أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟














المزيد.....

هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1414 - 2005 / 12 / 29 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اولئك الذين دخلوا العراق بعد سقوط الديكتاتورية مولعون بالحديث عن العراق الجديد. يتغزلون به. يصرخون بأسمه. وهم على استعداد لأجتراح كل ما من شأنه ان يقنعنا نحن العراقيين بأن عراقنا قد اصبح جديداً.
حاولت ان اتوخى الموضوعية والأنصاف وأقف على تلةٍ ما، بعيداً عن قناعاتي والحقائق التي امتلكها، لأنظر الى عراقهم. وبالتحديد الى تلك الصفة السحرية التي يضفونها على عراقنا: صفة الجديد. علّني اكون مخطئاً. وعلّهم يكونون على صواب. ولكي لا اجانب الحقيقة كثيراً كان عليّ ان اقارن بين العراق: القديم وذلك "الجديد". وكانت المقارنة:

العراق القديم: جاء حزب البعث الفاشي الى الحكم عام 1968، وبأعتراف احد قياديه، في قطارٍ امريكي.
العراق الجديد: جاء النظام الديمقراطي الحالي الى الحكم على دبابة، بل قطار كامل من الدبابات الأمريكية.
النتيجة: لا جديد في الموضوع طالما ان النظامين القديم والجديد جاءا بدعم امريكي. ولا اعتقد ان الشعب العراقي تهمه وسيلة النقل التي استخدمها ارباب النظامين للوصول الى القصر الجمهوري. ففي لغة السياسة لا فرق بين القطار أو الدبابة طالما ان السائق امريكي.

العراق القديم: ادعى البعث الفاشي بأن من اهدافه بناء عراق قوي، يتمتع بعافية وحيوية في اقتصاده وبمنعة وسيادة لدولته. ورفاهية تعمنا نحن العراقيين.
العراق الجديد: احيلكم فقط الى برامج الأحزاب التي قادت الحكومات المؤقتة وشعاراتها المرفوعة. وقارنوا بأنفسكم. وتذكروا فقط شعار اعادة الأعمار لتعرفوا حجم التشابه بين اهداف وشعارات البعث البائد وحكوماتنا المتعاقبة.
النتيجة: تعرفونها جيداً واترك الجواب للقراء لثقتي بأن العراقي لا يقرأ الممحي فقط، بل هو قادر على قراءة واستقراء المستقبل. ليس على طريقة قارئة الفنجان التي غناها عبد الحليم والتي تصرّ على ان طريقك مسدودٌ.. مسدودٌ مسدود، يا ولدي. بل على طريقة ونهج اجداده الذين خبروا التاريخ وساروا في دروبه الوعرة لأكثر من سبعة آلاف عام.

العراق القديم: تمّ تبعيث الدولة بكامل مؤسساتها. وكان في حكم المستحيل على العراقيين ان يجدوا وظيفةً في بعض المؤسسات كالجيش والأعلام والخارجية والداخلية.. وتقريباً كل ما تبّقى من الوزارات.
العراق الجديد: اغلب الوزارات اصبحت مغلقة لأحزاب وتيارات معينة. واصبح من الصعب على المواطن معرفة هذا الكمّ من الأحزاب التي تتحكم بالوزارات كي ينتمي اليها وينال الحضوة ووظيفة محترمة في احدى تلك الوزارات ومؤسساتها التابعة لها.
النتيجة: ماكو فرق. قدر العراقي ان ينتمي الى حزبٍ ما غصباً عن سنسفيل اجداده حين يتعلق الأمر بالحصول على احد حقوقه التي يضمنها الدستور سواءاً كان مؤقتاً او دائماً.

العراق القديم: كان لدينا صدام، واحد.
العراق الجديد: اصبح لدينا، ماشاء الله، صداديم كثر. بعضهم يتصرف ويتكلم ويسير، متنك وراح بعد شوية ينكطع، مثل الديكتاتور الساقط. بعضهم ما زال في طور التفريخ. وآخرون في الأنابيب لأنهم سيكونون من قادة الأنابيب. اي مثل اطفال الأنابيب تقريباً.
النتيجة واحدة في حالة وجود صدام واحد او عدد من الصداديم.

