أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟















المزيد.....

هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 15 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الديموقراطية أسيرة الرأسمالية!؟
(من لم يفهم ما سيلي لن يفهم طبيعة وواقع الديموقراطية!)

قال قائل وسأل سائل : ما هي الديموقراطية اصلا التي ما تنفك تحدثنا عنها وتدعونا اليها ليل نهار!!؟ ، الديموقراطية تعني تمرير مصالح ورغبات الشركات الرأسمالية الكبرى متعددة الجنسيات ! ، شاء من شاء وأبى من أبى ! ، وانت وهو وهي كمواطنين وسط هذا كله خذوا راحتكم في الكلام ! ، احكوا وانتقدوا وعارضوا وتظاهروا واشتموا في الشارع واصرخوا للصبح على راحتكم ! ، لكن في النهاية كلمة الشركات الرأسمالية ومتعددة الجنسيات وعابرة القارات هي التي تمشي في حقيقة الامر! ، ثم هناك في الديموقراطية خطوط حمراء لا يمكن للمواطنين تجاوزها !! ، هذه هي الديموقراطية في الواقع! ، فمالك ومالها!؟ ، ومالنا ومالها !؟.
****
فقلت : أولا لو كان كلامك صحيحا ، يا عزيزي ، فمعنى ذلك ان بريطانيا كانت ستظل باقية في الاتحاد الاوروبي ، فالشركات الرأسمالية البريطانية والاوروبية الكبرى والبنوك الكبيرة كلهم كانوا مع البقاء في الاتحاد الاوروبي !! ، وقد جندوا كل طاقاتهم ووسائل اعلامهم لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي ، بل ، ويا للغرابة ! ، ويا للعار ! ، اوعزت الحكومة للمدارس الحكومية ان يشرح المدرسون فيها للتلاميذ أهمية وضرورة البقاء في الاتحاد وخطورة الخروج منه دون ذكر محاسن هذا الخروج وفوائده للبريطانيين (!!؟؟) ، وقد جاء ابني (نصر/14 سنة) من مدرسته هنا في شفيلد يومها مشحونا مدافعا عن قرار البقاء بسبب توجيهات المدرسة حيث كان يعلم مسبقا أنني سأعطي صوتي لصالح الخروج بينما هو تمكن من اقناع والدته بأن تتنازل له عن صوتها ثم أرسله بالبريد لصالح البقاء في الاتحاد ! ، ودار بيني وبينه نقاش حار حول الموضوع ! ، فالحكومة البريطانية والشركات الرأسمالية ووسائل الاعلام الكبرى وضعت ثقلها لصالح البقاء و كانت كلها تحث على البقاء وتخوف الناس بشكل مبالغ فيه جدا من عواقب الخروج وهو ما اغاظني واعتبرته استغلالا للسلطة الحكومية لمناصرة فريق سياسي على فريق آخر كما يفعل (اوباما) حاليا لصالح (كلينتون) بينما الديموقراطية تقتضي في هكذا حالات ان تقف الحكومة باعتبارها ممثلة كل الشعب على الحياد وتترك الناس يفكرون ويختارون ويصوتون بعيدا عن ضغوطاتها وتوجيهاتها !!! ، ولكن هنا في بريطانيا تمكن اتحاد الوطنيين البريطانيين والحرفيين والرأسماليين المحليين الصغار والمتوسطين وصغار الفلاحين والتجار ، تمكنوا باتحادهم وتضامنهم ، وعن طريق الديموقراطية ذاتها ، من فرض قرار الخروج على الشركات الكبرى وعلى حكومة (كمرون) فاضطر هذا الاخير الى الاعتراف بهزيمته وللمغادرة ! ، فهذا دليل واقعي قطعي ملموس على أن ليس كل ما تريده الشركات الرأسمالية الكبرى هو ما سوف يمر وما سوف يكون ! ، فأصوات المواطنين في صناديق الاقتراع وفي الشارع وفي وسائل الاعلام له دوره وله تأثيره في توجيه وصناعة القرار!.

