أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق 2003















المزيد.....

فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق 2003


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


2016 - 10 - 07

فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق
2003

الكاتب: جميل نادر البابلي

ان الخروج من المحنة المدمرة التي تطحن سوريا اليوم كان يمكن تجاوزها لو ان النظام والقيادة في سورية تمكنت من قراءة صحيحة في الاسباب التي كانت وراء انهاء العراق كوطن وكدولة وكشعب وربما الى الابد.
لكن النظام السوري تبنى سياسة معاكسة تماما لما كان عليه اتباعها لانقاذ بلاده ونفسه من الكارثة التي تنهش عظام سوريا شعبا ووطنا منذ 6 سنوات والله اعلم نهاياتها.

لو ان النظام السوري تصرف وفق المستجدات على السياسة الدولية وقرءها قراءة واقعية بعيدا عن التهريج ومرض اليسارية الطفولي في التعامل مع مصير الاوطان لبذل قليلا من الجهد في طرح سؤال كانت اللحظة التاريخية تفرضه على كل مهتم بالشان العام لبلده او لغيره والذي مفاده:
لماذا العراق؟؟؟

عندها كان التوصل الى السبب الرئيسي الذي اوجب الغاء هذا البلد من قائمة الامم وبكل يسر، كان يتم هذا بطرح الاحتمالات التالية:

1- هل لان له علاقة بالقاعدة كما يعلن؟

2- هل تمكن من الحصول او صناعة وانتاج اسلحة الدمار الشامل وهل هو متمرد على القرارات الدولية كما يشاع
وهل يعمل ضد مصالح اميركا والغرب؟؟؟

3- ما هي التربية الجماهيرية التي يتبناها النظام وتوجهاته السياسية ومواقفه تجاه اسرائيل ؟؟

بالمرور على النقاط 1 و2 نجد انها مفبركة حتى مدعيها تنكروا لها، ولم يكن لها وجود على ارض الواقع، وليست من اهتمامات النظام وحتى ان كان منها في وقت ما، فان النظام تخلى عنها كلية وفتح حتى غرف نومه للتفتيش للتاكد من صدق نواياه.

والان ننظر على السبب رقم 3 ماذا كان دور النظام والدولة العراقية في هذا المجال، اذ هنا يكمن مربط الفرس؟

والمحزن في الامر ان دول البدو التي يهمها الامر اكثر من العراق ظلت بعيدة عن هذا الخط الاحمر، ولم يكن يوما من اهتماماتها ونجت بنفسها من الجحيم الذي حل بابطال التحرير من البحر حتى النهر.

اما بلد كالعراق الذي لم تكن اصوله لا بدوية ولا اسلامية وحتى الاغلبية العظمى من مسلميه هم احفاد من حز البدو رقاب اجدادهم بذريعة اسلم تسلم ودخلوا دين الله وتبدونوا ثفافة وتفكيرا ونمط حياة، فالعراق كان من الاوائل من نادى بازالة اسرائيل وهو الذي ارسل جيوشه لتدميرها وهو الذي امطر مدنها بالصواريخ ، وهو الذي اعلن مهددا ان اي اعتداء على مشيخة بدوية سيحرق نصف اسرائيل.

ليس هذا فحسب بل انه من اسس جيش التحرير الفلسطيني ومن دعم كل المنظمات الارهابية الفلسطسنية تمويلا وتسليحا وتدريبا حتى ان المواطن العراقي اصبح من الدرجة الثانية بعد الفلسطيني في بلده، اليس كل هذا ما يكفي لحصول ما حصل؟؟
لان العربدة والحماس الفارغ وان تصبح ملكيا اكثر من الملك فهناك مؤشر على خلل في تركيبة القوم الفكرية والنفسية.

ما لم تدركه دول الممانعة والصمود والتصدي هو ان العالم كله ممكن ان يزول واسرائيل لا تزول و لا يسمح لاحد حتى ان تنتابه احلام في هذا الاتجاه ليعيش ولو للحظات فرحات النصر.

فاذا نظرنا الى قائمة الدول التي تقرر ازالتها نرى المشتركات نفسها في التوجه الذي سار عليه العراق ونجا منه من ابتعد عن هذا الهوس الفاقد لرشده فمن هي الدول التي نالتها بركات سلامة اسرائيل:

العراق كما مر سرده.

ثم ليبيا القدافي الذي اختار دور البطولة رغم كونه حفيدا لام يهودية وشعب من البربر والامازيغ ادخلوا قسرا في حضيرة دين الله وبداوته اراد زعامة احياء امجاد البدو بفتحهم الذين رفضوا خدمته، واين هي ليبيا اليوم. نفس السيناريو العراقي والمصير ذاته.
لحقتها سوريا كذلك ولا زال الجرح ينزف ولا يعلم احد نهاية لها كل هذا نتيجة السياسة الحمقاء التي انتهجها النظام السوري كرد فعل صبياني لزلزال العراق اذ سارعكس اتجاه القوى الدولية الفاعلة في العالم اذ اتخذ اخطر الاساليب بدافع حماية نظامه اذ جند كل القوى الظلامية الاسلامية من جهاديين وانتحاريين واصبحت دمشق ممرا و معسكرا لتدريبهم وتمويلهم وارسالهم الى العراق متصورا انه يبعد الخطر عن نفسه اضافة الى انه رفض كل النصائح والتحضيرات التي قدمت له مباشرة بصورة حمقاء، ونفس القوي التي جندها احتضنها لتدمير العراق هي التي تحرق سوريا اليوم، ولا بد من التذكير هنا ايضا ان هذا الحماس للدفاع عن جرائم الفتح الاسلامي رغم ان الشعب السوري بكل اطيافه ليست خلفيته بدوية بل من اجناس متحضرة وراقية لكن المؤسف حتى من لم يدخلوا حظيرة دين الله هم اكثر حماسا لاحياء امجاد من نحر اجدادهم.

كذلك مصر رغم انها تابت في معاهدة كامب ديفيد لم يشفع لها ذلك لهذا اراد الاميركان القائها في احضان الاخوان المسلمين وباي ثمن وان تكون تحت العبائة البدوية السعودية ولم يحسم الامر الى الان.

اما حالة اليمن فرغم انها لم تكن ضمن هيجان الاخرين لكن حرقها هو صراع اسلامي اسلامي وعلى بركة الله.

اما النظام التركي رغم ازعاجاته للغرب في تطرفه الاسلامي لكنه رتب اموره مع اسرائيل فلا خوف عليه ولا هم يحزنون.

اما ايران واذرعها في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن ان كان ما تعلنه من عداء لاسرائيل حقيقة فانها في قائمة محاور الشر فالدور قادم اليها لا محالة ربما بعد الانتهاء من داعش.
اما ان كانت عربدتها بالاتفاق مع حاخامات اسرائيل لاحراج واسقاط الطرف السني فهذا بحث اخر وليس مستبعدا.
والسودان هو الاخر ضمن قائمة الالغاء لانه له مشتركات في نفس اتجاه دول الصمود والخراب الذاتي.

فما كان يفترض بالقيادة السورية التمعن بالامر وللحفاظ على بلدها وشعبها ان تفتح وعلى الفور قنوات الاتصال مع الحكومة الاسرائيلية وتقدم ضمانات تقنع الجانب الاسرائيلي انها صادقة في تحسين سلوكها ولو تطلب الامر من رئيس سوريا الطلب الى اسرائيل لزيارة تل ابيب كما فعل السادات لكانت سوريا اليوم بكل الخير، لكن الرغبة في العنتريات لها ثمنها، والان تدهور الاوضاع تجاوز مرحلة اية مراجعة بغية اعادة ترتيب المواقف حتى لو اريد ذلك هنا ليس الله غفورا ولا رحيما.

هنا لا بد من سؤال ما هي مصلحة العالم في بقاء نصف اليابسة تحت العبائة البدوية التي لم تمنح البشرية خلال ما يربو على 14 قرنا من توحشها الا اسباب الموت والتخلف وازدراء الحياة فما الذي تجنيه البشرية من وبائها الا الدمار الذي قضي على السلم والامن في كل ارجاء المعمورة؟؟

ومن جانب اخر هل من العقل والحكمة والمصلحة البشرية ان تزال اسرائيل لاجل نشر قيم البداوة المتوحشة في الوقت الذي تمثل اسرائيل نقطة الضوء الوحيدة في اوقيانوس الظلام المخيم على الشرق الاوسط ، فما هي مصلحة العالم في اطفائها كونها بؤرة الديمقراطية والحرية وحكم القانون لنشر شريعة الموت في المنطقة حتى البدو بما انهم مجبولين على ثقافة العقم العقلي ومحاربة الحياة من مصلحتهم وجود ليس اسرئيل واحدة بل كل ما امكن من مشابهات لها في جيرتهم كاسرئيل هندية وصينية ويابانية وغيرها من الاجناس الحية التي تخدم الحياة والمعرفة.

فهل من المعقول ابادة شعب من 14 مليون نسمة يقدم للعالم من العلماء جهابذتهم اكثر من ما يقدمه ما يقارب 7 مليار بشر على الارض؟؟

تنتصارا لمن يطالب بثقافة الذبح والرجم ومحاربة العلم والمعرفة، واعتبار المراة من اللبائن اومن الادات المنزلية وكيس قمامة سوداء، والتسلط القاتل عل الكائنات الى غير ذلك من الآفات البدوية التي تزخر بها مملكة الشر والمشايخ المنحدرة منها.

اتمنى ان يتعامل المتعلمين و المتنورين من القوم بعقلانية وموضوعية مع هذه الاسطر الجريئة لا بسلوكيات عنتر وعبلة والسيف البتار مدفوعين بثقافة قطع الرقاب البدوية بكل ما تزخر به من انحطاط اخلاقي ومعاد للانسان… تحياتي



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة ازدراء الاديان اخطر سلاح سعودي لختان العقول
- ماهو سر ركوع الجميع امام السلطان اردوغان؟
- ليس من العدل تحميل اسباب فشلنا على نجاح الاخوة الاشوريين في ...
- المنهج الكوبلسي لقيادات الاحزاب الاشورية في اشورت البشر وال ...
- واخيرا انضمت الفاتيكان الى نادي فقهاء اصدار شهادات الزور *** ...
- ايتام الخميني في طريقهم لازالة العراق من الذاكرة الانسا ...
- سيادة الرئيس اوباما لا يليق بك ان تلوي عنق الحقيقة، انها خيا ...
- عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش
- للمرة الالف ينجح الذئب بالانفراد بالخروف للغدر به
- الدعوة الاميريكية المشؤومة لتشكيل مليشيات من المسيحميين
- بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟
- هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المبار ...
- رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
- اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي ...
- رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
- جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
- خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - فشل النظام السوري في قراءة زلزال تدمير العراق 2003