أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد محسن عامر - ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين














المزيد.....

ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين


محمد محسن عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5306 - 2016 / 10 / 6 - 00:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عندما كنت طفلا في نفطة كنت في حالة وجد مع " ملعب الصطمبالي" الذي كان يقام في البيوت عند الإحتفالات أو لأساب استشفائية مرتبطة بفكرة المس الشيطاني و لبس الجن . كنت أظّل ساهبا في مشهد أؤلئك الذي يرقصون باستعمال النار وسط غمام من بخور الجاوي الكثيف الذي يخلق برزخا بين ساحة الرقص و المتفرجين و العازفين على الطبول و "الشقاشق" و أصوات الغناء الزنجي الغير مفهوم و الصراخ كلها تركب مشهدية صوفية خارقة متماهية مع إيماننا الشعبي مع هذا المشهد الشيطاني المفارق ..ما علق في بالي وقتها كلمة كانت تقال عندما تقام هذه الحفلة الصوفية في منازل السكان ذوي البشرة السمراء وهي عبارة "الأحرار على برّة" بمعنى أن الحفلة حكر عن أصحاب البشرة السمراء .
هناك نوعان من العنف الجندري و العرقي الذي ممكن أن يمارس ضد الإنسان انطلاقا من موقف معادي لجنسه و لونه و عرقه , عنف مادي واضح يكون بالتمييز أو الإعتداء الجسدي أو الإغتصاب أو حتى التصفية الجسدية و يكون الجاني هنا مستقلا أي متمايزا عن المجني عليه .. و لكن الأهم هو شكل أخر من العنف غير الواعي (عنف رمزي ) يمارس كألية للإنتهاك و الإعتداء على المختلف يكون أحيانا الجاني فيه أحيانا هو المجني عليه نفسه كأن يستبطن أحدهم أن أنه " وصيف" أو "شوشان" أو أن المختلف الأبيض "حر"..
العبودية و إن انتهت و لكن تاريخ التمييز ضدهم ضارب في العراقة في اللاوعي الشعبي . ففي وعي سؤال الذاتية مازال غائبا و قوى مجتمعية تتبنى تكتيك التماهي مع السائد , تواصل أليات التفريق المجتمعي المنبثقة من بنية سلطوية تستلهم من الأنا التقليدي العريق كل شيئ و تعرّف نفسها من خلاله . بالتالي تتواصل كل قواننين تعريف البشر و الأجناس من منطلقات التراث الذي تحول إلى "زونبي" ميت يتحرك و يؤثر في الواقع و يواصل تدخله الهنيف في ثناعة الهويات .
العنف الرمزي الصامت ضد السود مازال متواصل من استعمال النادلين السود في النزل لإضفاء جوّ استرجاعي يحيل على زمن سخرة العبيد حتى التذكير الأبدي بكونهم عبيدا سابقين عبر منحمهم ألقاب شوشان أو عتيق . هذا الشكل الرمزي من العنف يستبطنه حتى التماهي أصحاب البشرة السمراء أنفسهم بتعمدهم عدم الإختلاط و التزاوج مع البيض و نحوهم للسكن في أماكن محصورة على السود , و لإن كانت ألية دفاعية مقاومية ضد تميز صامت ضدّهم إلاّ أنها ردة فعل سلبية تعترف بطريقة ضمنية بهذا التمييز و تتماها معه .
حادثة الإنتهاك العنصري للفتاة صبرين ليست حادثة معزولة و إنما هي فصل من رواية مجتمعية ركيكة يقوم فيها العبد المستمتع بعبوديته بانتهاك إنسان يكافح من أجل إنسانيته الحرة .. هذا الوعي الذي يشبه شطحة شياطانية يتخبّط فيها المعاتيه تحجب عنهم أبخرة التخلف الكثيفة رؤية أنسهم كمواطنين متساوين مع غيره على قاعدة التشارك المواطني في الأرض و التاريخ و الثقافة فيكونون في نهاية المطاف دراويش معاتيه يزيدون على عتههم و عبوديتهم تصورا مقززا تجاه الأخر "العبد" أو "الكحلوش" أو "الشوشان " يعميهم عن رؤيته حقيقة عبوديتهم هم أنفسهم .. هذا الإنتهاك عرى عبودية و أظهر حرية في نفس الوقت ,عبودية المنتهك لوعييه المتخلف و حرية الضحية الذي يكافح و يصرخ من اجل حريته .. لستقط كل أشكال التمييز العنصري في تونس.



#محمد_محسن_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة صناعة التوحش
- فكرة الله الثوري و الربيع العربي
- أن نقرأ عبد الناصر لآن
- جبهة الضدّ ضدّ نظام الضدّ : أي جبهة شعبية نريد
- حكومة يوسف الشاهد : توحيد الفشل و تفتيت المعارضات
- شباب -مانيش مسامح- في مواجهة -النومونكلاتورا- التونسية
- عن سؤال ماذا بعد؟
- عندما يطبّع العرب ..تحيا الجزائر
- حكومة السيدة كرستين لاجارد
- مبادرة حكومة الوحدة الوطنية و كرنفال توزيع الفشل الحكومي
- ملاحظات حول تأسيس الجبهة العربية التقدمية
- نحو إعادة النظر في الموقف من الطائفة اليهودية في تونس
- القلم على منصة المشنقة : تضامنا مع الكتاب الموريتاني محمد ال ...
- تعويذات الصحراء : التسامي الموسيقي الزنجي
- خلّوا سبيل ناقة -الباجي قايد السبسي- فإنها مأمورة
- قانون منع النقاب في تونس: القانون والخلفيات السياسية
- النزوع العرباني و عشق النكوص نحو المستنقعات
- الوهابية تأكل نفسها من جديد: التحالف الدولي في مواجهة داعش ا ...
- موسيقى الشارع في تونس : نحو تنظّمات ثقافية مقاومة
- من إبن المفروزة محسن عامر إلى كبير فارزي جمهورية الواي أوف ل ...


المزيد.....




- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد محسن عامر - ثنائية السيد و العبد مقلوبة : تضامنا مع الفتاة السمراء صبرين