أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - وقفة تأمل ناقدة وتقييم مسار: الحوار المتمدن















المزيد.....



وقفة تأمل ناقدة وتقييم مسار: الحوار المتمدن


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5315 - 2016 / 10 / 15 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عناية/ مؤسسة الحوار المتمدن:

كم آمل أن يتسع صدر إدارة هذه المؤسسة بنشر هذه الوقفة لأنها تتضمن معلومات نعتقد بأنها ستكون مفيدة لكل الإطراف من كتاب وكاتبات وقراء بجانب مؤسسة الحوار المتمدن, وأن لا تأخذ طريقها إلى الأرشفة كما سبقها من بعض المواضيع التي لا ندري الدافع الحقيقي وراء ذلك.

أولاً: لماذا كتبنا عبر موقع الحوار المتمدن إبتداءاً؟
نقول للقراء الكرام,, لقد عتب علينا البعض, وإستغرب قرارنا الكتابة عبر موقع علماني مع وجود عشرات المواقع الإسلامية التي تناسبها كتاباتنا التي تركز على القرآن الكريم, بل والحوار مع ملحدين ولا دينيين وعلمانيين ونصارى أصوليين سلفيين متعصبين, يهاجمون الإسلام والقرآن ونبيه الكريم الخاتم, وهذا لا بد من أن يترك (في قلب المؤمن) آلاماً ومرارات يصعب تحملها والصبر عليها,, ولكن قلنا لهم,,, إختيارنا لم يكن تفضيلاً أو هوى أو ضيق منابر, فهناك الكثير من المواقع الإسلامية ترحب بنا ويمكن أن تكون مشاركتنا أكثر فعالية بين المؤمنين ولكن, وجدنا أن مؤسسة الحوار المتمدن فتحت أبوابها على مصراعيها كمنبر متاح لكل من أراد أن ينتقد ويحتقر, ويسيء إلى كل ما هو إسلامي بدءاً من الهه ورسوله وكتابه وإنتهاءاً بالخوض في نبيه ورسوله الكريم أفضل خلق الله على أرضه.

كل المواضيع - التي قدمها المتحاملون على الإسلام من كتاب ومعلقين – ليس لها علاقة إطلاقاً بالموضوعية ولا المنطق وليس لها علاقة بالحوار لأنها عبارة عن كيل بلا حساب لكل ما يمكن أن يطلق عليه مهاترات وإعتداءات وإستفذاذات وأقاويل وأباطيل وبهتان. وقد وجد هؤلاء الكتاب الجو والغطاء الآمن الذي سمح لهم بأن يتعدوا الخطوط الحراء في حق الغير تحت وهم وجهل وفوضى سموها (حرية التعبير), والغريب في الأمر والمحزن حقاً أن هؤلاء ينطلقون في تجاوزاتهم غير الإنسانية ولا القانونية ولا الأخلاقية من هذا الموقع الذي قد وضع ضوابط صارمة (معلنة), هكذا: (مؤسسة الحوار المتمدن: يسارية, علمانية, ديمقراطية), فهل – حتى تحقق هذه التوجهات المعلنة – أن تكون حرباً على خمس سكان العالم وهم المسلمون, فتساعد كل من يحاربهم في عقيدتهم ويبخس معتقداتهم ويفتري الأكاذيب والأباطيل في مناهجهم.... ؟؟؟ أهذا هو الحوار المتمدن الذي أعلنوه على الملأ,,, وهل غاية هذه المؤسسة وإستراتيجيتها تفريغ الكون من الإسلام والمسلمين تماماً حتى تستطيع أن تفرض على الآخرين يساريتها وعلمانيتها؟؟؟ ..... وهل الديمقراطية المدعاة المزعومة هذه من أهدافها إستئصال الآخر الذي يستعصي عليها فكرياً وموضوعياً ومنهجياً؟؟؟

تقول مؤسسة الحوار المتمدن إنها قامت (من أجل مجتمع مدني علماني ديمقراطي حديث يضمن الحرية والعدالة الاجتماعية للجميع), فهل أدائها – في الحياة العملية حتى الآن – يلتزم بهذا المسار الذي يفترض أن يكون إستراتيجياً؟؟؟ أليس هناك إخفاقات ملحوظة ومقدرة تشكك في ذلك إن لم تكن تنفيه تماما؟؟؟ ..... وهنا ينشأ سؤالٌ ملحٌ,, أهذا التوجه المعلن من المؤسسة إلزامي تعسفي قهري إستئصالي, هذا ما لاحظه الكثيرون,, أم أن المسئولين عن التطبيق والإشراف والنشر هم المسؤولون عن ذلك الإنحراف الذي بات شرخاً مؤثراً في مستقبل المؤسسة وفي سياستها ومبادئها المعلنة التي نراها قد إبتعدت عنها كثيراً إن لم نكن مبالغين قليلاً؟؟؟

ألم يلاحظ القائمون على إدارة هذه المؤسسة أن هناك تناقض مخل مريع ما بين القول والفعل؟؟؟ إذ كيف يمكنهم التوفيق ما بين سياسة (إستئصال الآخر) المخالف لهم في التوجه ويملك الحجة ويقدم البراهين المادية المؤيدة لموقفه, وما بين آلية (الحوار المتمدن), الذي – من منطوقه – قبول ورعاية الآخر لأنه يمثل الطرف المقابل في الحوار والمكمل له, والذي بدونه لا يكون المكتوب أو المنطوق حواراً بالمعايير الصحيحة وإنما هزيان وخطرفة,, لأن الذي يحاور نفسه انما يهزي ويخطرف ويحاول إقناع نفسه بأنه على حق, ويضيق بالحقائق الدامغة التي يتقدم بها الطرف الآخر, بل ويتهرب منها ويحاول جهده التصدي لها وإرهاب مقدمها "فكرياً" أو إجباره على الإنسحاب تفادياً للإساءة والسخرية بالمقدسات التي يبلغ سفهها وتطاولها حتى على الله الذي لا يجوز في حقه إلَّا كل تبجيل وتقديس.

