أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - صرخة ضمير














المزيد.....

صرخة ضمير


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 22:23
المحور: الادب والفن
    


صرخة ضمير
مولاي عبد الحكيم الزاوي
نقرأ لحكي التاريخ فنحلم بالثورة، نعود بالذاكرة، فنستحضر شموخ النضال وهم يصدحون بالأمل، نعبر إلى الواقع، فينكسر الحلم، وتنشطر الأماني بين قديم يترنح وجديد لم يولد.
نمني النفس بالكتابة لعلها تطهرنا من هوس الضمير، فنحملها متفجرات تدك قلاع الفساد، وتعبد الطريق لكاسحات الألغام ايذانا بالمرور، لضمير أخد يتفرج مشدوها أمام ذئب ينهش شاة.
يسهل علينا أن نبدأ الثورة، ونفكر في لينين وستالين، في غيفارا وكاسترو، في لوبومبا وفانون، وكأنهم بيننا، يرفعون الشعارات، ويوجهون الجماهير، ويخططون لقضم قلاع البورجوازية المتعفنة، فينطق حاضرنا، بوجود سارقي الثورات معنا، ومخبري الأغيار بيننا، فنأمل في أن ينجينا اللطف مما فعلته أعادي الزمان ببلاد الشام وأرض الكنانة.
ما يحدث في عالمنا من اقتتال يخرج عن توصيفات فقهاء السياسة ودهاقنة مراكز الأبحاث الاستراتيجية لفهم وتحليل ما يحاك في الدهاليز، فيحاصرنا سؤال على حين غرة: ثورة بأي ثمن، وبأي كلفة؟
لم نفكر في المآل، فكان لزاما أن نجتر خيبة الانكسار، لم نقرأ أن وراء كل ثورة أفكار ترشد، وقامات تؤطر، وأم تنجب، ومجتمع يعي، أن التاريخ مثل طبقات الجيولوجيا، يبنى على تراكم متراص.
عذرا فلاسفتي الأعزاء، علمتني الثورات، أن التاريخ ليس تقدما للإنسانية كما قال فولتير، ولا سير نحو سلام دائم كما توقع كانط، ولا انتصارا لحرية الروح كما ظن هيغل، ولا نموا للمجتمع اللاطبقي وفقا لكارل ماركس، ولا تحديا واستجابة كما فسر توينبي، ولا نهاية بسقوط الاديولوجية الاشتراكية كما أظهر فوكوياما. إنه زمن مفتوح دائما على مآلات مختلفة وغير متوقعة، ففي لحظة ما، وبومضة من الزمن قد يتغير كل ذلك الذي ضننته لن يتغير، كما قال شمس الدين التبريزي.
ديموقراطيتنا في مهب الريح، الكل يطالب بكل شيء من الدولة، الكل يتهم الدولة، الكل يخاف من الدولة، الكل يشكك في الدولة، الكل يسعى إلى اقصائها من كل أماكن عملها، بينما الدولة نفسها تبدو مرتبكة ، متلعثمة، غير قادرة على المبادرة، على ردم الهوة بين الفرد والمجتمع.
مأساتنا في الحاضر ترتبط برومانسيتنا المفرطة تجاه الماضي، نمتلك نقدا سرياليا للأشياء، لا يجب أن نبقى عالقين في الزمن البائد، كما لا يجب أن نعيش في أتون كبرياء العظمة وعلياء التاريخ، علينا أن نعيد النظر في الأنا، فقط في هذه الأنا المتضخمة التي صرفتنا خارج مراكب الزمن.
كن أنت التغيير، شعلة الأمل، شعلة التطهير من كل سرطانات العولمة، لا تنتظر من أحد أن يبدأ لك المسار، استحضر وأنت تفكر، حكماء الأرض، بيير رابحي وجون زيغلير وفرانس فانون ألبير ميمي وليبولد سيدار سنغور وعلي عزت بيغوفيتش، كن حداثيا، انتصر لسلطة العقل، تمرد على الخرافات، حارب بلا هوادة الميتولوجيات، اشعل شمعة بدل أن تلعن الظلام، اربط مستقبلك بمستقبل 7 مليار نسمة، فكر في عالم الغد، حرر استهلاكاتك من أوساخ لوبيات الاقتصاد، راهن على الأمل، على الاجتثاث الشامل، على اللامتوقع اللاكاني، مت وأنت تحاول، أو ارحل وأنت تصدح.
تذكر آلان مابانكو الروائي الكونغولي وتشينوا أشيبي النيجري وهم يذكرون بمآسي الرجل الأبيض، وبعقدة النقص والدونية التي تركها منغرسة في الوجدان الافريقي.
يسار بلا روح، ينهق كما ينهق أدربال في رائعة الروائي "سيرة حمار" لحسن أوريد، ذئاب ملتحية تختفي وراء أقنعة الدين وجلابيب الإلهاء، تكنوقراطيون تحت الطلب، يوزعون الولاءات وفق لائحة تسعيرة الآداءات.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سدنة الميكيافيلية الجديدة
- قراءة في كتاب -المخزن في الثقافة السياسية المغربية-
- تدريس التاريخ بالمدرسة المغربية.
- قصيدة: -رحيل في درى الذلقراطية-
- التفكير التاريخي وتعلم التاريخ La pensée historienne et l’ap ...
- جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض
- المجتمع المدني والبيئة بين التباسات التنظير واكراهات سوسيولو ...
- البيوغرافيا السوسيولولجية بالمغرب: مداخل أولية
- أسئلة التاريخ القروي بالمغرب: من السوسيولوجيا الكولونيالية ن ...
- عقلانية التشاؤم وتفاؤل الإرادة
- قصيدة: اختفاء واقع
- قصيدة: رحيل في ذرى الديموقراطية
- قصيدة: نظاميتي فوضويتي
- في الحاجة الى الانتربولوجيا التاريخية
- نفسانية التواكل


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مولاي عبد الحكيم الزاوي - صرخة ضمير