أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - ولم يعد عبود يغني














المزيد.....

ولم يعد عبود يغني


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5311 - 2016 / 10 / 11 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


برحيل الرائد الفنان الكبير يوسف العاني عن عالمنا نكون قد فارقنا بأسى وحزن عميقين احد ابرز العمالقة الكبار للفن العراقي خاصة والعربي عامة

كان رائدا ،ومبدعا ومجددا مسرحيا فذا. تلخصت تجربته الفنية ببساطته وتلقائيته وسهولة وعذوبة اداؤه

شكل مع نخبة العمالقة الكبار كوكبة قل نظيرها في سماء الفن المسرحي العراقي
لا يحتاج عشاق المسرح وفن التمثيل الى عناء كبير ليعرفوه . فهو يحمل في تجربته الفنية الغنية تاريخ العراق وبغداد خاصة، ارخها فنا منذ بداية مشواره في الاربعينات من القرن الماضي حتى رحيله
مر فنه بحقب متعددة ،ومعقدة من تاريخ بلد لا يعرف الهدوء ولا يصل الى شاطئ ابدا
تنازعته تيارات سياسية مختلفة، حكمته افكار متناقضة لسياسيين متناقضين. لم يعرف الاستقرار، ومن ابرز مميزات العراق ان الخلف لا يغفر للسلف . يأتي لينسف كل ما قام به ويقضي الشطر الاكبر من عمره في عداوته ..سبه وشتمه. كأنه قدر لا ينفك يحكمه ولا يغادره

مع هذا استطاع العاني ايجاد طريقه بين حقول الالغام هذه. ويقدم كلما تسنت له الفرصة فنا راقيا هادفا، لا يلقي به في غياهب المجهول ،ولا يقوده الى براثن وحش انتقام كاسر لهذا الحاكم ام ذاك

يعرفه العراقيون برائحة القهوة مع الاميرة هند كامل التي انماث فيها كما ينماث السكر بين حبات القهوة ان يخرج من لعبة تصفية الحسابات العقيمة هذه، فعلقت الرائحة وقهوتها في ذاكرة المشاهد الى يومنا هذا. ولعل من ابرز مميزات المشاهد العراقي خاصة تلك الروح الطريفة التي ما تلبث الافصاح عن نفسها كلما تسنى لها ذلك ليتندر بروائعه وعبود يغني رائعة العاني التي اغضبت المرأة لاستعمالها لفظة قل اني مرة والتي تؤكد النزعة الذكورة واللغة التي لا يجب بقائها لوصف المرأة ..رغم ذلك بقيت تمثيلية عبود يغني حاضرة بذاكرة العراقيين يتندرون بها . والحقيقة بقيت لان روعة اداء العاني جعلتها من البصمات الخالدة في سجل الفن

هذا المسرحي العملاق الرائد الذي ترك في سيرته الذاتية عشرات بل مئات الاعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية لم يكن عراقي العطاء فحسب، فلطالما كانت له صولات وجولات مع الرحابنه وفيروزهم . كان صديقا وناقدا لطالما اخذت ارائه القيمة طريقها في مسيرتهم الاستثنائية في الفن الغنائي المسرحي

مع كل هذا لم يكن يوسف العاني ذلك المتحذلق المتكبر، كان حتى في خريفه فتى سعيد . يزخر بالحياة. كلما رايته على شاشات التلفاز ضيفا مرموقا لأحد البرامج تذكرت لقاءاتي به في مبنى الاذاعة والتلفزيون حيث كان يعمل .. كان منفتحا، مرحا متواصلا مع كل الاجيال. لا يدخر او يبخل بمعلومة. ولا يتردد بأخذها من أي كان. يتحدث عن حياته كأنها كتاب مفتوح ...رحلاته وتجاربه وأسفاره

اذكر ذلك اليوم الذي تحدثنا به طويلا عن تاريخ العراق الحديث ابان مشاهدتنا لفلم مقتل الملك غازي واستمر الحديث طويلا وتشعب حتى نقلت له بفخر حكايات من سيدات عراقيات اغلبهن قريبات لي . وكم تعلمت من الفن الشعبي وأشعاره ورحت انشد على مسامعه بعضا مما روينه لي من تلك الاشعار التي أبنت الملك غازي ،فما كان منه إلا ان مسك ورقة وقلم وراح يكتب تلك الأشعار استغربت فلم يعد هناك مجال لإعادة انتاج مشهد في الفلم لإضافة تلك الاشعار التي تعرف بالعراقي باسم الهوسات .. لكن اكبر الظن انه كتبها كي يؤرخها في احد كتبه، او للاستفادة منها في عمل ابداعي من اعماله التي اعطت للفن العراقي الكثير من الخصوصية والأهمية. رحل يوسف العاني . رحل عبود الذي كان يغني رغم اوجاع بلده. رحل من كانت نواعير عانة تمده برقراق الابداعات فنا. وإلهاما. رحل فنان . انسان . شاعر. عراقي. وما زال يغني في ذاكرتنا اروع الحانه الانسانية



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة -2
- حائط المقهى
- ارادتي +نقودي=هجرتك
- اللعبة الجائرة
- اوجاع المهاجرين
- من فتحت الحدود خسرت الاصوات
- ضاع محمد والوطن
- يظل اللون ارجواني اللبوة الجريحة
- لما يزعجك دكاني
- عندما تكون العيد
- أصفار شهادة الميلاد
- يظل القيد ارجواني- الخديعة
- يظل القيد ارجواني -الطاعة اولا
- يظل القيد ارجواني-التمرد
- خياطة تقود ثورة
- كان له
- وضاع الوطن مرتين
- ترحل وقيودها معها
- مخالب الامومة
- اغراء لاينتهي


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - ولم يعد عبود يغني