أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - صَوت الهاربين















المزيد.....

صَوت الهاربين


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


اِلْتقيتُ اليوم جيراد.
جيراد شاب لطيف من الجزيرة السورية، لا يجيد كتابة اِسمه، ولا بأية لغة، يعيش في ألمانيا منذ عام 2003.
في المرة الأولى قال لي ضاحكاً بأنّه هارب، يحب الأسد! لكنه يحب الكوكايين أكثر!
في المرة الثانية حكى لي كيف كان أهل الجزيرة قبل عام 2011 يقفون باستعداد لاحترام مساعد ما قادم من الساحل وكيف سقطت هيبة الشرطي الساحلي بعد عام 2011...
ثم أضاف: "قال.. ثورة.. قال"، "يا عمي.. الثورة تبدأ في عقول الفلاسفة... لا في عقول مثل عقلي".
أما اليوم، في المرة الثالثة، فقد أخبرني بأنّ الله أنعم عليه بالزواج وتحقيق ربح مادي جيد في صفقة كوكايين...
ثم أضاف: "لقد اشتريت منزلاً بطوابق ثلاث... توقفت عن التدخين نهائياً وبدأت بممارسة الرياضة.
ملاحظة: لم أكن أعلم أن ما قاله صديقي جيراد قد قاله سابقاً الفيلسوف الألماني كارل ماركس "الثورة تبدأ في رأس الفلاسفة".
*****

عندما يدفع شخص ما 360.000 يورو ثمناً للحصول على إقامة دائمة في بلد ما من بلدان الاتحاد الأوروبي، هنغاريا مثلاً، حينئذٍ يجب أن يفهم الثوار الهاربون في أي نعيم في ألمانيا هم (مؤقتاً) يعيشون!
حتى الآن تم بيع 3000 إقامة دائمة!
*****

يقول صديقي عبود المحترم: "بعض السوريين الذين ساقتهم الأقدار إلى ألمانيا لا يعرف من ألمانيا سوى "الجوب-سنتر" والتعويض الشهري، وتعويض السكن، وتعويض الأولاد، وتعويض الملابس و"الملدنة"..إلخ."
*****

يستطيع الإنسان أنْ يصنِّف الهاربين إلى بلدان العطايا تحديداً وفق الشرائح التالية:

أولاً: شريحة الزعران الذين حملوا السلاح وارتكبوا أعمال الإساءة والسرقة والنهب والتهريب والقتل في سوريا، واستطاعوا بفعل الأموال التي جمعوها بطرقٍ بشعة الوصول الآمن إلى بلدان لم يحلموا يوماً برؤيتها، لهذه الزمرة من الأوباش نقول: ستُعادون إلى البلدان التي أتيتم منها عاجلاً أم آجلاً وستتم محاكمتكم يوماً.

ثانياً: شريحة الطراطير الثورجيين الانتهازيين المتفذلكين حديثي النعمة من كافة المستويات وعلى كا...فة الأصعدة، هؤلاء الذين لم يكن لهم تاريخياً أية علاقة تُذكر بالعمل النضالي أو الثقافي أو الإنساني الجاد. هذه الزمرة ستبقى مشرّدة إلى أن يحين أجلها.

ثالثاً: شريحة النوايا المُخبّئة والتي تضم البعض من مستوى حملة شهادة بكالوريا، الذين لا علاقة لهروبهم أبداً بأنّ في بعض مناطق سوريا ثمة حرب، هؤلاء لم يهربوا بسبب الحرب، وإنما بسبب نواياهم المتواجدة أصلاً في عقولهم قبل حدوث الحرب، وما أن اشتدت الأزمة حتى ركبوا الموجة واستغلوا الفرصة ووصلوا إلى بلاد العطايا ليعيشوا عالة على الآخرين أو في كنف الآخرين.

رابعاً: شريحة القطب الثالث من الباحثين عن الأمان والسلام والهدوء والحربة والطامحين للتطور الشخصي والوجداني، ممن لم تتلوث لا أياديهم ولا عقولهم مع أي طرف من الأطراف في أية مرحلة من المراحل، يسعى أتباع هذه الشريحة جاهدين للعمل والعلم والمعرفة ليتخلصوا بأسرع وقت من كونهم يعيشون عالة على الآخرين، لهؤلاء الصدر ولنا العتبة.

خامساً: شريحة العائلات المحترمة التي تَضَرَّرَت بصدق مادياً أو معنوياً كنتيجة لهمجية الميليشيات الإرهابية والأصولية وقوى التخريب والنهب التي تمرح وتسرح في كل مكان. هؤلاء هم من يستحقون الحماية والاهتمام والحصول على الدعم المالي والنفسي حتى يستعيدوا صلابتهم من جديد.
*****

ساهم الربيع الإسلامي الغوغائي في خلق نوع جديد من الثَّقَافَة اللاوَطَنِيَّة، ثقافة التَّهَارُب العنفثورجماعي.
*****