الإدارة الإشرافية للحوار المتمدن:
إن سلمنا جدلاً بأن الإدارة العليا لمؤسسة الحوار المتمدن ملتزمة بمباديء الحوار المعلنة وبالحيادية – على الأقل – أيديولوجياً, كما هو معلن ضمن مبادئهم ومعاييرهم, وأن التناقضات التي تظهر من وقت لآخر إنما هي مسئولية الإدارة الإشرافية والفنية, فهل هذا يعفي هذه الإدارة العليا من المتابعة والتقييم المستمر بحيث أن العناصر ذات الأجندة الخاصة أو الهوى الشخصي يكون أداؤها مرصوداً ومراقباً ومحاسباً عليه حتى لا ينعكس هذا الأداء المخالف على ثوابت المؤسسة وسياستها العليا (ما لم يكن هذا التناقض ناتج عن إزدواجية المعايير التي يحسها المتعاملين مع الموقع من وقت لآخر خاصة في الآونة الأخير بصفة خاصة).

فلو أخذنا مثلاً مبدأ (مخالفة قواعد النشر) التي تمنع نشر التعليق إذا ما إنتهك المحاذير الآتية:
1. لأن فيه اهانة وتجاوز على الكاتب-ة.
2. لأنه ينتهك قواعد النشر في الحوار المتمدن
3. لأن فيه تشهير أو مسيء للسمعة
4. لأنه غير قانوني، أو به تحرش، أو بذيء، أو يتضمن تهديدا أو أذى
5. لأنه يروج للتعصب والتطرف الديني والقومي والجنسي.
6. لأنه يحتوي على كلمات نابية
7. لأنه ليس له صلة بالموضوع المنشور
8. لأنه يحتوي على معلومات وأمور شخصية
9. لأنه يحتوي على اسم أو عنوان غير لائق
فهل إلتزمت الإدارة الإشرافية للحوار المتمدن بهذه الضوابط وطبقتها كما ينبغي؟ ..... وحتى في حالة التطبيق الجزئي,, هل طبقتها بحيادية أم بمعايير مزدوجة؟؟؟ هذا هو المهم. على أية حال سنقدم بعض النماذج لنشارك جميعاً في الرد على هذه الإستفسارات الموضوعية, بعدها للإدارة المعنية الرد والتعليق بما تراه مقنعاً.
فلو أخذنا مثلاً موضوع سامي لبيب المنشور بالحوار المتمدن بعنوان: (التحريف فى الكتب المقدسة-تحريف الكتاب المقدس - الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت), وسألنا المعنيين,
أولاً: هل هذا الموضوع نشر في صورة "حوار", أم هو إتهامات وتخرصات من طرف واحد هو في الواقع "خصم" أيديولوجي لاهوتي متخفي؟؟؟
ثانياً: لن أتكلم عن الموضوع نفسه فهو مسئولية كاتبه,, ولكنني أشير هنا إلى "التعليقات" التي بلغت في هذا الموضوع 71 تعليقاً أغلبها منتهكاً ومخالفاً لقواعد النشر التي وضعتها إدارة الحوار المتمدن, والتي متضمنة ما هو أبشع من المحذورات والضوابت المذكورة ومع ذلك نشرت وهي الآن هناك تشهد على الكاتب والمعلقين والمراقبين المسئولين بهذه التجاوزات.

فلو نظرنا للموضوع نفسه – رغم أن الكاتب حاول جاهداً إبعاد الشق النصراني بكتابه المقدس وركز على العهد القديم وبعض المآخذ التي باتت غير قابلة للتستر عليها أو التنطع حولها, - إلَّا أنها على قلتها وفبركتها نعتبرها كافية بالنسبة لنا (كشهادة من نصراني أصولي نشط), وعلى الرغم من محاولته المكشوفة لعمل تغطية له وساتراً لتوجهه الحقيقي الذي يحاول بإستماتة إخفائه ولكن هيهات. المهم,, هو ملخص ما قاله في هذا الموضوع عن كتابه المقدس؟؟؟

تحدث لبيب عن التحريف بصفة عامة ولكن بإسلوب ومفاهيم خاطئة كعادته, فهو يفترض دائماً أن ما يقوله لا يحتاج إلى إثباتات ولا إلى أدلة, وذلك بغرور ملفت مع أنه حتى هذه اللحظة لم يقع بصرنا على قول له صحيح إلَّا اللمم وفي الأمور الثانوية التافهة فقط,,, وردودنا عليه تلك, "المنشورة" تشهد بذلك.

أولاً,, نراه متناقضاً منذ البداية فهو يعلم تماماً أن (ما يقول عنه بأنه كتاب مقدس) هو ليس كذلك بإعترافه وإعتراف النصارى لأن المعروف حقاً هو أنه قد تمَّ إعداده من قبل مئآت من الكتبة الذين إختارت الكنيسة منهم أربعة,

فكيف يتفق أن يقال عن "نص روائي" بأنه محرَّف, مع أنه "لبشريته" يكون قابلاً للتعديل والتنقيح والتحديث,,, هذا هو المنطق والموضوعية, ففكر وتأريخ البشر قابل للتعديل والتخريج والتنقيح والتصحيح, وعليه فإن كلمة "تحريف" في الكتاب المقدس غير لائقة ولا يجوز لعاقل أن يستخدمها إلَّا مجازاً.

