أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند احمد الشرعة - قراءة أخرى في قصة موسى (من الولادة إلى العودة)















المزيد.....

قراءة أخرى في قصة موسى (من الولادة إلى العودة)


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 21:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة أخرى في قصة موسى (من الولادة إلى العودة):
لم يركز الاسلام على قصص الأنبياء الآخرين من باب إعادة سرد القصص الموجود سلفا لدى الأديان الابراهيمية السابقة بل تتضح أسبابه في كونه جعل من هؤلاء الأنبياء السابقين على النبي محمد ضمن دائرته بمعنى أنه ادعى بأنهم كانوا مسلمين وأن دعوتهم هي " دعوة اسلامية " وهذا يظهر محاولة اثبات حق سلطة الاسلام وبكونه الحقيقة المطلقة من خلال توظيف أدوات المعرفة التاريخية لخدمته فقد كانت القصص التي تناولت الأنبياء تشكل عتبات ذات أهمية خاصة في الخطاب التاريخي المعتمد على الدين والذي سيصل ذروته خلال فترة العصور الوسطى.
وقد تناول الاسلام قصة موسى مؤسس اليهودية وأباها الروحي بأهمية خاصة في القرآن وفي الحديث النبوي ويعود ذلك للأسباب التالية:
1- شكل اليهود مجتمعا معرفيا يعتبر نفسه متقدما مقارنة مع العرب و قد شكلوا ندا معرفيا لمحمد ويدل على ذلك أسئلتهم وحواراتهم.
2- بنيت دولة الرسول في المدينة التي كانت خاضعة اقتصاديا تحت سيطرة اليهود وقد خاض الطرفان صراعا معرفيا ودمويا في المدينة وشكلوا تحالفات عديدة ضد بعضهما.
3- كانت البنية السردية القصصية اليهودية منتشرة في الجزيرة العربية وقد خضع لتأثيرها القصصي دين آخر توحيدي هي المسيحية التي كانت تتميز إضافة للقصص ببنية فلسفية قوية مقارنة مع الاسلام الناشيء والبسيط فلسفيا وقد كانت الفلسفة غير ذات تأثير مقارنة مع بالتأثير الأسطوري.
لقد تمكن الإسلام من نشر منظومته المعرفية على شريحة واسعة في المنطقة أخذت تدريجيا وبدور السلطة الاسلامية السياسية والمميزات الاقتصادية تأخذ مكانة الأغلبية وبهذا تمكن الاسلام من تجريد شخوص مؤسسي الديانات الأخرى من عقول أتباعه كممثلين لأديان أخرى بل واعتبرهم مسلمين طرأت على الأديان التي خلقوها تحريفات شتى.
وبهذا قام الإسلام بتجريد اليهودية – طبعا في عقول أتباعه – من مؤسسها وضمه لمصاف المسلمين وقد خلع عليه صفات عديدة وسرد قصته أو قصصه في مواضع عديدة.
إن شخصية موسى في تاريخنا المعاصر لم نعثر لها على أية دلائل تؤكد على وجودها حتى الوقت الحالي كما لم نجد دلائل تشير إلى فرعون موسى أو تلك المملكة التاريخية التي أنشأها خلفاؤه والتي تم تمجيدها وبلورتها بناءا على عقد نفسية جماعية ويشير التشابه بين شخصي موسى و سرجون الأكدي بالإضافة إلى العديد من القصص الأخرى إلى سرقات اليهود من الحضارات السابقة والموجودة في المنطقة ذات البعد الفكري والمادي الأرقى.
تبدأ قصة موسى بما قبل ولادته وذلك بقيام الفرعون باضطهاد بني إسرائيل قوم موسى وتعذيبهم (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طآئفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نسآءهم إنه كان من المفسدين) ولا تشير الآية إلى السبب وراء قيام فرعون بقتل الأطفال بحيث يترك الباب مفتوحا كما في العديد من القصص وهذا ما جعل الصحابة والمسلمين يتجهون نحو الحديث وما هو موجود لدى أهل الكتاب لملء الفراغ وذلك باسترجاع خارج النص فكان هنالك روايات تشير إلى حلم حلمه فرعون عن نار من بيت المقدس أحرقت دور مصر عدا دور بنو إسرائيل.(راجع ابن كثير – قصص الأنبياء).
