أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر















المزيد.....

حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر
كنا نعتقد في البداية ان الحركة البطيئة(Slow Motion)،عبارة عن تأكيد للموقف أو اللحظة الوجودية...لحظة الأدراك الوجودية الخاصة المستوعبة للمحيط،ولكن وبعد مشاهدتنا للملحق بلسان غودار عن الفيلم،اكتشفنا ان غودار كان يهدف فقط الى لفت النظر للحركة السينمائية البطيئة التي تستخدم كثيرا في السينما،ولكن غودار الذي لازال مناصرا للقضية الفلسطينية يقدم فيلمه الأول بعد الانتهاء من فترة (دريغا فيرتوف) الذي كنا قد كتبنا عن هنا وهناك كأحد أبرز وأهم الأفلام في تلك الفترة،نراه يحقق فيلما حتى لو كان اشكاليا في معطياته وغريبا في الطرح السينمائي،ولكنه خاضع للسينما بكل تأكيد هذه المرة...غودار وكأنه يعود الى البداية...يعيد الطرح ويعيد التشكيل للخروج بنظرية عامة للفيلم كما حدث ذات مرة في فيلم(لاهث)،ولكن هذه المحاولة المتأخرة لن تحمل نفس القيمة الفيلمية لفيلم جان لوك غودار الأول.
على العموم وبعد كل تلك السنوات والعمل السينمائي الذي اقحم فيه غودار لحظات ليست سينمائية بالتأكيد،وحتى من غير الممكن اخضاعها لسينما تقليدية ولاحتى لسينما ربما من الممكن ان تكون محرفة ضمها غودار لصورة دعاها بالفيلم السينمائي...
بكل تأكيد ان الصورة موضوع الحديث ليست صورة سينمائية،بل هي صورة لعمل فيلمي دعاها غودار بالسينما،أو دعونا نقول السينما على طريقة جان لوك غودار....
الموضوع يحتمل الكثير وما يحتمله لسنا في خضم سرده الآن
حركة بطيئة 1980 هي سينما غودار الحاضرة بكل تأكيد...ولكن هناك نوع من الحداثة الفيلمية
والكلمة الأخيرة (حداثة) تصلح تقريبا لكل افلام جان لوك غودار،وان صححنا الجملة وقلنا(نوع آخر من الحداثة)،فهذا بالتأكيد لن يجعل من هذه الجملة خاطئة.
يقول غودار في الملحق الفيلمي عن سيناريو الفيلم:
ما أحاول أن اريكم اياه هو كيف أرى انا الاشياء،وبذلك انتم تستطيعون الحكم...أنا اريد ان اريكم العلاقات بين الصور وبذلك سوف تكونون في محكمة القانون...هناك سوف تكونون كلاهما المدعي والمدعى عليه.
لذلك:الشيء الذي اريد ان اريكم اياه هي زاوية الرؤية،على سبيل المثال تركيب الصور والتلاشي والحركة البطيئة،واستخدام الحركة البطيئة ايضا خلال تركيب الصور أو في اللقطة العادية...
من الممكن القول أذا وبسهولة أن فيلم غودار هذا هو نموذج تعليمي خالص،يقصد به لفت نظر المتفرج ليس الا للقانون السينمائي،على شاكلة:لفت النظر لما تريد ان تقوله اللقطة أو متى تستخدم اللقطة البطيئة ضمن الحبكة،وهذا من الممكن ان يكون احد مواضيع الحبكة ولكن ليس هو فقط ومرة أخرى فاللقطة البطيئة لاتعبر عن اي موقف حاسم وجودي كما فهمنا من المشاهدة الأولى للفيلم...
ولكن-والسؤال لغودار-ماهو الشيء الذي من الممكن ان يحول مسار القصة-ومن هذه النقطة لابد ان نخوض في العمل ولكن على خط المبدع جان لوك غودار.
لنتأمل في الجمل التالية:
الوجود ناشئ عن سلسلة من الأحداث...كلاهما (داخلي وخارجي)...
ولكن هل المقصود هو الوجود الفيلمي،أم الوجود الفلسفي،ام الوجود الطبيعي؟!
بالتأكيد |ان الخيارات الثلاث في الأعلى،هي خيارات صحيحة ومن الممكن قياس الفيلم على انواع الوجود الثلاث المذكورة آنفا...الفيلم ابسط مما كنا نتصور عن الصورة قبل كل شيء...قبل كل شيء عن جان لوك غودار...
غودار يحاول ان يكون عالم بدائي للمحيط الفيلمي،أو كما قال احد النقاد:
هو محاولة من قبل المخرج للرجوع الى نقطة الصفر...إلى نهاية الستينات
على انه يوجد طريقة أخرى لفهم الفيلم...
الفيلم عن ثلاثة عوالم منفصلة،عن بول جودار صانع الافلام المنفصل عن زوجته ودينيس صديقته التي تحاول ان تكتب رواية أو كتاب،وايزابيل الفتاة القروية التي تنتقل الى المدينة لممارسة الدعارة.
يظهر عنوان على الشاشة حركة بطيئة..ومن ثم الهرب من اجل حياتك
دينيس تركب الدراجة وغودار يطيل استخدام اللقطة البطيئة،ليس لدلالة معينة سوى للفت النظر-عذرا سيد غودار فهكذا فهمنا نحن الفيلم-فالموقف هو عن دلالات اللقطة البطيئة..ولكن ماذا اذا كانت دينيس تعمل على كتابة شيء له علاقة بالموقف الوجودي،أي باللقطة البطيئة ولكن من منحى آخر ومن وجهة نظر أخرى...
انت تعملين على سلسلة جديدة عن ماهية الاشياء...About How Thing Really Are
ومن هنا نحن نستطيع ان نفهم اللقطة البطيئة في قصة دينيس بالذات وتحديدا،وعلى انها موضوع ضروري في الفيلم من الممكن ان يختصر ب:
الوجود...الحياة القصيرة...آلية الانسان...المحور الاساسي بالوجود...ما هو الموقف الذي هو بحاجة الى الحركة البطيئة...
الحركة البطيئة باختصار هي الموقف الملفت للنظر،أو الموقف الذي يستدعي التفكير فيه ولو قليلا
ومن ثم القصة الثانية خوف عن بول جودار...حين يقول بول:
هل سمعت عن كاسترو...انه يدعي بان العمال الأمريكيين هم افضل من عماله الكوبيين فهذا ليس باشيء المهم في الفيلم...انه مجرد شيء من ماضي جان لوك غودار
ولكن لنتأمل في هذه الجمل عن النص...يحتمل أن يكون نص سينمائي ايضا:
الكتابة تقريبا تشبه الاختفاء...هي ان تكون خلف شيء ما،ولكن الاشارة المادية المركزة تجعلني اعي...ادرك بأنه كان هناك شيء ملتبس ...مريب مشكوك فيه...شيء ما تقريبا لا أخلاقي
الصمت الذي يحيط بالنص...بقراءة النص هو هذا الشيء...انها الكلمات المنطوقة التي خلقته
النطق بالنص مرتبط بالشخصية،والنطق (بحد ذاته) من الممكن ان يحول مسار النص نحو وجهة اخرى غير المقصودة تماما
الانفصال مؤكد بين العنصرين ولكن السينما تجبر على الدمج بينهما في الحالة التقليدية السينمائية وليست اي حالة أخرى.
ومن ثم-ويطيل غودار الحديث عن ذلك-يبدا الجزء الثالث من الفيلم ويدعى (تجارة)ر عن ايزابيلا التي امتهنت الدعارة والتجارة ليس المقصود فيها فقط التجارة الجنسية بل هي التجارة الفيلمية.
حين يحيط غودار شخصية ايزابيلا بزبائن غريبيين التصرفات فهو يؤكد على موضوع السلعة،والامتهان هو المحور الاساسي للمؤسسة التي تمتهن الدعارة لغايات التسويق الفيلمي...العنصر هو احالة الشكل الى التجارة ومع ان الانفصال مؤكد على ان السينما تحبر على الترابط بين هذه الاجزاء وهي الاشكالية الكبرى بالنسبة لجان لوك غودار.
ولكن ماذا عن الموسيقى...؟!
الموسيقى هي عنصر مهم،لفت النظر اليه غودار في الكثير من المواقف،ولكن من خلف موقف لأحد الشخصيات من الممكن ان تظهر الموسيقى ما يعنيه هذا الموقف بالنسبة لشخصية اخرى...غودار يشرح السينما من نقاط لانستطيع القول عنها سوى بانها البدايات،او ربما العناصر التجريدية الأساسية لأي سينما من الممكن أن تكون على حيز الوجود من دون الاعتبار ولا حتى الاحتكام لأي زمان.
بلال سمير الصدّر
18/12/2015



