أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - -محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل-: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟















المزيد.....

-محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل-: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5317 - 2016 / 10 / 18 - 14:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل": كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟
محمد إنفي
نُفاجأُ، من حين لآخر، بنزول بعض الناس- الذين كنا "نَعُدُّهم من الأخيار" ونقيم لهم وزنا واعتبارا في حياتنا- إلى الحضيض والدرك الأسفل من التقدير، إن صح التعبير. وكم هو مؤسف أن ينحدر، مثلا، أكاديمي من عيار الدكتور "محمد الناجي" إلى مستوى لا يليق إلا بأفَّاك من طينة تلفيق، عفوا، "توفيق بوعشرين"، مثلا. فمن غير العادي ومن المثير جدا أن يحيد الأكاديمي عن الصرامة العلمية والنزاهة الفكرية وينزلق إلى "الدرجة الصفر في التحليل"، حسب تعبير الأخ "لحسن العسبي"، الصحافي بجريدة "الاتحاد الاشتراكي".
ويبدو أن جريدة "أخبار اليوم" التي يديرها "بوعشرين"، قد تحولت إلى ما يشبه قاعة انتظار (أو استقبال أو مكتب إرشادات أو قاعة عرض) يؤمها المتهافتون والطامعون والانتهازيون... من النخبة المثقفة، الذين يرغبون في ترويج بضاعتهم و تسويق أنفسهم وعرض خدماتهم من خلال بعث رسائل الود والتودد إلى أولياء نعمة "بوعشرين" الجدد.
فأن تَنْشُر في جريدة "بوعشرين"، والأصح أن يُنشَرَ لك فيها، خاصة بعد أن تحولت إلى لسان حال حزب العدالة والتنمية وتحول مديرها إلى ناطق "رسمي" باسم السيد "عبد الإله بنكيران"، لهو دليل على أن الهدف هو تمهيد السبيل للباحثين عن الحظوة عند "الأسياد" الجدد، من أجل التعبير عن رغبتهم أو أطماعهم من خلال الرسائل المبعوثة بواسطة هذا المنبر لمن يهمهم الأمر.
ومن أجل الوصول إلى الهدف المرسوم وبانتهازية فجة، ينسى الأكاديمي الموضوعية والحياد وينسى المثقف النزاهة الفكرية والنسبية في الأحكام وينسى المؤرخ التمحيص والتدقيق في المعطيات المتوفرة، وغير ذلك من أشكال الانسلاخ عن الشخصية والهوية العلمية والثقافية.
وقد اكتشفت مؤخرا نموذجا من هذا الصنف؛ والفضل، في ذلك، يرجع إلى الأخ "لحسن العسبي"، الصحافي بجريدة "الاتحاد الاشتراكي"، الذي يقوم، في هذا المنبر الحزبي، بدور ثقافي وإعلامي كبير بفضل تتبعه للحياة الثقافية والسياسية ببلادنا. فقد نشر الأخ "لحسن"، على صدر الجريدة، مقالا بعنوان "محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل " ("الاتحاد الاشتراكي"، السبت/الأحد 15/16 أكتوبر 2016).
وإذ أستسمحه في جعل هذا العنوان جزءا من عنوان المقالة التي أنا بصدد تحريرها، أعترف له أن معرفتي بالأكاديمي (والمؤرخ والمفكر وأستاذ السوسيولوجيا الاقتصادية في جامعة محمد الخامس بالرباط...) كانت سطحية جدا ولا تتجاوز بعض الإشارات الصحفية التي كنت أصادفها في هذا المنبر أو ذاك. فشخصيا، لست متتبعا لا لأبحاثه ولا لمقالاته ولا لحواراته. وقد يكون السبب تباعد مجال التخصص وتباين مجال الاهتمام.
وبدون أدنى مركب نقص أو جحود لفضل الآخرين، أعترف أن الأخ "لحسن العسبي" جعلني أتعرف على الرجل وبعمق كبير. فقد اكتشفت أن الأكاديمي المغربي المعروف، الدكتور "محمد الناجي"، يعاني من عقدة نفسية اسمها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وهذه العقدة جعلته يسقط في أخطاء تسيء لمكانته كسوسيولوجي وكمؤرخ وكمفكر. وهي أخطاء لن يسقط فيها حتى المبتدئ في مجال البحث العلمي والأكاديمي. وهو ما يؤكد أن العقدة استحكمت فيه وأصبحت من النوع المزمن، أي المستعصي على العلاج؛ وبذلك، فقد أصبح لا يرى حتى البديهيات حين يتعلق الأمر بحزب اسمه الاتحاد الاشتراكي الذي يقف غصة في كثير من الحلوق.
وليست هذه هي المرة الأولى التي أصادف فيها هذه الحالة. فقد سبق لي أن تناولت هذا الموضوع عند البعض ممن عبروا عن عقدتهم بنفس المشاعر ونفس السلوك (التحامل، الحقد، الضغينة، الكراهية، الافتراء، الخلط، التضليل...). ولي في هذا المضمار، ولا فخر، بعض الصولات والجولات حتى مع أهل الدار وليس فقط مع الأغراب.
ولثقتي في كفاءة الأخ "لحسن" ونزاهته الفكرية، فإني أتبنى كل ما جاء في مقاله، شكلا ومضمونا. وتجدر الإشارة إلى أنه كتب هذا المقال بعد قراءته للحوار الذي صدر لـ"رجل العلم والتحليل الملموس للواقع غير الملموس" ("العسبي")، يوم الجمعة 14 أكتوبر 2016، في يومية "أخبار اليوم"؛ أي ذاك المنبر الذي يديره شخص أصبح أشهر من نار على علم في مجال النصب والاحتيال (وهو تعبير مأخوذ من أحكام قضائية)والارتزاق وغيره من السلوك المشين الذي يمس بقدسية الكلمة وبجلال السلطة الرابعة.
وقد أخبرنا الصحافي بجريدة "الاتحاد الاشتراكي" أنه يحرص "دوما على قراءة كتابات وحوارات الباحث السوسيولوجي المغربي محمد الناجي (السياسية)" التي يكتشف فيها، "دوما"، عنوانا لمعنى "التهافت"؛ كما اكتشف أنه يعاني من عقدة نفسية اسمها "البارانواتحادية". وهذه العقدة جعلته يصاب بالحول السياسي، حسب تعبير "العسبي"؛ الشيء الذي جعل مستوي التحليل عنده "ينزل إلى الحضيض وإلى الدرجة الصفر".
وقد ترفَّع الصحافي الاتحادي عن الخوض في أسباب عقدة "الناجي" تجاه الاتحاد الاشتراكي، والتي، حسبه، "ليست تماما مجهولة". لكنه تأسف، كثيرا، لكون الأدوات العلمية تتحلل فجأة، مثل جثة نتنة، عند الأكاديمي الرصين حين يتعلق الأمر بـ"التحليل السياسي". وبالفعل، فقد تحول الباحث الأكاديمي، المشهود له في مجال تخصصه بمكانة علمية متميزة، إلى شخص آخر لا يختلف عن تلك الأبواق التي إما تُجمِّل القبيح وإما تُقبِّح الجميل، حسب الطلب وحسب الأجر المدفوع. ففي الحوار السياسي المنشور بجريدة "أخبار اليوم"، نثر "الناجي" الكثير من الورود، بدون مناسبة، على الحزب الفائز في الانتخابات الأخيرة(يبدو أنها مغازلة نفعية؛ فربما عينه على منصب ما)، بينما افترى، بوقاحة، على الاتحاد الاشتراكي وحكومته، في تزييف فاضح للحقيقية وكذب صراح على التاريخ وعلى الواقع حين زعم "أنه لأول مرة في تاريخ المغرب يتم تجديد الثقة في حكومة كل أعضائها(كذا) بقوا نظيفي اليد" ("العسبي").
وفي هذه النقطة بالذات، أي "نظافة اليد" المزعومة، لا يختلف "محمد الناجي" السوسيولوجي عن أولائك الناس البسطاء الذين يتم استغفالهم من قبل تجار الدين بالطهرانية المفترى عليها. فلا أعتقد أنه يجهل فضائح "الشوباني" الذي، بسببها، استحق لقب "الشوهاني"، وفضائح عمدة الرباط وفضائح "بنكيران" نفسه (في حين، لا أظن أنه يجهل زهد المجاهد "عبد الرحمان اليوسفي" في امتيازات السلطة وفي التعويضات السخية للمنصب؛ كما لا أظن أنه يجهل رفض "فتح الله والعلو" الاستفادة من التعويضات الضخمة لوزارة المالية). وما هذا إلا غيض من فيض. وإلا فهم كلهم "ما عَنْدْهُم قلب على المال العام" الذي يتلذذون بتبذيره وتبديده. ناهيك عن فضيحة الوزير مول "الكراطة" والوزير مول "الشكلاطة"، الخ. ").
وقد افترى على التاريخ حين ادعى أنه "لأول مرة في تاريخ المغرب يتم تجديد الثقة في حكومة...". وهو أمر غير مسموح له به مادام يقدم نفسه كمؤرخ أيضا. فالكل يعرف أن حكومة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، شفاه الله وعافاه وأطال في عمره، نالت الثقة الشعبية من جديد "في أول انتخابات برلمانية الأكثر نزاهة في تاريخ المغرب"("العسبي")، سنة 2002 والتي احتل فيها حزب الاتحاد الاشتراكي المرتبة الأولى.
لكن الخروج عن المنهجية الديمقراطية حال دون استمرار حكومة اليوسفي. وإذا كانت المنهجية الديمقراطية تحترم اليوم، فالفضل، في ذلك، يرجع إلى الاتحاد الاشتراكي الذي ناضل من أجل دسترتها خدمة للديمقراطية وصونا لها، وليس لمصلحة حزبية ضيقة.
فيا أيها الأكاديمي المفكر والمؤرخ والسوسيولوجي، لم الكذب على التاريخ، إذن؟ ولم تلميع الواقع الحالي القاتم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحقوقيا...؟ ولم كل هذا السقوط والاندحار حتى وصلت إلى مستوى الصحافي المعروف بتقديم خدماته لمن يدفع أكثر ضدا على أخلاق المهنة وضدا على النزاهة الفكرية والموضوعية وغيرها من القيم النبيلة؟
لك أن تحب الشخص أو الحزب الذي تريد ولك نفس الحق في الكره وغيره من العواطف المدمرة. لكن وضعك الأكاديمي لا يسمح لك بالافتراء وتزوير الحقائق ولا يسمح لك بالنزول إلى الحضيض بالقيم العلمية. فتزوير التاريخ، سواء بالتجميل أو التقبيح، جريمة في حق الأجيال القادمة.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ديمقراطيتنا، شيء ما غير طبيعي وغير منطقي: قراءة في نتائج ...
- على هامش استحقاق 7 أكتوبر: قراءة في نسبة المشاركة
- الاتحاد ليس دكانا انتخابيا
- يمهل ولا يهمل ! فاللهم لا شماتة !
- في أفق استحقاق 7 أكتوبر: حتى لا ننسى وحتى لا نخطئ الهدف
- العزوف والمقاطعة والرشوة الانتخابية
- وأخيرا، بنكيران يدخل عالم المصطلحات السياسية!!
- في رئاسة الحكومة، لن يكون هناك أسوأ من بنكيران!!!
- الاتحاد الاشتراكي وبيداغوجية الممارسة الديمقراطية
- هلموا ! هلموا للتبويقة والسكرة والجنس والقمار والنفوذ..الحلا ...
- إنهم يمهِّدون لصناعة الدولة الفاشلة
- للغة مكرها الفضَّاح يادعاة التأسلم
- حزب العدالة والتنمية وتمييع الخطاب السياسي
- فتاوى مثيرة للقرف: أحمد الريسوني نموذجا
- حصيلة حكومة بنكيران : وكان أمرها فُرُطًا !!!
- عن آفة ردم التاريخ الشخصي ودكِّه
- العدالة والتنمية وتدبير الشأن العام بمنطق السَّفه
- تجار الدين والاستثمار في الغفلة
- الاتحاد الاشتراكي واستعادة المبادرة في الفكر و الثقافة
- من وحي التعاطي مع مستجدات القضية الوطنية: النحل، حتى وإن قل ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - -محمد الناجي والدرجة الصفر في التحليل-: كبوة جواد أم تجلِّي لعقدة مستحكمة؟؟