أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض















المزيد.....

جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض


مولاي عبد الحكيم الزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 22:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض.
ذ: مولاي عبد الحكيم الزاوي
هل نحن في حاجة إلى إستعادة مضمون الدرس البيركي لفهم تحولات الراهن المغاربي، والإحاطة بمنغلقاته وانفتاحاته، بمدخلاته ومخرجاته، في وضع مشدود بالانقسام؟
الكتابة عن إرث جاك بيرك، بالمنطقة المغاربية، انشغال سوسيولوجي وأكاديمي عابر للفضاءات الجغرافية، يتقاطع همومه باحثون من جامعات غربية وعربية، أصحاب تخصصات مختلفة، نظرا لقيمته المعرفية، وراهنية تحليلاته السوسيولوجية، في فهم دواخل المجتمعات قيد المعاينة والبحث السوسيولوجي. هو بمثابة هوس سوسيولوجي، بحكم تجاذبات وانشغالات المنطقة المغاربية راهنا ومستقبلا في لحظة موسومة بمكر التاريخ وظلم الجغرافيا. إن الكتابة عن رمز من رموز السوسيولوجيا المغاربية، أشبه باعتراف لعطاء ممتد، لحقول معرفية متشعبة، بحس سوسيولوجي مرهف، ومناهج تحليلية رصينة، ومرآة ثاقبة لخصوصيات مجتمعات في طور التحول، من التقليد الممتد في البنية الاجتماعية - في مخيلة وذهنية الأفراد والجماعات- نحو رجة التحديث الاستعماري، وتصدع الهياكل الاجتماعية. باختصار هو محاولة تقعيد وترسيخ ثقافة معرفية جديدة، داخل البحث العلمي، تنبني على الإهتمام ببيوغرافيات الباحثين كمدخل نحو فهم مشاريع أبحاثهم.
تنخرط هذه المساهمة السوسيولوجية حول إرث جاك بيرك في سياق الاهتمام المتزايد الذي يلاحظه القارئ النبيه، لسوق النشر والقراءة، ولمتون الأطروحات الجامعية، ببيوغرافيات أعلام الفكر والمعرفة في مختلف الجامعات الغربية. توجه جديد يعمق البحث والتنقيب في مسارات الباحثين، وفي تاريخانية التأليف، ومعطيات الحياة الخاصة لباحثين تقاطعت أبحاثهم مع سياقات معيشهم، مع ما ينطوي عليه هذا الرهان البيوغرافي من انهجاسات اسطوغرافية وبيوغرافية، مرتبطة بغياب العتاد المرجعي، ولمناهج الدراسات البيوغرافية.
تكتسي تجربة جاك بيرك في حقل السوسيولوجيا المغاربية دلالات خاصة: تنهل من معايشته لأحداث وتحولات عميقة طبعت تاريخ المنطقة في فترتين تاريخيتين: فترة الاستعمار الأجنبي الذي أجهض أمال وأحلام الإصلاح، وكرس حتمية الإيمان بالقدر التاريخي، وفترة الاستقلال التي تميزت بالتجاذب الحاد حول السلطة والمناصب ، هذا التمازج الزمني عكس رؤيته لقضايا حضارية عابرة للحدود، تشكل مادة دسمة للنقاش والتفاعل اليوم، « Post-Colonialismمثل "الاتحاد من أجل المتوسط" و"صدام الثقافات" و"الهيمنة الأمريكية" و" ما بعد الاستعمار
والحال، يعدو الاهتمام بتجربة جاك بيرك السوسيولوجية بهذا الفضاء المغاربي، رهان معرفي، تغذيه عدة اعتبارات منهجية، راكمها البحث الجامعي، وقطع معها في سياق القراءة الهادئة للموروث السوسيولوجي الكولونيالي، في محاولة لدحض وهم سيكولوجي خيم على الدراسات التاريخية والسوسيولوجية لسنوات طوال، برحاب الجامعات المغاربية، حول قصور المتن الكولونيالي في استيعاب خصوصيات المجتمعات المغاربية، وتفكيك اليات سير النسق الاجتماعي والاقتصادي، بحكم تداخلاته القوية مع أجهزة إدارة الاستعمار من ناحية، ومحاولة تجاوز الكليشيهات المعرفية التي طبعت توجس بعض الباحثين من كتابات فترة الاستعمار من ناحية أخرى. تجربة تشكل فرادة سوسيولوجية، ضمن خطاب معرفي "مسيس ومؤدلج"، تفتح افاقا واعدة، لتجسير الصراع بين عوالم المتوسط، والبحث عن إمكانات التقارب والتواصل بين ضفتي العالم المتوسطي، بين ضفتين يفصلهما بحر يخفي وراءه تناقضات عميقة، أحلام مجهضة، انتظارات مؤجلة، وحوار مغيب، تقارب جغرافي وتباعد تاريخي وحضاري، تلك كانت انشغالات رجل السوسيولوجيا المغاربية.

