أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي














المزيد.....

يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 16 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


أعمال الفنان" يوسف العاني" المسرحية، تؤكد فكره المتوقد، وتعبر بجدارة عن توجهاته الفنية - التجريبية، الغنية ، فليس له عمل مسرحي مكرر( الثيمة) لنتاج سبق وكتبه أو قدمه. النشاط الثقافي - الفني، المتعدد للفنان (يوسف العاني)، المسرحي تخصيصاً، يكشف ، في مراحل عدة ، القدرات الفنية - التجديدية في المسرح العراقي، من خلال أعمال ورؤى بعض الكتاب والممثلين والفنانين و العاملين في الشأن المسرحي ،مهما كانت مساهماتهم، وفي المقدمة منهم (العاني) وجيله المسرحي. فإذا ابتدأنا في عقد الخمسينات، ويعد بمثابة النواة الفعلية ،فنياً، للنشاط الثقافي- المسرحي في العراق، تستدعينا، مسرحية (آنه أمك يا شاكر)،لعبت دور الأم الفنانة الراحلة" زينب"، بثيمتها التي عملت على إبراز دور المرأة العراقية الايجابي، وتجسد ذلك في موقف (الأم)، إذ نجد التوجه الواضح للصوت النضالي- الشعبي، هو الصوت الأعلى في الساحة المسرحية في تلك المرحلة . يترافق ذلك مع اهتمام خاص بالوضع الحياتي للمواطن البسيط واحباطاته في تعامل السلطات القاهرة معه، وحقوقه المغيبة طوال الأزمان العراقية المتعاقبة ، عبر الجهاز الوظيفي المتسم ،دائماً، بالتعامل " البيروقراطي"مع المواطنين ، كما في مسرحية "المراجع المهتوك"، وعمدنا في سنوات سابقة لتقديمها بإمكانات محدودة وفي أماكن متعددة، ، يفرضها الوضع الذي كنا نخضع له ، على ما يمكن أن نطلق عليه " مسرح السجون" أو" المواقـف" التي مر بها وخضع لقسوتها، عدد لا يحصى من المناضلين، و المواطنين ، بداية من 1960 - 1968 ، وارى من الضروري دراستها من قبل الباحثين ، لأهميتها في التاريخ المسرحي العراقي، خاصة من خلال اعتماد التوجه المسرحي ، والحرص عليه وإدامة زخمه بين السجناء والموقوفين، الشيوعيين بالذات ، والذين جهدوا، في "السجون والمواقف"، لإرساء القيم الثقافية - الفنية ،أسبوعياً ، وفي المناسبات الوطنية ، أو تلك التي لها علاقة بتاريخ الحزب ومؤسسيه، وشهدائه.برحيل" العاني" تنطفئ مرحلة متوهجة من تاريخ المسرح في العراق، فلقد اجتمعت به الموهبة الفنية والفكر الإنساني المتنور ، المنحاز لقيم التقدم والعدالة الاجتماعية- الإنسانية ، والانتصار إلى المهمشين في النسيج الاجتماعي.الفنان (يوسف العاني) من أوائل المسرحيين الذين تولهوا بحياة وحكايات وآمال بسطاء الناس ، وعمل في المسرح على طرح همومهم الحياتية وأحلامهم الإنسانية التي تنحصر في حياة لائقة - عادلة. لقد غاص بشغفٍ في الحياة العراقية ، (الشعبية) ، بخبرة عميقة، كمنت في وعيه الحاد المنفتح على التناقض الصارخ في الحياة الاجتماعية - العراقية، واستخدمها مادة لإعماله المسرحية، المتسمة بالرؤى الفنية ،المنفتحة على احدث التطورات الفنية المسرحية العالمية، وعمد فيها لتأرخة مراحل ملتهبة من تاريخ العراق، وبحث في عواملها و فواعلها ، معتمداً بوعيه الثاقب ، ومجسداً فنياً الرؤى، التي تركت تأثيراتها في تلك المراحل ، على تاريخ العراق السياسي، و حياة الشعب العراقي. ((فنان الشعب انه استحقاق لا يدانيه أي استحقاق آخر، وهو مكافأة عمره المسرحي- الفني ، ومن الفخر، انه قد