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثنان أو ثلاثة أشياء اعرفهم عنها1967(غودار):تجريد هزلي ضخم
- صنع في الولايات المتحدة1969(غودار):بروفا لصناعة فيلم هوليوود ...
- مذكر مؤنث (جان لوك غودار)1965:ذلك التبنبؤ الشهير لجان لوك غو ...
- بييرو المجنون 1966 جان لوك غودار:الجنون في مواجهة منطق الحيا ...
- الفافيفل 1965(جان لوك غودار):عن الحضارة التي تفتقد للجوهر
- الجنس في باريس 1965(شابرول-رومير-غودار-بوليت-روش):تحية الى ب ...
- امرأة متزوجة 1964(جان لوك غودار):الخطيئة والمعنى والآلية وال ...
- عصبة من الدخلاء1964(جان لوك غودار):التماس اسلوبي
- ازدراء1963(جان لوك غودار): تشريح ادبي لأنفصال زوجين متوقع
- الجندي الصغير 1963(جان لوك غودار): الرفض للمحيط المتأزم الذي ...
- فلتحيا حياتها1962(جان لوك غودار):فيلم غارق في اللحظة
- المرأة هي المرأة 1961(جان لوك غودار):عن فيلم موسيقي ناقص
- لاهث 1960(جان لوك غودار): حالة بنيوية نقطة بدايتها عند جان ل ...
- عن جان لوك غودار وحملة البنادق 1963: حبكة ساخرة محمولة على ا ...
- موسيقانا 2004(جان لوك غودار): عن المفهوم المسبب لأنحدار العل ...
- الجنرال ديلا روفيري1959(روبرتو روسيليني):الواقع الالزامي
- رحلة الى ايطاليا 1953(روبرتو روسيليني):المقدمة الحقيقية للعل ...
- هنا وهناك 1974(جان لوك غودار):من الحديث عن الثورة الى لغة ال ...
- المانيا العام 90(جان لوك غودار): نقد البنيوية الثقافية للتار ...
- ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور عل ...


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر