أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الحسين علي - House of Cards (البراغماتية في أصولها)















المزيد.....

House of Cards (البراغماتية في أصولها)


نور الحسين علي

الحوار المتمدن-العدد: 5316 - 2016 / 10 / 17 - 02:15
المحور: الادب والفن
    


House of cards

" أنا لا أريدُ أن افتراض ،أريدُ أن أعرف" !
"الديمقراطية مبالغ بها بشكلٍ كبير"
"هل تؤمنُ بالرب؟ الرب هو من لايملك أي إيمان بنا"
"القرارات التي تستند على العاطفة ، ليست قرارات على الأطلاق ،أنها غرائز".
"صافح بيدك اليمنى ,مع احتفاظك بالحجر في اليسرى"
"إذا لم نفعل اي شيء من الاشياء التي لايجب ان نفعلها, لن نشعر أبدا بالرضا حين نفعل الاشياء التي يجب ان نفعلها" .

على الرغم من كوني إنساناً مزاجيا ولا يلتزم بأي روتين يطيل اكثر من أسبوع استطاعت مسلسل "بيت من ورق" أن تعلمني الانضباط بالإلتزام لمشاهدتها بكامل مواسمها بمتعة وفائدة متزايدة.
وبسبب عادتي الفضولية تجاه المعرفة فكل شيء يجب أن اعرف عنه مايكفي ومايزيدعن ذلك فوّلعي بالفلسفة البراغماتية لم يشفعه كلامٌ مسطر وفديوهات يوتيوبية ,فكانت الملّبي لذلك.
بما إنني أعتقد من واجب كل إنسان أن يقرأ كتابي "الأمير" لميكافيلي و"فنّ ان تكون دائمًا على صواب دائما" لشوبنهاور . فأنا اليوم أوكد بأن على كل إنسان يهتم بفردانيته أن يشاهد ويتعلم الدهاء الحقيقي على طريقة فرانك أندروود أن يشاهد هذا المسلسل .
سيقول أحدهم بأن المسلسل ينمي الأنانية وحب السلطة والتضحية من أجل الوصول وكسر المبادىٰ الأخلاقية ،وعدم الأنجاب والخيانة ومبررات للقتل ،مثلما يتشدق البعض بأن الامير وفن أن تكون على صواب دائماً ،كتبُ تنمية بشرية وتجارب شخصية أو لفئة ما ، ولكنني سأجيب كما العادة :لدينا عقولُ وأن كانت كذلك ،بالتأكيد ستفرزنّ ماهو ملائم وذو منفعة لتحتفظ به ،فالإنسان الواعي يستفيد من تجارب غيره بدل خوض نفس التجارب ، وغير المجدي يركلّه بعيدًا عن مسار حياته.
عن المسلسل :
يتحدث عن سياسي إمريكي فرانك آندروود (كيفن سبايسي) لديه طموحات للوصول إلى ترأس وزارة الخارجية الإمريكية ،ولكن يتغاضى عن خدماته ليعود ،فتكبر طموحاته بالمزيد والأكبر نحو رئاسة أكبر وأقوى دولة في العالم الحر (إمريكا) تساعده بذلك زوجته كلير آندروود بطولة (روبينا رايت) ،مستغلين كافة الفرص لتحقيق مايوّدون.
هناك اشياء تجعلنا نغرق بسحر هذه المسلسل :
أولاً : الشخصيات .
يقالُ بأن فرانسيس آندروود نال على لقب أكثر شخصية خيالية ساحرة ممكن أن تتواجد واقعيا . "لقد اختار المال بدلا من القوة ,في هذه البلدة خطأ يرتكبه الجميع تقريبا, لا استطيع ان احترم شخصاُ لايرى الفرق بين الأمرين".
من منّا كـ أفراد لايعشق صفات الطموح المتجدد وتحقيق الذات ، الرجل المفكر صاحب الاستتراتيجيات الدائمة والحلّول المتوفرة والسلطة ،المال ،القوة ،العلاقات الإجتماعية النفعية التي تبين لنا مفهوم البراغماتية بأبهى صورهِ، رجل ينفعل ويغضب ولكنه يفضل أن يجلس ويخطط بدل أظهار ضعفه! ، يستغل كل ماهو متوفر ويدعم كل الاشخاص الذين يعتقد بأنهم سيقدمون له خدمات مستقبلية, فمقومات شخصيته مع امتزاجها بلكنة صوته الواثقة والفريدة واناقة حضوره تجعلها ساحراُ."
<الرجال يخافون أن يرتبطوا بنساء ذوات شخصيات قوية ومستقلة عنهم> عادة ما نستمع لمثل هذه التصريحات من قبل فئة النسّوية ,فرانسيس كسر هذه القاعدة ,فكلير امراة مستقلة بأفكارها وعملها وحياتها عن زوجها بينهما دعم لطموحات وافكار ومشاريع بعضهما .
(_ هل تعلم ماقال لي فرانسيس عندما عرض عليّ الزواج؟
أتذكر كلماتهِ بدقة
لقد قال :كلير إذا كان كل ماتريدين السعادة قولي :لا
أنا لن اعطيكِ زوجًا من الأطفال ،وتعدي الأيام حتى التقاعد ،انا اعدّكِ بالتحرر من كل هذا ،أنا "اعدك بأنك لن تملّين أبدًا" .
أتعلم لقد كان الرجل الوحيد،وكان هناك غيره الكثيرون تقدموا لي بطلب الزواج ،لقد كان هو الوحيد الذي فهمني، لم يضعني على قاعدة تمثال كان يعلم بأني لا اريد ان اعشق او ادُلل ،لذا فقد أخذ بيدي ووضع فيها خاتماً ،كان يعرف بأني سأقول نعم،أنه رجل يعرف كيف يأخذ مايريد ) .
اتسائل هل هناك نضجٌ بعد الذي رأيته في شخصية كلير؟ كيفية ترويض الذات للتعامل مع اشد المواقف التي تكون فيها المراة تحت عاطفتها, العلاقة بين الزوجين بالتحدث عن جميع الافكار والاحداث التي تحصل معهما بصدق دون خوف او رياء؟ حتى التعامل مع الخيانة وكيفية ادارة الوضع لامرأة تفقه بالعلم قبل العاطفة؟.
ثانياً : ماذا نتعلم من المسلسل ؟
هل سمعت يومًا بالحملة التي قامت بالترويج لها السيدة الأولى لإميركا (ميشيل أوباما) بشأن جعل الامريكين يتجهون نحو ممارسة الرياضة، هيا بنا نتحرك" أو Let s Move من يهتم! إذ كنت تتبع نظام (آل آندروود) الرياضي، كلير تقوم كل يوم بمارسة الجري صباحاً بزي أنيق اسود؟ تخبرنا بذلك بأن الرياضة والأناقة قد تجتمعان، تقوم بشراء جهاز رياضي لزوجها وتجبره على العمل عليه : هل تريد أن تتركني وحدي أعيش ؟ هل تريد أن تموت قبلي! الرياضة تطيل حياتك.
لقد قال ذات مرة لي أحد الاصدقاء : أن الافلام والمسلسلات وسائل معرفة وتثقيف وتطوير ذات أن احسنّا اختيارها .
بصراحة منذ مشاهدتي لنظام كلير الرياضي وأنا ملتزمة بنظامها الأنضباطي بحماس لم اعهدهُ على نفسي.!
هناك قاعدة مهمة أستلهمتها من الفلسفة الرواقية وجاءت بمثيلتها البراغماتية سأنقلها بترجمة سيف البصري : (لا أعتقد أنني أثير الجدل هنا عندما أزعم بأن المجتمعات الحديثة قد طغت فيها الليونة. نعم، تأقملنا مع الطقس، أصبحنا نستخدم وسائل النقل السريعة و الآلية في كل صغيرة و كبيرة، تعوّدنا على التسوّق السريع و المطاعم الجاهزة، الماء النقي، الاستحمام الدافئ في أي وقت و السهر أمام التلفاز أو في شبكات الإنترنت لساعات طويلة. هذا الشيء جعل الكثير يهمل جسده و يتشبّث بكل وسيلة راحة متوفرة، الشيء الذي جعلنا أكثر عرضة للأمراض، السمنة العزلة، الاعتماد الشبه كامل على الروتين و التكنولوجيا و بالطبع الليونة في التأقلم مع ظروف الحياة القاسية التي تمر بالكثير. فراحة البال في راحة الجسد، و رشاقة العقل الحكيم في رشاقة جسده. و عليه، فالخروج من مستنقعات الراحة و المواضبة على القيام بنشاط يحفّز الجسد على الحركة و يبعدك عن مصيدة الروتين، سيجعلانك أكثر مرونة في التأقلم و أكثر كفاءة في استثمار وقتك.
فالانضباط يقمع النزعات السلبية و الكسل، و يحفّز قوة الإرادة و العزم و التحكّم في النفس و عدم الانصياع للأهواء، لأن هذه الخصال هي خصال مهّدت الطريق لمن سبقنا من حكماء الأجيال السابقة للوصول إلى الحكمة و السكينة. بكل بساطة الانضباط هو ميمة ناجحة أثبتت أهميتها عبر الحضارات و الأجيال، لذلك لا تستخف بها، بل طبّقها في حياتك و ابني عليها ركيزة لمستقبل أنجح).
غير عن الفكرة الرئيسية للمسلسل لكيفية ادارة السياسة في الحكومات فتصدق العبارة التي تقول بان السياسة فن , تبين لنا حجم الاستراتيجيات والطموحات وادارة العالم من قبل القوة العالمية والخبرة والدهاء والمصالح الشخصية والتضحية هي القائمة على كل شيء ولايوجد هناك وقت للحظ او الفرص او القدر ؟تبين لنا حجم عالمنا ودنوّ سيطرتنا وافكارنا كعالم ثالث قبالة العالم الكبير,فهذا يوضح لنا بسر تعلق اوباما بهذه المسلسل حيث غرّد في تويتر :tomorrow :@house of cards no spoilers,please.!.
ادارة الحوارات :
قد يعلمنا شوبنهاور بعض الحيل لادارة الحوارات والانتصار بها فكما يقول <من يهتم للحقيقة ,الأهم الانتصار> , فرانك آندروود كان متلاعباً ماكراً بأساليب الاقناع والحديث بجعل كل الاشخاص ينفذون مايريد دون أن يطلب منهم ذلك حرفيا، حيث أنه يفهم بأن لكل طلب هناك مقابل يقدم مايردون ويأخذ مايريد وأكثر من ذلك حتمياً .
يتعامل مع الناس وفق النقاط الضعيفة التي تحركهم فأغلبهم يفتقدون للحكمة والعقل وتحكيم الرأي العملي ،ولكنه لاعب مثالي على النقاط العاطفية ،كلها في سبيل نيل مايريد.
قد تبدو وأنت تتابع المسلسل بأن شخصية الممثلين باردة وأنانية وتدعو للامور التي لاتتناسب مع اخلاقيتك الوضعية ,فأن كنت افلاوطونيا لن تنفعك بشيء تلك المسلسل.



#نور_الحسين_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من السعودية
- أ الجنس إحتياجٌ طبيعي ؟
- السُدم ومستقبلنا البعيد !
- مدينة الطّب..مدينة للبؤس !
- لا اؤمن بالموت - نُحن خالدون - !
- أريدُ أن لا أريدك (نهاية الحب)
- حوار مع شاب ملحد .....الخطأ ليس في الآلحاد وإنما بما يؤمن به ...
- مايعني أن تكوني امرأة قوية بظل معوقات واقعية؟
- حين بدأت الكتابة
- تلويثُ ورقةً بيضاء
- حوار مع مثلي الجنس
- شن رإس علم يك!
- ماذا يعني أن تكون عقلانيا!
- وداعا
- سبعة عشر يوما
- الكافرة
- الانتظار الزائف
- حجاب الكهنوت
- الأبَله؟!
- رسالة محملة بالأمل الى تيشخوف!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الحسين علي - House of Cards (البراغماتية في أصولها)