أما التحريف الذي يقصده القرآن الكريم ليس في هذا الكتاب المجمَّع والذي أطلق عليه أصحابه كتاباً مقدساً,, وانما المقصود (التوراة الأصل) التي نزلت على ألواح موسى بن عمران عليه السلام,, فهذه مفقودة مع انها وهي المرجع الوحيد الذي يمكن أن يصحح عليه هذا الكتاب المقدس لديهم, فالقول بتحريق التوراة يقصد به النسخة المنسوخة والمجمعة الأشتات وبالتالي لن يستطيع أحد أن يقول بالتحريف سوى "الله تعالى" منزل التوراة " بعد أن كتبها لنبيه ورسوله موسى بن عمران.
وكذلك الحال بالنسبة للإنجيل, الذي هو في الأصل كتاب منزل من عند الله تعالى لنبيه ورسوله (المسيح عيسى بن مريم), وهو أيضاً أصله مفقود, وليس هناك سوى روايات عديدة لكتاب مختلفين منهم أربعة ولكنهم ليسوا محل إتفاق عليهم من جميع النصارى.

فقول سامي لبيب: (... فأنا أسجل موقفى من نقد الإسلاميين للكتاب المقدس بل نقد الدينيين عموماً لأديان بعضهم البعض, لأرى أن حق النقد يجب أن يقتصر على اللادينيين والملحدين فهم الأكثر موضوعية ومصداقية ونزاهة ...) ,,, هو قول إفتراضي لا علاقة له أو حظ من صحة,, لسبب بسيط هو (إستحالة تجرؤ مسلم - يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر... – أن ينتقد ديناً سماوياً لكل دين منها نبيه ورسوله وكتابه خاصة توراة موسى وإنجيل عيسى عليهما السلام, فهما بدينيهما الكريمين في قلوب المسلمين إحتراماً وتكريماً وتصديقاً وإيماناً بهما وبكتبهما),,, فقولك بأن المسلم ينتقد هذه الأديان إنما هو محض إفتراء, لن تجد له تأييد لا في الكتاب ولا في السنة النبوية الشريفة ولا في الفقه والمراجع الإسلامية كلها. فلا يعقل مثلاً أن تأتي لمسلم برجل آلي robot وتقنعه بأن هذا الذي أمامه هو بشر!!!

ولقد ضحكت كثيراً من إدعائه بقوله: (... لأرى أن حق النقد يجب أن يقتصر على اللادينيين والملحدين فهم الأكثر موضوعية ومصداقية ونزاهة ...), يا أخي (أعُّدْ مَعْوُوْقْ وإكَّلِّمْ عِدِلْ)!!! ألا تفكر قبل أن تضع أناملك على لوحة المفاتيح لتحبس كل ما يخطر أو يدور برأسك دون التوثق منه ومن صحتع أولا؟؟؟ ..... كيف تتحدث عن معايير أنت لا تملكها ولا تتعامل بها في الأساس؟؟؟ ..... هل ترى في كلامك هذا شيء من مصداقية أو موضوعية أو نزاهة وأنت تقول بما لا تعلم ولا تعرف,,, ولأثبت لك صحة قولي سأطرح عليك سؤالاً أنا متأكد أنك لن تجاوب عليه,, فأقول: (ما هي معايير اللادينيين والملحدين؟؟؟ .... عددها لنا إن إستطعت لذلك سبيلاً.

ليتك تذكرها لنا لنرى من بينها هذه القيم, وأعطنا عنها مثالاً إن كنت من الصادقين), هل في رأيك أن الشخص الذي فشل في معرفة الله فأنكر وجوده ليغطي هذا الفشل المريع, يصبح (بقدرة قادر) عبقرياً, ومفكراً, والأكثر موضوعية, ومصداقية, ونزاهة... هل أنت تعقل ما تقول يا رجل؟؟؟
فهل القول بأن أصل الإنسان قرداً,, أو نسبة كل شيء للطبيعة دون الخالق فيه شيء من منطق أو موضوعية أو مصداقية أو نزاهة... هل تستطيع بهذه المعايير المدعاة أن تثبت لنا صحة هذه الإدعاءات ...... هل تستطيع ذلك؟؟؟

أما قولك يا لبيب: (... يشهد الحوار المتمدن حضور أقلام ومقالات لإسلاميين ومسيحيين على صفحاتها مستثمرين سعة صدر الحوار المؤمن بحرية الفكر والتعبير لتنطلق على إثر ذلك قضية جدلية خطيرة حرجة تواجه الحوار وأحباءه ومريديه بين رسالة الحوار العلمانية التنويرية التى يجب أن تكون ذات الأولوية وبين إيمانه بحرية الفكر والتعبير ...). فهذا أصل التناقض المخل حقيقةً, فأنت ينبغي عليك أن تستحي من هذه الظاهرة بدلاً من أن تذكرها وتمن بها على الإسلاميين كما تقول. فلو رجعت إلى مقالاتهم وأقلامهم ستجدها لم تتجه إلى الحوار المتمدن لكي تسوق نفسها أو تبشر بدينها هناك, - كن منطقياً وأفهم الأحداث حولك حتى لا تختفي معالمك من كثرة المفاهيم الخاطئة والمآخذ التي تلاحقك حيث إتجهت.

