أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مناظرة مع مستشار إردوغان!















المزيد.....

مناظرة مع مستشار إردوغان!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 16 - 23:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدعوة كريمة من الإعلامي والكاتب المتميز، الأستاذ ملهم الملائكة، شاركتُ في مناظرة إذاعية عبر الهاتف تم بثها على الهواء المباشر على إذاعة DW الألمانية، صباح يوم الخميس 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وكان الضيف الآخر في أنقرة، كما تم تقديمه، أحد مستشاري الرئيس التركي إردوغان، وكان يجيد العربية، ولكنه كرئيسه للأسف، لا يجيد أسلوب الحوار.

كان محور البرنامج هو تواجد القوات التركية في شمال العراق دون الدعوة من الحكومة العراقية، والملاسنة الخشنة التي استخدمها الرئيس التركي إردوغان مع رئيس الحكومة العراقية الدكتور حيدر العبادي، بعيداً عن الكياسة، والأعراف الدبلوماسية، و التي استهجنها العالم كله.

بدأ مقدم البرنامج، الأخ ملهم، بتوجيه السؤال إلى الضيف التركي أولاً، فأجاب بإسهاب ما ملخصه أن تواجد القوات التركية جاء استجابة لطلب من رئيس الوزراء العراقي، لتدريب القوات العراقية، ولما أنكر العبادي الدعوة فيما بعد، أضطر الرئيس إردوغان إلى هذه اللغة ولذلك فإن العبادي هو البادئ. ودليل آخر على شرعية تواجد القوات التركية، كما قال المستشار، أن وزير الدفاع العراقي السيد خالد العبيدي زار المعسكر التركي في بعشيقة، ورحب بهم، وقدم لهم تحيات رئيس الوزراء العراقي ...الخ!!

المشكلة مع الضيف التركي أنه أطال في جوابه ودون الالتزام بالوقت المحدد له، وإعطاء الفرصة للضيف الآخر الذي هو كاتب هذه السطور، ولم يسمح لي بالكلام إلا بشق الأنفس. ولما جاء دوري، أيدته أن الدكتور العبادي قد يكون السيد العبادي وجه هكذا دعوة إلى تركيا للمشاركة في تدريب القوات العراقية خلال زيارته لأنقرة قبل عامين، على غرار مشاركة خبراء عسكريين من دول أخرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيران... الخ، إلا إن هذه الدول أرسلت خبراءها العسكريين الذين بلغت أعدادهم المئات وحتى الألوف، كأفراد غير مسلحين، ولم يرسلوهم كقطعات عسكرية مجهزة بالدبابات والمجنزرات، وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمؤن والذخيرة العسكرية كما فعلت تركيا التي احتلت موقعاً قرب بعشيقة في شمال العراق. فتواجد القطعات العسكرية التركية التي بلغ تعدادها ألفي عنصر، ليست للتدريب، بل هو احتلال عسكري، وتجاوز على السيادة الوطنية...

وفيما يخص زيارة وزير الدفاع العراقي لهذه القطعات في بعشيقة وترحيبه بها، قلتُ أنه تصرف شخصي من الوزير، خاصة وأن الحكومة العراقية مؤلفة من عدة كتل سياسية متنافسة وحتى متنافرة، يكون ولاء وزرائها لقياداتهم السياسية، وليس لرئيس الحكومة. و وزير الدفاع المشار إليه أعلاه، هو من كتلة (متحدون) بقيادة الأخوين النجيفي، المعروفين بولائهما لتركيا أكثر مما هو للعراق. وأخيراً سحب البرلمان العراقي ثقته بهذا الوزير وأقيل بسبب ضلوعه بالفساد وضعف أدائه.

ولما أثبتُ له بالأدلة الدامغة، وحسب تصريحات الناطق الرسمي عن الإدارة الأمريكية، أن القوات التركية ليست ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وأن على تركيا احترام السيادة العراقية ...الخ، غضب صاحبنا المستشار التركي، وراح يردد بأني طالما أعيش خارج العراق (في بريطانيا)، فلا أعرف أي شيء عما يجري في المنطقة، لذلك لا يحق لي الحديث في هذا الموضوع، ثم راح يتحدث عن الأخلاق! وأن لتركيا كل الحق لإرسال قواتها إلى أي مكان في العالم دون أخذ موافقة أحد عندما تجد أمنها مهدداً من قبل الإرهابيين في العراق وسوريا (كذا).

