أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - ثورة الثورات وأهدافها














المزيد.....

ثورة الثورات وأهدافها


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 22:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تتلكأ الحروف والمعاني، ويتشتت الفكر ولا يصمد؛ أمام عملاق تعبيره في ملحمة عاشوراء، فأي كلمات تكفي لوصف التألق في صراع الإنسانية الأزلي بين منهج العطاء والأخذ، منهج يقول أتباعه كم مرة نقتل لنعود للقتال، وآخر يقول كم تدفع لنقاتل؛ والحسين يعني الشموخ والقمة في العطاء وسبيل إنتصار الدم على السيف، وتجسيد لكل فضائل التضحية والشموخ والإباء والكرامة والنُبل والصبر، ويحق للإنسانية الإنحناء أمام العطاء الكبير، ومنه تتعلم الشعوب الحرية والمجد.
تجاوزت عاشوراء الزمان والمكان، ولا يمكن فصل أحداثها عن الحاضر والمستقبل؛ حيث العطاء يمتد متجذراً لمشروع حياة؛ يبدأ بمصير الشهادة الحتمي.
يعطي المنهج الحسيني عزيمة وإرادة وقوة، وشروحات ملامح مشروع التغيير ومحاربة الفساد والإنحراف، وقائده قمة الخلود والسمو والرفعة، ولم ينفصل عن التاريخ بتغيّر الزمان والمكان، ورمزاً لصناعة حياة كريمة، وعظيم بين أمته والأمم وكبير بإنسانيته بين الناس؛ جسد البطولة بشجاعة التصدي وحمل مشعل ينير دروب الحرية، وخالد حين تذكر قمة الخلود.
قدم الأمام الحسين عليه السلام؛ رسالة سماوية حية؛ ترسخ المباديء والعقيدة، وحمل الراية المحمدية الأصيلة؛ بمنهج الإشراق والإستشراف والتشريف، وأطلق سمو الأرواح وتألقها وكسر القيود المنغلقة والسلوكيات المنحرفة، وأدار عمق المشروع الإلهي في الأرض بتضحية ذات مقومات إستمرارية ومنهجية، فكسر القيود للإنطلاق في رحابه، ونظف العقول من طلاء الزيف والنزوير والتزويق، وفاض عطاء ودروس وفتح الأبواب للتحرر، وأعطى للثوار طريقاً معبد بالتضحية، وإختزل بثورته كل الثورات على مر العصور، وحمل آهات الثائرين بقوة المنطق، فقاتل بالحق وقاتلوه بقوة السلاح والعدد والمال، وأن يعتقدون أن شهادته نصراً لهم؛ فنصره أبدياً.
إن المشروع الحسيني ليس مجرد دموع وبكاء؛ بل أن البكاء زيتاً يزيد التوقد والإندفاع والإيمان بالمباديء والسعي للتحرر، ومشعل لإنارة طريق يدلنا على الكرامة الضائعة بيد الطغاة، وإرادة صمود تبعد عن الذل والهوان والإستسلام، وما تهميش المسلمين والتجاوز عليهم؛ لأن التاريخ ينقصه في مواضع كثيرة العجز عن فهم وإستيعاب عظمة عاشوراء ومشروعها، ومعظم المسلمين مروا على ذكراه مرور العابر لا المعتبر، ولم يدركوا أن المستقبل يرتبط بفهمهم لعظمة المنهج.
إنتصر الأمام الحسين بفئة قليلة بعطاء كبير، وخسر أعداءه بكثرتهم وكثرة سلبهم، وإنتصر العطاء على الأخذ، وتخلدت التضحية وإنكسرت الأطماع الآنية.
تصدى الحسين للزيف والإنحراف المهين للشعوب المسلمة، وتجاوز العوائق التشويه وسوء الفهم التي وقفت بالضد من تطور أمة إسلامية؛ أراد إزالة التناقضات والإنطلاق للعالمية بأبطالها الحقيقين، وبدأ بمحاربة التطرف والكفر بين المسلمين، ولم يثور على الأجانب والليبرالين واليسارين، وأعداءه يلبسون العمائم ويصلون زوراً، ويجاهرون بالفسوق والقتل، وفي عصرنا كأن الحسين يتجدد ويواجه قمة التطرف والإنحراف، والشعوب المسلمة تعيش الإختبار، وعليهم تحديد مستقبلهم وموقعهم بين الشعوب، ومتى ما عرفوا ثورة الأمام الحسين وإنتهجوا نهجه ووقفوا بإحترام لتضحياته؛ عندها سيقف العالم بإحترام للإسلام والمسلمين، وإذا كانت ثورة الحسين ثورة تتعلم من تضحيتها شعوب المعمورة؛ فالأولى بالمسلمين أول من يفهم منهج ثورة الثورات وأهدافها.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراكة الناخب المرتشي والسياسي الراشي
- التحالف الوطني خطوة صائبة وقفزات الى الأمام
- واشنطن بين الإتهام وشكوك الخليج
- ألف شكر للفاسدين والأغبياء والخونة
- التحدي القادم بعد الموصل
- موقع العراقي في الشرق الأوسط الجديد
- عدم الإنحياز متحدون على الإنحياز
- العراق بمواجهة رأس الأفعى
- ما وراء إستهداف الأسواق
- إجازة الموظفين وسلبياتها الإقتصادية
- مواجهة العاصفة الإقتصادية
- إختيار الزعيم زعيماً للتحالف الوطني
- نهاية داعش وواجبات الدول
- النواب بين الواجب والمسؤولية والمشاكسة
- منطقة لم يطأها بسطال عراقي
- لن أتحمس للحروب الشخصية
- أياك من مخاصمة القبيلة السياسية
- التعيين بالوكالة افيون الاصلاح/1
- الشباب بين تناقض القوانين
- ما بعد الموصل من دخلها آمن


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - واثق الجابري - ثورة الثورات وأهدافها