أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - و لأننا نخاف من الكبار.. للذين لم يحفظوا الأمانة..















المزيد.....

و لأننا نخاف من الكبار.. للذين لم يحفظوا الأمانة..


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بقي من جيل نوفمبر؟
--------------------------


لم يعد الكلام حول مَنْ يقتل مَنْ في الجزائر بقدر ما عاد الكلام حول من يُحاسب من؟ الصامتون عن التاريخ؟ أم الخائنون و العابثون به؟، فالأحداث التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة تتطلب من كل منا مراجعة دقيقة مع الذات قبل كل شيء، ثم الوقوف في تفاصيل ما يحدث و ما المقصود من وراء ذلك، و معرفة من هم الذين لهم ضلع فيها و هذا يعني وضع النقاط على الحروف، لأن الأحداث كلها جاءت متشابكة و مترابطة تدور حول قضية واحدة و هي ضرب مرجعية الجزائر الثورية، لاسيما و أن هذه الأحداث وضعت الملح على الجرح فاشتد النزيف
----------------------------------------


آخر الأحداث هي رفض أئمة جزائريين الوقوف إلى النشيد الوطني باعتبار أن ذلك يُعَدُّ بـِدْعَةٌ من البـِدَعِ ، ثم تحويلهم على لجنة التأديب ، ايام الوزير السابق للشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله، و القضية الثانية التي تجعل المواطن الجزائري "يندب في وجهه" (عفوا على هذا التعبير) هو التقرير الذي صدر مؤخرا بأن " فرنسا تباشر إجراءات شطب الجزائر من قائمة دول الخطر" و أن هذه الإجراءات مؤشرات إيجابية بعد المحادثات التي دارت بين رئيس الجمهورية الجزائري و بين أمين عام الإليزيه كلود غيون إثر الزيارة التي قادته إلى الجزائر ، من هنا حُلْمٌ ذبُـلَ زهر نباته على قبر كل شهيد و كل مجاهد أخلص للوطن يرقد اليوم تحت التراب لأن من بيدهم زمام أمورنا لم يحفظوا الأمانة و لم يفوا بما وعدوا به، كانت مطالبة فرنسا الاعتذار من الشعب الجزائري مجرد خطب سياسية رنانة لكسب ود الشعب الجزائري من أجل البقاء في كراسي المسؤولية كل و طموحه في ماذا يكون: وزيرا على رأس قطاع ما ، أو زعيم يبقى على رأس حزب، و بين من يريد مقعدا في البرلمان، و من هناك خيبة أمل تـُحَرِّكُ المرارة في نفس الذين يسمونه (غاشي) عفوا الشعب ، لأنه اعتاد على سماع أغنية واحدة، "الجزائر لكل الجزائريين"، و كانت هذه الأغنية عبارة عن "مُخَدِّرٍ" من نوع خاص، لا هو هروين و لا هو كوكايين، هو مخدر لا تنبت بذرته إلا في الجزائر، لأن صانعي الخطب السياسية فنانون محترفون يلبسون لكل خطبة بدلتها الخاصة..
من منبر قاعة عبد الحميد ابن باديس جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية قسنطينة، فجّر الداعية المصري وجدي غنيم "قُنْبُلَةً" من خلال فتواه قال فيها: " إن النشيد الوطني الجزائري ( قـَسَمًا بالنازلات الماحقات..) يبدأ بالكفر ، و طالب الحكومة الجزائرية و الهيئات المختصة بتعديل المقطع الأول من النشيد..، كانت بعض الجماعات الإسلامية، قد هددت الصحافة بأن لا تنشر الخبر في الجرائد حتى لا تحدث ضجة و يُمْنَعُ هذا الداعية من دخول الجزائر مستقبلا، لكن السؤال طـُرحَ في لقاءات سابقة على زعماء أحزاب، ثم تم طرحه على وزير الشؤون الدينية نفسه في زياراته السابقة التي قادته إلى ولاية قسنطينة، وكان رد الوزير أنه لا يعرف شخص اسمه وجدي غنيم ، و ربما كان جوابه من باب الاحتقار أو الاستخفاف بالرجل ، أو خجلا من نفسه، و هروبا من الإجابة، طبعا لا يهم من يكون قائله طالما أنه تعدى حدود اللياقة بتكفير شعب بأكمله و ضربه الهوية الوطنية، أم أن الوزير لا يريد أن يورط نفسه في هكذا قضايا خاصة إذا كانت متعلقة بالجماعات الإسلامية..
لم يعد في الجزائر جيل يؤمن بالثورة ومبادئها، فجيل نوفمبر هو في انقراض مستمر و من بقوا على قيد الحياة لزموا "الصمت" و فضلوا الطلاق السياسي أو العزلة السياسية، سيما و التاريخ فيه الكثير من المغالطات و التناقضات ، بحيث ما يزال مسلسل الاغتيالات التي طالت قيادات الثورة، يلفه الغموض، وما قضية المجاهدين المزيفين إلا دلالة على أن تاريخ الجزائر تعرض إلى الشـُّبُهَاتِ، دون أن يفكر أحد في غربلة هذا التاريخ، و كانت النتيجة أن الجيل الحالي أصيب بالإحباط و اليأس ، فأصبح يبحث عن الموت عبر قوارب البحر..، سؤال من الواجب أن نطرحه هو: من هم الجزائريون؟..، إنهم "الفلاقة" و قـٌطـَّاعُ الطـُّرُق.. إنهم الإرهابيين" في الجبل..، هكذا وصفت فرنسا الشعب الجزائري الشهم البطل قبل و بعد فترة الاستعمار، و خططت لتدمر هويته الوطنية..من ترضى عنه فرنسا تُحوله إلى "قايد" gaid و هو اسم لعنوان الخيانة الوطنية، و السؤال يطرح نفسه: من يعيد شرف الفتيات اللائي اغتصبن على يد الاستعمار؟ من يعيد أولئك الذين دفنوا أحياء؟ ، قد يقول قائل ( تبعي و خائن) سؤال لا يجب أن نطرحه بل يجب أن ننسى كل هذا، يجب أن نتنازل باسم التطبيع و باسم الديمقراطية، و يجب على هذا - الغاشي- ( عفوا الشعب) أن ينحني أمام صاحبة الجلالة - فرنسا- طالما هو يأكل و يلبس من منتوجها، و طالما هو يعتمد على إطاراتها في إنجاز مشاريعه، يجب على هذا الغاشي أن يصمت و أن يقفز فوق سُور نوفمبر، وأن يدفن ذاكرته الوطنية في قصر الإليزيه لأن هذه الذاكرة في الألفية الثالثة تعبر عن لغة الخشب..

