أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - مسيحيوا الشرق الاوسط متأسلمون وان لم يشهدوا















المزيد.....

مسيحيوا الشرق الاوسط متأسلمون وان لم يشهدوا


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 21:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2016 - 10 - 13

مسيحيوا الشرق الاوسط متأسلمون وان
لم يشهدوا

الكاتب: جميل نادر البابلي

من المفارقات الغريبة ان شعوب الشرق الاوسط المغزية والمسبية احتظنت البدو الغزاة منذ اليوم الاول، وباركت لهم هتكهم - اي البدو- كرامة اوطانهم، واستقبلتهم بالاحضان دون استثناء، ان كان ذلك في بلاد الرافدين او الشام الكبرى او مصر الفرعونية اوشمال افريقيا وان كان بدرجات متفاوتة، وهذه خاصية لا نجدها في اية مجموعة بشرية اخرى اذ انفردت بها هذه الشعوب دون غيرها وتستمتع باذلالها وتمنح كل الولاء والاخلاص لجلاديها.

واني كمخلوق بسيط استنجد بنعمة العقل التي منحت لي كعقاب وعذاب لتجد تفسيرا قاطعا مقنعا لهذه الحالة لانها غريبة على طبيعة الجنس البشري، علما ان تلك الاقوام التي كانت تستوطن البلدان المذكورة اعلاه كان لهم تاريخا
مجيدا وريادة متميزة في كل الميادين العلمية والمعرفية بمختلف فروعها والاجتماعية والقانونية والعمرانية والعسكرية واليات ادارة الدول.

فكانوا قد اقاموا امبراطوريات وقوى عظمى لا تجارى، فما الذي حدث كي يرتدوا زي الذل والذمية ومشاريع ذبح لارواء السيف البدوي من دمائهم كلما عطش؟؟؟

لا نجد سببا لهذا التحول الذي حصل بعد سقوط نينوى ثم بابل غير ظهور المسيحية بقيمها الماورائية المغرقة في المثالية وتبنيهم لها جميعا، وتسليم امور دنياهم وآخرتهم الى رجال الكنيسة لقيادتهم ورعاية مصالحهم، وبخطابها
ووعظها المغرق في الطوباوية جردتهم من كل نزوع يخدم وجودهم الحياتي وتحولوا الى مخلوقات سلبية قتلت فيها حتى غريزة الدفاع عن النفس التي تتمتع بها حتى المخلوقات ذات الخلية الواحدة، وقدمتهم خراف جاهزين للذبح، والمحزن انهم استسلموا لهذا القدر الظالم بكامل حريتهم وملء ارادتهم المسلوبة ربما دون ادراكهم لحالتهم تلك، يذهبون طوعا الى دكان القصاب لنحرهم، ولمدة خمسة قرون نجح الخطاب الكنسي ومدرسته في شذب شخصياتهم وغسل عقولهم الى الدرجة التي باتو فيها يحلمون بالشهادة على يد سفاح كريم كي ينالوا الحياة الاخرى التي تراءت لهم ورديتها ونعمها الى درجة وجدوا في حياتهم الارضية التي منحتها لهم الطبيعة ليست جديرة بان تعاش فالسفر الى المجهول هو ما يستحق الشوق اليه.

ارجو ان لا يفهم دواعش الهيكل باني احمل المسيحية جريرة فنائنا،اذ ان العلة ليست في المسيحية، الخلل كامن في كيف فهم رجال الكنيسة المسيحية وكيف تم تسويقهم لها بشكل غاية في السلبية، والذي انتهى بمحصلة ان كنت مسيحيا فيجب ان تتنكر لذاتك وتحتقر كل ما خلقت عليه وتزدري وجودك كي تستقبل في الفردوس بالاحظان.

ان هذه الشعوب هي الوحيدة التي استسلمت لهكذا مدرسة مدمرة، ولم يكن مؤملا ان يكون حصادها غير ما انتهت اليه، علما ان المسيحية تبنتها معظم شعوب الارض خاصة الحية منها لكنها لم تتخلى عن طبيعتها الانسانية رغم محاولات رجال الكنيسة في الغرب السير على خطى نظرائهم في الشرق، لكن شعوبها حددت لهم مجال عملهم وخرجت عن طاعتهم والا لكان الغرب كله اليوم انتهى الى المصير الاسود الذي تعيشه اطلالنا.

