أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - فصل جديد من الصراع الطبقي بين الشغيلة والكومبرادور















المزيد.....

فصل جديد من الصراع الطبقي بين الشغيلة والكومبرادور


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1 – كانت مدينة الرباط عاصمة المغرب يوم الأحد 02 أكتوبر 2016 على موعد مع توافد عشرات الموظفات والموظفين إليها تلبية لنداء للتنسيقية الوطنية لإسقاط خطة التقاعد من أجل تنظيم مسيرة وطنية بأهم شوارع العاصمة. وعلى خلاف المسيرة "المخننة" بالدار البيضاء التي باركتها ودعمتها السلطات والأحزاب الرجعية والانتهازية، فإن مسيرة الرباط واجهتها السلطات بالقمع والعنف المفرط منذ انطلاقتها على الساعة الحادية عشرة صباحا، لكن صمود الموظفات والموظفين كان أقوى من إرادة القمع فتم تكسير هذا الهجوم البوليسي الأول على صخرة الصمود مع توافد المئات من الموظفات والموظفين على المسيرة الذين جاؤوا للتعبير عن غضبهم من تدليس حكومة بنكيران لتمرير القانون المشؤوم الخاص بالتقاعد والذي لا يخدم سوى تكديس ثروات التحالف الطبقي المهيمن والذي اعتمد الثلاثي الملعون المعروف برفع سن التقاعد قسرا الى 63 سنة والزيادة في اقتطاعات التقاعد من 10 في المائة الى 14 في المائة وتقليص رواتب التقاعد عبر تنزيل نسبة احتساب التقاعد من 2,5 في المائة الى 2 في المائة فقط وعند التقاعد النسبي الى 1,7 في المائة.

https://www.youtube.com/watch?v=VOaPrGVA3ac&feature=youtu.be

2 – لم يكن أي داع للإصلاح المعتمد من طرف الحكومة قسرا سوى المزيد من نهب جيوب الموظفات والموظفين لمعالجة ازمة الرأسمال المحلي عبر تحويل المزيد من فوائض القيمة المستخلصة من جيوب الموظفات والموظفين، فالصندوق المغربي للتقاعد يحقق أرباحا سنوية بقيمة ستة مليارات من الدراهم وليس هناك أي عجز لهذا الصندوق ولا هم يحزنون، اللهم سوء تذبيره ونهبه منذ عقد الستينات وعدم دفع الدولة لحصتها في الصندوق بل هناك افتعال مصطنع للعجز وضحك واضح على ذقون شغيلة الوظيفة العمومية ومن أجل تمديد في سن التقاعد حتى يشرف الموظفون على الوفاة وبالتالي لن يتقاضى ذوي الحقوق من الصندوق سوى اقل ما يمكن من راتب التقاعد المستحق، بينما يستحوذ الكومبرادور على جل عائداته وثرواته.

https://www.youtube.com/watch?v=2_VJ0E8kXjs

3 – إذن فنزول الموظفات والموظفين يوم الأحد 02 أكتوبر 2016 للتظاهر في العاصمة الرباط على بعد خمسة أيام من مسرحية الانتخابات التشريعية المهزلة هو تفجير ملموس للصراع الطبقي بين شغيلة الوظيفة العمومية المفقرة وممثلي التحالف الطبقي الحاكم في الحكومة الائتلافية التي يرأسها عبد الاله بنكيران والذي يعمل على نهب قوتها اليومي ظلما وعدوانا. ونظرا لأن النظام القائم ذو طبيعة ديكتاتورية خاصة عندما تعمل الدولة الطبقية على محاولة فرض مصالح الطبقة المهيمنة قسرا، فقد تم انزال جحافل قوات القمع من كافة الأنواع والتي ظلت تحاصر المسيرة منذ انطلاقتها وتحاول تشتيتها عدة مرات امام الصمود البطولي للمتظاهرين حيث استطاعت تجاوز القمع الوحشي عند انطلاقتها رغم إصابة العشرات من المشاركات والمشاركين والمواطنين لعابرين بجروح بليغة في مختلف انحاء الجسم والذين تم نقلهم الى مستعجلات ابن سينا، لكن المسيرة ستجد أمامها عند بناية مصالح البريد في شارع محمد الخامس درعا قويا من البوليس وقوات التدخل السريع تحاول منع المسيرة من الوصول الى البرلمان. وستعمل قوات القمع عند هذا الحاجز البوليسي الجديد عدة تدخلات أسفرت أيضا عن العديد من الإصابات البليغة وتم نقل العشرات من المشاركات والمشاركين نحو المستعجلات بل وتم اعتقال عدد من المشاركين والتنكيل بهم داخل سيارات الشرطة.

https://www.youtube.com/watch?v=nd9XR9G2btI

4 – شعارات المسيرة أصبحت من القوة بمكان خاصة بعد التدخل القمعي الأول، وكان أبرز الشعارات التي تم ترديدها هي "عاش الشعب" وواضح من أن ترديد هذا الشعار السياسي بقوة من طرف الجميع يدل على عمق التناقض والهوة التي أصبحت تفصل بين الطبقات الشعبية المسحوقة والتحالف الطبقي المهيمن بدون شريك، فالشعب المسحوق الجائع العريان من كل شيء حتى من كرامته، يريد ان يعيش كما تعيش باقي الشعوب في ظل الحرية والكرامة والديموقراطية وتملك مصيره بيديه، فبدون حرية وفي ظل الاستبداد والدكتاتورية القائمة وفرض الاضطهاد والاستغلال من أجل نهب جيوب المواطنات والمواطنين مع امتهان كرامتهم يحول الشعب الى طوائف من العبيد والخرفان "المخننة" يعيشون فقط لصناعة سعادة أفراد وأسر الطبقات الحاكمة والرأسمال المالي العالمي من خلال احتكاراته الكبرى المتغلغلة. إذن فشعار "عاش الشعب" عبارة عن شعار سياسي من أجل المستقبل عبارة عن نداء شعبي لخوض صراع طبقي يومي قوي من أجل التحرر والحرية والديموقراطية.

