أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي














المزيد.....

دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5310 - 2016 / 10 / 10 - 00:17
المحور: المجتمع المدني
    


المثقف والمشكل الأجتماعي

المثقف مسئول منطقيا عن حالات الأنحراف الأجتماعي والفكري عندما لا يمارس دوره الوظيفي العضوي في تشخيص الخطأ، واقتراح سلسلة من الأفكار التداولية الساعية إلى منهجة وبسط الحلول الافتراضية للمشكلة الأجتماعية بصورتها الأكثر فدرة على التغيير والتحديث، ولكنه بالتأكيد ليس شرطيا ليطبق نظرياته بالطريقة البوليسية وتحت تهديد القوة، المثقف هو القوة الناعمة التي يمكنها أن تنجز التغيير وتقول إلى عمليات التحديث من خلال القدرة على القراءة وممارسة النقد والترقي فوق الحدث ومعطياته وأدواته، فهو ليس المسئول التنفيذي الأول عن أنجاز التغيير بل هي الدولة وعبر أجهزتها التنفيذية والقانونية عندما تمارس دورها كحامية للقيم الاجتماعية والانسانية والحضارية وحقوق الانسان كل الانسان.
الدولة الوطنية المدنية ذات المنهج المبني على حقيقة مفهوم المواطنة والمشاركة العامة والكاملة لكل القوى الأجتماعية في بناء وتنفيذ أليات التغيير هي المسئولة عما يتحرك ضمن أطاره الفرد المجتمع والمجتمع الفرد، فهي فوق المشاعر ولمنها تحترم وتقدي حق الفرد في الأهتمام بمشاعره الفردية والجماعية وممارسة ضمن حدود حقه فقط وليس التعدي فيها على حق الأخر، وأيضا لها أن تمارس التجرد في وظيفة أحترام المشاعر وموازنتها وليس الانحياز لصاحب المشاعر الأنانية والمفرطة في ذاتيتها والمختلف عليها أساسا، لأن هذا الأنحياز يخرج الدولة ووظيفتها من العمومية والتجرد وتحولها إلى أداة فئوية تماري مصالح فئة ضد أخرى وإن كانت مجرد تفضيل لا يؤذي أحد.
هنا على المثقف أن لا يكون سلبيا أو مترددا أو خائفا من السلطة ومتملقا لها عسى أن تخرج كلمة التغيير من غيره، هذا التخاذل سببه الوهم والنظر برؤية مجتزأة وغير واعية لدور الثقافة والمثقف في تحصين دور السلطة والإدارة الحاكمة مهما كانت التحديات التي تواجهه، المثقف الحقيقي و الذي يعري كل التجاوزات ويهتم بكل الإشكاليات التي يرى فيها مساسا لدور مؤسسات المجتمع والدولة والنظام بما فيها دور السلطة الحاكمة، وكلما كان صادقا وواعيا ومنتبها للخطر الأجتماعي قبل وقوعه وأستفحاله كان جديرا بالأحترام والتقدير والقدرة على أصلاح الخلل وتلافي أرتداداته الأجتماعية.
حينما تكون أجهزة الدولة ومؤسساتها تنحاز لفئة متسلطة مخادعة ومزيفة للحقيقة خوفا على وجودها وبقائها في موقع القرار الذليل المرتهن لإرادة غير الوطن ومصلحته الكلية، على المثقف ان يدين هذا الانحراف ويعلن بكل وضوح عن موقفه القوي والجاد والملتزم، لأن هذه السلطة ستتحول بعمومها الوظيفي والشخصي ورجالها ورموزها إلى عصابة مهرجين أقزام، لا يصلحون لإدارة حضيرة خنازير أو قن دجاج للتربية، دور المثقف سيتحول من مكتشف وناقد وباني رؤية إلى مقاتل من طراز خاص هدفه ليس فرض الرأي وتنفيذه بل فضح الزيف ومقاومة الأنحدار الذي تمتهنه سلطة الفئة في وطن الكل.
المسئول الأخر والذي يبرر له الجاهل والمتملق والخائف والانتهازي بداعي المعصومية هي مرجعيات الدين كافة وبدون تحديد خاص إلا الولاء للوطن ومصلحة المجتمع التي هي مدار الوظيفة الدينية وجوهر فكرة الدين أعني بها الخيرية المطلوبة دينيا، ومن يقول انها لا تملك حق السيطرة على مشاعر الناس أو تتحكم بهم فإنه يخادعك ويستحمرك وبالأخص عندما تخرج هذه الأقوال ممن يحسب على نطاق المثقفين أو ينتمي زيفا لهم، فلماذا تحارب هذه المرجعيات والمؤسسات الدينية وبقدرة غريبة على التأثير على السذج والعوام كل الأفكار المدنية والعلمانية، وتشجع على محاربة كل مظاهر الأحتفالات والافراح ومهرجان الالوان وغيرها من مشاعر السرور والبهجة عبر أدواتها القمعية وذيولها الأنتهازية، المرجعيات الدينية بكل أشكالها وألوانها مدانة بلا تردد عن كل قمع لحرية الإنسان في حدودها الطبيعية وما تفرضه من أنماط محددة من السلوكيات الحسية التي لم ينزل بها الله من سلطان، ومسئولة أمام الله وأمام رسوله وأمام الناس ومذنبة حد الغرق التام بالأثم الذي يجعلها ساقطة أخلاقيا وإنسانيا في ممارسة مهمتها كموجه ديني محترم من قبل أهل العقل والفهم والتدين الحق.
لقد كان دور المثقف في أوقات أقل تحررا من الأن وأقل قدرة على تقبل الأفكار أهون بكثير مما يواجهها اليوم من مقاومة غير مبررة وغير متوازنة من أطراف وقوى محسوبة على المقدس وتحت عناوين زائفة، تريد من خلال منهجها التحريضي مرة وسكوتها عن الأختلالات الفكرية والسلوكية أحيانا أخرى إلى أعادة الإنسان إلى واقع الحضيرة والقطيع المستسلم لأفكارها الكهنوتية، تريد للمجتمع أن يرتهن لإرادة سطوة الفكرة الدينية في تشددها المضطرد بعناوين سوداوية قاهرة لتحبسه وتأسره في دائرة مظلمة تتقاطع مع دور الدين كونه أداة تحرر وتنوير.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق التاريخي هو عراق اليوم والتجربة لم تنجح في التغيير
- العدل الألهي..... والظلم البشري في تسخير النصوص الدينية المض ...
- التحريف الكهنوتي ومنهج الأستحمار الديني
- أحيوا أمرنا ....ح2
- أحيوا أمرنا ....ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
- هذيان عاشق مغرور
- الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما ...
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة
- الدين ومستقبل البشرية.ح 1
- الدين ومستقبل البشرية.ح 2
- مزادات فكرية


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس علي العلي - دور المثقف ومعالجة المشكل الأجتماعي