ولما انتهى وقته وطالبه الأخ مقدم البرنامج بالسماح لي للرد عليه، فلم يلتزم، لذلك لم أجد بداً من الدخول على الخط بعد أن سمح لي الأخ ملهم أن المايكروفون لي. فقد استنتجت أن هذا الشخص كرئيسه، يجب مواجهته بصراحة ومهما كانت قاسية. فبينت له أن تركيا أدعت مرة أن وجود قواتها في شمال العراق جاء بناءً على دعوة من محافظ نينوى لتدريب الحشد الوطني (مليشيات تابعة للأخوين النجيفي)، ومن ثم قالوا بدعوة من رئيس الإقليم الكردستاني لتدريب البيشمركة، وأخيراً قالوا أنه بدعوة من رئيس الوزراء العراقي لتدريب الجيش العراقي، فلماذا لم يثبتوا على رأي واحد، ويغيرون مبرراتهم بين حين وآخر؟ ولما فندنت كل مبرراتهم، قال الأخ التركي أن تركيا لا تحتاج إلى موافقة من أية جهة عندما تجد أمنها مهدد من قبل الإرهابيين في العراق!!!
أليس هذا اعتراف صريح بأن قواتهم دخلت العراق عنوة ودون أية دعوة من العراق؟ فلماذا كل هذا اللف والدوران، ولماذا لم تقلها من البداية أن قواتكم جاءت بدون موافقة أية جهة عراقية؟

وهل حقاً أن أمن تركيا مهدد من قبل داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية؟ إنها نكتة سمجة أن تدعي تركيا بحماية أمنها وأمن المنطقة من الإرهاب. فبشهادة مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية مثل نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمرشحة للرئاسة هيلاري كلنتون، وكذلك شهادة نائب المستشارة الألمانية، والمئات من التقارير الصحفية الغربية، تؤكد أن تركيا ساهمت في خلق داعش، وجبهة النصرة، وهي من الدول الراعية للإرهاب إلى جانب السعودية وقطر...الخ، وجعلت من حدودها بوابة لدخول وخروج الإرهابيين إلى العراق وسوريا. ولذلك ليس صحيحاً أن تركيا أرسلت قواتها إلى العراق لحفظ أمنها من الإرهاب، بل العكس هو الصحيح، فوجود القوات التركية هو لحماية الإرهابيين من التصفية والهزيمة المؤكدة، ولفتح ممر آمن لٌهم ليغادروا الموصل إلى تركيا بسلام، للحفاظ عليهم واستخدامهم كهراوة ضد أية حكومة في المنطقة وحتى في العالم ضد روسيا مثلاً في المستقبل. وأنتهى الحوار.

يبدو أن إردوغان لم يقرأ التاريخ ليستخص الدروس والعبر منه، ولم يتعظ من أخطاء الذين سبقوه مثل صدام حسين، ومعمر القذافي وغيرهما، فمصيره لا بد وأن يكون كمصير أمثاله من الطغاة المتغطرسين، في مزبلة التاريخ.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- د.عبدالخالق حسين: يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=864

2- مقال لصحفي تركي، جدير بالقراءة
Burak Bekdil : Turkey s Dangerous Moves in Iraq
http://www.meforum.org/6326/turkey-dangerous-moves-in-iraq

3- أردوغان متحدياً : سنبقى في بعشيقة وعلى الجميع السكوت!
http://www.akhbaar.org/home/2016/10/218899.html

4- العبادي: لن نسمح لتركيا بالمشاركة في تحرير الموصل بأي شكل
http://www.akhbaar.org/home/2016/10/218930.html

5- الحشد الشعبي: الغطرسة لن تنفع أردوغان.. وتركيا لن تجني من تواجدها في العراق إلا الندم
http://www.akhbaar.org/home/2016/10/218919.html



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب دحر تجاوزات إردوغان على العراق
- الطفيلي في خدمة الإرهاب
- دعوة لإصدار قانون (جاستا) عراقي
- إلغاء فيتو أوباما صفعة جديدة في وجه السعودية
- حول انهيار السعودية، مرة أخرى
- هل حقاً السعودية على وشك الانهيار؟
- (إقليم الموصل)، مشروع لتفتيت العراق
- حول إغلاق الدعوى ضد رئيس البرلمان
- متى يكون الحياد خيانة وطنية؟
- التجسس لدحر الإرهاب، ضرر أم ضرورة؟
- من المسؤول عن الإرهاب في أوربا؟
- هل المحاولة الانقلابية كانت فبركة إردوغانية؟
- المحاولة الانقلابية زلزال يهز عرش أردوغان
- ماذا لو لم يتم إسقاط حكم صدام؟
- تصعيد توحش (داعش) دليل على احتضارها
- نهاية قادة خروج بريطانيا من الاتحاد
- عواقب خروج بريطانيا من الإتحاد الأوربي
- تحية للقوات العراقية المنتصرة على قوى الظلام
- من المسؤول عن الأحقاد الطائفية في العراق؟
- حماة الدواعش إلى أين؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - مناظرة مع مستشار إردوغان!