أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - السلطان العثماني المتعجرف يهين الوالي الصفوي














المزيد.....

السلطان العثماني المتعجرف يهين الوالي الصفوي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5313 - 2016 / 10 / 13 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإسلوب القوي العنجهي والمستهتر في مواجهة الضعيف طلب الرئيس التركي "أوردغان" وعلى خلفية تواجد قواته العسكرية في معسكر بعشيقة وبعد طلب الحكومة العراقية خروج القوات التركية من البلاد. طلب من رئيس الوزراء "حيدر العبادي" بأن "يعرف حدوده". وقد تجاوز "أوردغان" حدود اللياقة الدبلوماسية حينما وجّه كلامه الى العبادي بإستخفاف قائلا "إنه يسيئ إلي، وأقول له أنت لست ندّي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدّك أولا"، وفق ما نقلته عنه وكالة أنباء الأناضول .

أمران مهمّان غابا عن بال حكومة المحاصصة في الخضراء وهي تريد أن تحرر الأراضي والمدن التي أحتلتها داعش الإرهابية نتيجة فشلها " الحكومة" منذ الإحتلال لليوم بترتيب البيت الداخلي العراقي. هذان الأمران لو عرف الإسلاميون قراءة التاريخ بشكل محايد لعرفوا ما هما، حتّى قبل أن يتطرق اليهما السلطان العثماني في معرض ردّه المتشنج والعصبي والمستهتر على الوالي الصفوي "العبادي". فأوردغان اليوم هو وريث السلطنة العثمانية وقرأ تاريخها جيدا وعرف من أن العراق هو البستان الذي يتقاتل بلده مع جاره الصفوي من أجله منذ قرون، واللذان دخلا بسبب هذه الحديقة في حروب طويلة وقاسية كان وقودها دوما أبناء العراق.

قال أوردغان في إجتماع إسلامي بأسطنبول أمور عدّة حول تواجد قواته في بعشيقة ودورها العسكري وترتيبات ما بعد تحرير الموصل وغيرها، الا ان الأمر الأهم والذي يعود اضافة الى عمق تاريخي وطويل في علاقات العراق بتركيا وقبلها بالدولة العثمانية ودور تركيا اليوم في رسم خارطة المنطقة ، والذي لا تريد سلطات بغداد معرفتها أو أنها تحاول تجاهلها. هو الدور الإيراني بالعراق والذي يتم بموافقة الحكومة العراقية وخصوصا "الشيعة" وتدخلها "ايران" بالشأن العراقي بشكل واضح وعلني، وهذا ما يقلق تركيا وحلفائها الإقليميين وبيادقها في الداخل.

دعونا نعود الى ما قاله السلطان العثماني في كلمته بأسطنبول ونقارنها بتبريرات الشاه الصفوي "خامنئي" حول سبب تدخلهم بالشأن العراقي، ليس لاننا لا نعرفها بل كون العبادي وحكومته وتحالفه الشيعي متعجبين من سلاطة لسان السلطان وعدم أحترامه لحكومة بغداد ممثلة بالسيد رئيس الوزراء ورفضه الأنسحاب من الأراضي العراقية.

أن أحد أهم أسباب تدخل الشاه الصفوي في الشأن السياسي العراقي عن طريق ولاته من التحالف الشيعي وهي عديدة هو، حماية الأراضي الايرانية من هجمات الارهابيين وضربهم في العمق العراقي وسلامة وأمن المسلمين ، والمسلمين هنا هم الشيعة!. ولو راجعنا حديث السلطان لرأيناه لا يخرج قيد أنملة عمّا يقوله الشاه، فالسلطان قال وبالحرف الواحد أن بلاده "ليست لديها مطامع ولو في شبر واحد من أراضي وسيادة غيرها ولا نملك هدفا غير حماية أراضينا وسلامة المسلمين في المنطقة". وترجمة حديث اوردغان هو ضرب الارهابيين حسب وصفه (والإرهابيين هنا هم ليسوا الدواعش الذين أحتلوا أراضينا بمعرفتهم بعد تمويلهم وتدريبهم في معسكرات تركية بل هم مقاتلي حزب العمال الكوردستاني) في العمق العراقي وحماية المسلمين، والمسلمين هنا هم السنّة!. فما الفرق بين تبريرات الطرفين للتدخل بالشأن العراقي!!؟؟