إن التوقيع بـِجَرّةِ قلم على اتفاقيات عمل بين الجزائر و فرنسا معناه التوقيع و بجرة قلم كذلك على مسح هذه الذاكرة، و هذا لأننا نخاف من الكبار.." إرضاء الناس غاية لا تدرك" مقولة أطلقها من يؤمنون بالثقافة التبريرية، و هي أكبر أكذوبة في تاريخ البشرية، لقد أثبتت هذه المقولة العكس في الجزائر، إذ بإمكانك أن تـُرْضِي الغير أو الآخر.. بشيء من التنازل فقط ، حتى لو كان على حساب الكرامة الوطنية و السيادة الوطنية، طالما هناك أناس لهم مصلحة مع فرنسا، خاصة مزدوجي الجنسية من الجزائريين الحاملين الجنسية الفرنسية، المهم هو أن ترضى عنّا صاحبة الجلالة فرنسا، حتى لو تطلب الأمر التغاضي عن مطالبتها الاعتذار من الشعب الجزائري، و هو مطلب لن ترضخ له فرنسا، لأنه ببساطة لا يمكنها أن تسمح في فقدان المئات من ضباطها و جنودها الذين خسرتهم إبان الثورة التحريرية الكبرى ، و لن تسمح في ما خسرته من أجهزة الطيران و بالتالي فهي تعمل على تعويض هذه الخسائر التي أفلست ميزانيتها، و قد يصل بها الأمر إلى أن تطالب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أن يعوضها عما شيدته من مباني و جسور في الفترة التي كانت تحتل فيها الجزائر على أساس البقاء فيها و جعل من الجزائر إمبراطورية مسيحية، لقد أصبحت فرنسا وليّ أمر الجزائريين، وهي تباشر هذه الإجراءات لشطب الجزائر من قائمة دول الخطر، و هذا يعني أنها هي التي تقرر في مصائر 40 مليون جزائري، بدليل أن ملف قانون تجريم الاستعمار ما يزال حبيس أدراج البرلمان، و هي التي اتهمت الجزائريين بعملاء موسكو و عملاء القاهرة وواشنطن و..و..الخ، وربما هي الأسباب التي أعادت للجزائريين ثقافة الجبل فيما عرف بالعشرية السوداء..
علجية عيش



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأجبة غداء على حساب الشعوب
- -مأدبة غذاء- على حساب -الشعوب-
- -الأيسكريون- و الاشتراكية و الحرب و الديمقراطية الماركسية
- -الجيل الثالث- و بداية بعث -الهوية الثقافية-..
- جمعية -الشِّعْرَى- لعلم الفلك تطلق النار على-جمعية العلماء ا ...
- أكبر حركة رؤوس الأموال بصحراء الجزائر تتجه نحو-الصّناعة البت ...
- -الشقراوات- يدعمن هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية و تر ...
- عودة قوية لنشاطات نادي -روتاري- بالجزائر (ولاية غليزان نموذج ...
- هل الجزائر دولة فرانكفونية؟.. - أرقام و حقائق-
- بين المعجزة و الظاهرة..
- الإعلامي و الكاتب يوسف شنيتي يعانق البَوْحَ و يؤكد بتحفظ :كث ...
- قراءة في كتاب-الماسونية- أفعى ذات رؤوس ثلاثة ( المال،الإعلام ...
- مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-
- الجزائر أكثر الدول تعرضا للاضطرابات الجوية و للأخطار الكبرى
- حركة البناء الوطني( الجزائرية): شركاء -الأوبيك- ضربوا سلاح - ...
- حادثة -السقيفة -كانت أولى ظهور - المعارضة- في الإسلام
- قطاع الفلاحة في الجزائر لازال يعتمد على -المخططات- القديمة
- بين -الإتِّبَاعِ- و -الابتلاع- و -الامتناع- تجربةٌ و دروسٌ
- وطن على الورق شعر علجية عيش - الجزائر-
- أبناء الأسرة الثورية في الجزائر على صفيح ساخن


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علجية عيش - و لأننا نخاف من الكبار.. للذين لم يحفظوا الأمانة..