أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..















المزيد.....

مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5308 - 2016 / 10 / 8 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..

مروان صباح / لم تعد تنّفعَ جميع الاستقراءات التى يجتهد المرء في تقديمها ، لأن ، الحاصل يحتاج إلى النزول للعالم السفلي ، وأول شروط الدخول إلى هذا العالم ، يتطلب التنازل عن إنسانيته ، نعم ، الإنسانية لا شيء آخر ، وهذا التنازل قد عبرت عنه في الماضي القريب ، النظرية الرأسمالية ، التى تطورت تدريجياً وتجددت مرات من خلال الليبراليين الجدد ، وبالتالي ، عندما تمكنت الرأسمالية من التفرد في الاقتصاد العالمي ، تخلت تدريجياً الدّول العاملة بها عن العدالة الاجتماعية ، وبالتالي ، في واقع أمرها ، لم تكن فعلاً تؤمن بالمساواة بقدر التكافؤ ، وبالفعل ، تفوقت الرأسمالية وسجلت انتصارات مختلفة على جميع النظريات المضادة ، وترسخ مفهوم علاقة الفرد بالاقتصاد ، والتى تنتهي فقط إلى معاملات ، لتصبح ، الدول ذات النهج الرأسمالي غير ملتزمة بأي مسؤوليات اجتماعية ، وقد يلاحظ المرء ، أن المدرستين في الاقتصاد العالمي الحديث ، قادهما شخصيتين يهوديتين ، كارل هانريك ماركس 1818 م 1883 م ، فيلسوف اقتصادي وعالم اجتماع ، اشتراكي ثوري ، وفي الجانب الآخر ، فريدريك فون هايك 1899 م 1992 م ، اقتصادي مدافع عن الليبرالية الكلاسيكية والرأسمالية القائمة ، خلاصة مدرسته التى كافح في الدفاع عنها ، اعتبر أن العدالة تكمن في السوق ، والسوق وحده فقط ، يتيح للفرد الفرصة ، طبعاً ، من خلال التكافؤ لا شيء أخر ، في الحقيقة ، كانت الأمور في السابق تختلف عن العقود الأخيرة ، حيث ، استطاعت ثلة من الليبراليين ، الاقتصاديين ، مواجهة المدرسة الاقتصادية الماركسية والمبادئ الاشتراكية والاقتصاد الجماعي ، ودافعت هذه الثلة عن الليبرالية الاقتصادية بعنف واستطاعت أن تشكل اقتصاد عالمي انتقائي ، حيث ، كانت الحركات الاشتراكية ، في وقت سابق ، في ذروة صعودها في العالم ، الذي تطلب جهد مضاعف في مواجهة التمدد الماركسي الاقتصادي .

انتهت اليوم جميع النظريات المضادة للرأسمالية ، بل ، تحولت الصين والإتحاد الروسي وأمريكا الجنوبية والعرب ، أكثر انخراطاً في نظرية النسبية عن القيمة والنفعية ، ولهذا ، نشهد في هذه المجتمعات رفض قطعي للقيم الاجتماعية المستقلة عن المصالح الفردية ، وتسوّق هذه المجتمعات مفهوم السوق الحر ، حيث ، يصنف على أنه يسير دون تخطيط جماعي ، لكنه ، كفيل أن يحقّق الرفاهية والتقدم والإنتاج ، يحصل ذلك ، فقط ، عن طريق سعي الفرد نحو تحقيق مصلحته الشخصية ، بالطبع ، عكس ما يطرحه الإسلام وماركس ، من دعائم أخلاقية ومعايير ، ومن الإنصاف في هذا السياق ، يسجل التاريخ للعرب محاولة ، كانت تحمل ، تفاؤل ، عندما أحدث الأردن ، منظومة بنكية إسلامية حديثة ، مبتكرة ، انتهت في نهاية المطاف ، إلى انصهار في الليبرالية الجديدة بسب عدم توفير الدعم العربي لها ، فالليبرالية الجديدة ، تعتبر أن الحياد هو مصدر قوة للسوق ، الذي يبرر عدم حاجته إلى أي دعائم ، إلا أن ، وفي ظل غياب البدائل ، تنقسم الرأسمالية اليوم إلى صنفين ، الأول ، الأصل ، والثاني ، الشبيه ، ومن هنا ينطلق الأصل مجدداً ، إلى تغيرات جذرية في الرأسمالية المعدلة بالأصل من الليبراليين ، طبعاً ، من معرفتهم اليقينية بجهل الشبيه لهذه المتغيرات ومصائرها ، حيث ، يسوق الاقتصاد العالمي ، منذ سقوط الإتحاد السوفيتي والتغير الذي طرأ بشكل جذري على الاقتصاد الصين ، إلى إعادة ترتيب البنك الدولي ، على أسس واضحة تقترب من الحد للفكر الرأسمالي ، المتواري خلف تكافؤ الأفراد والانتقاء البشري ، فالفرد أينما كان ، أصبح يٍحّتكم إلى مفهوم الربح والخسارة ، محسوبين بالنقود ، ليتحول العالم كله إلى بورصة وسندات واسهم ، وهنا ، تجد أن العالم يفقد تدريجياً السوق السلعي ، الذي يتيح للرأسمالية التحكم بكل المصادر والموارد الطبيعية ، للدول الغير صناعية ، وبالتالي ، يسمح للرأسمالية الأصلية ، التفرد ، وهي الوحيدة القادرة على تصنيع الحداثة والتكنولوجيا والوحيدة القادرة على تلبية احتياجات العالم من صناعات وغذاء ، تماماً كما هو في الجانب الآخر ، تُخضع الرأسمالية جميع الموارد الطبيعية إلى البورصة العالمية ، وبالتالي ، مردودها وأصولها وسياساتها تعود إلى مؤسسيها التقليدين .

إذاً ، الملّخص الفعلي ، العالم بطريقة أو بأخرى ، أشباه أو أصليين ، أصبحوا في خندق الرأسمالية ، المهذبة أو المتطرفة ، وهذا التساوى لا يستوى عند أصحاب فكر السوق الحر ، بالطبع ، كانت في الماضي البعيد ، الرأسمالية هَدَف ، يُرغب في تحقيقه ، وليس كما يدعي هايك ، بأنها نمو تلقائي غير مقصود ، وشهدت الرأسمالية تطور مع الليبراليين الجدد ، بشكل مقصود ، والآن ، بعد تخطيط بالغ الجهد ، يتم تأسيس فلسفة جديدة باسم الليبرالية ، حيث ، يحمل الجديد في طياته دمار أشمل للبشرية ، تطرّف اقتصادي أعنف ، مما شهدته البشرية من قبل ، وقد درج في السابق مقولة خطيرة ، نعتبرها أقرب إلى الهروب أو التملص من المسؤولية ، حيث ، يردد أصحاب مذهب السوق الحر ، أنه سوق غير مسيطر عليه ، الذي يؤدي في الأغلب ، إلى نتائج غير مقصودة ، وهذا الغير مقصود ، أنتج ما يقارب أربع مليار إنسان بين جائع ومشرد وكادح يكدح خلف حفنة من دولارات ، ومع مرور عقود من الكدح ، تحولوا الكادحين إلى عبيد ، معذبون حتى الموت ، لهذا ، تسعى اليبرالية الرأسمالية ، ادخال العالم بأسره في حروب دموية ، مبنية على أسس دينية ومذهبية وقومية ، أي عنصرية ، ومعارك أخرى ، تقع في الجزء الآسيوي ، فقر يتجاوز الموت ، بالكاد الإنسان الآسيوي يجد طعامه اليومي ، رغم جميع الطرق والخطوات التى وضعت في الآونة الأخيرة ، من أجل النهوض بشعوب المنطقة ، إذاً ، المرحلة المقبلة ستشهد مزيد من الاحتكار للتقنية والموارد البشرية ، في المقابل ، تسعى الرأسمالية إلى توسيع تلك الكائنات الاستهلاكية في ارجاء الأرض ، لتُصبح كالإسفنجة ، كي يحلو لها تحريكها كما تشاء ومتى تشاء .

أصبح الاقتصاد العالمي مرهون بأكمله إلى البورصات ، وجميع السلع مرتبطة بسعر البترول ، الدواء والغذاء المُصنع ، والزراعة وجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة ، وقد تكون دول المنتجة للبترول ، تورطت دون أن تعي ، خطورة ارتفاع اسعار النفط الجنوني ، لكنها ، تعي الآن ، أن الارتفاع كان أشبه بالفالصو ، حسب المصطلح الشعبي ، فالدول الصناعية ، لم تتأثر بارتفاعه ، طالما ، الإنتاج بشتى عناوينه ، مرتبط بالبورصة الدولية ، التى تتحكم بها بالأصل ، ومع مرور الوقت وتقلبات أسعار النفط ، الدول المنتجة للبترول ، تضررت وتورطت ، بل ، تقف عند عتبة الانهيار ، في المقابل ، تتهيأ الدول الكبرى ، تهيؤ المتخلي عن حلفاءها التاريخيين ، الذي سيضيف من أزمة الدولة العربية ، أزمة كبيرة ، بعد ما فقدت نظامها الاقتصادي ، التكافل والسوق الجماعي ، إذاً ، العالم جميعه سيشهد سياسات جديدة في الاقتصاد ، ستكون سياساته بعيدة كل البعد عن السياسات ، المعروفة أو بالمعنى المألوفة ، دول شكلية ستذهب مع ادراج النظام الاقتصادي ، الجديد ، ودول سعت في الآونة الأخير التشبه بالرأسمالية ، لكنها في واقع أمرها ، فقدت النهج الذي قامت عليه ، الاشتراكي ، وعجزت من تقليد الرأسمالية أو التمكن من السيطرة على تفلتاتها ، فالحروب الكبرى ، التى تخوضها الصين من أجل الدفاع عن أمنها القومي شرق اسيا وروسيا الاتحادية شمال أوراسيا ، تحتاج إلى اقتصاد ، يعتمد على الذات ، اولاً ، وعابر للقارات ثانياً لأن ، الرأسماليين الحقيقيين ، يراهنوا على القتال الطويل واحتكار للاقتصاد الدولي لمدة أطول .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا تقف على عتبة إعادة المشروع النهضوي ، دون بطاقة مرور .
- ثنائية عرفات ودرويش
- الدولة الوطنية ، أمام تحديات المشاريع الإقليمية والدولية
- تحديات الدولة الوطنية أمام مشاريع إقليمية ودولية
- محمد علي كلاي ، من رياضي القرن إلى تلميذ في المدرسة الأشعرية ...
- حرب حزيران 1967 م كانت فاصلة وتعتبر بمثابة معركة اجنادين ..
- الملك عبدالله الثاني يطرق باب البيروقراطية الأردنية ..
- القاسم المشترك بين المسلمين الموريكسيين واليهود السيفارديم ، ...
- غزو فكري مكمل للغزو العسكري والانتصار للتكنولوجيا ، مقابل ، ...
- لم يعد النفط صالح للتهديد ، لكن هناك أسلحة آخرى بديلة
- احذروا من اتحاد مصالح العرب ...
- مرحلة تمكين إسرائيل إقليمياً ،، وفلسطين انتقلت من المقدس الي ...
- هجرتان سببهم الفقر والقتل ،، تشابه في العقلية واختلاف في الأ ...
- الأمير محمد بن سلمان ، كيف يمكن ، قطع الشك باليقين ، أن يكون ...
- اجتثاث وإحلال ، فراغ لا يوجد قوى وطنية قادرة على ملئه
- علاقة الصهيونية بالإمبراطوريات وعلاقة الإمبراطورية الأميركية ...
- في ذكر رحيل ابو محمود الصباح ، تاريخ محتشد بالمواقف الأخلاقي ...
- رحمك الله يا من مثل أحمد العربي في القطر التونسي ، شاعر الثو ...
- من خصوصيات المرحلة القادمة ، أنها لا تقبل التعمية ولا الجهل ...
- أمة عاجزة عن الدفع عن تاريخها ، من محاربة الإرهاب إلى محاربة ...


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..