أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كامل - أنا الجاهليَّة














المزيد.....

أنا الجاهليَّة


حيدر كامل

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 13:37
المحور: الادب والفن
    


أنا الجاهليَّة


حملتُ على كتفي نعشَ حلمي بعيداً ..
توحشتُ في غابةِ الأبديَّه.
تغربتُ من أجلِ أنْ لا أكونُ خصيَّاً ..
ببابِ الملوكِ ..
هربتُ إلى ربوةٍ في سماواتِ نفسي القصيَّه.
فلا قائدٌ كان يمشي أمامي سِواكَ ..
ولا حاكمٌ غير نفسي الأبيَّه.
وبعض اعتذاري إليك يهزُّ عروشَ الدخانِ ..
ويفضحُ منْ بايعوكَ ..
ومنْ قاتلوكَ ..
ومنْ أبَّنوكَ ..
وساروا إلى عدمٍ في الهويَّه.

وقوفي أمامك خاتمةُ المسرحيَّه.
فكلُّ فضائي ..
إذا كان لي من فضاءٍ ..
هباءٌ سقيمٌ ..
وصحراءُ رملٍ بلا جاذبيَّه.
وكلُّ سلاحي ..
إذا كان لي من سلاحٍ ..
معلقةٌ جاهليَّه.
فلا عُقدي تركتني ..
ولا إبلي غادرتني ..
ولا خيمتي القبليَّه.
ولا داحسٌ حررتني ..
ولا داعشُ الأُمويَّه.
ولا دعوتي علمتني ولا عُصبتي هذَّبتني ..
ولا بصمتي العلويَّه.
أنا دولةٌ عربيَّه.
معادلةٌ طائفيَّه.
توقفَ عندي الزمانُ طويلاً ..
يفكرُ في خيبتي السَّرمديَّه.
أنا الكذبةُ الأبديَّه.
أنا سطوةُ المؤمنين على بعضِهم أو على الآخرين ..
اُقاتلُ من أجلِ عشبٍ ..
وماءٍ ..
ومن أجلِ أعضائيَ الداخليَّه.
سلامٌ على خالدٍ حين يزني ..
ويطبخُ رأسَ الفقيدِ الضحيَّه*.
سلامٌ على الجنِ تغتالُ سعداً ..
وتُحسمُ بالبولِ تلك القضيَّه*.
سلامٌ على بيتِ مالِ المدينةِ ..
حين يصيرُ حلالاً ..
لآلِ الخليفةِ ..
والحاكمِ العربيِّ ..
وحين يكونُ حراماً على الأغلبيَّه.
سلامٌ على سلفٍ صالحٍ متخمٍ بالذنوبِ ..
ومجتهدٍ في حسابِ الخراجِ ..
ومستهترٍ في دماءِ الرعيَّه.
ومختلفٍ في جميع القضايا ..
ومتحدٍ في اتخاذِ التدابيرِ والإلتفافِ ..
يميناً ..
شمالاً على النصِ .. أين الوصيَّه.
سلامٌ على أُمِّنا ..
حين تخرجُ للصلحِ بين الرجالِ ..
فتفتحُ بابَ القيامةِ ..
قبل القيامةِ بالسَّيفِ والبندقيَّه.
سلامٌ على كاتبِ الوحي ما اشبعته الولائمُ ..
حتى تعذر شيخٌ بأمعائه الملكيَّه*.
سلامٌ على خلفٍ ضائعٍ بين سيناء والنهروانِ ..
يُلاحقُ عجلاً من السَّامريَّه.
ويبحثُ في اليمِ عن صحفٍ ..
أو كتابٍ ..
روته الصحابةُ عن ذي الثديَّه*.
سلامٌ على الراشدين ..
على القاصرين ..
على الأشعريَّه.
سلامٌ على النجفِ الرافضيَّه.
وحوزاتِها العائليَّه.
وأحزابِها البرمكيَّه.
وحُرَّاسِ يعفورها المحتفين بطينته الذهبيَّه*.
كأنَّ النبوءة ناقصةٌ ..
والسماواتِ داعيةٌ طوطميَّه*.
ملَّلنا المؤلفَ والمسرحيَّه.
كرهنا عناقَ السكاكينِ للوردِ في المزهريَّه.
كرهنا التزاحمَ في باصِ فقه النجاساتِ ..
فقه الطهاراتِ ..
والخرطةَ المنهجيَّه.
كرهنا زواجَ الخرابِ ..
وعرسَ السرابِ ..
وما يتركان من النصبِ أو من تقيَّه.
ملَّلنا اجتماعَ النقيضينِ في اللُحمةِ الوطنيَّه.
كرهنا اللواطَ السياسيَّ ..
بين سدوم الجديدةِ والخُرَّميَّه*.
سلامٌ عليكِ بلادي الأبيَّه.
سلامٌ علينا ..
سلامٌ عليكم ..
وأهلاً بكم ها هنا الجاهليَّه.

حيدر كامل

*مالك بن نويرة وخالد (القصة مشهورة).
*سعد بن عبادة قتلته الجن وهو قائم يبول كما يزعمون.
*ابن كثير يعتذر عن معاوية (كان يأكل في اليوم سبع مرات يُجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها ، ويأكل في اليوم سبع أكلات بلحم ، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ، ويقول : والله ما أشبع وإنما أعيا ، وهذه نعمة ومعدة يرغب فيها كل الملوك)
*هو حُرْقُوص بن زُهير البَجَلي ، من الخوارج الذين خرجوا وسعوا في الأرض بالفساد وسفكوا الدم الحرام ، فقاتلهم الإمام علي عليه السلام يوم النهروان.
*الحمار يعفور حديث موضوع عند السنة والشيعة.
* الطوطمية: هي ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي والطوطم يمكن أن يكون طائراً أو حيواناً أو نباتاً أو ظاهرةً طبيعية أو مظهراً طبيعياً مع اعتقاد الجماعة بالارتباط به روحياً.
*فرقة كانت تقول بالتناسخ والحلول والإباحية.



#حيدر_كامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنانيتي خلف موتي
- كلكامش يهوى الهامبرغر
- أنا الدولة
- حاوريني بالعناق
- هل حقاً مات علي ... لا لم يمتْ.
- وطني يكره عبدَ الزهرَة
- أضبط ميزانكَ يا نعثل
- جوع المتخمين
- المستنقع
- (علي بابا) يرثُ الدجَّال
- المكرود في الوطن الفرهود
- مملكة الخراب
- هنا كلُّ شيءٍ هباء
- هل هذا حظكِ بغداد
- حكاية قطار
- صلاة الحاضر للعراق الغائب
- ((دكيت بابك يا وطن))
- نموتُ ويحيا الوثن
- كأنَّ البحر يعتذرُ
- سلامٌ على برلمان السنافر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كامل - أنا الجاهليَّة