أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - وهم الحرية والعدالة














المزيد.....

وهم الحرية والعدالة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 12:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



(1) :
( الايديولوجيا تدعي انها تحررك ,بينما المعرفة تدعك تتحرر , انت , هذا هو الفارق ,
مهمتنا ان ننقذ المعرفة من ضلال الايديولوجيا , عندها ستتضح صورة البديل ولن يضل الانسان ).
الشاعر والناقد والباحث جمال جاسم امين من كتابه الجديد (اساطير الاستبداد)

(2 ) :
الحرية تحرر الانسان عندما يحرر الانسان فكره من قيود الايديولوجيا والاسطورة والخرافة .العبد لايعرف الحرية ولا يطيقها , الا نادرا , لانه تعود عليها .العبيد في ظلال السلطات المستبدة يفضلون البقاء على عبوديتهم تحت ظلال حاكم سلطوي مستبد.

الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق عبد الواحد نموذجا على ذلك , فهو قد استعذب العبودية لرئيس النظام السابق صدام حسين ,فهو يتمثل له بالفارس العربي الذي يعمل على وحدة
( الامة العربية) والوصول بها الى نهاية التاريخ .

الفارس هنا يمثل المسيح المنتظر , والمنقذ البطل , والمهدي الذي سيقيم دولة الحق والعدالة ويقضي على الظلم والفساد وعلى الجور.
في برنامج متلفز يقدمه الاعلامي تركي الدخيل على قناة العربية , يبكي عبد الرزاق عبد الواحد على صدام بعد اعدامه .
لقد نظر عبد الرزاق عبد الواحد الى صدام كرمز وقائد ضرورة لتحرر الامة العربية الافتراضية .

لم يستطع ان يحرر عقله من اوهام القائد الضرورة , المستبد والعادل .وهو لايتصور قيام حكومة بدون زعيم قائد للامة لايخضع لدستور الامة ولقوانينها .شعوبنا تدور في نفس الدائرة المغلقة.

يعلنون عبوديتهم للزعيم عبد الكريم قاسم . ( ابن الشعب البار ),ثم يعملون على اسقاطه لاحقا واستبداله بصنم اخر هو صدام حسين .
كتب الاستاذ جمال جاسم امين عن ( العبودية المختارة )والتي اقتبسها من (لابواسيه)في مقالته اللاذعة ( العبودية المختارة ).وهي عبودية تفرض على الانسان من مولده حتى مماته .فالعبودية تاتي بحكم التعود والعادات والتقاليد كما يقول لابواسيه , فهي عادات موروثة.ومن هنا نفهم الهوسات التي يقوم بها الشيوخ من رؤساء القبائل ومن الفلاحين للملوك والرؤساء.
يقول جمال جاسم امين ان قتل العبد يتم من خلال تحريره من العبودية :
(نتحدث غالبا عن التنمية البشرية وننسى حقيقة ان لاتنمية في مجتمعات العبودية المختارة . نتحدث عن العلم .. وننسى ان تاهيل الانسان وتحريره اهم من التلقين ).

يقوم جمال جاسم امين بالتساؤل :
( ماذا يحصل لو تعلمت الخنازير علم الهندسة؟هل ستبني غير الزرائب؟).
لذا من اوهام الايديولوحيا واحزابها وهم التحرر والديمقراطية والذين يرددونها كالببغاوات , وهم رغبة منهم في البقاء تحت العبودية يمارسون الكذب والنفاق والتدليس وصناعة ماض وهمي لكي يبرروا بقائهم في ظلال العبودية ورفضهم للاخر المختلف عنهم .

يقول جمال جاسم امين :
(لكي تستمر الايديولوجيا في ادامة ورش انتاج اوهامها حد الاسطرة لابد من ارض سليبة ! يحثون الناس على استرجاعها او التنازع عليها , لابد من عقدة مكان تصلح ان تكون منطقة خلاف بعيد الامد قابل لضخ كميات كبرى من الكراهية).

الحاجة الى رمزية الارض في الصراع الايدولوجي هي التي دفعت الشيوعيين العراقيين الى رفع شعار :
( تايوان جزء لايتجزا من البر الصيني ) ايام عبد السلام عارف , كما يقول جمال جاسم امين .

لاحليب في اثر الناقة – جمال جاسم امين

يسرد علينا جمال جاسم امين حكاية من طفولته حيث كانت قوافل البدو تمر بجوارهم . كان اصدقاؤه يضعون اصابعهم في اثر الابل (موضع الاقدام )ثم ينحنون ليلعقوا الحليب .انها اوهام , متصورين ان الابل تضع حليبها في اثر اقدامها . حاول جمال جاسم امين ان يلعق حليب الابل من اثار اقدامها , لكنه لم يحدث شيء .انها صناهة الاوهام .

يقول بالنص :

(وجدت الوهم الذي صدقه الجميع الا انا ! سالتهم ارارا : اين الحليب ؟ سخروا واتهموني بالغفلة ... من يومها عرفت ان الحقيقة مشروع خيانة بامتياز وان الكذب الجماعي تحريض شانه شان التصفيق في قاعاتنا البليدة !.. ان الاطفال الذين كبروا مازالوا يرددون دهشتهم بعد ان حوروا الخرافة :يدسون الاصبع ذاته ,اصبع الحليب في ( محبرة) الانتخاب هذه المرة !ويلوحون بالكف ذاتها لسراب خادع , بينما بقيت انا وحدي اردد الى هذا اليوم : لاحليب في اثر الابل ).

هكذا صنع الناس وهم ظهور صورة الزعيم عبد الكريم قاسم في صورة القمر . انها صناعة لرمزية الزعيم العسكري والذي سيرثه العسكر الاخرون وصولا الى دكتاتورية صدام حسين . لقد توهم القوميون والبعثيون بان تحرير فلسطين يتم من خلال القضاء على الشيوعية رافعين شعار ( فلسطين عربية , فلتسقط الشيوعية). الم يصطف هؤلاء مع نوري السعيد والنظام الملكي ؟

كما صنع صدام والبعث العراقي وهم تحرير فلسطين عن طريق تحرير الكويت وطهران وعبادان .لقد حولوا رموز العراق اما الى اطهار وقديسين او الى عملاء وماجورين , ولا منزلة لديهم بين المنزلتين , وتناسوا ان القضية الاسمى هي ان الانسان فوق كل الزعماء والقادة !



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمير لاتنافق
- صناعة الاستبداد والاوهام وتزوير الوقائع
- معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي
- المسلمون في اوربا : ازمة هوية وعدم اندماج
- الفصام الفكري والنفسي عند المثقفين والاحزاب الشمولية
- صراع عبد الناصر مع العراق
- عبوات فكرية : العمالة نموذجا
- الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي
- الحداثة والعولمة :ازمة الهوية
- المثقف الداندي
- ظاهرة حسون الامريكي والميني جوب واغتراب المثقف
- عراق نوري السعيد - ج 8 والاخير
- عراق نوري السعيد - ج 7
- عراق نوري السعيد - ج 6


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - وهم الحرية والعدالة