أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أحيوا أمرنا ....ح2














المزيد.....

أحيوا أمرنا ....ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5305 - 2016 / 10 / 5 - 16:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أحيوا أمرنا والله هو المجازي الذي يمنح رحمته لكم ولا تنتظروا منا أو من الناس (حمدا ولا شكورا) لأنكم موكلون بذلك، وطالبوا وأطلبوا رضا الله والطالب ساعي والساعي الحقيقي هو من ينتظر رحمة الله (رحمة الله خير مما يجمعون)، لقد رسم الإمام القضية بكاملها دون أن يطالب أكثر من الواجب العقائدي الذي نؤمن (يسمعون أحسن القول فيتبعونه)، هذا مفهوم (يتبعوننا) لا مفهوم أن تتسيدوا وتستعبدوا الناس وتطالبونهم بالأجر لأنكم تذكرونهم بأل البيت، هذا واجب عابر للخصيصة وعابر للأنتماء المذهبي أو الديني حينما قال (علموا الناس) والناس مصطلح قرآني ديني يشير للمجموعة البشرية حينما يراد فيها خطاب العقل وليس خطاب التخصيص، لم يقصد الإمام بدعوته هذه شيعته ولا المؤمنين بأل البيت ولا حتى عموم المسلمين، لقد كان الإمام إنسانيا في خطابه وأمميا في توجيه نداء التعليم لكل البشرية فهم (أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).
نعود للحديث من حيث أبتدأ أحيوا أمرنا فهل الإحياء إلا عملية إعادة للحياة لأمرا كان في مدار الموت الطبيعي أو في مدار الأستماته الغير طبيعية بفعل فاعل، لو كان الأمر الذي راد له الإحياء ميتا ميتة طبيعية فليس من عاقل يطلب من عاقل أخر إحياء أمر ميت، وهنا لا بد أن نشير إلى أن أمر أل محمد لم يمت ولن يموت ولا يموت لأنه أمر الله وحكمه وقدره (وإنا له لحافظون)، لا بد أن الإمام يقصد ما أستميت من أمر الله وأمر دينه الذي جعله البعض وهو حي يعيش بمثابة الميت وينزل حكم الموت فيه وعليه، هذه الإشارة التي أراد الإمام ع من أن ينبه لها، وهي أن الكثير من دين الله ودين رسوله قد أماتته الناس بقصد عالم أو بغير قصد من جاهل، فالدعوة تتركز على هذا الجانب الأهم في موضوع الهداية، أن يكشف الغطاء عن أمور وقضايا جعلوا منها أحكاما وقضايا بحكم الميتة ولم يعد براع أحد حقيقتها.
لقد شخص الإمام الرضا ع الداء وحدد الدواء والمنهج العلاجي في طريقة الإحياء حينما طلب منهم ممارسة عملية إعادة البعث روحيا ونفخ روح الحياة فيما هو مستفغل عنه ومستمات في عقول الناس كل الناس، الأمر هنا ليس شخصيا ولا حتى دينيا في حدود فهم الإمام لدوره إماما للثقلين، لقد كانت الدعوة هذه صرخة في وجدان من يعتقد أنه موال ومحب لأل البيت أن ينهضوا من كبوتهم وسباتهم ليكون للناس دعاة وهداة وأئمة عدل وعلم وأنصاف لتصحيح المسيرة ومواصلة النداء الرباني الأزلي الدائم (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)، لم يكن الإمام هنا شيعيا ولا مسلما وإنما كان في غاية الإيمان المطلق بحق الناس على أهل الذكر أن يكونوا في الطليعية العلمية والهادية لمواصلة مسيرة محمد ص (وقولوا قولا سديدا) و (جالدتهم بالتي هي أحسن) وكذلك المبدأ الأختياري في بناء المنظومة الإيمانية الحقة (وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة).
هذا ديدن دين أل محمد وهذا منهجهم في الإحياء والهداية ومواصلة مسيرة جدهم وأبيهم رسول الله، من يفسر كلام الإمام محرفا للأهداف والنتائج ومتلمسا غير منهج الحق لا يمكن أن يكون مؤمنا بما جاء به رسول الله محمد ص، ولا هو أمرهم ولا المطلوب من خطابهم التنويري في سبل كشف الظلمات وزرع القيم والأخلاقيات الإنسانية في مجتمع يراد له أن يكون مجتمع (خير أمة أخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) الإحياء هنا إحياء للمعروف بكل مصاديقه ومعانيه وبأزكى الصور، كما هو نهي عن المنكر والبغي والطغيان الذي أنتشر كالطاعون في جسد الأمة، كان نداء الإمام علاجا لداء عضال علاج ناجع وناجح ومستوف لكل شروط السلامة والفوز المبين.
السؤال هنا بعد أن عرفنا حدود الإحياء ودلالاته العميقة ومراميه الجليلة هل نجحنا كعشاق وأتباع نطلق على أنفسنا بصدق أن ننقل دعوة الإمام ع والتي هي دعوة رسول الله ومن قبل هي دعوة الله لعباده (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقهم وابن السبيل يعظكم لعلكم تتقون)، هل نجح المؤمنون ممن سمعوا القول ووعوه أن ينقلوا مفاعليه للناس، هل أدى علماء وفقهاء مدرسة أل البيت في تنفيذ هذه الوصية وحفظ الأمانة، الدلائل المتحصلة تاريخيا تقول أنهم لم يعوا القضية بأبعدها العميقة وبقوا على منهجهم الفئوي يدعون للمذهب ولا يدعون للدين، يدعون لسادتهم ولا يدعون لله ظنا منهم أن سادتهم يقبلون أن يفصلوا بينهم وبين الإنسان، المشكلة التي يعاني منها كل الذين يؤمنون بالرمز أن هذا الرمز هو كل الحقيقة وإن كان ذات الرمز يقول غير ذلك.
لم يكن محمدا ص ولا عليا ولا كل أل البيت شيعة ولن ولم يكونوا في يوم من الأيام فئة أو مذهب أو ملة منفردة، إنما هم دعاة لله ومنذرين منن بين يدي رحمن رحيم ومبشرين برحمته وعفوه بالمطلق، كانت هذه المسميات هي الإنسان المطلق الذي يحمل رسالة السماء للإنسان دون أن يكون ملزما بحدود فردية أو مخصصة إلا حدود الله وأمره وحكمه، كان على علماء وقادة ما يسمى بمدرسة أهل البيت ألا يتقوقعوا داخل كيان محدود ومحدد ومرمز ومذهب بمسمى، بل كان عليهم أن يكونوا كأئمتهم قادة لكل المسلمين الموالي منهم والمعاند المحب والمبغض، لأن الهداية واجب إلهي مفترض وموجه لكل الناس بما فيهم الكافر والجاحد، وما قصص أهل البيت مع خصومهم بخافية ومنها قصة زهير بن القين في واقعة كربلاء والحر بن يزيد الرياحي من بعده إلا دليلا على أن لا عداء ولا خصومة لأل محمد مع أحد حتى مع قاتليهم وسافكي دمائهم لأنهم مشروع الله للإنسان فقط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحيوا أمرنا ....ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح1
- فلسفة الثورة والدين ومنطق الحرية _ح2
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح2
- هذيان عاشق مغرور
- الحاجة للفن حاجة للحرية _ قراءة أنطباعية في لوحات الفنانة ما ...
- هذيان ميت
- شروط الثورة ومسيرة التجسيد _ ح1
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة
- الدين ومستقبل البشرية.ح 1
- الدين ومستقبل البشرية.ح 2
- مزادات فكرية
- شوكولاتة بطعم النفط.
- مشاكل التأقلم مع الهوية الفردية والجمعية في الفكر الديني
- حديث سري جدا مع قطرات الندى
- أعترافات ملحد


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أحيوا أمرنا ....ح2