعة سوداء" ، فيتحولون إلى زنابير من الداخل. بل ،و كآلية تعويضية،يصيرون أكثر قسوة و عنصرية من الزنابير الأصلية . و نذكركم بأن كوندليزا رايس صرحت بأنها تعلمت العزف على البيانو منذ كانت صغيرة . و دلالة الأمر واضحة فمقابل موسيقى الجاز الزنجية الصاخبة هناك موسيقى البيانو البيضاء، و كي يخرج الزنجي من لونه يجب أن يتعلم البيانو و يحتقر الجاز .
فإن لم تكن من أقلية الزنابير المحظوظة و لم تكن من عينات الملونين ،التي يحرص الزنابير على عرضها بينهم كي يموهوا عنصريتهم ، ففي هذه الحالة حياتك ليست أكثر قيمة من قيمة حياة العراقي أو الأفريقي حتى و إن كنت تحمل الجنسية الأمريكية . بل ربما تكون أكثر عرضة للخطر لأنك تعيش داخل عش الدبابير و لمن يريد أن يقرأ سنروي له كيف تحول الأمريكان الأفارقة بعد تحررهم من العبودية إلى فئران مختبرات لإجراء تجارب الزنابير في فضيحة توسكاجي ،أو ما أطلق عليها
Tuskegee Syphillis Study Symposium
فهذه قصة نموذجية تلخص احتقار الزنابير لحياة الأمريكان من أصل أفريقي . كما أن هذه القصة تلقي الضوء على الجانب الفاوستي للحضارة الغربية التي باعت روحها للشيطان في سبيل المعرفة .
في كل مرة أجلس لأكتب عن احتقار الأمريكان و سادة النظام العالمي للحياة البشرية أشعر أني كمن يردد البديهيات (( الشمس تشرق من الشرق و تغرب من الغرب )) لكن ما إن أفتح إحدى الصحف العربية و أقرأ لبعض الكتاب العرب سادة المنابر الإعلامية أو أستمع لهم و هم يتحدثون في التلفزيون حتى أشعر أن البديهيات ليست كذلك عند كل الناس .فما زال الكثيرون من أبناء جلدتنا يتوهمون الخلاص من الاستبداد المحلي المقيت على يد الزنابير المجرمة ،أو يعتبرونهم أقل خطرا، أو يتكلمون عن إمكانية التفاهم معهم، أو يتغنون بديمقراطيتهم .فأشعر بعد ذلك أن الصورة ما زالت غير واضحة بأذهان البعض ، و ربما بعض البعض يحاول عن قصد أن يجعلها غير واضحة . لذلك لا بد أن نعود من جديد و نروي قصص ما جرى علنا نفهم ما سيجري لنا على يد هؤلاء و كي نفهم كيف يفكروا و ماذا يخططون لنا .

تجارب السفلس التي أجريت في توسكاجي – ألاباما
Tuskegee, Alabama - Syphilis Experiment
كان مرض السفلس من الأمراض المرعبة في العصور الوسطى في الغرب . ينتقل هذا المرض عبر الاتصال الجنسي . و يظهر في البداية على شكل قرحة تسمى " القرح الصلب" تظهر على المناطق التناسلية . فإذا لم يعالج المرض في هذه المرحلة يختفي القرح وينتقل السفلس إلى مرحلة أخرى يسمونها الطور الثانوي ، فإن ترك بدون معالجة ، أيضاً ، اختفت أعراض هذه المرحلة و انتقل إلى الطور الثالثي القاتل الذي تظهر أعراضه بالتدريج بعد سنوات طويلة ، فيتظاهر باضطرابات عصبية و اضطرابات قلبية وعائية ،عمى ، شلل ، جنون ........الخ و ينتهي بالموت .
و لم تعدم البشرية على مر العصور أدوية لمعالجة السفلس ، الذي سماه أجدادنا الإفرنجي نسبة للغربيين ، فقد كان يعالج بالزئبق أو البزموت و كانت هذه المعالجة تحقق بعض الشفاء و إن لم يكن تاماً يضاف إلى ذلك سمية الأدوية المستعملة . بقي الحال على هذا الوضع حتى أربعينات القرن العشرين حين تم اكتشاف الصاد الحيوي المذهل، البنسللين ، فانقلبت الأمور رأساً على عقب ، إذ صارت معالجة هذا المرض المرعب من أيسر الأمور بحقنة أو حقنتين من البنسلين .