فنحن مثلاً لنا أكثر من 140 مقالاً مطولاً نشرت لنا خلال عامين تقريباً,, لن تجد من بينها موضوعاً واحداً لغرض التعريف بالدين الإسلامي أو التبشير به أو السعي للإشتهار أو الظهور, وأنت تعرف تماماً أن الذي يريد منبراً واحداً سيجد العشرات حوله حتى يعجز عن الإختيار من بينها, ولكننا جئناً لإزالة ألغام الجور والتعدي والبهتان والإفك والأحابيل التي تعملون ليل نهار وفي ظلام الأنفاق والنفاق على نسج مكائدها وأنشوطاتها ووضع الشوك والعوائق في طريقنا. جئنا عندما رأينا الحوار المتمدن قد فتح لكم - ولكل من أراد أن ينهش في لحم الإسلام والمسلمين والقرآن ويخوض في الإسلام والملسمين وربهم ونبيهم ... - الأبواب على مصراعيها, ليخوضوا ويعبثوا ويبهتوا كما يشاءون تحت مسمى (حرية الرأي), وهي في الواقع حرية الرغي.

جئنا لنزيل ألغامكم ونحبط مكائدكم ونصحح مفاهيم الناس الذين قصدتم عقولهم, وتعملون على إضلالهم وتضليلهم جئنا لنقول لكم أننا موجودون وجاهزون (بالعلم والصبر, والحجة البالغة, وبالأدلة والبراهين, وبالمعايير الحوارية والتحليلية, جئناكم بالثقة في النفس وبالشفافية والمنطق ...), فلم نجدكم مستعدين للمواجهة بهذه المعايير الكاشفة للزيف والبهتان الذين تتعاطونها وتخدعون الناس بها, تلك الرافعة للحق والحقيقة عالية. جئنا للحوار المتمدن بأيدٍ بيضاء وقلوب صافية وفكر ثاقب واثق, جئنا لنقول لإخواننا وأخواتنا في آدم,, هذا ما قالوه لكم بغير دليل ولا برهان ولا كتاب منير,, خرافات وتخرصات لا أصل لها ولا حجة فيها,, ونحن جئناكم بما يكمل لكم نواقصهم ويصحح لكم تخرصاتهم ,,,, ليس لدينا أجندة خاصة ولا هوى نفس ولن نتدخل في الإختيار بأي حال,,, هلم معاً فلنتحرى الموضوعية والمصداقية والنزاهة حتى يفيد بعضنا بعضاً.

كما قلنا سابقاً أكثر من مرة أن سامي لبيب دائماً يقول عكس واقعه تماماً,, وقد نصب نفسه بنفسه معياراً تقاس عليه كل أنماط البشرية الفكرية والسلوكية والعقدية, فالأمر في غاية البساطة يكفيه أن يقول (... لا يوجد إله,, والأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت ...), هذا كل شيء فيصبح منظِّراً ومرجعاً يقاس عليه كل شيء. فما دام ذلك كذلك, فهو يعتبر نفسه الأحق (بمؤسسة الحوار المتمدن) من غيره, مع أنها لم تذكر "الإلحاد" مضمناً في برنامجها, إلَّا إذا كانت تعتبر العلمانية أو اليسارية أو الديمقراطية إلحاداً, لذا نراه يعطي نفسه صفة الأحقية المطلقة, فقوله: (... وفق رؤيتى لا أجد غضاضة فى هذا الحضور الإسلامى المسيحى ...), ومع ذلك فإنني لن أفاجأ إن أعلن سامي لبيب انه من المؤسسين أو الشركاء في مؤسسة الحوار المتمدن.

ثم أنظر إلى الوهم الذي هو فيه,, فهو كما قلنا يعتبر نفسه صفوة البشر, وأن ما هو عليه – حتى إن لم يكن على شيء يذكر, (وهذه حقيقته التي يجهلها) – ومع ذلك يرى نفسه أوعى وأعقل وأعلم كيان موجود بين الجبال والصخور والقبور,, ثم أنظر كيف يرى الناس دونه كأنهم رعاع لا عقل لهم ولا فكر ولا ملكة إختيار واعية ( طبعاً لأنهم يعرفون الحقيقة الحقة التي بلا شك يجهلها بل وأغلقت دونه), وذلك بتصوره لكل صفوة البشر غير الملحدين واللادينيين أمثاله, حيث يقول عنهم بإستهجان وإستخفاف غريب - مع أنهم يعلمون وهو الذي لا يعلم من صادق علمهم شيئاً إذ أن كل ثقافته ومعرفته أنه لا يعرف حتى نفسه فضلا عن ربه الذي خلقه, لذا نراه يقول عنهم: (... لتصورى أن خطابهم لا يعدو سوى محاولة تبرير تهافت الفكر الدينى وهذا يفيدنا فى نقدنا ...), فهذا يصدق حقيقة وهمه بأن ما يقوم به من خوض مغرض مذري في ما لا يعرف ولا غاية له سوى محاولته إيهام نفسه بأنه على شيء يذكر, فضلا عن كونه على حق وهذا من رابع المستحيلات؟؟؟

قال, في غمرة إنفعاله وتصديقه لسذاجة الفكرة وغيبة الحجة: (... حيث إنهم يفضحون الفكر والتراث بأنفسهم كما يفضحون تهافت الفكر الدينى ومدى تأثيره المُخرب, ولكن يبقى هناك تحفظ بالفعل على بعض الكتابات التى تثير التعصب والتناحر الطائفى كون الكاتب ذو إنتماء ونزعة طائفية مفضوحة ...), إذاً يا لبيب باشا,, كيف الحال معك,, وأنت سيد هذه النزعة المريضة وملكها ومتبنيها,,, فكيف ترى نفسك في هذا المنبر الذي شهدت بنفسك على انه محرم عليك بنزعتك الطائفية الأصولية المفضوحة وأنت توهم نفسك بأنها خافية عن غيرك؟؟؟