لست أنكر التأثير السلبي للرأسمالية على الديموقراطية ، مع اعترافي بدورها وتاثيرها الايجابي ايضا ، ولكن لا يمكن القبول بأنه تأثير القوى الراسمالية هو تأثير مطلق ومطبق ومفرد ،فهناك تأثيرات أخرى ومتعددة في الديموقراطية وهناك صراعات وتدافعات سياسية بين القوى الاجتماعية المختلفة بحيث يحاول كل طرف أن يكسب مخرجات وقرارات العملية الديموقراطية لصالحه ، فهناك ضغوطات تمارسها الشركات ورأس المال وكذلك اللوبيات المختلفة لتحقيق مصالحها ومطالبها كما فعل لوبي المثليين مثلا مع أن مطالبهم لا تمثل مطالب وموقف أغلبية وجمهور البريطانيين (!!!؟؟) ، كل هذا صحيح وواقعي لكن عليك ان تفهم امرين لتفهم الديموقراطية بشكل واقعي صحيح :

(1) الاول : ان الشركات الرأسمالية الكبرى ليست متحدة ولا على قلب واحد بل هي قوى متنافسة ومصالحها متعارضة ، وكل منها يحاول من خلال الديموقراطية تحقيق مصالحه ، وهذا الصراع والتدافع بين (الكبار) يترك بالمحصلة (هامش) كبيرا من الحرية والفاعلية لدى (الصغار) كي يؤثروا على اتجاه العملية الديموقراطية وقراراتها العامة وسن قوانينها ! .
(2) الثاني : أن هذه الشركات والبنوك ليست وحدها في الساحة وليست هي اللاعب الوحيد فهناك لاعبون كثر ، صغار ومتوسطون وكبار ، وهناك قوى ومؤسسات اجتماعية وسياسية واقتصادية وايديولوجية اخرى ، وهناك عوامل منظورة وغير منظورة في الكيان الاجتماعي العام مؤثرة وقادرة على الحد من تغول الشركات الرأسمالية والحد من تفردها بالحكم وصناعة القرار العام كما لمسنا في قرار الخروج من الاتحاد وقبلها في طرد رئيس الوزراء الاسبق (بلير)! .


واخيرا وليس آخرا ، يبدو لي ، يا عزيزي، أن حالك كحال الكثير من العرب ضحية فهم خاطئ للديموقراطية كما هي مطبقة في الغرب الليبرالي ، فانت ربما تحسب ان الديموقراطية تعني (حكم الشعب) نفسه بنفسه كما في أدبيات الفكر الشعبي والشعبوي الطوباوي!! ، وهذا ليس صحيحا ، فالديموقراطية هي (حكم النخب) السياسية باسم الشعب ، هذه النخب التي ينتخبها جمهور الشعب ويراقبها وقد يطيح بها كما حصل في مسألة عزل (بلير) قبل ان يتم فترة حكمه بعامين (!!) بعد انفضاح اكاذيبه على الشعب البريطاني حول العراق! ، وهذه النخب السياسية الحاكمة المنتخبة تحكم البلد لزمن معلوم وفق منهج مرسوم في ظل مبادئ وقواعد الدستور العرفي او المكتوب متوخية احترام الرأي الشعبي والاجتماعي العام الدائر في المجتمع ، فضلا عن الخطوط العريضة والحمراء لليبرالية كفلسفة اجتماعية ! ، هذه هي الديموقراطية الواقعية المطبقة في الغرب ! .
اما الخط الاحمر هنا فهو حقوق المواطنين الاساسية و الحريات الفردية كحقوق طبيعية مقدسة قررتها منذ أجيال طويلة فلسفتهم الليبرالية التي هي بالنسبة اليهم بمثابة عقيدة وشريعة المجتمعات الغربية ، فاذا لم تفهم هذه الحقائق الاساسية والمعلومات الواقعية فلن تفهم ما هي الديموقراطية الى يوم الدين !! .