ضجيجكم أَيُّها الثوار الهاربون في شوارع برلين، شعاراتكم الرديئة، رقصاتكم الهزلية، موسيقاكم الصاخبة، سجائركم، تكبيراتكم وتنسيقاتكم... كلها أشياء تثير التقيؤ... عودوا إلى مناطقكم المُحرّرة، لا مستقبل لكم في هذا البلد!
إنَّه زمن التلوث البصري والسمعي يا برلين.
*****

السيدة المستشارة الألمانية "ماما ميركل" من المرشحات لجائزة نوبل للسلام لوقفتها الجريئة المتسرعة مع قضية الفرار الجماعي التي سببت شرخاً عميقاً في المجتمع الألماني بدلاً من وقفتها مع قضية المنكوبين ضمن بلدان الفرار، بدلاً من مساعيها لمكافحة الأسباب الأصلية للفرار وإيجاد الحلول لإنهاء الصراع وإيقاف الحرب، بدلاً من السعي للوقوف في وجه الصادرات العسكرية للحكومات سيئة الصيت، المملكة السعودية مثلاً...
السيدة المستشارة لا تستحق نوبل للسلام لهذا السبب، لأنّ فتح أبواب ألمانيا في وجه القادمين ليس كافياً بالمعنى الفلسفي لخلفية الجائزة للحصول عليها... لكن لعلها قد تستحق الجائزة إذا كان الأمر يتعلق بمساعيها الدائمة لحل الأزمات والكوارث المالية في الاتحاد الأوروبي لمنعه من الانهيار!
*****

هناك اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأفغانستان على إعادة الهاربين الأفغان إلى كابول، بمعدل 50 شخص في اليوم الواحد حتى نهاية آذار 2017، ومن ثم يزداد عدد الواجب إعادتهم ليصبح دون سقف.
حكومة كابول تقبض المال الذي تحتاجه لقاء هذا الاتفاق وحكومات أوروبا ترتاح من منهم.
والدور فيما بعد على الهاربين من ليبيا وتونس والمغرب وبلدان أخرى...
*****

السيد طيبي شخص طائفي، ضعيف، عصبيّ قَبَليّ، ضائع، متهالك، مثقوب، كاره لأبيه، عاشق لأمه!
*****

كتب أطروحة الدكتوراه تحت عنوان: "الله جميل".
هذا الرجل هو نوید کرمانی، 49 عام، محاضر جامعي لمادة الشعر، أكاديمي مسرحي، صحفي، مستشرق وكاتب ألماني-إيراني... ألّف الكثير من الكتب الهامة، كتب الكثير من المقالات الصحفية، حصد الكثير من الجوائز على مستوى ألمانيا... متزوج من الصحفية الألمانية-الإيرانية السيدة کتایون امیرپور...
وقف هذا الرجل ضد حرب العراق، إلا أنه من أنصار ومشجعيّ قناة الجزيرة!! وكان من المعجبين بالربيع العربي!
يُعتبر هذا الرجل من المرشحين الأقوياء نظرياً لرئاسة ألمانيا اعتباراً من عام 2017.
لا أستطيع أن أتخيل أنَّ رئيس ألمانيا القدم ينتمي إلى عائلة إيرانية مسلمة! ما زال الوقت مبكراً لهذه القفزة النوعية.
*****

إذا كان فمك مليئاً بالدم فلا تبصقه أمام الهاربين...
*****

تَلَكّأَ الهارب طويلاً في خلع ملابسه لتعلم السباحة والوصول إلى ألمانيا، حتى صارَ لا يحصل إلَّا على حماية مؤقتة لمدة سنة ودون لم الرمل.
*****

لكل هارب الحق في الحصول على 2000 يورو من أجل شراء عفش.
على الحاضر أن يُعلم الغائب!
*****

نطالب جامعات ألمانيا باتخاذ التدابير القانونية والاختبارات الصارمة قبل الاعتراف الجزئي بالمسمّاة شهادات باكالوريوس وشهادة بكالوريا، لأن بعضها قد أُخِذَ تحايلاً من المسماة جامعات ومدارس سوريّة وذلك اعتباراً من عام 2012.
*****

عشرات الآلاف من الذين هربوا من ضياعهم ومدنهم لأسباب متعددة تراهم منتشرين في البلدان الأوربية... لايجيدون القراءة ولا الكتابة... يبيعون الشاورما واللحم الحلال....أو يتاجرون بالحشيش و أصنافه... لا يفكرون بالعودة لحماية أهاليهم... لكنهم يطالبون في وقفات ضجرهم الدول الأخرى بحمايتهم!
*****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قالوا إهرب يا عبود!
- مُتْعَةُ التَّهَارُب
- التَهْرِيبة الثَّوريَّة
- أوهام الهاربين
- عَدْوَى الْهُرُوب
- مصير الهاربين
- الهروب لا يُطعم خبزاً
- بعيداً عن الهاربين
- الفارُّون
- من فضاء الهروب
- بَكْتيريا اللُّجُوء
- اللُّجُوء إلى جَنَّة الغرب
- حدث في قطار آخن -53-
- حدث في قطار آخن -52-
- حدث في قطار آخن -51-
- حدث في قطار آخن -50-
- حدث في قطار آخن -49-
- حدث في قطار آخن -48-
- حدث في قطار آخن -47-
- حدث في قطار آخن -46-


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - صَوت الهاربين