ثم يقول: (... لا أعتقد بموضوعية النقد الدينى عندما يأتى نقد المسيحية من برج إسلامى, كذلك نقد الإسلام بمنظور وإيمان مسيحى ...). واضح أن هذا الشخص قد تعرض لتجارب في حياته أفقدته الثقة في بني البشر كلهم,, فهو لا يعرف سوى الظن السيء فهو يجزم بأن كل الناس مثله خاوية وجدانهم من الإنسانية والأخلاق ولا أظنه يتصور صدق مؤمن أبداً لذا فهو لا يرى سوى سواد النفوس المظلمة الظالمة و غلظة القلوب الغلف القاسية. يا أخي ما هي الفائدة التي يمكن أن يجنيها المسلم من الإساءة والنقد السيء المكذوب لأخيه المسيحي أو غيره؟؟؟

ما العائد على المؤمن من شخص آمن و آبَ من بعد كفر وغياب, سوى الفرحة له بالنجاة من سوء العاقبة؟؟؟
ما الفائدة من الإساءة إلى أديان مصدرها كلها رب واحد, وكلمته في هذا الكتاب هي نفسها كلمته في الكتاب أو الكتب الأخرى؟؟؟ وكيف يقبل الله من أحد إنتقد كلامه الذي أوحاه لرسله وأنبيائه؟؟؟
المسلم لن يقبل الله تعالى منه إيمان أو ينظر إليه إن فرق بين الله رسله,, إذ حدَّد الله تعالى له أربعة كتب بجانب صحف إبراهيم وموسى, وخمسة وعشرين نبياً ورسولاً فلن يقبل الله تعالى من مؤمن إيمان جزئي ببعض الكتب أو بعض الأنبياء والرسل ويترك أي منها أو منهم لأنه عندئذ سيكون كافراً. فليس الأمر بالنسبة للمسلم واقفاً عند التوراة والإنجيل والقرآن فقط,,, أو عند موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام, فالإيمان الكامل يكون (بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, وباليوم الآخر, ثم بالقدر خيره وشره). فلا تقس الأمور بما تعتقده وما لا تعتقده,,, فأنت بالنسبة للإعتقاد والإيمان ومعرفة الحق والحقيقة nil, حسب إعلانك عن نفسك فحدث ولا حرج, إذ تكفيك غفلة أنك لا تعرف ربك الذي خلقك, ولا تعرف من إخترته رباً لك بديلاً عنه وهو (الطبيعة), فإن كنت تعرفها حقاً لعرفت خالقها لأنها تدلل عليه عندما يوقظ الحق بصيرتك التي عميت وختمت.

أما إن كان تصورك هذا وعدم إعتقادك وتصديقك - لكل ما هو صادق وصدق وصدوق,,, - نابع من نصرانيتك فأنت أدرى بها وبأهلها (حتى إن تركتهم إلى الإلحاد مستغنياً), ولكن لا تقس كل البشر بمعيارك المطموث, فقد أدخلت نفسك في نفق الشك والتكذيب فخروجك منه أصبح صعباً إن لم يكن مستحيلاً,, طبعاً ما لم تغير من نظرتك للحقائق التي حولك, ويأذن لك الله. فالله أعلم بك وبمآلك وعاقبتك.

فقولك (... النزاهة والموضوعية تكاد تكون معدومة كون الناقد يعتنى بفضح دين الآخر بينما دينه يعج بنفس تلك الفضائح ...), أنت بهذا تصف نفسك ووجدانك وداخلك وصفاً دقيقاً, فلا غرابة في قولك: (... لذا أرى أن موضوعية ونزاهة النقد تقع على عاتق اللادينى والملحد حصراً بحكم أنهما لن ينحازا لخرافة على حساب خرافة أخرى ...). ها أنت ذا تشهد على نفسك بأنك تخرف وتدعي وتفترض أشياء لا يعقلها طفل صغير معتوه,,, سأسألك سؤالين أو ثلاثة, جوابك عليها أو إعراضك يشهد عليك بما قلته فيك.
1. أثبت للقراء الكرام الآن إيمانك بأن (أصل الإنسان قرد) وأنه حقيقة مستوفية الموضوعية والنزاهة وقدم لهم برهانك على ذلك. فكيف تستطيع أن تثبت لنا أن هذه القول الساذج المفلس ليس خرافة الخرافات ومقول من معتوهين.
2. أثبت لهم أن (الطبيعة) هي التي خلقت الخلق وأوجدت المخلوقات والسماوات والأرض وهي التي تنزل المطر وهي التي تحي وتميت, ليس قولاً أو إدعاءاً, وانما أدلة نبراهين علمية مقنعة للقراء,,, لاحظ أنك قبلتها رباً بديلاً عن من خلقك فسواك فعدلك؟؟؟ لاحظ أن سكوتك معناه أنك مخرف ومصدق للخرافات والأوهام وتابع للمخابيل.
3. أين إلتقيت بتشارلز دارون ورأيته وجالسته وحاورته قبل أن تؤمن به؟؟؟ ..... فإن لم يكن ذلك كذلك,,, فدلنا على الموضوعية والمنطق والنزاهة في هذا الإيمان المشروخ الذي جعلك تصدق بأن أصلك قرد

أما بالنسبة للنقد الذي تتحدث عنه وعن موضوعيته ونزاهته,,, هل تعتقد أن الذي تقوم به أنت الآن هو عمل نقدي حقيقي؟؟؟ ..... أثبت لنا ذلك فقط بذكر أهم خمس بتود أو معايير للنقد إن كنت من الصادقين.