تمتع به في حياته من قبل الأوساط الشعبية - الثقافية. قام العاني بتأسيس "فرقة الفن المسرحي الحديث" مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين عام 1952، و تم مواجهة هذه المبادرة، من قبل النظام الملكي بحذر شديد ، ثم منعها من العمل ، وعاودت نشاطها ،بعد 14 تموز 1958 ، وأغلقت ثانية. بعد 1968 سمح لها بالعمل،ثم توقفت بعد الهجمة الشرسة، على القوى التقدمية منتصف 1978 ،تلك التوقفات ، و الانبعاثات ، للفرقة التي أسسها" العاني وإبراهيم جلال، برفقة بعض الفنانات والفنانين" يؤكد بأنها الشاهد تاريخياً، على إن الحركة المسرحية ونشاطها الجاد في العراق، ترتبط بنسائم الحرية والتوجه الديمقراطي مهما كان حجمه المتاح. ساهم و قدم (العاني) ، في السبعينات، مسرحيات رسخت في الوجدان العراقي، و منها " النخلة والجيران ،الشريعة ، الخان ، الجسر، الخرابة، البيك والسايق، نفوس..الخ" ، وكشفت للعالم العربي القدرات الفنية التي ينطوي عليها المسرح العراقي. من المناسب أن نذكر في رحيل الفنان " يوسف العاني"، الدراسة المطولة ، للناقد المسرحي " بنيان صالح" التي وثق فيها التجربة المسرحية للفنان العاني، و نشرها أوائل السبعينات في مجلة (الآداب) اللبنانية ، لما وصفه بـ"مسرح العاني" وخصائصه التي أطلق عليها " العودة إلى النبع" متتبعاً الإخلاص النادر الذي يميزه. جهد الفنان "يوسف العاني" إلى الارتباط بالشرائح التي تقبع في القاع الاجتماعي ، منطوية على طموحاتها، في حياة إنسانية - عادلة ، إلا أنها مغيبة عنها بفعل عوامل الصراع الاجتماعي. نتيجة لعطاءاته الفنية المتعددة ، ورحلته المسرحية التي تتجاوز الـ(75 )عاماً . كرم الفنان "يوسف العاني"، من جهات مسرحية عالمية - عربية - عراقية، و أقيمت فعاليات خاصة به، وخص بقراءة شهادات عن منجزه المسرحي، شارك فيها عدد من أهم المسرحين في مصر وسوريا والكويت والمغرب والبحرين والإمارات والاردن والعراق. الموت لن يغيب ساحات الإبداع الفنية المتعددة، التي عمل عليها بجد ومسئولية ومثابرة ، وألقٍ متواصلٍ" فنان الشعب- يوسف العاني" طوال مسيرته الإبداعية ، وستبقى تجربته الفنية - المسرحية ضمن أهم العلامات المضيئة ، في سمو الثقافة الوطنية العراقية ، متعددة الأطياف والرؤى .



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(2 -2 )
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(1 -2 )
- عرابو الديكتاتوريات..وخطاباتهم الراهنة
- 14 تموز 1958:..و آثام الماضي العراقي
- مهدي محمد علي : .. مختارات شعرية
- التاريخ المسرحي بين الانثروبولجيا و التنقيب الآثاري
- -: ربيع عودة.. بيت للعصافير.. في زمن الضواري..؟!.*
- البار الأمريكي.. العتمة وعوالم الأرق
- آلية التلقائية في توثيق بعض تجارب الشخصيات الثقافية العراقية
- حياة.. كُرست للمسرح
- رحلة - ثيرثة مايا - و- ابنتها -:..( إلى سالتو)
- (مقاربات في الشعر والسرد) ط3 . للكاتب جاسم العايف
- واقف في الظلام.. وتلك الأيام
- حسين عبد اللطيف: مقبرة نائية.. تابوت أسود
- -شاكر العاشور-: وبعض حصاده الشعري
- جماليات الوثقائية الفكرية في الدراما
- القاص فرات صالح : و عربته التي تحرسها الأجنحة
- التلفيقات العنصرية..والسينما النازية
- د. سلمان كاصد:..و -صنعة السرد-


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي