أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المثقف المُتأدلج والمثقف الحر














المزيد.....

المثقف المُتأدلج والمثقف الحر


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5314 - 2016 / 10 / 14 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المثقف (المُـتأدلج) والمثقف الحر
طلعت رضوان
أعتقد أنّ تقيم (وليس تقويم كما يكتب كهنة اللغة العربية) الانتاج الأدبى أو الفكرى لأى مثقف ، لابد أنْ يأخذ فى اعتباره ميول الكاتب السياسية والاقتصادية ، أى ميوله الأيديولوجية ، خاصة عندما ترتبط تلك الميول بالترويج لتوجهات الدولة ، سواء فى الاقتصاد أو فى مسألة الحريات أو فى الانتماء للوطن ، وفقــًـا للتعريف العلمى لمفهوم القومية. فرغم أنّ شعبنا عاش آلاف السنين وهو على يقين ب (مصريته) ولم يـُـشكــّــكه أحد فى تلك الحقيقة البديهية ، بما فيهم الغزاة العرب ، إذا بالبكباشى عبدالناصر يقول إننا لسنا مصريين وإنما نحن عرب. والكارثة أنّ أغلب المتعلمين المصريين (من شعراء وروائيين وباحثين وإعلاميين وسياسيين) صـدّقوا كلام البكباشى والأكثر فداحة أنهم مشوا وراءه وردّدوا أكاذيبه. وقائمة الأسماء طويلة مثل المتعلم الكبير(محمد حسنين هيكل) والمتعلم الكبير(جمال حمدان) والمتعلم الكبير (رجاء النقاش) إلخ. أى أنّ هؤلاء المتعلمين الكبار كسرتهم الأيديولوجيا العروبية. وعند رجوع الباحث لباقى الأسماء فإنه يكتشف أنّ أغلب الماركسيين المصريين وقعوا فى نفس (الفخ) ودخلوا (مصيدة العروبة) وآمنوا ب (القومية العربية) وتوأمتها (الوحدة العربية) ولم يهتموا بالنظر إلى الثقافة القومية لشعبنا التى شكــّـلتْ الشخصية المصرية التى هى النقيض للشخصية العربية ، سواء فى الميثولوجيا أو فى منتج الأميين الثقافى (من مواويل وأمثال ونـُــكت " جمع نكتة وهى صحيحة لغويـًـا " وعادات يـُـجملها السلوك اليومى فى الحياة إلخ)
وهناك أيديولوجيا من نوع آخر، مثل تقييم العمل الأدبى على أساس التأثر بالماركسية وتقسيمها المجتمعات الإنسانية من منظور طبقى (فلاحين، عمال وبورجوازية.. إلخ) وتلك الأيديولوجيا جعلتْ المتعلم الكبير، والناقد الكبير (عبدالعظيم أنيس) يعتبر أنّ الأديب نجيب محفوظ ((كاتب البورجوازية الصغيرة)) (فى كتابه " فى الثقافة المصرية " – دارالفكرالجديد – بيروت – ص154) وأضاف الأستاذ أنيس ((والحقيقة أنّ محفوظ حين يـُـعبـّـر عن مأساة البورجوازية الصغيرة، فإنه يـُـعبـّـر عن مأساته هو. وحدود فهمه هو. وهو موقف عام لكل كاتب)) وضرب أنيس مثلا على ذلك بشخصية (على طه) فى رواية (القاهرة الجديدة) فكتب إنّ ((مفهوم نجيب محفوظ عن الحياة والاشتراكية والقضايا الوطنية هى التى قضتْ على (على طه) فى الرواية وقدمه لنا فى هذه الألوان الباهتة الميتة)) لماذا هذا الحكم ؟ لأنّ محفوظ – كما كتب أنيس ((لم يعكس إلاّ جانبـًـا من القاهرة الجديدة ، أما جوانبها الأخرى المُـتمثلة فى مظاهرات الطلاب السياسية واضرابات العمال النقابية فلن تجد لها أثرًا يـُـذكر عنده)) وهكذا تكون الأيديولوجيا على أصولها. وكان الناقد د. غالى شكرى على حق عندما كتب ((الدكتور عبدالعظيم أنيس لم يكتب ما يمكن تسميته بالنقد الأدبى فى حدود أى مفهوم للنقد والفن ، لأنه كان يناقش العمل الأدبى على أنه عمل سياسى محض)) (مذكرات ثقافة تحتضر- هيئة الكتاب المصرية- عام 1995- ص125، 126، 143)