وختاما أسألك : اذا كنت انت ضد الديموقراطية فما هو البديل اذن !!؟ هل هو حكم العسكر الذي جربناه واكتوينا بناره والذي ثبت فشله في عالمنا العربي!؟ ، أم البديل هو حكم ملكي عائلي وراثي بطريقة الممالك العربية !!؟؟ ، ثم حتى لو فرضنا جدلا أن الديموقراطية الغربية هي عبارة عن حرية الكلام و(الحكي) و(الفضفضة عن النفس!) فقط ، كما تدعي انت وأنصار الديموقراطيات الشعبوية والمباشرة ، واعتبرنا جدلا أن الديموقراطية في الغرب هي عبارة (حرية التفكير والتعبير) بدون (حرية الحكم الفعلي والتقرير) ، أليس هذا الوضع هو خير و أفضل ألف مرة لكرامة الانسان وكرامة الشعوب من تسلط الديكتاتورية والحكم الجبري وتكميم الافواه وكتم الانفاس ومنع الناس من حق الكلام والحكي والتفكير والتعبير !!؟ ، ثم أنت تحتج وتقول ان في الديموقراطية خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ! ، وأقول لك : هل تريد ان تكون الديموقراطية حرية مطلقة بلا حدود حتى تصبح في نظرك ديموقراطية حقيقية !!؟؟ ، الديموقراطية يا عزيزي كما ألمسها واقعا محسوسا هنا في هذه البلاد التي اقيم فيها منذ عقدين تقريبا ليست حرية مطلقة وفوضى شعبية كما يحاول ان يصورها السلاطين ورجال الدين في بلداننا بل هي حرية منظمة ومقننة ومقيدة لها قواعد وحدود لدرجة انك لا تستطيع احيانا ان تدخن سجائرك في بيتك اذا اشتكت منك زوجتك وخافت على أطفالها من ضرر التدخين بينما نحن في العالم العربي نتمتع بهذا الخصوص بحرية كبيرة في التدخين في الأماكن العامة والخاصة المغلقة ولا تثريب علينا !! فحرية التدخين ضيقة جدا في بريطانيا وكذلك حرية تناول ومضغ القات بينما في بلداننا اللهم زد وبارك ! ، خذ راحتك يا مواطن وارفع راسك يا أخي !! ، يا عزيزي ، الديموقراطية تعني توزيع حق الحرية بالعدل بين المواطنين ولكل حق حد كما هو معلوم ، تماما كما ان العدالة الاجتماعية تعني توزيع حق الملكية والثروة الوطنية بالعدل بين المواطنين وبين مناطق البلد ! ، كما انها تعني فيما تعنيه ان يختار الشعب ، وفق ارادة جمهور الامة ، من يقود الدولة ويخدم الامة الى أجل معلوم وفق ضوابط وثوابت عقيدة وشريعة المجتمع ، والتي هنا في الغرب تتمثل في الفلسفة الليبرالية ! ، هذه هي الديموقراطية ، وهي بكل تأكيد ليست جنة ولا هي بالنظام المثالي ولا يحقق العدالة التامة والكاملة ولا الحرية المطلقة ، ولكنه يظل افضل الموجود والممكن والانسب لواقع البشر والأليق بكرامة الشعوب ! .

***********
سليم الرقعي
كاتب ليبي من اقليم (برقة) يقيم في بريطانيا
(*) انحيازي للديموقراطية كطريقة سياسية للحكم الطوعي الشوروي الرشيد وكوسيلة عملية تحمي الامة من الحكم الجبري المهين لا يعني أنني أدعو لتطبيقها واستنساخها طبق الاصل كما في الغرب حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب ندخله وراءهم كالعميان (!!؟؟) بل لابد من مراعاة خصوصيات مجتمعنا وتحديات واقعنا ! ، وهذا يقتضي أيضا ان تطبيقها يحتاج الى التدرج في التطبيق الفعلي من خلال سياسة الخطوات المتتالية المترابطة (خطوة خطوة) وفق خطة وطنية مرسومة ومكتوبة متفق عليها بين القوى الوطنية والسياسية تكون بمثابة ميثاق وطني لتوطين الحكم الديموقراطي الرشيد في بلداننا . وهذا هو الطريق ! .








#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن شميت ، لوحة سينمائية رائعة!؟
- بين عاشوراء المسلمين وعاشوراء اليهود!؟
- أمريكا والتوحش المقنع بالديموقراطية!؟
- الفرق بين مفهوم الهوية ومفهوم الشخصية!؟
- الراوي وقصة العربان والديموقراطية!؟
- الانسان والأسرة المضطربة ودور الدولة!؟
- المتورط!؟،الفصل الثالث والأخير.
- المتورط!؟.الفصل الثاني.
- المتورط !؟ ، الفصل الأول.
- علو الهمة شرط لنهوض الأمة!؟
- ليبيا دولة مركبة من بلدين عربيين!؟
- هويتي بين المنتمي واللامنتمي !؟
- هل النفط نقمة على العرب ولماذا !؟
- الدولة العلمانية والدولة الدينية والدولة المسلمة المدنية!؟
- هل القوميون العرب والإسلاميون صنيعة الغرب!؟
- ما جناه القوميون والاسلاميون على مجتمعاتنا !؟
- الدولة ! ، محاولة للفهم !؟
- داعش ليس نبتا ً شيطانيا ً بلا جذور!؟
- الإدارة والإرادة وفن الحياة !؟
- سلطان المال ومال السلطان!؟


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نصر الرقعي - هل الديموقراطية أسيرة للرأسمالية!؟