أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي















المزيد.....

معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5307 - 2016 / 10 / 7 - 12:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



عاش المسلمون من العرب , خلافا للمسيحيين ولليهود في عزلة عن العالم الخارجي بعد انكفاء حضارتهم وسقوطها بسقوط بغداد العباسية على ايدي هولاكو .هذه العزلة اشبه بالعيش في كهوف الانسان القديم ماقبل الحضارة .

الجالسون في هذه الكهوف لايعرفون الا انفسهم والجماعة التي تجمعهم في هذا الكهف.وهم يقولون عن انفسهم انهم خير خلائق الارض .
يحاول التاريخ الرسمي تصوير نزول اسطول نابليون في مصر كغزو وان المصريين قابلوه بمقاومة شرسة لثلاثة اعوام .
يبين الباحث حامد عبد الصمد في كتابه ( سقوط العالم الاسلامي )ان تلك المقاومة مجرد اسطورة , مثلما تحدثت كتب التاريخ العراقيةعن الاعمال التي قامت بها العشائر في العراق عام 1920 بانها ثورة شعبية ضد الاستعمار البريطاني .هي ليست بثورة وقد قامت لاسباب مختلفة تماما .

لقد اشترى نابليون بعض شيوخ الازهر برواتب شهرية , فوصفوه بانه من اولي الامر وان طاعته من طاعة الله .اما ثورة المصريين فكانت بسبب رفع الفرنسيين للضرائب على الفلاحين والحرفيين.وقد شارك رجال الازهر في تلك الثورة.

لقد كان لقاء العرب المتخلفين بالاوربيين المتفوقين ( جرحا نرجسيا ),كما اسماه المفكر السوري جورج طرابيشي وظلت هزيمة العرب تعكر عليهم صفو خيالاتهم بانهم خير امة بين البشر.ان مجيء الاوربي كان يذكر الاصلاحيين بضرورة التغيير ويذكر الاصوليين بضرورة التزمت ومقاومة التجديد .وبذلك كان الاصوليون ينتصرون لانهم يستخدمون اللغة التي يفهمها عامة الناس.

لم يفعلوا سوى العودة الى نصوص القران والسيرة والى الشريعة واحكامها .كان شعورهم بالضعف يولد الخوف , والخوف يؤدي الى التمسك بالاصول وبالدين .
ان نظرات الاحتلال الاوربي الى العربي المسلم كانت تثير في العرب المسلمين الخجل والغضب .تلك النظرات كانت تشككهم بمقولة ان المسلمين خير امة اخرجت للناس .فكان المسلمون يحاولون تعويض الضعف وعقدة النقص بشعورهم بالتفوق الاخلاقي ,فكانوا يسمون انفسهم مؤمنين في حين ان الاوربيون كفرة .

يقول الفيلسوف الالماني ايريك فروم ان الانسان لايسعى الى الى المعرفة والحرية , بل يسعى الى الامان .وهو يجد الامان في الدين وفي القبيلة.القليلون جدا نزعوا قيودهم وخرجوا من كهوفهم الفكرية.واتخذوا قرارهم الشجاع والمستقل .ان الحرية , كما يقول حامد عبد الصمد ,قد تؤدي الى الوحدة والعزلة , لذا يخافها الكثيرون ويفضلون حياة الكهوف .

ان الانعزال والانغلاق على الذات وعلى الماضي يولد تعظيم للذات وتولد الوسواس القهري والخوف من كل اجنبي او غريب او جديد , لذا يوصف الاجنبي بالكافر او العميل او الجاسوس .وهذا هو حالنا اليوم, حيث ينظر العربي المسلم الى كل نقد خارجي على انه اعلان حرب.وهي نفس نظرة القومي والسياسي والحزبي المؤدلج واصحاب المشاريع والافكار الشمولية, حيث يعتبرون النقد الذاتي كفر وخيانة .

وكلما زاد انغلاق المجتمع . زادت كراهيته للعالم الخارجي . اصحاب المعازل الفكرية ينتجون ما اسماه حامد عبد الصمد ب (زنا محارم ثقافي). فهؤلاء الذين يعيشون في كهوف الماضي يكونون مشغولين بكراهية العالم الخارجي , وزنا المحارينتج اطفالا مشوهين ومرضى .

ان من حاول الخروج من هذه الكهوف والمعازل الفكرية قد خاطروا بحياتهم مثل الشيخ ابن عربي وابن رشد ومحمود محمد طه وفرج فودة ونصر حامد ابو زيد والدكتور القمني وغيرهم ..
من اسباب التزمت الفكري هو فشل كل محاولات التنوير والتي لم تجلب الديمقراطية, بل جلبت الكوارث والحروب . وكذلك عدم قدرة الفكر الاسلامي الخروج من امراض الاصولية الاسلامية وعبادة النص .

لايوجد في التاريخ الاسلامي عملية يمكن مقارنتها بحركات التنوير في اوربا .فكل محاولة اصلاح فكري وثقلفي كانت فردية جاءت من علماء كبارمثل المعتزلة وابن رشد وصولا الى نصر حامد ابو زيد ,وحامد عبد الصمد نفسه . لكن تبقى هذه المحاولات هي قنوات صغيرة في صحراء شاسعة فقدت مياهها قبل ان تلتقي وتصبح نهرا.
يبقى الامل في ثورة الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي وفي شاشات الحواسيب والهواتف الذكيةعلى تغيير عقول الناس من اجل تغيير واقعهم نحو مستقبل افضل .

في حوار جريء وصريح اجراه الصحفي شامل عبد القادر , رئيس تحرير مجلة الف باء مع القائد الشيوعي والمنشق ,الدكتور يوسف حمدان اجراه عام 2000 ولم يوافق صدام حسين ووزير الثقافة والاعلام حينها على نشر المقابلة , فتم نشر المقابلة في مجلةالف باء بتاريخ 22 ت 1 – 2016 حيث جاء فيه :

(اشتبك حمدان مع حامد يوسف حمادي - وزير سابق للثقافة والاعلام - في ملاسنة خطرة عندما اشار يوسف بجراة الى استفحال ظاهرة البغاء في احياء بغداد وراح يسرد علينا دوافع واسباب هذا الظاهرة , فانبرى له حامد قائلا : كنا في شبابنا نلمح عاهرات جالسات على الابواب لبيع الهوى .وفي زماننا لاتوجد احياء مخصصة لهن , كما كان العهد الملكي عندما خصصت محلة الذهب والميدان للدعارة . فرد عليه يوسف حمدان :
كان تصرف النظام الملكي اكثر عقلانية من تصرف النظام السياسي ( يقصدالانظمة الجمهورية )عندما ترك الحبل على الغارب وراحت الداعرات والبغايا تتخذ من المناطق السكنية ماوى وملاذات لهن .فهذا الامر اخطر بكثير من اسلوب اجبارهن على ممارسة البغاء في منطقة محدودة مع فرض رقابة حكومية وطبية عليهن ).

اقول ان النظام الملكي الذي تم توصيفه بالعمالة كان اشرف من الانظمة الجمهورية والتي مارست الدعارة السياسية وسيلة للتكسب ومن اجل بقائها في السلطة .
في مقال للكاتب والزميل محمد زكريا توفيق بعنوان (كيف نحارب الفكر العفن ؟ )جاء فيه :
( هل العصا والنبوت يكفيان لمحاربة التطرف وجماعات التكفير التي تنتشر في بلا دنا اليوم ؟بالطبع لا..لانه لايكفي نزح الماء قبل ان نقفل الصنبور ) ويضيف في فقرة اخرى:
(في مقاومتنا للافات ,نعزل مركب كيميائي واحد ونستخدمه في مقاومة الحشرات , لكن البكتريا التي يستخدمها النمل هي كائن حي يستطيع ان يتطور هو الاخر بحيث يبقى فعالا اذا واجه مقاومة من الفطر الطقيلي .
بمعنى اخر , يقوم النمل باستخدام قوانين التطور لمصلحته ,بينما نفعل نحن العكس ونحارب نظرية التطور.حتى الان لم يستطع الانسان بعلمه ومبيداته الحشرية ان يقضي على نوع واحد من الحشرات قضاء مبرما).
ويصل الكاتب الى نتيجة مهمة جدا وهي علينا ان ( نستخدم الفكر في مقاومة الفكر التكفيري ).

شاهدت قبل ايام فيلما علميا عن قيام عالمة بحار تدرس حياة الحيتان بلبس بدلة الغوص والنزول الى اعماق المحيط وهي حامل . اقترب منها حوت كبير ووقف بقرب بطنها لمدة خمسة دقائق كاملة .لقد كان الحوت يتواصل مع الجنين البشري . ان التواصل سمة من سمات الكائنات الحية .

هذا القانون البسيط من قوانين الطبيعة لم يفهمه المسلمون حيث استخدموا القطيعة وليس التواصل لفرض الاسلام بالقوة على المجتمعات الانسانية ومحاربة العلم وقوانين التطور والطبيعة .
ختاما اتساءل :هل تستطيع اية ديانة ان تفرض نفسها بخلاف قوانين الطبيعة؟



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون في اوربا : ازمة هوية وعدم اندماج
- الفصام الفكري والنفسي عند المثقفين والاحزاب الشمولية
- صراع عبد الناصر مع العراق
- عبوات فكرية : العمالة نموذجا
- الكتلة البشرية بين الانقياد والتمرد
- ارتباط التاريخ بالذاكرة الجمعية
- الاتحاد العربي بين العراق والاردن
- مظفر النواب شاعر العامية المثقفة
- طه باقر : رائد الاركيولوجيا في العراق
- بغداد وصوت الحداثة
- الهجنة وصراع القيم في المجتمع العراقي
- الحداثة والعولمة :ازمة الهوية
- المثقف الداندي
- ظاهرة حسون الامريكي والميني جوب واغتراب المثقف
- عراق نوري السعيد - ج 8 والاخير
- عراق نوري السعيد - ج 7
- عراق نوري السعيد - ج 6
- عراق نوري السعيد - ج 5
- عراق نوري السعيد - ج 4
- عراق نوري السعيد - ج 3


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - معازل الفكر : العودة الى كهوف الماضي