أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - هل نحن مؤهلون للدولة المدنية














المزيد.....

هل نحن مؤهلون للدولة المدنية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




صحيح أن الحديث عن الدولة المدنية في الأردن،إنبثق بتسارع رهيب عن الورقة النقاشية السادسة،التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أيام،وهي بمثابة إرادة ملكية سامية واجبة التنفيذ بالصفة الإستعجالية،وقد طبل لها الكثيرون وزمروا إعتلاء للموجة ولكل هدفه الذي يبتغيه من وراء ذلك،ونتمنى لو أننا فعلا أنجزنا الدولة المدنية التي نريد،لنريح في حياتنا ونرتاح،فنحن نستحق حياة أفضل من واقعنا الذي نعيش.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بحدة:هل سألنا أنفسنا سؤالا محددا وهو:هل نحن مؤهلون ومستعدون فعلا للدولة المدنية الحقيقية وتطبيقاتها وتداعياتها ؟ وفي حال التفكير في هذاالسؤال وخوض الباحثين والمعنيين فيه،وإمتلاك الجرأة لنشر المخرجات اللازمة على الملأ،يصبح الحديث عن الدولة المدنية ذي معنى،ويستحق التوقف عند كل مفردة من مفرداته،أما أن يكتب البعض لمجرد الرغبة في الكتابة أو للفت الأنظار لعل وعسى ، فإننا لن نتقدم في هذا المجال قيد أنملة.
الدولة المدنية هي الحل لما نحن فيه من مشاكل،فنحن نفتقر للعدالة بمعناها الحقيقي، وللرفاه،علما أن الله حبانا بثروات في باطن الأرض لا تعد ولا تحصى،ولكننا ولأسباب نعرفها ونجهلها معا،لم نستخرج شيئا من النفط أو الغاز أو الذهب أو اليورانيوم أو البلوتونيوم أو أو أو..إلخ ، وآثرنا ربما غصبا عنا أن نعيش على فتات المجتمع الدولي ،ونراكم علينا الديون مع فوائدها، وما يندى له الجبين أننا وقعنا مؤخرا إتفاقية لإستيراد الغاز من مستدمرة إسرائيل بقيمة عشرة مليارات دولار يذهب ثلث المبلغ لوزارة الحرب الإسرائيلية ،علما أن الشعب الأردني بكليته يرفض هذه الإتفاقية وشعاره:غاز العدو المسروق إحتلال .
المعيقات أمام الدولة المدنية كبيرة وكثيرة وبعضها إستراتيجي ، بمعنى أن الحديث عن الدولة المدنية يجب أن تسبقه نية صدق وعزم أكيد على الوصول إليها ورؤيتها فعلا واقعا على الأرض،لا ان تكون لمخاطبة الغرب فقط،فالسفارات الغربية قادرة على كشف نوايانا لأن عيونها أكثر إتساعا من عيون الجاحظ،بمعنى أننا يجب ونحن نتحدث عن الدولة المدنية،أن نبدأ بالعمل الفوري على الأرض لنفاجيء العالم بأننا قول وفعل ،ونعمل من أجل إرضاء شعبنا ونخاطبه هو لا غيره فهو الملاذ وهو السند.
التأهيل الذي أتحدث عنه يعني أطراف اللعبة كلهم من صانع القرار إلى منفذ القرار إلى من ينفذ عليه القرار،بمعنى أنني أخاطب الأقطاب الثلاثة وهم الملك والحكومة والشعب،والسؤال المتشعب هو:هل صانع القرار مستعد فعلا لخوض غمار الدولة المدنية التي ستريحه من العناء؟وهل الحكومة مستعدة بدورها للحكومة المدنية وقابلة بها؟مع أنني أرى ما يتعلق بالحكومة قولا ساذجا،وهل الشعب مهيأ وقابل للدولة المدنية؟
عند معرفة الإجابة الصادقة على هذا السؤال المتشعب نحكم إن كان الحديث عن الدولة المدنية بإتجاه تنفيذها ،أم انه كلام للإستهلاك المحلي،ومع ذلك نؤكد مجددا أن الدولة المدنية هب الحل لكل مشاكلنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية،وهي التي تظهرنا امام الاخر بأننا لسنا أقل منه عندما نمتلك القرار،ولم لا وهي دولة الفرص وإظهار القدرات ،لأن صناديق الإقتراع ستون هي الحكم.