ويعبر الحلم في الأدبيات القديمة عن ثيمة نفسية اعتبرت في تلك المرحلة أداة ميتافيزيقية تشير بطرق أو بأخرى إلى حقيقة واقعية وهذا يشير إلى النمط المعرفي السائد في تلك الفترة حيث اقتبست الكثير من الحقائق من نمط لا معقول وكان الحلم أحدها ففي النوم تغادر النفس الجسد إلى عوالم أخرى تشاهد أشخاصا بعيدين وأشخاصا قد ماتوا -لقد كان شكلا من رفض الزمن ومجهولاته- وبسبب محدودية التفكير في تلك الفترة تم تأويل الحلم بطرق غريبة بل وتم إسقاطه كحقائق واقعية وتشير مسألة الاضطهاد الذي لحق ببني إسرائيل إلى شكل تعبيري يمهد لولادة البطل الذي تبدأ العقدة بقبل ولادته وتشير كدلائل إلى قدومه أوليس الظلم هو السابق على ظهور المهدي أو المخلص؟ أوليس قدومه هو نهاية مرحلة وبداية أخرى؟ ومن هنا ستكون ولادة موسى أو أي مؤسس فكري آخر ستكون بمثابة القطيعة ورمزا ] للتحقيب التاريخي. وطبعا هنالك روايات أخرى تشير إلى زيادة أعداد بنو اسرئيل وروايات تشير إلى تهامس بني اسرائيل بقرب قدوم من سيخلصهم من فرعون وكل هذه الروايات هي إشارات تمهيدية لقدوم المخلص البطل سيميائية القصة [.
(وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رآدوه إليك وجاعلوه من المرسلين) وقد أثارت كلمة أوحينا خلافا عقديا بين متكلمي المسلمين حيث اعتبرها البعض كابن حزم ضربا من النبوة يقول ابن حزم في الفصل ج3- ص187: ’’ ووجدنا أم موسى عليهما السلام قد أوحى الله إليها بإلقاء ولدها في اليم وأعلمها بأنه سيرده إليها ويجعله نبيا مرسلا فهذه نبوة صحيحة لا شك فيها (!!!) وبضرورة العقل يدري كل ذي تمييز صحيح أنها لو لم تكن واثقة بنبوة الله عز وجل لكانت بإلقائها ولدها في اليم برؤيا تراها أو بما يقع في نفسها أو قام في هاجسها في غاية الجنون والمرار الهائج " ولنعد إلى موضوعنا وتترك هذه الآية فراغا كما في سابقتها حول السبب الذي حدا بأم موسى بإلقاء ابنها في اليم وقد وضحنا ذلك سابقا ولكن تبرز لدينا ثيمة العناية الإلهية وإرادته الطاغية والمسيطرة الله باديء التاريخ ومعيده ها هو يتدخل مرة أخرى وكما في لحظة في محاولة إنقاذ بطله ها هو يوحي إلى أم موسى بإلقائه في اليم في الماء إلى ماذا يرمز ذلك ؟ إنه يرمز إلى قيام الأم بتسليم ابنها إلى المجهول والشر المطلق فقد كان هذا الإبحار إبحار الطفل الملقى في النهر شكلا رمزيا يشير إلى " عالم اللايقين الموجود خارج كل شيء إنه مسجون ضمن السبل الأكثر حرية وانفتاحا إنه موثق بشدة إلى الملتقيات اللانهائية إنه بؤرة المرور بامتياز و الأرض التي سيحط فيها تجهل كل شيء عنه تماما كما لا تعرف اليابسة التي تطؤها أرجله من أي أرض هو آت فلا حقيقة له ولا وطن" ( فوكو – تاريخ الجنون) إنها ولادة جديدة أخرى لموسى ستكتمل عند آل فرعون ولكن يجب علينا أن نكون على يقين مسبق في حالة الطفل الملقى بأنه سيعود إلى الحقيقة سيعود إلى قومه وأهله ودينهم بل وسيخلصهم فقد خلصته قوة علوية إرادة إلهية ضربة من ضربات القدر الخاطفة فقد كان فعل الأمر صادرا من الله إلى الأم المنفعلة بإرادة الفاعل تعبير جبري يتغلغل في أدنى حياة العالم القديم كل شيء يشير ومسكون ومنفعل بيد الاله معارف خطابية في خطاب واحد أحيانا تتوافق مع سلطة اسلامية كرست الفعل الجبري وأحيانا تشير إلى فيض إلهي وأحيانا إلى حرية بشرية خطاب يحتوي عناصر متعارضة وقابلة وساكتة.