العراق القديم: كانت صور الديكتاتور، بحجم شاشة سينما سكوب، تملأ الشوارع.
العراق الجديد: صور بحجم شاشة سينما سكوب ملوّن لعدد كبير من اولئك "اللي منجيب اسمهم اخاف الأكثرية تزعل".
النتيجة: الصور موجودة وبنفس الحجم سواءاً كانت لصدام أو لغيره. كما ارجو ان تلاحظوا بأن كلمة (حفظه الله) التي كان العراقي مجبوراً على استعمالها بعد ذكر اسم القائد الضرورة الشفيّة، ما زالت قيد التناول على الصعيدين الرسمي والشعبي. الفرق هو انها تستعمل بعد ذكر اسم... تعرفوه ماكو داعي نجيب اسمه. لأن الأكثرية راح تطلع مظاهرات اذا جبنا اسمه واحنة ما نكدر على زعل الأكثرية.

العراق القديم: كان المواطن العراقي لا يدري في اي معتقل او قبو تعذيب او زنزانة اعدام او جبهة قتال سيقضي نحبه.
العراق الجديد: المواطن العراقي لا يدري في اي شارع او سوق او زقاق او راس دربونه سيقضي نحبة على يد انتحاري ارهابي او سيارة مفخخة.
النتيجة: تعددت الأسباب والموت.. ما زال، واحدُ.

العراق القديم: كان قَوّاد عدي المقبور بن القائد الشفيّة، يعمل فقط لحساب سيده المدلل ابن الرئيس وولي عهده.
العراق الجديد: اصبح القّواد الخاص لعدي المقبور سمساراً لعدد كبير من المسؤولين وابنائهم. يعني ان شغل السمسرة اصبح ماشي جداً في عراقنا الجديد.
النتيجة: بدون تعليق.
هذه فقط بعض المقارنات التي قفزت امامي. ولا أريد ان اذكر اقبية التعذيب، لان اولئك الذي تمّ تعذيبهم كانوا سبعة فقط لاغير. ولن آتي على الرشوة التي كانت قانوناً من القوانين التي تسيّر حركة الدوائر والمؤسسات والوزارات واستمرت في عراقنا الجديد. ولن أتطرق للعمولات التي كان ارباب النظام البائد يتقاضونها من الشركات الوطنية والأجنبية لتمشية معاملاتهم ولعقد الصفقات معهم والتي ما زال جماعتنا يمارسونها دونما تغيير كبير يُذكر. ولا اريد ان اسبب للقراء الأعزاء اي صداع بالحديث عن الأنتهازيين الذين كانوا وما يزالون اسياد الموقف. تعرفونهم فهم رجال كل المراحل.. وهل يخفى القمر؟؟؟؟
المقارنة بالتأكيد ليست في صالح العراق الجديد.
لكن يبقى الفرق، وهو بسيط جداً، بين عراقنا الماضي وعراقنا القادم، في اصرارنا على الصراخ بوجه الخطأ وارهاب الدولة والطائفية. في قرارنا بأن ننزع عباءة الخوف وأن نحرقها علناً وعلى رؤوس الأشهاد. ونغادر والى الأبد قطار التقية السياسية، ندفنه ونهيل عليه التراب كي لا ينهض ثانية من بين الأموات.
وليكن ما يكون.
هذا هو الفرق فقط بين العراق القديم... والجديد.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد
- ألمرجعية ولعبة السياسة
- مذكرات لقلق مصاب بأنفلونزا الطيور
- الصحافة الوطنية العراقية في خدمة الأرهاب؟!
- ريّا تعودُ اليومَ من موتِها
- الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة
- رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ
- شمس الدين: الحقيقة والأسطورة
- صورة دافئة من ألبوم عراقي
- كتيبة أمريكية تصممّ العلَم العراقي الجديد؟
- عثمان الأعظمي.. ألكاظمي.. العراقي
- تصبحون على أمان
- أغاني بابلية للموت العراقي
- دستور العراق.. أبو طبر جديد؟؟؟
- عراقنا المغدور ما بين الحجاب والسفور


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