إنّ الطرفان لا يهمّهما رد الفعل العراقي الرسمي كونهم يعرفون جيدا أنهم ليسوا أندادا لا للسلطان في أنقرة ولا للشاه في طهران، بل ويعرفون جيدا أنّ جميع الساسة العراقيين من التحالفين الشيعي والسنّي ومعهم الساسة الكورد ليسوا سوى بيادق شطرنج لا تتحرك الا بأوامر صادرة من العاصمتين، ويعملون على حماية مصالح العاصمتين على الضد من مصلحة "شعبهم ووطنهم"

ليس هناك أدنى شك بعدم لياقة السلطان العثماني من الناحية الدبلوماسية وتجاوزه الفظ على زعيم دولة جارة له، كما وليس هناك أدنى شك بضعف رئيس وزرائنا ومعه كامل الدولة العراقية في مواجهة أي رد فعل إقليمي على المستويين العسكري والسياسي. الا ان الأمر الوحيد الذي يجب على السلطات العراقية القيام به للرد على إستهتار السلطان هو تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي حول إنتهاك البساطيل التركية لحرمة أراضينا وتدنسيها، دون الخوض في مسألة التدخل بالشأن الداخلي لبلادنا لأن تركيا حينها ستتعذر بالتدخل الإيراني بالعراق والذي لا يحتاج الى إثبات أصلا.

نقول الأمر الوحيد لأن الأمر الآخر وهو إعادة ترتيب البيت الداخلي العراقي وإنهاء نظام المحاصصة وبناء دولة المؤسسات والقانون هو خارج قدرات حكومة الخضراء، التي لا تستطيع العيش الا في ظل "نظام سياسي" كما المعمول به اليوم. وهذا يعني أنّ سلسلة إهانات السلطان العلنية والشاه الضمنية لبلدنا وشعبنا ستستمر.

أن السلطان العثماني لا يستطيع أن يتحدث الى الشاه الصفوي بهذه اللغة المتعجرفة ولكنه يستطيع أن يتحدث بها الى والي الشاه وهذا ما فعله أوردغان تحديدا. فهل يعي العبادي وغيره من الإسلاميين ثقل هذه الإهانة ويعيدوا التفكير بمصير "بلدهم وشعبهم" قبل فوات الأوان؟

أنّ ساسة يضعون كامل بيض شعبهم في سلّة أنقرة كونهم سنّة أو في سلّة طهران كونهم شيعة ليسوا سوى عملاء



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمام الحسين -ع- وأنا
- أي حزب شيوعي نريد؟ على أبواب المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي ال ...
- حزب الدعوة وإغتيال سانت ليغو
- رسالة الى الإمام علي بن أبي طالب -ع-
- تصريحات الميليشيات أصدق أنباء من -العملية السياسية-
- الإسلاميون فاسدون وأشقيائية وقچغچية *
- ملفات فساد العبيدي ... زوبعة في فنجان
- ايران تذلّ شعبنا وتهين وطننا
- الله أكبر
- هل سيفعلها السيستاني؟
- الى رائحة الشواء في كرّادة الشهداء
- القمامة أطهر من البرلمان العراقي
- إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ ( ...
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...
- إذا لم تستحي فكن دعويا
- أين هو الدم بالدم أيها الدعاة ويا عبيد المالكي
- سنشكوكم الى الله أيها القتلة واللصوص !!!!!
- المرجعية تدعو الفاشلين الى التفكير بمستقبل - شعبهم - !!
- هل العراق دولة كي تكون له هيبة؟


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - السلطان العثماني المتعجرف يهين الوالي الصفوي