أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج















المزيد.....

قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5323 - 2016 / 10 / 24 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شرع مجلس النواب العراقي قبل أيام قانونا جديدا يحظر بموجبه صنع وبيع واستيراد الخمور وكافة انواع المشروبات الكحولية . وقد خضع القانون الجديد لعدة قراءات سياسية واجتماعية نورد منها هذه الأمثلة الأربع :
يعتقد أصحاب القراءة الأولى أن بواعث إمرار هذا القرار لا تخرج عن المزيادات الانتخابية قبل موسم انتخابات المجالس المحلية القادم . وهو يستبق استجواب رئيس هيئة الوقف الشيعي في البرلمان في خلال الأيام القليلة القادمة باتهامات فساد مالي وإداري. أصحاب هذه القراءة يستشهدون بالعديد من الأمثلة المشابهة التي سبقت المواسم الانتخابية الفائتة والتي لم تترك الأحزاب والشخصيات الإسلامية موضوعا صالحا للاستثمار الانتخابي إلا واستغلته و يذكر أصحاب هذه القراءة بأن النائب " و قاضي الدمج " الذي اقترح مشروع القانون محمود الحسن سبق أن ضبط متلبسا بمخالفة قانونية انتخابية حين كان يبتز سكان الأحياء العشوائية من الفقراء ويطلب منهم انتخاب قائمته " دولة القانون بزعامة نوري المالكي" مقابل توزيع أراض ومساكن مجانية عليهم، وقد ضبط متلبسا ومصورا بالفيديو و عاقبته مفوضية الانتخابات الرسمية بغرامة مقدارها خمسون مليون دينار عراقي وقد دفعها...
القراءة الثانية: ويضع أصحاب هذه القراءة تشريع هذا القانون في سياق المحاولات المستمرة للأحزاب الشيعية لـ"أسلمة" الدولة والمجتمع على الطريقة الخومينية في إيران والإخوانية في مصر وتركيا وصولا إلى إقامة دولة شمولية ثيوقراطية دينية بالكامل. ويستند أصحاب هذه القراءة بالعديد من مشاريع القوانين التي تم تشريعها أو أوجلت مؤقتا بعد أن اصطدمت برفض قوى من قبل الرأي العام و فئات اجتماعية مهمة كمشروع قانون ( الأحوال الشخصية الجعفري) المعروف شعبيا باسم ( مشروع قانون تزويج القاصرات ) الذي قدمه وزير العدل السابق عن حزب الفضيلة "الفتيلة" حسن الشمري ومعلمه الروحي محمد اليعقوبي.
تسجيل الفيديو " لقاضي الدمج" والنائب محمود الحسن الذي قدم مسودة مشروع القانون في برلمان المنطقة الخضراء وفيه يعتبر مقولة ( العدل أساس الملك ) المنسوبة لابن خلدون ، يعتبرها آية قرآنية وهو يعطينا صورة واضحة عن مستوى هؤلاء الإسلاميين في الأحزاب الشيعية حيث يختلط غالبا العته بالجهل بالغباء بالمشبوهية السياسية والأخلاقية !

