أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في-الأمراضُ الحِزْبِيَّةُ-..















المزيد.....

في-الأمراضُ الحِزْبِيَّةُ-..


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5321 - 2016 / 10 / 22 - 06:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"التـَحَزُّبِ" عند الجَمَاعَاتِ السّلفيَّة المُتَشَدِّدَةِ " كـُفْـرٌ"
-----------------------------------------------

يرى الـ: " لاحزبيون" أو كما يسمونهم بالجماعات "السلفية" المتشددة أن التحزب مضيعة للوقت و يؤدي بالمرء إلى خسران نفسه و ضياعها و ذهبوا إلى حد الإفتاء فيه بأنه محرم، لأن الأمر يتعلق بـ: - الولاء- للحزب و لرئيسه ، و أن هذا ألأخير أي الولاء لا يكون إلا لله وحده ، و ذهبت الجماعات السلفية في فتواها إلى أن الحزب يعلم الإنسان الكذب و المراوغة بلد الصدق و الاستقامة و يخرجه عن طاعة ربه، لأن داخل الحزب السياسي تسقط كل المثل و القيم التي زرعت في الإنسان من قبل، و يكون اللعب بكل الوراق و هم يطبقون شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، و داخل الحزب يكون الإنسان ممثلا بارعا يقف على خشبة المسرح و يؤدي أمام الجمهور ( الناخبين) مشهدا مسرحيا يخدر به الآخر، و تصف الجماعات السلفية المتحزبون أي الذين ينتمون إلى تيار سياسي معين، بأنهم متشدقون يجيدون التشدق بشعارات جوفاء عن التقدم و الديمقراطية و هم في حقيقة ألمر يمارسون القمع الحزبي على مناضليهم..
صَوِّتـُوا..وامنحوا لنا أصواتكم يوم الاقتراع و نحن نقرر مكانكم، هكذا يقول غالبية المترشحون و هم يرفعون شعار : " الناخب هو ملك يوم الاقتراع"، و هي أساليب صنفها اللاحزبيون في خانة الأمراض السياسية أو الحزبية ، لأن مثل هذه ألأفكار تؤدي إلى إحداث نوع من الحركة النوسية التي تسبب هدرا كبيرا في الطاقات الحزبية النضالية و تؤدي إلى التمزق و هذه ألأمراض يعتبرها اللاحزبيون داء لا دواء له، وربما الجماعات السلفية على صواب و موقفها منطقي لأن الحزب القوي لا يمرض لأنه يضم - رجالا – مضطلعين بالمسؤولية، و لهم تجربة في كيفية التعامل مع الوضع و كيفية التعامل مع الرجال و معالجة الأفكار و يتمتعون بخيال واسع حتى يوجهوا أنظارهم نحو المستقبل..
ولهذا يرى خبراء السياسة أن الحزب الذي لا برنامج له لا يمكنه أن يكون حزبا، و ربما معالجة هذه الأمراض تحتاج إلى " ثورة " لأن هذه ألأخيرة كما يعرفها المحللون السياسيون تعني تغيير الحكم و الوجوه الحاكمة سواء داخل الحزب أو داخل السلطة، و لا يتأتي ذلك إلا بإحداث الانقلابات، و قد تنجح هذه الانقلابات أو تفشل، لأن المجتمع أي مجتمع ينقسم كما يصنفه الخبراء الاجتماعيين إلى طبقات: ( براغماتية، دوغماتية، محافظة، و طبقة إصلاحية ، و أخرى ثورية..) ، و غالبا ما تجتمع هاتين الطبقتين الأخيرتين بحيث لا يمكن الفصل بين ألأولى و الثانية و العكس و فق النظام السياسي لكل مجتمع.
والجزائر كنموذج حاولت بعض طبقات مجتمعها أن تصلح ما أفسده النظام فراحت تدعو إلى التغيير الجذري للأوضاع السائدة و هو ما أقدم عليه (الفيس) المحل في بداية التسعينيات فبني فلسفته على المجابهة و التحدي ليرسم للدولة الجزائرية نظاما إسلاميا أو بالأحرى ليبني دولة إسلامية تستمد قوانينها من القرآن و السنة ، و أن يكون لها برلمانا إسلاميا قائما على الشورى، و ربما فشل الفيس يعود إلى أسباب عديدة أولها أن هذا التيار اختار القيم السلفية المغلقة في بناء الدولة، و هي قيم رفضها البعض الذين يدعون إلى التفتح، كما تعود إلى أسباب أخرى هي غياب "الوحدة الإسلامية" للحركات الإسلامية الموجودة في الجزائر و هي (حركة النهضة، الإصلاح، و حركة حمس ) و اختلاف توجهاتها الفكرية الإيديولوجية، رغم أنها تتفق على أن المنبع هو القرآن و السنة، بحيث لم تتمكن هذه الحركات من أن تغير خارطة المحيط، أو تجد إمكانات جديدة للنهوض بالمجتمع الذي ما زال غارقا في مشاكله الاجتماعية و على رأسها الفقر و البطالة، التي أدت به إلى الانحراف و كانت هذه المشاكل سببا في تفشي الآفات الاجتماعية ( السرقة ، الزنا ، تعاطي الكحول و المخدرات، الانتحار ..الخ)، و الشيء نفسه بالنسبة للأحزاب ألأخرى التي تعيش الانقسامات و تشتت مناضليها بما فيهم - حزب جبهة التحرير الوطني- التي أصبحت جدرانه متصدعة و سقفه آيل إلى السقوط بسبب تصرفات بعض مناضليها و حتى قادته و سلوكاتهم المتناقضة مع أهداف الجبهة التي سطرتها مجموعة من الرجال قبل 56 سنة و قيمها النوفمبرية التي كانت أقرب إلى الطقوس خاصة بعدما تبنت الأحزاب الأخرى مرجعيتها و قيمها المثلى التي كانت تطبق باسم " الله أكبر" عن قناعة و إيمان كبير و عميق..
الأسباب معروفة و هي أن مجموعة ترفض التنازل لمجموعة أخرى، و مجموعة تريد أن تزيح من طريقها مجموعة تراها قوية بل أقوى منها لأنها تملك رصيدا لا يستهان به، و لهذا تريد إبعادها عن الساحة بحجة أنها تعبت و لا بد لها من أن ترتاح حتى لو تطلب الأمر وضعها في دار العجزة "السياسية" في إطار ما يسمى بـ: " تشبيب الحزب" ، و هو المصطلح الشائع في كل المجتمعات عندما يصبح " الكبير" مزعجا و مقلقا و يبدو الأمر طبيعي و عادي جدا و هذه الجرثومة ( دار العجزة) تنتقل من العائلة البيولوجية إلى العائلة السياسية ، و السؤال الذي يمكن أن نطرحه هو : هل يمكن أن نستغني عن الكبير؟ إذا قلنا أن حزب جبهة التحرير الوطني كان الحزب الأول الذي يدعو إلى فكرة تشبيب الحزب دون الأحزاب الأخرى..
إنه من دون شك أن صاحب الفكرة هو ابن قافز أراد أن ينعت أبوه بالفاشل ويريد أن ينفصل عن الجيل التاريخي بدافع أن هذا الجيل لم يعرف كيف يستفيد من ألأوضاع الثورية التي عاشها ، و ها هي المعركة تدور بين الابن و أبوه و دخل الطرفان في المعارضة، و لو أن فكرة التشبيب ليس مرفوضة، فإن هذه الفكرة تعني تغليب العنصر الشباني و توسعه داخل الحزب و هذا يتطلب البحث عن السن القانوني لهذه المرحلة، و ربما صاحب الفكرة يرى أن تشبيب الحزب يكون وفق نظام الاقتراع الذي يعطي ابن الثامنة عشر الحق في الانتخاب و التعبير عن رأيه و إعطائه المزيد من الحرية والديمقراطية، و هذا يعني أن الجميع سَيُحَالُ على التقاعد السياسي، و هو ما حدث في الندوات التكوينية التي نظمها الحزب العتيد عندما حدد سن المشارك بألا يتعدى الثلاثين ( 30 سنة) ، و تم إقصاء فئة كبيرة من المناضلين من فئة الأعمار الأخرى ، و دفنت بذلك كفاءاته و طاقاته المكنونة فيه، و أصبحت هذه الفئة تعتقد أنه لا جدوى من وجودها في الحزب ، و أصبحت ترى أن ما يحدث داخل الحزب سفه تاريخي، لأن الحزب سلم " المشعل " لمجموعة معينة و هي أرباب الأعمال الذين تمكنوا من السيطرة على الحزب و التحكم فيه، و غاب من الحزب مفهوم " المناضل" الذي يحاول أن يغذي حزبه بأفكار و قيم مثلى و مبادئ تتماشى و طموحات المواطن، هذا المواطن الذي وصل وعيه حدّ " الكفر" بالأحزاب و الانتخابات و حدث الطلاق السياسي، لأن لا أحد من هذه الأحزاب قدمت مشروعا يخدما المواطن أو برنامجا تنمويا، لم تبن هذه ألأحزاب التي تعتمد في سياستها الداخلية على أرباب الأعمال مثلا (مصنعا ) تفك به أزمة البطالة عند الشباب الذي بحثت عنه يوما في المقاهي و الملاهي ليعطيها صوته خلال حملاتها الانتخابية، ثم بعد ذلك تنساه طيلة خمس سنوات لتعود إليه من جديد و تفتح معه صفحة طواها طيلة هذه المدة.
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَلِ السِّحْرُ الأسْوَدُ حَقِيقَةٌ؟ و لمَاذَا يَفْشَلُ العِل ...
- الظروف التي تم فيها -الانقلاب- على الرئيس هواري بومدين و دفع ...
- مجلة الشاعر في عددها الجديد تفتح ملفا خاصا حول الكتابات السّ ...
- و لأننا نخاف من الكبار.. للذين لم يحفظوا الأمانة..
- مأجبة غداء على حساب الشعوب
- -مأدبة غذاء- على حساب -الشعوب-
- -الأيسكريون- و الاشتراكية و الحرب و الديمقراطية الماركسية
- -الجيل الثالث- و بداية بعث -الهوية الثقافية-..
- جمعية -الشِّعْرَى- لعلم الفلك تطلق النار على-جمعية العلماء ا ...
- أكبر حركة رؤوس الأموال بصحراء الجزائر تتجه نحو-الصّناعة البت ...
- -الشقراوات- يدعمن هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية و تر ...
- عودة قوية لنشاطات نادي -روتاري- بالجزائر (ولاية غليزان نموذج ...
- هل الجزائر دولة فرانكفونية؟.. - أرقام و حقائق-
- بين المعجزة و الظاهرة..
- الإعلامي و الكاتب يوسف شنيتي يعانق البَوْحَ و يؤكد بتحفظ :كث ...
- قراءة في كتاب-الماسونية- أفعى ذات رؤوس ثلاثة ( المال،الإعلام ...
- مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-
- الجزائر أكثر الدول تعرضا للاضطرابات الجوية و للأخطار الكبرى
- حركة البناء الوطني( الجزائرية): شركاء -الأوبيك- ضربوا سلاح - ...
- حادثة -السقيفة -كانت أولى ظهور - المعارضة- في الإسلام


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - في-الأمراضُ الحِزْبِيَّةُ-..