مشكلتك يا لبيب انك عائش في وهم كبير, فقد وفر لك الحوار المتمدن غطاءاً ساتراً إنطلقت من داخله تحاور نفسك ورهطك حتى بلغت حد الوهم بأن المسلمين قد إستكانوا وعجزوا عن الرد عليك وإفحامك بل وتحطيم برجك الرملي كما فعلت أنا معك فأصابك الزهول وتركت الساحة هرباً للنجاة بما تظنه قد بقي لك وهو المغالطات والغوغائية والتمحك. نعم بالنسبة لنا كمسلمين نعلم يقيناً أن سامي لبيب لم يبق له من نرجسيته أثر سوى الوهم والأطلال والغطرسة التي ستكون وبالاً عليه وعلى فكره الذي أوصله إلى قاع الهاوية سريعاً.

ثم إعلم ان عملية الحضور الإسلامي في دارك هي عملية مبرمجة القصد منها بلوغك ومن معك حيث أنتم ثم معالجة إدعاءاتكم وبهتانكم وتفنيده أمام ناظريكم بتؤدة وهدوء المنطق والموضوعية وإحاطتكم بالأدلة والبراهين, فإذا بك تقف على كومة من رماد.
أما كلمة "تهافت" التي تستخدمها بكثرة في كل فقرة, يبدوا أنك لا تعرف معنها الكامل,, فإن عرفته لكان أفضل لك حتى تضع المفردة في مكانها الصحيح ومقامها المناسب.
أما إن ظننت بأن خربشاتك هذه كافية لخدش شيء في صرح الإسلام الممرد فأهون عليك تبليط البحر ولك أن تراجع خطوات وصراعات ومحاولات الأولين السابقين لك, وتمنى آجال اللاحقين لهذه المهمة ولكن الإسلام أعلى وأوثق من ذلك بكثير فإنكم لن تظهرون ولن تستطيعوا له نقباً.

فدعك من الأوهام الفارغة, يكفي ما فعلته في رأسك ووجدانك فلا تزيد من ضحاياها فالكل سيكون محبطاً مفحماً في تيهه الفكري وخواء الوجدان. ألا ترى كيف إستطاع شخص عادي إسمه بشاراه أحمد أن يسكت طنيناً خطه يمينك, وأتى على حصاد سنينك فلم تعد تقوى على شيء سوى إجترار الماضي والتلويح به,, فإن لم تكن كذلك فستجدني قائماً بالساحة أحمل ورقة وقلم لأرد بهما على ما ينتجه فكرك.

أما (... الحضور الدينى فى الحوار المتمدن ...), الذي ذكرته, لم تستطع توصيفه بالعبارات الصحيحة كعادتك في تزوير الحقائق,,, فقط ألق نظرة عليه ستجده حصار شديد مضروب حولكم, ومحاسبة دقيقة بمستوى الحرف الواحد والشكل والهمسة,,, حصار أخرجكم من طوركم, وأعلمكم بأنكم ضللتم الطريق وأسأتم الإختيار وفقدتم البوصلة الدالة على طريق الخلاص والخروج من النفق المظلم الذي وجدتم أنفسكم قابعين فيه حيارى لا تدرون من أين تأتي الرياح على سفنكم المتهالكة. أما قولك الساذج عن المسلم بأنه: (... شديد التهافت فهو يُدرك جيداً أن تراثه الدينى أصبح فى مرمى ضرب النار بعد إنتشار النت والوعى لتنهار كافة الخرافات والشرائع وتتساقط سريعاً ,ليكون وظيفة الكتاب الدينيين فى الحوار هو محاولة رأب الصدع وإيقاف هذا الإنهيار ... بلا, بلا, بلا,,, ), هذا كله وهم وتوجع بصوت مرتفع, الآن نرك منزوياً منطوياً لا تحري جواباً على كل التحليلات العلمية الماحقة لكل كتاباتك السابقة وحرمانك من اللاحقة لأنها ستزيد الطين بلة والنرجسية الواهمة ذلة, فلا مناص من الإستسلام والخروج بماء الوجه.

فقولك: (... لأتصور أن هذا النهج له أسباب عديدة فهو قد يكون عملية هروب من النقد الموجه لدينه أو من باب "ياعزيزى كلنا مخرفون بشعون " لإيجاد تعزية ومخدر لعقل مضطرب ...), هكذا أصبح حالك, أين أنت الآن يا لبيب!!! ألا ترى هذه الصفعات المتلاحقة ولا زلنا بكامل لياقتنا وإستعدادنا ولكن على ما يبدوا أنك إستنجدت بالحوار المتمدن فأوقفوا نشر مواضيعنا التي كانت في السابق تنشر خلال ربع ساعة فقط بمعدل موضوع كامل كل ثلاث أيام,, الآن أصبح الموضوع الواحد يحجز في الأرشيف إلى ما شاء الله تعالى. على أية حال أنا وفيت بوعدي وأعددت الردود على وقفاتك في الممنوع, فإن كنت مستعداً لتكملة المشوار فأقنع جماعتك بذلك.

أنا على أتم الإستعداد للرد على كل مواضيعك المنتقاة المختارة التي صنفتها بنفسك قسم أول, و قسم ثاني, وقسم ثالث,, وظننت انها قاصمة ظهر لنا وللإسلام فإذا بنا نعد لها الأجوبة الملجمة والمحبطة التي لن تترك لك فرصة للنهوض مرة أخرى والوقوف أمامنا بأي حال. وقد أدرك ذلك مشرفوا الحوار المتمدن ولعلهم إستشاروك فكان التعطيل لأكثر من أسبوع دون أي مبرر للنشر سوى قوة التحدي وصدق التوجه وعنف الإصرار على حسم كل ما يتعلم برأس سهمهم سامي لبيب وأنا أكتب هذه الموضوع وأشك في أنه سينشر, وانما سيلحق بسابقه في الأرشيف إلى ما شاء الله أو إلى طي النسيان.

