أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - قصة قصيرة (عطايا مقدرة)














المزيد.....

قصة قصيرة (عطايا مقدرة)


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 22:24
المحور: الادب والفن
    


(مآرب أخرى)

الساعة الرابعة عصرا من كل يوم هو وقتي المناسب للتفرس في وجه مكتبتي لأصطاد كتابا ما، أقرأ خباياه حتى أصل قاعه فاغترف منه ما يلهمني ويؤنسي ، هكذا أفعل كل مرة منذ اربع سنوات متتالية ، سوى هذا اليوم كان مختلفا تماما بالنسبة لبقية أيامي السابقة لا أعلم السبب ربما لأنني افرطت في شرب السجائر دون أن انتبه !!


أحسست بحرارة في ظهري وأنا أقرأ على سطح المنزل ، شعرتُ حينها بتعبٍ شديد ، حاولتُ الذهاب الى غرفتي طالبا النوم عسى أن استريح، استسلمت للفراش، شيئاً فشيئاً بدأتْ غَفوتي تتفاقمُ وتُثقلُ أجفان عيني بشكلٍ تلقائي.


اعنتُ نفسي على النهوض لكن قدماي أثقل من أن توصف حاولت الاستدارة فوق سريري بكل ما املكه من قوة ، وضعت قدميَّ على الأرض احسست كأني مشلول حين وقفت نعم انا وقفت ، العجيب أن الظلام كان ينافس الهواء في غرفتي همي الوحيد التوصل للشرفة شعرتُ بِضيقِ في صدري أودُ بعض الهواء فقط ، بدأت اخطو كطفل يحاول السير لأول مرة - ااه كم هي ثقيلة أقدامي - !!


لستُ رساماً محترفاً لأتقنَ خَطواتي واحدة تلو الآخرى كوني أشبه برجل مسن ثمل يتهاوى يميناً وشمالاً، مسكتُ مِقبض باب الشرفة انزلتهُ الى الأسفل بقوةٍ، الإعياء بادٍ عليّ، حركتي بطيئة فتحت الباب فاذا الظلام بدأ يتلاشى، نظرت الى الاسفل، الأرض مليئة بالقبور - يا الهي من اتى بها الى هنا.. بيوت جيراني.. ، شارعي..، الأعمدة الضوئية !!


لا شيء سوى قبورٍ وبضعة أشخاص لا أعلم من هم سوى إني رأيتهم بعدما شملهم انعكاس ضوء القمر ، ارتعدت من شدة الخوف اكاد اقع مغشياً عليّ ، ماذا يفعل هؤلاء الناس ومالذي جيء بهم الى هنا ، أين أنا ، فركتُ عيني عسى ان استردَ انتباهي لكن محاولتي باءت بالفشل .


إمرأة شاحبة، شعرها طويل تسحبهُ خلفها كأنه ظلها ، صبية يتهامسون.. ، شباب.. ، شيوخ.. ، وفتيات ، من هؤلاء !! سمعت أحدهم ينادي باسمي ساهر...، ساهر...، ساهر !! بتكرار لايكاد ينقطع ، ارتعشتْ فرائصي وبانَّ على جسدي الخوف من هذا الصوت، أشبه بصفارة إنذار تسبق الحروب ، الصوت يتكر حاولت الألتفات يميناً فأذا برجل مسن !! ملامحه يبدو لي مألوفة ، هذا العجوز ليس غريبا ، الآن تذكرته انه هذا جاري (أبو رحيم) عجبا !! هو متوفى منذ ثمانية أعوام ، كنت قد رأيت أشلاءه بعدما حصده الإنفجار !!


_ (أبو رحيم شعندك هنا .... اني وين) !!

قلت هذا الكلام وأنا ارتجف، ردَّ عليّ قائلا : أنت هنا ، لاتخف أنت معي، لماذا جئت مبكرا ... اخبرني ما هو حال أولادي هل تزوجوا أم مازالوا فقراء الحال يعتاشون على صدقات الناس؟؟


_ أرجوك اجبني أين أنا ؟؟ لا استطيع تحمل هذا الموقف اخبرني أرجوك... أرجوك.....


تكررَ الصوت بمناداتي مرة أخرى، علمت حينها أن الذي ينادي باسمي ليس جاري نفسه، نبرة الصوتِ حادةٌ وغليظة تنفرُ منها الأسماع كيف بي وأنا في موقفٍ كهذا !! تكررَ النداء أيضا (ساهر....، ساهر....) أخذتُ التفتُ بكل الاتجاهات ولم اكتشف مصدرَ الصوت بل حتى (أبو رحيم) اختفى من أمامي ، تزايد هولي وخشيتي، لم استطع أن اسيطر على شفتي المرتعشة ، لا أدري ماذا أفعل إلا أنني وضعتُ يديّ على أذني واغمضتُ عينيّ الى النصف !!


شعرتُ بأني سقطتُ من قمةِ جبلٍ عالٍ ، انتبهت لنفسي فأذا بـ أخي يحاول إيقاظي من نومي وأنا مُستلقٍ على سريري ، حينها علمت بأني لم أكن نائما أبدا بل كنتُ ميتاً لبعضِ الوقت بِفضلِ رصاصةٍ تائهة وجدتْ مُستقرها في ظهري عندما كنت على سطح المنزل ، جعلتْ من أخي مذعوراً لما رأى الدم يرسم خرائط نزيفه تحتي آنذاك !!!



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية إعتراف
- مشاعر وحشية
- هدوء نسبي
- وهم النبوة
- ايها العيد
- نعيم السهر
- عمر بغداد
- ياقاصد الحب
- سيدتي الصغيرة
- رباه
- مشانق الأرق
- ثنايا الاستدراج
- مناجاة فارغة
- كيمياء الوصال
- الحتف الأخير
- قصائد محترقة
- اطلق لها الحب
- تعال وشوفني.... شعبية
- عبق المراضي
- واخيرا .....


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - قصة قصيرة (عطايا مقدرة)