القراءة الثالثة : يضع أصحاب هذه القراءة القانون موضوع النقاش في سياق معركة تحرير الموصل من تنظيم الدولة" داعش" والتي سبقها و تخللها ترويج قوي لمشروع تقسيم محافظة نينوى إلى عدة محافظات أو إلى إقامة محافظة جديدة في سهل نينوى للمسيحيين وأبناء الأقليات – هذا المشروع مدعوم من قبل لوبي فعال في داخل الكونغرس والخارجية الأميركيين تطرقنا له في مناسبة سابقة - ليتم لاحقا إلحاق هذه المحافظة بالإقليم الكردي عبر استفتاء شعبي. وهذا المشروع التدميري الخطير طرح في نسخته الأولى من قبل أحزاب الإسلام السياسي الشيعي حين طالب عبد العزيز الحكيم الزعيم السابق و والد الزعيم الحالي لحزب المجلس الأعلى ( كان اسمه في السنوات الأولى للاحتلال " المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق " ثم عدل إلى " المجلس الإسلامي الأعلى العراقي" و قد تم تعديل الاسم بأمر من بول بريمر كما قال متابعون )، بإقامة إقليم شيعي يضم محافظات الجنوب والوسط. ومن طالب بإقليم طائفي لأكثر من نصف العراق ذات يوم لن يتردد في المطالبة أو العمل على إقامة إقليم طائفي في سهل نينوى لفرض إقليمه الشيعي لاحقا كأمر واقع ! ويأتي تشريع هذا القانون كالخطوة الأولى من مجموعة خطط مدبرة ومحسوبة بالاتفاق بين قيادتي التحالف الوطني الشيعي والكردستاني يراد من خلالها دفع المسيحيين أبناء الأقليات الدينية و الإثنية العراقيين في سهل نينوى الذي تم تحرير أغلبه في عمليات تحرير نينوى، و الذي يعتمد سكانه على المزروعات والصناعات ذات العلاقة بالمنتجات الزراعية ومنها الخمور ( معروف أن مدينة بعشيقة هي عاصمة صناعة الأنواع الجيدة الخمور العراقية و زيت الزيتون والعسل. ويربط أصحاب هذه القراءة بين هذا القانون وأعمال القتل والتفجيرات التي تطال أصحاب محلات بيع الخمور في مدن الوسط الجنوب فقط والهدف من كل هذا هو دفع وتشجيع من تبقى من أبناء الأقليات إلى تشكيل إقليمهم الخاص و إنجاز مهمة التقسيم الطائفي للعراق على الأرض و في المجتمع تمهيدا لإقامة الدويلات الطائفية الثلاث التي شرَّع و نظَّر لها نائب الرئيس الأميركي جو بايدن .
القراءة الرابعة و استنتاج و ثلاث ملاحظات مهمة : وفق هذه القراءة فإن عملية إمرار هذا القانون لا يخلو من دوافع تجارية خبيثة من قبيل إخلاء السوق من المنتجات الكحولية المستوردة رسميا والمرخصة التصنيع بأخرى سرية تديرها شبكات سرية تابعة لقوى سياسية ومليشياوية إسلامية نافذة ولها خبرة عريضة في تهريب الخمور والمخدرات. ويستشهد أصحاب هذه القراءة بواقع سيطرة هؤلاء على شبكات ونقاط بيع الخمور والمخدرات في العديد من المدن العراقية الجنوبية وفي بعضها حدثت صدامات واشتباكات بين أفراد هذه العصابات يتكتم عليها الإعلام المليشياوي السائد و الاخر النخبوي التابع له ، ومعلوم أن العراق صار واحدا من أهم أسواق وطرق عبور المخدرات القادمة من إيران وأفغانستان ويتهم بإدارة هذه الأسواق أشخاص ومسؤولون مدنيون وعسكريون عراقيون نافذون في الأحزاب الإسلامية الشيعية.


استنتاج وثلاث معلومات مهمة: أعتقد، أن من الممكن جدا الخروج بقراءة واحدة مركبة من مجموع هذه القراءات الأربع مضافا إليها عوامل أخرى، ودمجها في سياق الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي العام في العراق، والذي أكدت وقائعه و حقائقه فشل الإسلاميين سواء كانوا من الشيعة أو السنة في حكم وإدارة الدولة العراقية بل وفي تحولهم إلى معول تدمير لهذه الدولة و للمجتمع العراقي ككل. التناقض التناحري نجده هنا: هؤلاء الإسلاميون السنة أو الشيعة هم من النوع الشمولي التحريمي التكفيري ولا يعترفون باستقلال وحياد الدولة كالأحزاب الديموقراطية ذات الخلفيات الدينية في كل مكان، أما المجتمع العراقي فهو مجتمع تعددي ومتنوع النسيج، وهناك تناقض جوهري بين طبيعة الطرفين ( الحاكم الطائفي الديني والمجتمع التعددي) لا مندوحة من تحول هذا التناقض - إنْ آجلا أو عاجلا - إلى صراع تناحري لن ينتهي إلا بنهاية أحد الطرفين أو استسلامه، فإما أن يطيح الإسلاميون الشيعة وحلفاؤهم بالدولة والمجتمع العراقيين، ويحولونهما الى دويلات مليشياوية متذابحة أو أن المجتمع سيطيح بهم و يحظر نشاطاتهم وأحزابهم ذات الطبيعة التحريمية التكفيرية أو أن هذه الأحزاب تستسلم و تعترف بسيادة واستقلال وحياد الدولة في موضوع خلافات الديانات والمذاهب، ليبني – هذا المجتمع - دولته المستقلة دولة المواطنة والمساواة والحريات العامة والفردية.

