أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مقاييس.. مغلوطة.. مجنونة...















المزيد.....

مقاييس.. مغلوطة.. مجنونة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مـــقـــايـــيـــس.. مــغــلــوطــة.. مــجــنــونــة...
" أنا لا أعتقد أن البشرية (أو الإنسانية) ترغب أن تعيش..."
(الكاتبة الهندية آروندهات روي َArundhat Roy)
نعم... هذا أصدق ما قرأت هذا الشهر...
نعم.. وألف مرة نعم.. كلما استعمت إلى أخبار الإذاعة والتلفزيون.. أو كلما قرأت عناوين الصحف الكبرى العالمية.. وخاصة عندما أتابع آخر أخبار سوريا والعراق واليمن.. أو التحضيرات للانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية.. أو بفرنسا التي أعيش بها منذ أكثر من خمسين سنة... لولا صورة ابن كبرى حفيداتي التي تتصدر مكتبي.. لاعتبرت أن كل شــيء مــآلـه العتمة.. وأنه كما تنبأ بعض الكتاب (الاعتراضيين السلبيين) من ستينات القرن الماضي عندما قالوا " لا مستقبل No Future... البطالة تتفاقم بكل مكان.. ومستويات المعيشة والصحة تنخفض بالعالم.. وخاصة بالعالم الثالث والرابع والخامس... وتجار الحروب واستثمار الإنسان وإشعال النعرات العنصرية والطائفية.. هم أسياد العالم ومحركو خيوط حكامه الكراكوزيين.. ومن يسيطر على مصيرنا ومصير حرياتنا...
هناك العديد من المتخدرين المتفائلين.. ينتقدون كتاباتي السوداء.. وأنا أسميها " فلسفة التشاؤم الإيجابي " لأنني ألمس يوميا كل الآمال التي تتراجع أمام الأحرار الشجعان الواقعيين.. والذين يلمسون تعدد الانحرافات التي تهيمن على عقول البشر.. فاعتادوا عليها وقنعوا بها طبيعة وشريعة.. حتى أصبحت القاعدة الدارجة.. مثلا : اعتبار الفساد والسرقة والتهرب من الواجب.. فهلوة وشطارة.. وأن التزام الحق والحقيقة واحترام القانون.. غباء وضعف.. وأن انتقاد عمليات تغبية البشرية.. سواء بالاستسلام للغيبيات الدينية.. وانتظار ليلة القدر... كما اصبح الاعتراض والدفاع عن الكلمة الحرة.. زندقة وكفرا.. مصيرهما جهنم وبئس المصير والاقصاء وقطع الأرزاق.. وفرض وعدم الخروج عن العائلة والعشيرة.. وتقاليد العائلة والعشيرة.. وخـــاصــة ألا نغير فاصلة واحدة من تعاليم الدين, ولو ميزت بين الإنسان والإنسان, والمرأة والرجل.. وأن كل ما قاله السلف منقوش بالحجر.. يجب الآ يتغير.. ولو أن العالم يتغير بسرعة آلاف السنين كل دقيقة.. ما عدا بين أقوامنا ودياناتنا وعاداتنا وشرائعنا...
ولو أننا لم نخترع أي شـيء لخدمة البشرية والإنسانية.. نريد غـزو كل البشرية والإنسانية.. وتطبيعها على مبادئنا المجنزرة السلفية.. واعتقاداتنا وموروثاتنا.. رغم أنها تعارض كل قواعد ســرعة التطور البشري وخدمة هناء الإنسان وصحته الفكرية وحرياته الطبيعية!!!... وبإضافة حاصلة التحصيل.. قررنا "أننا أفضل أمــة عند الله!!!..." لماذا؟؟؟... وبأية معايير قسنا هذه الأفضلية؟؟؟... لست أدري.. لست أدري... مــقــايــيــس جاهلية.. بربرية.. عــدمــيــة!!!...
إذن كيف تريدونني أن اتخدر مثلكم بتفائلكم.. وأنا أرى العتمة تتزايد وتغلف جحافل الأكثرية.. حتى أصبحت قناعتي أن الغباء أصبح واسطة العيش اليومي.. والخبز اليومي.. والاسترخاء بسهولة الجهل والجهالة!!!....... ولا حاجة لإعطاء العديد من الحجج وامثلة... يكفي الاطلاع على ما تقدمه التلفزيونات العربية.. كل التلفزيونات العربية.. وأضم إليها كل التلفزيونات الغربية.. حتى أرى كيف يغلف عقول غالب البشر.. بــاطــون من الــغــبــاء والمهزلات اللانهائية....
*********
العلمانية بــخــطــر...