وكان ظهور الاسلام في القرن السادس توقيتا موفقا حيث المنطقة كلها تعيش فراغا سياسيا وكل الابواب مشرعة امامه، فلماذا يتاخر في بسط سلطانه وفرض شريعته البدوية ويحقق ما وجد لاجله في السلطة والاستلاب
والسيادة على تلك الاقوام المظللة، وجعلها مصدر رخاء لقادته، وميدانا لاشباع غرائزهم البهيمية في من نجحوا في قهرهم واستعبادهم، وهذا هو ما ترتاح له الشخصية البدوية لكي تهدأ وتستكين، الى ان تعود بها الحاجة الى الى شحن بطارياتها مجددا باعادت التمارين الهمجية نفسها وهكذا دواليك.

فمنذ يومها تطوعت شعوبنا لخدمة كل ما تتطلبه غرائز البدوي من حاجات عضوية لكي يحقق التوازن النسبي في كينونته.

تبوأ رجال الكنيسة قيادة هذه الشعوب الى حتفها ونجحت في ذلك نجاحا لا يشرفها.

لكن الغريب في الامر هو ان تلك القيادات لا زالت مصرة حتى اليوم للاحتفاظ بمراكزها التدميرية لاي مستقبل لرعاياها في اغتيال اية محاولة من افراد او حراك اجتماعي علماني للخروج من تحت سطوتها، مستغلة الجهل الذي تتمتع به غالبية المؤمنين، وتعمل على تسويد صفحة النخب الفاعلة والتي لا تتعدى عن محاولات فردية و اقلية هامشية، لضمان و ديمومة سيطرتها والتفرد في ادارة شؤونهم، الى ان تنتهي بهم الى اخر نفس حي فيهم، عندها يصل لها الدور ويسلط الغازي سيفه على رقابها وبكل فرح وانشراح.

يقول السيد حسن غضب الله ان الغرب زرع المسيحيين في البلاد الاسلامية كخنجر مسموم في ظهر الامة الاسلامية، وكأن سكان ما يسمى كفرا بالبلاد الاسلامية كان سكانها من البدو العراة الحفاة ذوي البطون الخاوية ولم يكون سكانها الاصليين صانعي الحضارات الاولى للجنس البشري هم الكلدانيين والآشوريين والاراميين والفينقيين والكنعانيين والفراعنة والامازيغ.

لكن الماساوي في قدر هذه الاقوام بعد اهدائهم اوطانهم لرعات الابل بكل سخاء ظلوا على وفائهم الذي لم تنال منه عوادي الزمن لتلك الاوطان، فقدموا كل ارثهم الحضاري وبفرح للبدو الهمج ليفتخروا به وينسبونه اليهم فهم من اسس دار الحكمة في بغداد واغنائها بكل ما كانت ابدعته العبقرية البابلية من علوم ومعارف وسار رهبانها مشيا على الاقدام الى بلاد الاغريق وتعلموا اللغة اليونانية وترجموا كل الموروث الفلسفي للاغريق بدا من سقراط وارسطوا طاليس وافلاطون والاخرين وجاؤا به الى دار الحكمة وطالت رحلتهم 12 عاما ليفتخر به البدو بتسميته الحضارة الاسلامية، هذا ناهيك عن ريادتهم للمجال التعليمي والصحي والاداري والقانوني والعمراني كل هذا لوجه الله، منطلقين من ايمان راسخ انهم يخدمون اوطانهم، ما غاب عن ذهنهم انهم لم تعد لهم اهلية المواطنة ما لم يدخلوا دين الله وحضيرته التي لا يدخلها النور.

وبعد الخراب الشامل الذي تركته الامبراطورية العثمانية بانهيار حكم الخلافة والسلطنة الاسلامية وولادت الدولة الوطنية كان من سلم من السيف البدوي من اهل البلد اقلية ونخبة متميزة فشكلوا بمهاراتهم وتعليمهم اركان بناء الدولة الوطنية فهم شكلوا اسس النظام التعليمي والصحي في اوطانهم وهم من جلب الطباعة وولادة الصحافة الى و في بلدانهم، وهم من تزعم كل النشطات الاجتماعية والسياسية فيها، فنرى ان اغلب الحركات السياسية ان لم تكن كل قيادتها مواطنين مسيحيين منزوعة وطنيتهم وفقا لشرع الله فمؤسسي جميع الاحزاب كانوا من هذه الشريحة التي تفتقد الى غطاء المواطنة وفقا لدساتير هذه البلدان المستندة الى شريعة البيداء بعد بدونتها، ليس هذا فحسب بل نرى ان النخب المسيحية شكلت راس الرمح في قيام ما يسمى المقاومة الفلسطينية وبكل غباءو بحماس اشد من البدو مضحين بحياتهم لديمومة السطو البدوي على اوطانهم دون جزاء او شكورى واضعين كل قدراتهم في خدمة المشروع الاسلامي، اي مسترخصين حياتهم لتقويته، وعند تامينه ذلك يسلط السيف على اعناقهم.