ووقع فى تلك الأيديولوجيا الماركسية (الطبقية) الأستاذ محمود أمين العالم عندما كتب عن المجموعة القصصية (الأنفار) للكاتب (محمد صدقى) الصادرة عام1956. وكان تعليق غالى شكرى أنّ الأستاذ العالم ((كان يبحث القيم الاجتماعية ليتحدث عنها كشىء مستقل ، كشىء يعنيه هو شخصيـًـا فى المجال السياسى ، وحتى عندما لاحظ اللهجة الخطابية فى بعض القصص برّرها قائلا ((ولعلّ منشأ هذه الخطابية الهدف السياسى الذى يرتعش به وجدان الكاتب)) أما العلاج الذى اقترحه على الأديب محمد صدقى فهو ((المزيد من النضج الاجتماعى)) (غالى شكرى – المصدر السابق – 144) أى أنّ الأستاذ العالم كان أسير الأيديولوجيا (السياسية والاقتصادية) وتناسى أو تجاهل أنّ تلك الأيديولوجيا لا تصلح للكتابة عن الأعمال الأدبية.
وبعد أنْ قضى فى معتقلات عبدالناصر عدة سنوات ، وبعد الافراج عنه وعن زملائه الشيوعيين الذين وافقوا على قرار حل الأحزاب الشيوعية ، استقطب النظام الناصرى بعضهم ، خصوصـًـا من رأى فيهم التوافق التام مع منظومة الحكم ، سواء فى الدالخل أو الخارج ، وخاصة المشروع الأنجلو/ أميركى ل (تعريب مصر) وليس (تمصير المنطقة العربية) وهو المشروع الذى عمل عبد الناصر على تنفيذه . وكان محمود أمين العالم أحد هؤلاء المتعلمين ، الذين فضــّـلوا الانحياز للسلطة الحاكمة ، وتناسوا دورهم الحقيقى (كمثقفين) فكانت الجائزة أنْ كافأ النظام أ. العالم بتعيينه رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم. ووصل به الأمر لدرجة الترويج للخرافات ، والواقعة رواها زميله الشيوعى د. فوزى حبشى الذى كتب ((بعد هزيمة يونيو1967 كان الناس فى حاجة إلى معجزة تنتشلهم من حيرة التساؤلات وظهرتْ المعجزة عندما أشاع كثيرون أنّ السيدة العذراء قد لاحتْ بنورها فوق كنيسة الزيتون . وقد خرجتْ جريدة أخبار اليوم بمانشيت ضخم بذلك المعنى ، وكان رئيس تحريرها هو الرفيق الكاتب محمود أمين العالم. وأذكر أننى قمتُ بزيارته فى مكتبه بالجريدة ، وعاتبته على الترويج لهذه الخزعبلات . وراجتْ فى ذلك الوقت – أيضًـا – اكتشافات مماثلة ، حيث راح البعض يروى أنه رأى ورقة شجرة وقد كــُـتبتْ عليها اسم الجلالة وما شابه)) (معتقل لكل العصور- دار ميريت للنشر- عام 2004- ص274)
وهكذا أنهى الأستاذ العالم حياته الفكرية والأدبية بالترويج للخرافات الميتافيزيقية ، وكأنه (رغم ماركسيته) لم يقرأ كتابـًـا واحدًا عن المادية الجدلية أو المادية التاريخية ، وكل ذلك من أجل إرضاء رئيس الدولة الذى عينه فى منصب رئيس تحرير ثانى صحيفة حكومية فى نسبة التوزيع . ولعلّ هذا النموذج يـُـوضح الفرق بين (المثقف المُـتأدلج) والمثقف الحر الذى رفض الأدلجة وبالتالى حافظ على قناعاته الشخصية ، حتى ولو كانتْ ضد سياسة الدولة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمتلك المثقف إرادته وهولصيق بالسلطة؟
- هل المصريون عرب ؟ سؤال متناقض
- مصارعة الثيران ومصارعة الإنسان للإنسان
- الليبراليون والقومية المصرية قبل يوليو1952 (1)
- دور الفن التشكيلى فى النهضة الفكرية
- أدب السيرة الذاتية فى الحضارة المصرية
- تابع الكتب التى ساهمت فى النهضة الفكرية
- الكتب التى ساعدت على النهضة الفكرية (1)
- تابع دور المجلات الثقافية قبل يوليو1952
- كيف ساهمت المجلات الثقافية فى النهضة المصرية
- دورالمرأة المصرية الثقافى قبل يوليو1952
- كيف حطمت المرأة المصرية قيود العصورالوسطى؟ (3)
- كيف حطمت المرأة المصرية قيود العصورالوسطى؟ (2)
- كيف تخلّصتْ المرأة المصرية من قبضة العصورالوسطى؟
- لماذا كان المفكرون المصريون أهم من السياسيين؟
- المناخ الثقافى قبل يوليو1952
- كيف كانت مقاومة الأصولية الإسلامية ؟
- العلم والفكر ودورهما فى نشأة النهضة المصرية
- الملاحم اليونانية وهل أفادت البشرية
- التشابهات داخل شُعب الديانة العبرية


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - المثقف المُتأدلج والمثقف الحر