خلال السنوات الخمس الأخيرة من الحكومات (الاشتراكية) الأخيرة من رئاسة فرانسوا هولاند.. ازدادت مبادئ العلمانية تــراخــيــا.. هذه العلمانية الصحيحة الضرورية التي نشرتها فرنسا بغالب الدول الأوروبية.. كما نقلتها عنها عديد من دول العالم.. ازدادت " مطاطية وتغيرا وتراخيا" آخر الحكومات الاشتراكية.. تتعامى وتتراخى عنها.. مثلما حولتها الحكومات اليمينية والوسطية السابقة.. تناسبا مع حاجاتها الانتخابية لأصوات الفرنسيين (المسلمين والإسلاميين) وتزايد طلباتهم داخل الرأي العام والإعلام والأوساط السياسية.. كما زادت طغوطات الأوساط الإسلامية وتظاهراته بالشارع ومطالب الشارع.. حتى أصبح من العادي والمعتاد أن نرى بالمدن الكبيرة والمتوسطة.. إغلاق شوارع رئيسية بأحياء معروفة.. لصلاة جماعية إسلامية.. رغم أنها تعرقل السير والمواصلات العامة بهذه الشوارع.. وحين يطالب بعض المسؤولين السياسيين من أقصى اليمين الفرنسي.. منع إغلاق هذه الشوارع للصلاة.. تصرخ الجمعيات الإسلامية على اختلاف تحليلاتها الدينية والاجتماعية وارتباطاتها ببعض الدول الإسلامية : اوقفوا التعصب ضد الإسلام.. يجب تغيير القوانين وتفسيرات المبادئ العلمانية, بما يناسب عاداتنا وتقاليدنا.. وحتى أن نسبة كبيرة منهم تعلن ألا قوانين فوق الشريعة الإسلامية.. يعني رغم مواطنتهم الفرنسية, يعلنون أنهم لا يقبلون أي قانون أو نظام غير الشريعة الإسلامية......... مما يزيد مظاهر التشققات والتصريحات العلنية بالشارع الفرنسي.. وخاصة بعد أحداث شارلي هيبدو والباتاكلان وجريمة مدينة نيس الجماعية.. والعديد من الجرائم العديدة التي قام بها إرهابيون فرنسيون (من أصول شمال إفريقية) مرتبطون كليا بداعش وحاضنات داعش المختلفة, بالأوساط المهجرية في أوروبا...
كما أنني أستغرب كلما جرى تنبيه أو ملاحظة من الضغوط والتهجمات التي تتوجه يوميا ضد العلمانية.. ومن تراخي السلطات الرسمية المسؤولة عن وجوب حمايتها.. نرى المسؤولين السياسيين عن هذه التجمعات المهجرية والطائفية.. نــعــم أصبحت تجمعات سياسية طائفية معلنة.. رغم أن الدولة الفرنسية ــ قانونيا ودستوريا ــ دولة علمانية.. هذه التجمعات الطائفية تصرخ بصوت واحد.. لا نقبل هذه العلمانية.. يجب تفسيرها وتغييرها, بما يناسب طرق اتباعنا لديننا... وهذه الأصوات تعلو وتعلو أكثر وأكثر.. خــاصــة خلال السنوات العشر الأخيرة.. حتى أصبحت لها معارض وتجمعات سنوية.. تعلن مبادئها الطائفية.. تحتل لمدة عدة أيام إحدى المطارات القديمة Le Bourget تباع فيها الخطابات والتبشيرات والكتب والأزياء وأفكار الأحزاب الإسلامية.. بأشكال "معارضية مفتوحة " كأي ســوق أو معرض تجاري سنوي... ونــجــم هذه المعارض الداعية الإسلامي المعروف السيد طارق رمضان (السويسري الجنسية والمصري الأصل).. والذي أصبح ضيفا معروفا بالصالونات التلفزيونية... وعديد من الشخصيات التي لا تخفي صداقاتها مع جماعة الأخوان المسلمين.......
وبنفس الوقت تزداد الهمهمات (حتى الآن همهمات فقط) بالشارع الفرنسي.. من هذه الموجات التظاهرية الطائفية.. ومنها تكاثر الحجاب والنقاب... وغيوم "لــبــنــنــة"... تحوم وتحوم.. وخاصة بالخطابات التحضيرية والجمل المتفرقة التي تسبق الانتخابات الرئاسية القادمة بفرنسا بشهر أيــار ــ مـــايـــو 2017 القادم!!!........
*************

عـــلـــى الـــهـــامـــش
ــ إعلان حــرب داعشية؟.. بــفــرنــســا.. مــعــقــول؟؟؟!!!...