يا ترى ما هي مصلحة مسيحيي الشرق الملغية وطنيتهم في ازالت اسرائيل؟؟ عبر تصحيح هامشي لجريمة تاريخية ارتكبها الغزو البدوي في غفلة من الزمن.

التي لا تشكل مساحتها بحجم مدينة واحدة من حصاد الغزو الاسلامي اي ولاية حضرموت في اليمن وحدها هي اكبر تسع مرات من حجم اسرائيل.

علما لو تحقق ما يناضلون لاجله وقضي على اسرائيل بعدها سوف لن يكون للحكومات الاسلامية من وسيلة لهو وتسلية غير تمرينات سيافيهم في دغدغت رقاب اهل الذمة اي التعساء المسيحيين و معهم سيئي الحظ من غير المسلمين الحمقى،هم بنضالهم عجلوا بتدشين طقوس ذبحهم في احتفلات جماهيرية تحت تغريدة اسلم تسلم والتي لم تتغير طبيعتها منذ 14 قرنا، ولايكمن ان تتغير لانها من ثوابت الدين الحنيف لا دينان على الارض الاسلامية.

خير مثال على ما ذكرنا ان اغلبية مسيحيي لبنان معجبين بالسيد حسن واكثر حماسا منه لتدمير اسرائيل واعادتها الى الحضيرة الاسلامية، رغم ان الملا حسن اختطف كل لبنان اسيرة لديه والغى وجودها كدولة.

ففي اليوم الذي يتحقق ما يرنوا اليه لا سمح الله سيكون مسيحيي لبنان خراف اضحية احتفاء بالنصر ولا حاجة بهم لاستيراد الاغنام من الصين لهذه الفريضة المقدسة، فهل هناك مجموعة بشرية بهذا الغباء المبارك كما هي عليه المجموعات الغير المسلمة في اوقيانوس هذاالظلام المبارك ؟؟؟

لكن ان كان هذا خيارهم فليس امامنا الا ان نتمنى لهم ان يتحقق ما يضحون بانفسهم لاجله كي يدشنوا حفلة مسحهم من بين البشر الى غير رجعة غير ماسوف عليهم ولا هم يحزنون..

ان هذه المسخرة هي اوضح تعبير للاستهزاء بالعقل البشري.. ان البؤس واللا امل المخيم على اسطري فرضته رؤيتي لما ينتظره التعساء من اهلي من غد لا ياتي، لعدم تكحل مقلتاي باي بصيص من نور في نهاية النفق، وان شدة الظلام تسداد عتمة كل يوم يمر ..لا بد ان اذكر ان من اعز امنياتي ان تكون رؤيتي هذه تخريفات لشيخ في شتاء العمر تصبح مادة للتندر والمزاح، عندها اكون اسعد المخلوقات على وجه البسيطة ان كنت حيا، وستحتفل عظامي في لحدها باعلى درجات الفرح ان كان الثرى قد بات مسكني لان الايام اثبتت عقم عقلي ..تحياتي.



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق 2003
- بدعة ازدراء الاديان اخطر سلاح سعودي لختان العقول
- ماهو سر ركوع الجميع امام السلطان اردوغان؟
- ليس من العدل تحميل اسباب فشلنا على نجاح الاخوة الاشوريين في ...
- المنهج الكوبلسي لقيادات الاحزاب الاشورية في اشورت البشر وال ...
- واخيرا انضمت الفاتيكان الى نادي فقهاء اصدار شهادات الزور *** ...
- ايتام الخميني في طريقهم لازالة العراق من الذاكرة الانسا ...
- سيادة الرئيس اوباما لا يليق بك ان تلوي عنق الحقيقة، انها خيا ...
- عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش
- للمرة الالف ينجح الذئب بالانفراد بالخروف للغدر به
- الدعوة الاميريكية المشؤومة لتشكيل مليشيات من المسيحميين
- بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟
- هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المبار ...
- رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
- اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي ...
- رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
- جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - مسيحيوا الشرق الاوسط متأسلمون وان لم يشهدوا