ترمي هذه الورقة إلى كشف النقاب عن خصوصيات خطاب جاك بيرك السوسيولوجي داخل المغارب، واكتشاف مرتكزات بنائه السوسيولوجي في مقاربة المشهد المجتمعي المغاربي، أملا في الوقوف على صورة عن واقع البنيات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة في لحظة التحول المعاق، من الإستعمار إلى الإستقلال، انطلاقا من تقاطعات الصفات التي ارتبطت بشخصية جاك بيرك كمؤرخ من جهة، وكسوسيولوجي من جهة ثانية.
رحلة مغاربية لاستكشاف معالم مشروع معرفي لازال لم يستكمل بعد، ولا زالت فراغاته تشكل حقلا خصبا للدراسة والتمحيص، وأفقا واعدا لإقامة أبحاث نسقية أفقية حول تاريخ منطقة المغارب، وفق مقاربة مقارنة تقف عند حدود التشابه والتمايز، لتفسير اغتيال الحلم المجهض في اقامة وحدة مجالية، إنها مغامرة محفوفة بالصعاب، "يلزم الكثير من الطمأنينة، بل ربما حثى الكثير من الغرور من أجل مقاربة رجل بحجم جاك بيرك" كما قال المؤرخ الفرنسي دانييل ريفي.
أثارت الأبحاث التي تناولت موضوع "سوسيولوجيا جاك بيرك" من خلفية "صداقة" بيرك للإسلام والمنطقة المغاربية والعربية غير قليل من جدل، غير أنه قد يبدو من زاوية البحث العلمي اعتباره تصور ضيق ومنغلق لحصيلة الإنتاج المعرفي لبيرك، ونظرة اختزالية وتبسيطية لمشروع علمي نظر إليه من زاوية الذات والهوية، وبالتالي، قد يحجب مداخل مهمة لاكتشاف والتقاط زوايا نظر عميقة من مشروعه السوسيولوجي، وعمقه الفكري، بعيدا عن لغة المحاباة والمداهنة. فمقاربة جاك بيرك لعوالم الاسلام تنهل من خلفية إنصاف الإرث الحضاري الاسلامي، ودوره في تجسير التقارب الجغرافي، بين عوالم مختلفة، وفي بعث ويقظة تحولات تاريخية عميقة لحضارة أروبا، إنه رفض مطلق للإنغلاق على الذات، وشوفينية الحضارات الإنسانية، التي تقصي الاخر من المتاح البشري، ورفض لمسألة التنقيص من اسهامات الحضارات في بناء المشترك الانساني، والاستفراد بالخصوصية الحضارية.
لقد عبر جاك بيرك عبر مختلف كتاباته عن رؤية ثاقبة حول قضايا ومواضيع سوسيولوجية هامة في بنية النسق الاجتماعي المغاربي الماقبل استعماري، تمتح من ثقافة موسوعية بعلم الأديان، اللسانيات، التاريخ، الأعراف والقانون، الأساطير... عن اهتمام متواتر بتحليل التقاليد، المعتقدات، الطقوس، الممارسات، الرموز، العصبية، أشكال القرابة، اليات الإنتاج، علاقات الإنتاج، الديموقراطية المحلية، المؤسسات الدينية... إنه تراث اسطوغرافي ضخم ومتنوع، يطرح تحديا ابستيميا أمام الباحثين لجمعه وتصنيفه وقراءته وإعادة تأويله في براديغمات سوسيولوجية جديدة، قد تعيد تركيب معطيات جديدة، كما قد تنفي أخرى.
لهذا السبب حظيت ولا زالت تحظى إسهامات جاك بيرك السوسيولوجية حول الفضاء المغاربي بمتابعات وقراءات متواصلة، من مختلف التخصصات، ويحظى صاحبها باحترام جيد من طرف ورثة مشعل السوسيولوجيا، نظرا لرصانة دراساته، ووجاهة أفكاره، في تحليل العمق المغاربي.
تثير بيوغرافية جاك بيرك شغف المهتمين بتاريخ البنيات والأنساق الاجتماعية والثقافية والدينية داخل العالم الإسلامي، من حيث التقاط اللحظات الكبرى التي بلورت شخصيته، وشكلت مبادئ مشروعه السوسيولوجي بدءا من لحظة الولادة الى لحظة الانعزال، وهو مسار يعين على فهم وتحليل الخطاب البيركي، وتموجاته حسب الظرفيات التي هيأت له، واستغوار الثابت والمتغير في بنية الخطاب البيركي.
ولد جاك بيرك سنة 1910م، بقرية فرندا بولاية تيهارت غرب الجزائر، قضى بها مرحلة الطفولة، قبل أن ينتقل إلى الجزائر العاصمة، فكانت هناك أولى ذكرياته في مجال القراءة والتحصيل، وقد عرف نفسه قائلا: "ولدت في الجزائر في العام العاشر من هذا القرن، كان أبي موظفا كبيرا في زمن الإستعمار الفرنسي للجزائر، وعشت صباي كله بالجزائر".
انتقل جاك بيرك في الثلاثينات من القرن العشرين إلى فرنسا لإستكمال دراساته العليا بجامعة السوربون، تزامنا مع احتفالات فرنسا بالمؤتمر الأفخارستي المسيحي بقرطاج الفرنسية، وتصاعد حركات الاحتجاج بالمدن المغربية ضد صدور ظهير 16 ماي 1930م، واحتفالات الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر، وتنظيم المعرض الكولونيالي بباريس، وكطالب علم لم يكن بيرك مرتاحا من تقاليد السوربون، حيث تسود قيم وسلوكيات الاعتزاز بالذات، وهو ما دفعه إلى التخلي عن مستقبله الدراسي، مما أثار خيبة أمل أسرته وأساتذته بالجزائر، ثم بعد ذلك قدمه والده أوغستين بيرك لاجتياز مباراة " المراقبة المدنية"، فعين في تلك سنة 1934م كمراقب مدني، تابع للمكتب العربي في ثلاث قرى، ثم في فاس 1937م، وقد مكنه هذا العمل من الإحتكاك المعرفي بالأرض ورجالاتها.
بعد زواج أول فاشل أواخر الثلاثينات، فضل بيرك التجنيد ودخول تجربة الحرب العالمية الثانية، ممضيا زهاء سنة كاملة، فخولت له هذه التجربة الناجحة وظيفة في القسم السياسي للإقامة العامة سنة 1943م،على عهد بونيفاص، إذ صار هذا المنصب يلزمه بالاستخبار عن الحركة الوطنية المتنامية وجس نبضها. وأمام التحولات التي شهدها المغرب في فترة الأربعينات، بدأ الإحباط يتملك بيرك من جدوائية الحماية وشعاراتها الجوفاء، ومن إصلاح القطاع الفلاحي تحت شعار" الجماعة فوق الجرار"، فكان طلاقه مع أجهزة الإقامة مسألة وقت ليس إلا، إذ بدا زملاؤه يصفونه ب"عار المراقبة" وزادت مجزورة سطيف في إصدار التقرير الأصفر عن المشكل الزراعي بالمغرب، الذي صادف تاريخ رفع وثيقة المطالبة بالاستقلال إلى إدارة الحماية، مما جعلها تبعده عن فاس وتعينه في منطقة نائية.
وجد جاك بيرك نفسه بعيد عن مراقبة أجهزة الحماية، وبدأ في مرحلة التحصيل، بحثا عن لقب أكاديمي يغنيه عن تلك الوظيفة العسكرية. واتخذ ميدان قبائل سكساوة كمجال لإعداد أطروحته، وبدأ يتعلم اللهجة المحلية، متأثرا بمدرسة الحوليات الفرنسية، وبمناهجها في البحث والاستقصا، ومزاوجا بين التحليل التاريخي والبحث السوسيولوجي للقبائل قيد المعاينة والدرس كقبيلة بني مسكين وقبائل سكساوة بالأطلس الكبير، فهل ثمتل علاقة الفتور التي واجهته مع أجهزة الحماية انعطافة في مساره نحو الإهتمام بالبحث والمسار العلمي؟
سينتقل جاك بيرك في منتصف الخمسينات إلى لبنان، وسيوسع مجال اهتمامه بالشرق الإسلامي، وسيظهر ذلك جليا في كتابه " هنا عند المارونيين وهناك عند المسلمين"، وخلال هذه الإقامة بلبنان، أخبر بيرك بانتخابه كأستاذ في الكوليج دو فرانس للتاريخ الاجتماعي للإسلام المعاصر، معوضا بذلك أستاذه روبير مونتاتي صاحب أطروحة "البربر والمخزن"، الذي كان يحمل كرسيه تحت عنوان" تاريخ توسع الغرب" واحتفظ بيرك بهذا الكرسي الذي شغلته عدة شخصيات من أمثال وليام مارسي وليفي بروفنصال.
يحكي بيرك في مذكراته " مذكرات الضفتين" أن هذا التشريف قد أصابه في البدء بنوع من الهلع، لأنه لم يكن في جعبته العلمية سوى معارف ميكروسوسيولوجية من "مدونات وفقه الأنساب ولهجات" وهي معارف من قعر المطمورة، لا يمكن توصيلها إلى الاخرين، وقد ينكرها حتى أصحابها المعنيون".
حياة جاك بيرك كما يرويها صاحبها بكثير من الدقة والشاعرية، مليئة بالآفاق المتقاطعة، افاق حملته إلى أقطار جغرافية، كزائر أو كمحاضر، سواء بالشرق الأوسط، أو أمريكا الشمالية والجنوبية وخاصة في مونتريال خريف 1962م، ثم إلى لوس انجلس وشيكاكو وكاراكاس ومكسيكو وبيونس ايريس في سنة 1963م، إذ يظل بيرك يتميز بنفس الحيوية والفضول العلمي والإنساني في كل محطاته.
خلال السبعينات بدأ جاك بيرك يبتعد عن الدراسة الميدانية لفائدة العلوم المنتعشة آنذاك من لسانيات وسيميولوجيا ونقد أدبي، بعد ثورة الشباب بفرنسا 1968، ولعل الدافع لهذا التحول الابستمولوجي هو الضرورة التعليمية، أي مسايرة موضة العصر، إضافة إلى سماه بيرك في مذكراته ب "الإخفاقات المهنية" التي لحقت بعض مؤلفاته، مثل "تحرر العالم" و"مصر الإمبريالية والثورة" و"الشرق الثاني"، وهي مؤلفات لم تنل ما تستحقه من عناية في الأوساط العلمية أو الصحفية.
حياة بيرك حافلة بالمواقف والأعمال، والإنجذاب نحو الأمثل، وعصية عن الإمساك والمتابعة النقدية، إنها حياة بيرك هذا " الإداري المتمرد منتقد الإستعمار" المتجول والمشارك في صراعات تصفية الإستعمار بدول العالم الثالث، والمنخرط في سجالات النخبة الفرنسية المثقفة.
ودع جاك بيرك التدريس في بداية الثمانينات، وابتعد عن صخب وضوضاء العاصمة الباريسية، قاصدا منزله الغابوي في وسط ليلاند، صحبة إمراة جميلة وشابة، متبرعا بخزانته الغنية إلى الكوليج دو فرانس والمكتبة الفرندية بمسقط رأسه، مكتفيا ببعض المؤلفات المفضلة لديه بلغات مختلفة، تهم خصوصا الشعر والتفسير، إضافة إلى لسان العرب، وخلال هذه العزلة أنجز محاولات في ترجمة القرآن الكريم ظهرت في طبعة سندباد بباريس سنة 1990م، وكان هذا العمل اخر ما نشر قبل أن يوافيه الأجل في 27 يوليوز 1995م، وهو منهمك على ترجمة أجمل الصفحات من كتاب الأغاني لصاحبه أبي الفرج الأصبهاني وقد صدرت في السنة نفسها عن دار ألبان ميشيل.
أغنى جاك بيرك خزانة السوسيولوجيا المغاربية بما يقارب 164 كتاب ودراسة، إضافة إلى عشرات المداخلات والمقابلات، توزعت بين التاريخ والسوسيولوجيا، والتاريخ الاجتماعي والاقتصادي والقانون واللغة...هذا الزخم المعرفي سيجعله يتربع على عرش الكوليج دوفرانس خلفا لأستاذه روبير مونتاني، وسيجعل من اسمه خالدا في ثنايا سوسيولوجيا العالم العربي.
وختاما، تكمن جدة الأبحاث التي أنجزها جاك بيرك في مزاوجته بين عباءة المؤرخ، المتشبع بروح الحوليات، وخلفية السوسيولوجي، المؤمن بالتجربة الميدانية وبالقياس الكمي المشبع بلغة الارقام والاحصائيات، ونظرة الأنتربولوجي المبنية على المعاينة والمثاقفة المحلية، ونباهة السيميولوجي في تحليل الرموز والصور، إنه نموذج الباحث الذي يمتلك قدرة فائقة على محاورة الحقول المعرفية والإنتقال فيما بينها، وتبنيه أسلوب الاقناع، فتارة يجنح بيرك نحو تبني أسلوب التلميح، وثارة ينحو اتجاه الفضح والتعرية دون مواربة، مما يستعصي على قارئ خطاب جاك بيرك تصنيفه ضمن براديغمات محددة، لذلك هو لا يفتأ ينبه القارئ بأن على العبارة أن تجهد نفسها بأقصى ما تستطيع لتعكس الواقع، لأن الواقع ليس بمستو حتى تكون العبارة مستوية.
إنه نموذج الباحث الفذ الذي يرفض التعامل مع النصوص الميتة، ويجد في اكتشاف الواقع الحي، الواقع الذي يصعب اختزاله ميكانيكيا في براديغمات معينة. أبحاثه تفتح افاقا جديدة للبحث العلمي في المنطقة المغاربة لفهم جذور الجوار الصعب، بسبب غناها وتنوعها وابتداعها زوايا نظر جديدة في مقاربة الفضاء المغاربي من خلال رصد الجذور الثقافية والاجتماعية والنفسية والذهنية.
البيبليوغرافيا:
1- حسن المجاهيد، سوسيولوجيا العالم العربي لدى جاك بيرك، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة في علم الاجتماع، مؤسسة افاق، الطبعة الأولى، مراكش،2012.
2- عبد الكبير الخطيبي، جاك بيرك او النكهة الشرقية، ترجمة محمد برادة، مجلة البحث العلمي، العدد 48،المعهد الجامعي للبحث العلمي، جامعة محمد الخامس السويسي، الرباط، 2004.
Abderrahim Adnaoui, Contribution à l’étude de la sociologie politique du Maroc, l’apport de Jacques Berque, mémoire pour l’obtention du diplôme d’études supérieure en science politique, Faculté des sciences juridiques économiques et sociales, Casablanca avril ,1987.
Jacques Berque, de l’Eupharate a l’Atlas, histoire et nature, la bibliothèque arabe, Edits, Sindbad, paris, 1978.
Abdellah Laroui, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain (1830-1912), centre culturel Arabe, Casablanca, 2001.



#مولاي_عبد_الحكيم_الزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني والبيئة بين التباسات التنظير واكراهات سوسيولو ...
- البيوغرافيا السوسيولولجية بالمغرب: مداخل أولية
- أسئلة التاريخ القروي بالمغرب: من السوسيولوجيا الكولونيالية ن ...
- عقلانية التشاؤم وتفاؤل الإرادة
- قصيدة: اختفاء واقع
- قصيدة: رحيل في ذرى الديموقراطية
- قصيدة: نظاميتي فوضويتي
- في الحاجة الى الانتربولوجيا التاريخية
- نفسانية التواكل


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مولاي عبد الحكيم الزاوي - جاك بيرك والحلم المغاربي المجهض