بفرنسا.. أو بأية مدينة أوروبية... تتكاثر هواجس عديد من الأوروبيين, حول هذا التساؤل.. وتتظاهر يوما عن يوم.. وخاصة كلما تأزمت الانفجارات والمعارك وتزايدت إعلانات أعداد القتلى بكل من العراق وسوريا.. وفي كل من مدينة الموصل العراقية التي تحتلها داعش من سنتين.. أو بمدينة حلب السورية التي تحتل نصفها داعش والنصرة من خمسة سنوات.. وتدور بهاتين المدينتين : قوات التحالف على أبواب مدينة الموصل.. والقوات السورية وطيرانها والطيران الروسي.. ومحاربو حزب الله يحاولون تحرير النصف المحتل من مدينة حلب.. وإخراج جميع المقاتلين الإسلامويين منها... في العراق أو في سوريا.. جميع وسائل الإعلام الغربية.. والتي تستقي معلوماتها من غرف عمليات البيت الأبيض والبنتاغون, أعلنت بجمل باطونية جامدة أنها عمليات المعركة الحاسمة ضد الإرهاب... والمعركة سوف تكون طويلة.. ولكن غالب إعلاناتها لم تحدد بالضبط أي إرهاب.. كما ســربـت بشكل منظم.. أن عديدا من المحاربين الإسلاميين من حاملي الجنسيات الأوروبية.. سوف يعودون إلى بلدانهم, بطرق عديدة مختلفة... وعلى مسؤولي الأمن بكل دولة أوروبية اتخاذ الترتيبات والاجراءات اللازمة لاحتواء تحركاتهم من الآن.. واحتوائها بحذر.. لأنهم قد ينقلون ذيول المعارك العراقية والسورية للعديد من المدن الأوروبية التي جاءوا منها.. وخاصة لفرنسا أو بريطانيا وألمانيا واسبانيا وبلجيكا.. بالإضافة إلى العديد من حاضناتهم النائمة المؤيدة لهم بهذه البلدان...
دعايات حربجية.. دعايات حربجية تغيم عليها غيوم وبحار من الدجل.. لا يفهمها المواطن الأوروبي العادي.. تدق كالمطرقة العمياء على عقول البشر كل يوم... أمريكا وحلفاؤها تعلن محاربة الإرهاب الداعشي وغيره بالعراق.. وتعادي من يعاديه ويحاربه في ســوريـا...ما أســرار هذه السياسة الغبية العمياء؟؟؟... مــصــالــح؟؟؟.. إطالة الحرب.. بإطالة الغباء وتوسيعه... هل يفكر هؤلاء ممن يحرك هذا بمصير الشعب العراقي والشعب السوري وملايين ضحاياهم؟؟؟... أم بما تثمر لهم دماء الضحايا من مليارات الدولارات والأورويات من أرباح خسيسة دنيئة.. تبيضها يوميا مافيات العولمة العالمية!!!...
مـــقـــايــيــس؟؟؟... مقاييس لا روح فيها...
ولكن على الأقل يمكننا ألا نصمت على اعوجاجها المجرم الأحمق.. وأن نرفضها ونثور عليها.. حتى نحافظ على الأقل.. على إنــســانــيــتــنــا!!!......
بــــالانــــتــــظــــار.....
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم... هـــنـــاك و هـــنـــا... وبكل مكان من العالم... وخاصة للقلائل النادر من الأحرار الذين يدافعون عن الكلمة الحقيقية والحريات والعلمانية... كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي... وأصدق تحية طيبة إنسانية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص وحكايا وجوائز.. مفبركة...
- وعن زيارة الرئيس بوتين لفرنسا...
- إعلام... واتهام...
- الغضب الشديد...
- تصوروا.. لو فتح العرب والإسلام كل أوروبا!!!...
- محاضرة عن سوريا...
- استفتاء... وغباء...
- من بيروت.. إلى حلب... مسافات كذب ونفاق شاسعة...
- جائزة رجل الدولة لعام 2016...
- مسخرة المساخر... وجرائم بلا حساب...
- اليمين المتطرف الراديكالي الأوروبي... تجاه الإسلام المتطرف ا ...
- ألمانيا والإرهاب الإسلامي...وكلمات متفرقة.. على الهامش...
- سوريا؟؟؟... سوريا الحزينة المتعبة...
- سهرة سورية... كالعادة...
- من حسنات البوركيني Burkini ... و تحقيق جديد بمجلة Afrique - ...
- ما بين الديمقراطية والعلمانية...
- وعن تحالف هيتروكليتي.. وبدعة البوركيني
- الطبخة.. مغشوشة...
- ما بين أنطون سعادة... وباب الحارة...
- فكر حر... وكلمات ضائعة...


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - مقاييس.. مغلوطة.. مجنونة...