يقول لبيب: (... يلجأ أصحاب الفكر الدينى لإختلاق معارك وهمية بغية تبديد الشك فمن الأساليب المتبعة محاولة تصنيف هوية الناقد الفكرية بغية تحفيز المؤمنين على النفور منه بحكم أنه يحمل فكر أو عقيدة تعادى إيمانه تريد النيل منه ليتم رفع منسوب فكرة الحالة التآمرية فى ذهنية التابعين بغية تجييش المشاعر المستنفرة ليتم تصريف الشك الذى يطرحه الكاتب فى بئر المؤامرة ...). يا عزيزي,, لا تعطي نفسك بعداً أطول من ظلك وقت الزوال,, أنت في الحقيقة لا تملك شيئاً يمكن أن يتوجس منه طفل رضيع,, وفي نفس الوقت,, ليتك تشفق على نفسك وتنسى الوهم القائل بأن ما تقوم به له علاقة بالنقد,,, ولكن مع ذلك تراني أجد لك العذر لأنك ليس ملماً بأصول ومعايير وأدبيات وأخلاق النقد والنقاد. أنت "جائر" معتدٍ متربص, تحاول (بلا معرفة أو حنكة) إلحاق الأذى بالإسلام لتخدش الحق الذي فيه حتى يستوى بما عندك من باطل, هذا كل شيء فالناقد يضع الحسنات بجانب السيئآت ويترك الحكم للقاريء ولكنك تبني كل كتاباتك على أحكام مسبقة مبنية على المكايدة والحقد والشنآن هذه هي حقيقتك للأسف الشديد.

لذا,, وكما رأيت بنفسك – من خلال ردودنا الصاعقة الماحقة لكل حصادك – قد حولناها بآيات الله نفسها التي إنتقدتها (هباءاً منثوراً), فكانت وبالاً عليك بكل المقاييس, وبالتالي فمن الحكمة والتعقل أن تتجنب الدخول في حماقات أخرى ستكون قاصمة لمسيرتك التي إهتزت وتصدعت.

ثم قال: (... هناك من يرى أننى أعتنى بنقد الإسلام أكثر من المسيحية وهذا صحيح , ولكن أرى أن هذا يصب فى الحساسية الخاصة عندما يجد المسلم غزارة النقد الموجه للإسلام ليثير حفيظته ولألحظ شئ غريب أن نفسية المسلم تهدأ عندما يكون النقد شاملا الإسلام والمسيحية أو معتنيا بنقد فكرة الإله , فلا تجده مستنفراً ...!).

لا يا عزيزي,, يكفيك أوهاماً وتخرصات وتنجيم,, هذه ملاحظة ساذجة غبية, من صنعك وتأليفك ومظانك السيئة وأوهامك,, نحن المسلمون نفرق تماماً ما بين الدين (كمنهج كامل منضبط) وبين التطبيق كسلوك فردي متفاوت قرباً وبعداً عن هذا المنهج. لذا لا نجرؤ على إنتقاد الدين نفسه وإنما ننتقد التطبيق والسلوك قياساً به بإعتبار الدين هو معيار يعاير به ما دونه, فلا تخلط الأوراق, ولا تتحدث عن الدين الإسلامي وفي فكرك ومعتقدك أديان أخرى من صنع البشر وتأليفهم, فالدين الإسلامي منهج رباني غير قابل للنقد أو التغيير أو التبديل, وهذا ينسحب أيضاً على الأديان الحقيقية (التوراة والإنجيل), الأصليين كمناهج ربانية,, أما ما ألفه البشر ونسب (ظلماً وعدواناً وإفتراءاً) إلى هذين المنهجين فنحن ننتقدهما كسلوك بشر قد إبتعد كثيراً عن منهجيهما, لذا فإنتقادنا لهما بمعايرتهما بالقرآن الكريم الذي يتضمن أصولهما الأساسية شاء من شاء وأبى من أبى. فلا تقل بما لا تعرف.

إن قولك بأنك غير منحاز يضحكني كثيراً حتى البكاء,, يا رجل كن واقعياً وأصدق ولو مرة واحدة,, فقولك: (... فى الحقيقة نقدى للأديان لا ينحاز لدين على حساب دين آخر....), لم يفاجئني, فأنت منحاز حتى النخاع للنصرانية الأصولية المتعصبة مهما حاولت إظهار غير ذلك. فعلى الأقل دعني أذكرك ببعض الإشارات,, مثلاً ذلك الكتاب الذي هو ملك موقع الاقباط (الإتقان في تحريف القران), الذي يتطابق مع ما به بما نسخته منه في أحدى مواضيعك التي تعتز بها, فإن أنكرت فسوف أضع الرابط بين يدي القراء الكرام. فإما أن تعترف بالأصولية النصرانية المتعصبة أو تمد القراء الكرام بتفسير لهذه العلاقة الــ ....... التي لن تستطيع نفيها أو تجاوزها.

فأن يكون لك نقد معتدل هذا من عاشر المستحيلات لأن الإعتدال معناه الحياد والشفافية والأمانة العلمية والموضوعية,,, وهذه القيم والمعايير هي ما تفتقدها بكاملها في كل أو أغلب كتاباتك الموجهة, فلا تتحدث عن التطور الحضاري فهذا ما لا يمكن تصوره.

يجب أن تعلم يا لبيب باشا ان الضابط للكلام هو إثبات صحته وتوثيق مصدره ومصداقيته, فإن ققط الكلام هذه المعايير يصير إدعاءاً وكلاماً مرسلاً محاطاً بالشك والتوجس,,, فما دام أنك قد أكدت بأن كتابك المقدس لديك هو خرافات وكتابات بشرية, وأيدك في بشريته النصارى واليهود, فليس من المنطق أو العقل أن تبحث مرة أخرى في أضابيره لتؤكد إن كان محرفا أم لا,, لأن قول البشر لا يقبل كلمة (محرَّف), ولكنه يقبل كلمة منقَّح, مصحَّح, محدَّث, معدَّل, محرَّر... الخ أما محاولة الفبركة وضمه مع القرآن الكريم الذي هو (وحي من عن الله), وفيه ما يثبت صحة وصدق ذلك, إذ أنك لن تجد للآية الواحد بديل أو نظير لها,,, يصبح إدعاءك باطل ولن تستطيع إثباته.

أما قولك: (... ليكون نقدى متعادلاً عندما أتناول أمور إيمانية وعقائدية ...), هذا قول رد, لأنك لا تعرف ما هو الإيمان وما هي العقيدة ولم تحسهما بدليل إلحادك ففاقد الشيء لا يعطيه, فكيف تريد الحديث عن مشاعر قد ماتت في داخلك إبتداءاً؟؟ ..... ليتك تكون موضوعياً وتتذكر ذلك.

والآن نراك لم تجد بداً من الإعتراف بالحقيقة, بقولك: (... ولكن وجه الحقيقة الآخر أن نقدى للإسلام أكثر تطرقاً لأنه الدين الوحيد الذى يريد الحضور بكل تراثه وفكره القديم ...).
ها قد قلت حقاً أردت به باطلاً,, ليس ذلك بحسب, بل عكست المفاهيم وشوهت الحقائق, نعم الإسلام (هو الدين الوحيد) الحاضر وليس الذي يريد الحضور كما تدعي, فهناك بون شاسع ما بين العبارتين, بكل منهجه القديم الجديد لأن التطور يتم وفق منهجه وليس المنهج الرباني هو الذي يتطور وفق مستجدات الحداثة والتطور, فالمتدبر للقرآن الكريم لن يجد هناك حاجة للإنسان إلى جديد يحتاجه لما يجد في حياته حتى قيام الساعة, ليس هذا إدعاءاً ولكن نستطيع إثباته ونقيم الدليل المادي عليه بإذن الله مباشرة من القرآن الكريم.

أما القول بأن الإسلام مشبع بالتطرف والرجعية والإرهاب, فهذا إدعاء سخيف لن تستطيع أن تقيم عليه الدليل, والقرآن الكريم بيننا وسنة نبيه الكريم شاهداً علينا. فهات ما عندك وسترى نفسك أنت المعني بالتطرف والرجعية والإرهاب. وما تقوم به الآن انما هو عين الإرهاب الفكري وإثارة الفتن التي قد تشعل نيران الصدام والتدابر التي هي أكثبر من القتل.

كعادتك دائماً خلط الأراق لعجزك على تصنيفها وترتيبها,, فأنى لك ذلك,, فليتك تقل للقراء أين وجدت عبارة (أصحاب الإسلام السياسي), هل في القرآن أم في سنة نبيه الكريم؟؟؟
ثم من أيت أتيت بعبارة (المتأسلمين), واضح أن ثقافتك شذر مذر من هنا وهناك ولا تلتزم المرجعية العلمية القويمة.

شهادته بتحريف الكتاب المقدس لديه:
سأكتفي بهذه الشهادة التي قال فيها: (... لا أنفى التحريف فى الكتاب المقدس بل هنا أؤكده , ولكن الناقد الإسلامى متهافت فى طرحه فهو يقتبس بعض الأقوال والأراء ووجهات نظر لكتاب يعلنون عن التحريف فى الكتاب المقدس متوهماً أن هذا الطرح منطقى وكافى لإثبات التحريف, بينما سيكون نهجى فى إثبات التحريف بالكتاب المقدس معتمداً على الكتاب المقدس ذاته الذى يُعلن بين ثناياه حدوث التحريف والنقصان فى النصوص...)

فقط نقول له,, إن كان طرح من نعتهم بالمتوهمين غير منطقي أو غير كافٍ, أو كان نهجك في إثبات التحريف بكتابك المقدس لديك أفضل بإعتباره معتمداً على الكتاب المقدس ذاته, المهم النتيجة النهائية وهي شهادتك بأن هذا الكتاب (... يُعلن بين ثناياه حدوث التحريف والنقصان فى النصوص...), وهذا بالضبط ما قاله القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وبالتالي لن أتابع معك الإصحاحات والأعداد التي إخترتها لتثبت من خلالها ما هو مثبت عندنا في الأصل. فمن أرادها من القراء الكرام فليتحراها في موضوعك نفسه.

تحية طيبة للقراء الكرام

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات غاشمة ونقطة نظام حاسمة:
- الحَقُّ والإبْيَانُ في أنَّ إبْليْسَ هُوَ عَيْنُهُ الشَّيْطَ ...
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (Q):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (N):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (M):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (L):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (J):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ (I):
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ 1-H:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ G:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ F:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ E:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ D:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ C:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ B:
- الحَقِيْقَةُ و بُهْتَانُ الدَّمَارِ الشَّامِلِ A:
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ج ):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم ب):
- الإعجاز العلمي القرآني1 (تصحيح مفاهيم أ ):
- لمحة من الإعجاز العلمي القرآني الخالد 1:


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - وقفة تأمل ناقدة وتقييم مسار: الحوار المتمدن