في عام 1932 . قرر مشفى توسكاجي Tuskegee في ولاية ألاباما Alabama ترك 399 رجلاً أسود مصابين بالسفلس بدون معالجة لأغرض تجريبية بحتة ، و هي مراقبة التطور الطبيعي لمرض السفلس بدون معالجة ، و مقارنة هذه المجموعة المصابة بمجموعة تتكون من /201 / أشخاص سليمين . و كان هناك هدف آخر عنصري بحت و هو التحقق من ملاحظة سريرية تقول إن اختلاطات الإفرنجي الثالثي عند الرجال البيض تكون عصبية أما عند السود فهي قلبية وعائية . رغم أن هكذا دراسة لا داعي لها أصلاً فدراسة تاريخ الأدب الطبي تقدم وصفاً دقيقاً لما يمكن أن يحدث للمرضى بدون معالجة .
لم يبلغ أي من أفراد هذه المجموعة أنهم مصابون بالسفلس و أحياناً تلقوا علاجات لا قيمة لها كالزئبق بتركيز 3 % و هو تركيز لا قيمة علاجية له،و عندما كان وضعهم يتفاقم كانوا يعطون الأسبرين لتسكين ألمهم دون التأثير على سير المرض . كما تركت عائلاتهم دون أي تحذير فتعرضت زوجاتهم و أولادهم للعدوى .و عندما كانوا يسألون عن مرضهم كان يُقال لهم إنه (BAD BLOOD ) مما يمكن ترجمته دم فاسد . و كان هذا مقنعا لأفراد هذه المجموعة الذين ينحدرون من بيئات فقيرة متخلفة فأغلبهم أمي، لا يقرأ و لا يكتب .
و خلال فترة الدراسة،في الأربعينات،تم اكتشاف البنسللين الذي يشفي المرض بشكل تام و مع ذلك منع هذا الدواء عن المرضى بحيل مختلفة . فخلال الحرب العالمية الثانية سجل /250/ من هؤلاء المرضى أنفسهم للجندية،و هذا كان يعني أنهم سيفحصون من قبل أطباء الجيش و أنهم سيتلقون العلاج لكن الحكومة أعفتهم من أداء الخدمة العسكرية و بالتالي منعت العلاج عنهم . و استمرت هذه التجارب خارقة قانون هندرسون ( Henderson 1943) و هو قانون فيدرالي يأمر بإجراء اختبارات السفلس و معالجة إجبارية للأمراض المنتقلة بطريق الجنس و من ضمنها السفلس . كما أن القائمين على التجارب خرقوا إعلان هلسنكي الذي ينظم إجراء التجارب الطبية ،و الذي صدر عام 1964،و ينص على ضرورة موافقة المريض و معرفته التامة عند تجريب أي دواء على مرضه.
لقد تركوا هؤلاء الأشخاص يموتون بدون رحمة من أجل تجميع المعلومات الطبية من تشريح جثثهم . يقول أحد الأطباء المشاركين بهذه الجريمة :
" لم نكن نهتم بهم و هم أحياء . كنا نهتم بجثثهم فقط "
و بالمحصلة النهائية مات /28/ رجلاً بسبب السفلس مباشرة ، و/100/ ماتوا من اختلاطات السفلس ، و أصيبت /40/ من زوجاتهم بالمرض ، وولد /19/طفلاً مصابا بالإفرنجي الولادي .
إذاً مات من مات و من عاش استمر يعاني من أعراض مبهمة و من اضطرابات مختلفة بسبب المرض . لقد اتبعوا كل الوسائل لإرغامهم على الاستمرار في الدراسة ، فاستغلوا فقرهم بإقناعهم بتقديم طبابة مجانية و وجبة غذائية. و كان التسهيل لهذه الجريمة من أعلى المستويات فقد شارك وزير الصحة الفيدرالي بالضغط على المرضى عبر إرسال رسائل تحذير للمرضى تنذرهم أن استمرارهم في الدراسة هو الفرصة الوحيدة و الأخيرة لعلاجهم نوعياً بشكل مجاني . و إذا ما علمنا أن المشفى يتلقى تمويلاً حكومياً عندها لا يمكن ادعاء عدم معرفة الحكومة الفيدرالية بما يجري .
استمرت التجربة مدة أربعين عاما بالتمام و الكمال حتى فضحتها جريدة النيويورك تايمز في 26 تموز عام 1972 فتم إيقافها . و رفع من تبقى من الضحايا دعوى قضائية استطاعوا الحصول بموجبها على تعويض يبلغ عشر ملايين دولار بتسوية خارج المحاكم . ثم شكلت لجنة للتحقيق بالأمر نشرت تقريرها النهائي في 20 أيار عام 1996 مقترحة أن يقدم الرئيس اعتذارا للضحايا و بالفعل قدم بيل كلينتون اعتذارا لثمانية أشخاص متبقين على قيد الحياة في 16 أيار عام 1997 .
لقد كانت رائحة العنصرية تفوح مما جرى و كان احتقار الحياة البشرية واضحا إلى أقصى حد حتى أن الصحفي هاري آنشور anchor Harry وصف ما جرى :
(( إن ذلك يشبه استعمال البشر كحيوانات مختبر . في المحصلة النهائية إنها دراسة عن كيفية جعل السفلس يقتل شخصاً ما )) .
إذا كانت تجربة بهذه القذارة الأخلاقية و هذا النفس العنصري الواضح تتم داخل أمريكا نفسها و تستمر لأربعين عاما بدون توقف، ثم احتاجت الحكومة الأمريكية إلى ربع قرن بعد اكتشافها كي تقدم اعتذاراً للضحايا ، أي بعد خمس و ستين عاماً من بداية الجريمة ، و بعد أن مات معظم الضحايا . هنا ألا يحق لنا أن نتساءل . كم هي عدد القصص المشابهة و التي لم تكتشف حتى اليوم ؟ و كم هي عدد التجارب المماثلة التي تجري في الوقت الراهن تحت سمعنا و بصرنا دون أن نلاحظ ذلك ؟
و ألا يحق لنا أن نطرح علامة استفهام كبيرة على أبحاث الشركات الدوائية في العالم الثالث خاصة إذا علمنا أنه يجري في العالم 100 ألف اختبار طبي معلن و أن 10% منها يتم في العالم الثالث بظروف تنعدم فيها الرقابة السياسية و القانونية . بعد كل ذلك يمكننا تخيل حجم المأساة بالقياس على القصص التي كشفت . يقول جان فيليب شيبّو :
((تنظّم شركات تصنيع الأدوية، في كافة دول الجنوب، اختبارات طبّية تستهتر بالأخلاق وبصحّة المرضى، من خلال غياب موافقة الأشخاص التي تشملهم التجارب، وإعطائهم معلومات مختصرة، إضافة إلى عدم وجود مراقبة كافية للعلاج، والانتفاع الضئيل بالنسبة للمريض أو الشعب..))
و يتابع الكاتب :
((في أفريقيا، فالقوانين المتعلّقة بالطبّ وصناعة الأدوية تعود للحقبة الاستعمارية، لكنها تبدو مهملة أو غير مناسبة . وقد أصبح احتمال التقصير في أخلاق المهنة كبيراً، بسبب نقل المختبرات لتجاربها أكثر فأكثر إلى القارّة الأفريقية . في الواقع، إنّ كلفتها هناك تقلّ بنسبة خمسة أضعاف عن كلفتها في الدول المتطوّرة. أضفْ أنّ ظروف انتشار الأوبئة في أفريقيا، هي في أغلب الأحيان مناسبة أكثر لإجراء الاختبارات، فهنالك النسبة المرتفعة للأمراض، خاصة المعدية منها، ووجود عوارض لا تتجاوب مع العلاجات المكرّرة والمكثفة. أخيراً، إن انقياد المرضى الذين يعانون من الفقر الشديد بسبب ضعف التجهيزات الصحية المحلية، يساهم في تسهيل تلك العمليات))
و يتابع :
((أُجريَ الاختبار الطبّي للـ"تروفان"، دون استشارة أيّة من السلطات النيجيريّة أو لجنة اخلاق المهنة، أقلّه شكلياً، في ما يتعلّق بالمعلومات التي تُعطى للعائلات والحصول على موافقتها. كما أنّ اختبارات المضادّ للجراثيم، التينوفوفير،التي أُجريت مع 400 مومس كاميرونية، بين تموز/يوليو 2004 وكانون الثاني/يناير 2005، لا تتطابق مع المقتضيات الأخلاقية هذه. تبيّن انّ هذه الجُزيئة تحدّ من انتشار فيروس الـVIS الذي يعادل فيروس السيدا لدى السعادين. وقد أراد المصنّع التحقق من مفعول هذا الدواء على الانسان، فاختار فئة معرّضة من الناس، ألا وهنّ العاملات في مجال الجنس في البلاد التي تحوي على نسبة كبيرة من فيروس السيدا، بسبب نسبة التعرّض الكبيرة لالتقاطه .
. في بادىء الأمر، استلم المتطوّعون معلومات مكتوبة باللغة الانكليزية، علماً بأنهم يعرفون اللغة الفرنسية، لكنهم لا يتقنون القراءة ولا الكتابة. وبحسب منظمات "أكت أب باريس"، وشبكة الاخلاقيات الكاميرونية، "حقوق وسيدا"، اعتقدت حتى بعض النساء بأن الاختبار هو مجرّد طعم. أضف أن استخدام علاج بديل لدى جزء منهنّ ضروريّ لقياس فعالية الدواء- لم يرافقه تعزيز للملاحقة الطبّية والوقاية من السيدا. ومن الغريب أنّ المسألة لم تثرْ حذر اللجنة الكاميرونية الوطنية التي تُعنى بالأخلاقيات، بالرغم من "وجود تعارض واضح في المصالح بين عملية الوقاية واختبار دواء واقٍ"، كما يذكر السيد فابريس بيلورجي من منظمة أكت أب - علماً أنه بحسب هذا الاخير "الاختبار لا يعمل الاّ في حال كانت البنات عرضة للاصابة بالفيروس"."))*
إن العالم الثالث عموما و أفريقيا خصوصا صارت مختبراً كبيراً لتجريب الأدوية ، فتحول البشر إلى فئران مخابر لتجريب أدوية ، إما لأمراض لا تنتشر بينهم ،أو لأدوية لا يقدرون على دفع ثمنها في حال حاجتهم لها . أي أن شركات الدواء تختبر الأدوية على فقراء الجنوب و في حال ثبوت فعاليتها تعالج بها أغنياء الشمال .
إن هذه التجارب ، التي تحررت من كل الضوابط الأخلاقية ، و لم تعد تهدف إلا إلى الربح على نحو يقترح معه إعادة كتابة قصة فاوست، فبدل أن يبيع فاوست روحه للشيطان مقابل المعرفة نقترح أنه باع روحه للشيطان مقابل المال ، فربما يكون هذا هو التوصيف الصحيح للانحطاط الذي بلغته الحضارة الغربية . إن هذه التجارب اللا أخلاقية و هذا الجو "الفاوستي الجديد " ، أي بيع الروح من أجل المال ، دعا بعض المؤلفين إلى اقتراح نظرية مفادها أن مرض الإيدز ما هو إلا عبارة عن تجربة توسكاجي جديدة و كان هذا موضوع كتاب صدر في نيويورك عام 2001
Book Argues AIDS Is Another Tuskegee Syphilis Experiment
Charles Ortleb, a veteran AIDS - journalist
كما أن اختبار الأشياء على البشر لا يقتصر على موضوع الأدوية و الأمراض بل يمتد الأمر إلى مجال صناعة الأسلحة ، فعراق اليوم و معه فلسطين المحتلة تحولا إلى أكبر حقل رماية مفتوح لاختبار الأسلحة و التقنيات الحديثة الفتاكة . و بعد خمسين أو ستين عاماً عندما يفتح الأرشيف الأمريكي ستذهل البشرية من حجم الجرائم و الاستهانة بالحياة البشرية الذي مارسته الإدارة الأمريكية في الميدانين العراقي و الفلسطيني عبر تجريبهم الأسلحة الفتاكة ، و في بعض الأحيان لغايات التجريب فقط ...

*أفريقيا حقل تجارب "بيغ فارما" -جان فيليب شيبّو-Jean-Philippe Chippaux
http://www.mondiploar.com/article.php3?id_article=158



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العالم المعاصر الصحة تعني المرض
- جحيم بغداد اليومي
- الإعلام بين السل و انفلونزا الطيور
- صدام الهويات المصطنع
- العالم يتمرد
- لشو الحكي خلص الكلام
- من مطبعة نابليون إلى انتخابات رايس
- تقديس الداعين إلى نموذج الحضارة الغربي على طول الخط
- بوش قصف لويزيانا بالقنابل
- تل عفر تصحح مسار التاريخ بعد مائة عام
- البحث الأمريكي عن إسلاميين معتدلين
- احتلال عقول النخب
- الصغائر و الكبائر عند عمرو موسى
- عصر الظواهر التلفزيونية
- كم هو عدد مساعدي الزرقاوي ؟
- الإحتلال هو اكبر اعتداء على الحرية الفردية و هو مصدر كل الدك ...
- قمة الأغنياء : القضاء على الفقر أم على الفقراء ؟
- خرافة الحرية التي تعم العالم
- تقلبات ا لطبقة السياسية اللبنانية
- نساء علاء الأسواني


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - الفقراء فئران تجارب أغنياء الحضارة المعاصرة !!