ملاحظة 1 : قانون الخبل محمود لمنع صناعة وبيع واستيراد الخمور ليس قانونا أو إجراء قانونيا مؤقتا واضطراريا تلجأ إليه الدولة في حالة انفلات مجتمعي كما هي الحال في قرار قيادة الثورة الشيوعية الروسية باقتراح من فلاديمير لينين منع تناول الفودكا خلال الأيام الأولى لانتصار الثورة أو مثل قرار الحكومة السوفيتية خلال حقبة البيريسترويكا التدميرية الذي هدف إلى الحد من تعاطي الكحوليات بعد أصبحت ظاهرة خطيرة بل هو قانون دائم يطمح مشرعوه إلى أن يكون حجر أساس مهم من مجموعة احجار دستورية لإقامة دولتهم الثيوقراطية الدينية في العراق اليوم.
ملاحظة 2 : في كل تجارب الدول الأجنبية لمنع الخمور نشأت ظاهرة تصنيعها منزليا وتوزيعها من قبل شبات ومافيات خارجة على القانون؛ خمور منزلية ذات نوعيات رديئة وذات سُمّية عالية ومضرة بالصحة أنتجت في خاتمة المطاف أجيالا من المرضى والمدمنين والمعاقين.
ملاحظة 3 : في دراسة علمية لمعاهد أبحاث أجنبية متخصصة، نشرت في ثمانيات القرن الماضي – ولا يمكنني للأسف توثيقها الآن - تأكد ان نسبة تعاطي الخمور في دولة سوريا آنذاك – حيث الخمور مباحة الصناعة والبيع والاستيراد – هي أقل من نسبتها في المملكة السعودية التي تعاقب صانعها وبائعها ومستوردها بالإعدام بقطع الرأس بأكثر من 30%. بمعنى، لو ان النسبة في السعودية هي 40% فهي في سوريا 10% فقط! أما بخصوص نسبة تعاطي واستهلاك المواد الجنسية الإباحية ( أفلام، عاهرات، غلمان، مجلات ومواد أخرى ) فقد أورد الباحث المصري اليساري الشهير د.سمير أمين في أحد كتبه معلومة مهمة جدا من إحصائية مشابهة تؤكد أن المملكة السعودية و معها مجموعة دول الخليج تستهلك 70% من الانتاج العالمي لهذه المواد. والفاهم غير المغرض يفهم!

*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الموصل و التدخلات التركية والإيرانية
- الحارث نصير الوثنيين المظلومين وزيد الناقص الخليفة الأموي ال ...
- متابعات : شهداء لا بواكي لهم وتهديدات بابكر زيباري وخلاصة مش ...
- ج2/كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- شبيب الخارجي : رائد حرب العصابات في العصر الإسلامي
- كارثة جديدة تحيق بالعراق اسمها سد أليسو
- من تراثنا المضيء 1 و2 : أبو حنيفة نقيض التكفيريين و العنبري ...
- الموقف الديموقراطي من الانقلاب العسكري في تركيا ..
- العسكريون الأميركيون قادمون لسرقة الانتصار في الموصل
- مناقشة فيديو :المخطط التركي لابتلاع الموصل بالتعاول مع النجي ...
- تدخلات حزب الله اللبناني في العراق وأضرارها
- يحيى الكبيسي وسالم الجميلي والتهديد بأجيال جديدة من داعش وال ...
- ماذا قال الجميلي عن الحشد وانتهاكات الفلوجة؟
- من أكاذيب الإعلام الأصفر خلال معركة الفلوجة
- أثيل النجيفي ينحاز صراحة لداعش بدعم تركي وأميركي
- متابعات/شهادتان متناقضتان عما يحدث في الفلوجة
- عن الفرق بين تويتر والفيسبوك: حملة إعلامية أم همروجة بائسة؟
- أسامة النجيفي وخلط الحق بالباطل
- مرجعية السيستاني ودورها منذ 2003 .. حوار في العمق
- وكتلة الأحرار العابرة و ثلة الحكيم ومبادرة العطية


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - قانون منع الخمور التكفيري: أربع قراءات واستنتاج