نحن مجتمع عشائري ، وهذه الميزة تعد من أكبر المعيقات في بناء الدولة المدنية ،التي ستنسف الأسس العشائرية القائمة،وفي حال إنجاز الدولة المدنية يكون القانون هو الفيصل وهو الحامي،فهل يقبل الشعب بالتخلي عن العشائرية لصالح الدولة المدنية؟وهل يضحي شيوخ العشائر بإمتيازاتهم خاصة وان هناك من يصبحون شيوخا بقرار رسمي؟
ونحن أيضا مجتمع كارت غوار أي الواسطة،فهل نتخلى عن هذه الآفة بالنسبة للمجتمع ،والتي تعد بالنسبة لمن يقوم بها مصدرا للتكسب والوجاهة وأمورا أخرى،ونترك الأمر للقوانين والأنظمة،ونتحول إلى دولة المؤسسات والقانون وما في حدا أحسن من حدا؟
هناك قضية لا بد من التطرق إليها وهي أن الأحكام العرفية أفرزت لنا لاعبا قويا وحاسما،وأعني بذلك الأجهزة الأمنية بكل تفرعاتها،وهذه الظاهرة خلقت حالة من الرعب للكثيرين والراحة للبعض،بمعنى أن هناك من كان يضرب بسيف هذه الأجهزة من خلال العمل معها نظير التكسب والحماية وحرية الحركة والعبث،وأعني بذلك ان دور هذه الأجهزة إبان الدولة المدنية سيختلف عنه قبلها،ولا يفهم أنني أدعو لترك الحبل على الغارب،لكن يجب تحديد الصلاحيات والتركيز على الواقع الخارجي .
قضية أخرى أقدم على كشفها رئيس الوزراء الأسبق سعد جمعة وهي أننا مجتمع الكراهية،فها نحن مستعدون لكي نتحول إلى مجتمع متسامح،وهذه قضية القضايا لأن الأحكام العرفية وتغول الأجهزة الأمنية تركت لنا إرثا يصعب تجاوزه من الكراهية إلى درجة الحقد،لأن المرحلة السابقة خلت من المؤسسية والحوكمة وإنفاذ القانون،لذلك كان الظلم سيد الأحكام.
الدولة المدنية التي نتحدث عنها هي الحامي والواقي للجميع،بدءا من صانع القرار وإنتهاء بالشعب مرورا بالحكومة والبرلمان، وما أعنيه هو أن صانع القرار في الدولة المدنية سيكون مدثرا بالشعب،وان الحكومة ستكون مسؤولة عن قراراتها وتنفيذها،كما ان للشعب حرية الموافقة على القرارات الحكومية أو رفضها،فنحن حاليا أمام قضيتين حاسمتين تجاوزتهما الحكومة رغم رفض الشعب لهما،وهما تعديد المناهج من خلال تفريغ محتواها الديني والوطني والقومي،وكذلك إتفاقية الغاز المسروق من مستدمرة إسرائيل،مع أن الشعب الأردني الأصيل ما يزال يصرخ في الشوارع رفضا لهاتين القضيتين ولا من مجيب،وبالتالي ما معنى الحديث عن الدولة المدنية التي هي دولة القانون والمؤسسات.
هناك مقولات تبدو في ظاهرها بسيطة لكنها في الباطن عويصة،وهي أن البعض يردد أنه إبن بلد وأنه خدم البلد،مع ان الدولة المدنية يخدمها حاكمها قبل محكومها،وان كافة المواطنين هم أبناؤها،وبالتالي يجب العمل على تجاوز هذه الثقافة،حتى يكون الحديث عن الدولة المدنية له معنى.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يبدأ استثماراته بالعراق للتص ...
- من ينفذ درر أوراق الملك النقاشية
- سوريا تحت الإحتلال الروسي
- تغيير المناهج التربوية ..عبث على طريق التهويد
- يخربون بيوتهم بأيديهم
- جامعة إيدن العربية
- إبعدي يا هند
- للأردن ضفتان
- زيارة القدس تطبيع
- المستدمر البولندي بيريز ..صديق العرب
- الإرهاب وسهولة الإيقاع بالعرب والمسلمين
- جرائم الإسلام السياسي والمسيحية الصهيونية لا تنتهي
- المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تدين استهداف زم ...
- بشار سليمان الوحش
- التطبيع مع مستدمرة إسرائيل وصل الجزائر؟؟!!
- المأساة السورية... هنا موسكو
- هند الفايز تكشف المستور
- البرلمان 18...سنة واحدة ومهمة خطيرة واحدة
- المرشح عبد الهادي المحارمة يفتتح مقره الإنتخابي بالهتاف ثلاث ...
- الكونغرس والدعم الأمريكي لإسرائيل


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - هل نحن مؤهلون للدولة المدنية