ولم يكن الماء يشير عند بني اسرائيل إلا كإشارة مسبقة إلى ذهاب ابنهم للعيش في ظهراني قوم مختلفو عنهم في نمط المعيشة وأقصد هنا التدليل الواضح وارتباط المجهول والظلمات بذلك النمط الزراعي المعتمد كليا على الماء سيذهب موسى في رحلة نحو الشر وسيستقي منه سيتعلم حكمة أولئك المزارعين ولكنه سيعود إلى أصله ستسحبه جينالوجيا الأجداد لتلقي حكمتها الصحراوية في روحه.
(فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين وقالت امرأة فرعون قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون وأصبح فؤاد أم موسى فزعا إن كانت لتبدي به لو لا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون وحرمنا عليه المراضع من قبل فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون) سخرية القدر! كوميديا القدر! ها هو البطل يذهب ويلتقطه عدوه ليتخذه ولدا بإصرار طابور خامس يعيش في بيته نص يشير إلى اختلافات فكرية بين طرفي أي زواج سنجد لها اشارات واضحة في قصص موسى ونوح ولوط إشارة ميتافيزيقية أن من مأمنه يؤتى الحذر وغائية النص اظهار المكر الالهي والتوكيد عليه إشارات ترهيبية تبعث للمتلقي توكيدات السلطة على رغبتها بالامتداد لتمد يدها في أعماق النفوس ولتحارب نقاط المقاومة من داخل النقاط نفسها ثم ألا يشير النص ذاته بتناصاته التي تشير إلى إيمان زوجة فرعون إلى موضوع يشير إلى الدور النسوي – سواء إن كان الإيجابي أو السلبي في المنظور الديني الذي يشير إلى النظام المعرفي – في السياسة والملك وحتى النبوة ثم ألا يشير إلى تدخل العاطفة في تقرير بعض الأمور هذه العاطفة التي ألصقت بالمرأة كوصمة عار ؟
كذلك يشير النص إلى العواطف الأنثوية الجياشة ولكن هذه المرة عاطفة الأم تجاه ابنها عاطفة الأمومة تتحرك وتكاد تفضح سر الأم مما سيودي بالطفل إلى مصير التهلكة وربما بأمه أيضا ولكن قام الله (تدخلاته في تلك الأيام كثيرة على ما يبدو) بالربط على قلبها الم يوحي لها ( إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له) وبالرغم من هذا التوكيد إلا أن مشاعر الأمومة تفيض ولكن الاله يبدو أنه كان على وعده فقد حرم على الطفل المراضع لكي يعود إلى أمه وذلك في إشارة إلى إبقاء صلة مع الأصل ابقاء شعلة في النفس هي شعلة الحقد التي ستصبح نارا وانتقاما.



#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة أخرى في قصة موسى (من الجريمة إلى الرسالة)
- قراءة في سورة يوسف
- الجنس في المخيال العربي (قراءة في نصوص أدبية وقرآنية)
- نظرة حول التخلف
- عبثية العالم بأبعاده وعبثية الواقع الانساني
- اللادينية في الاسلام
- تأملات وجودية
- هروب
- اعجاز علمي.....!
- قراءة في سيكولوجيا الجماهير الشرق أوسطية
- انتحار
- نقد فكرة العدالة في الإسلام(الجزء الأول):
- الوجودي التائه
- هل نحن جاهزون؟
- نافذة الى الوجود
- نظرة حول موضوع الاخلاق
- ما وراء رفض دول الشرق الأوسط للملحدين والمتنورين
- المعتزلة فرقة عقلانية
- قراءات حول العقل الشرق أوسطي
- مغالطات النقاش العربي (الملحدين والمتدينين)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهند احمد الشرعة - قراءة أخرى في قصة موسى (من الولادة إلى العودة)