https://www.youtube.com/watch?v=AQ7TNmzMNeE

5 – أعداد البوليس السري والمخبرين منتشرون بكثرة مع ابراز نواياهم القمعية وسط مسيرة المحتجين يسجلون كافة الشعارات ويحاولون التركيز على تصوير من تجاوزت شعاراتهم الحدود الدنيا المسموح بها "مزاجا" والتي قد تصل الى شعار "الشعب يريد اسقاط النظام". بل كانت تتم محاولة تفرقة أو مضايقة لصيقة لمن يرفع مثل هذه الشعارات. إن فرض قانون الثلاثي الملعون للتقاعد لنهب جيوب الموظفات والموظفين، تطلب من حكومة بنكيران الائتلافية وأيضا من كافة الأحزاب الانتهازية والمركزيات النقابية المشاركة في نفس المسرحية لتغليط شغيلة الوظيفة العمومية، فبينما استطاعت حكومة بن كيران اللجوء الى عمليات تدليسية لفرض القانون المشؤوم، فإن باقي الأحزاب والمركزيات النقابية كانت مشاركة في المؤامرة مع سبق إصرار وترصد "الحكومة تكوي والمعارضة تبخ" فتلجأ الى لعبة مسرحية المعارضة غير الجدية ومن خلال ذلك تم افراغ اضرابين عامين من محتواهما النضالي اضراب 29 أكتوبر من سنة 2014 واضرابات أبريل وماي 2015 فهذه الكائنات الانتهازية تقوم بدور الالتفاف على الصراع الطبقي القائم وتعمل بالتالي على تكسير أي اضراب أو عمل نضالي جدي. لذلك تختار فئات الشغيلة المختلفة الاعتماد على تنسيقياتها خارج الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية، وقد لاحظنا كيف ان هذه التنسيقيات هي وحدها من يدفع بالصراع الطبقي نحو مستويات عليا قبل ان تتدخل الأحزاب والمركزيات النقابية للالتفاف على حركيتها وبالتالي احباطها: تنسيقيات مناهضة الغلاء، حركة 20 فبراير، تنسيقية الأساتذة المتدربون، تنسيقية اسقاط خطة التقاعد ... الخ.

https://www.youtube.com/watch?v=3pIFPF8nbGM

6 – الدروس المستقاة من مسيرة الاحد ومن السياق العام للصراع الطبقي بالمغرب في مواجهة تشديد استغلال واضطهاد الطبقات الشعبية المسحوقة من طرف التحالف الطبقي الحاكم وأسياده من الاحتكارات الرأسمالية العالمية خاصة منذ الفرض القسري لحكومة عبداله بن كيران الائتلافية وكل ما قامت به من هجوم عنيف غير مسبوق على القوت اليومي للطبقات المسحوقة، هي أن الوضع الاجتماعي الكارثي للطبقات الشعبية المسحوقة من شأنه أن يتزايد تعمقا أمام الجشع اللامحدود اللاوطني اللاديموقراطي اللاشعبي للباطرونا والتحالف الطبقي الحاكم وما تفرضه علاقات التبعية نحو الاحتكارات الدولية. وهذا الوضع بحد ذاته مولد موضوعي للمزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية التي لا حلول لها سوى الولوج الى المزيد من الصراع الطبقي ونهوض أزمة ثورية عامة. وفي ظل انفتاح المستقبل على كافة الاحتمالات خاصة بعد الانتهاء من تمرير مسرحية الانتخابات المهزلة يوم 7 أكتوبر 2016 أمام احتمال مقاطعة واسعة لها، فإن الطبقات الشعبية المسحوقة مدعوة الى مزيد من التعبئة وتأسيس تنظيمات دفاعها الذاتي وفتح نقاشات وطنية بين المكونات الشعبية المناضلة لتحليل حقيقة الأوضاع الكارثية ومآلاتها ورفع عدد ومستوى المعارك الطبقية السياسية في مواجهة التحالف الطبقي الحاكم فليس غير الصراع الطبقي المنظم بقادر على انتزاع التحرر والحرية والديموقراطية ودستور شعبي ديموقراطي شكلا ومضمونا.

https://www.youtube.com/watch?v=3pIFPF8nbGM

https://www.youtube.com/watch?v=js_ojLpSY9c

https://www.youtube.com/watch?v=H0aW8yoNJzU



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتقال السياسي بالمغرب ومقاطعة الانتخابات التشريعية ل 7 أك ...
- حوار رفاقي حول مقاطعة انتخابات 7 أكتوبر 2016
- الطبقة العاملة والنضال البيئي، أية علاقة؟ (2)
- الطبقة العاملة والنضال البيئي، أية علاقة؟
- الامبريالية والحروب وتفكيك الدول
- فضيحة استيراد النفايات الايطالية لحرقها بالمغرب وردود الفعل ...
- الحصيلة الحكومية الاجتماعية الكارثية بالمقارنة مع وعودها
- إشكالية نمط التفكير البروليتاري
- رد أسرع لأحمد أحمد حرب
- حوار مع أحمد أحمد حرب3 و4
- حوار مع أحمد أحمد حرب2
- حوار مع أحمد أحمد حرب1
- تقرير ملخص حول الندوة العالمية الثانية للنساء القاعديات بكات ...
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت، الجزء الثالث
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت الجزء الثاني
- بؤس النقد لدى السيد أحمد شركت
- حزب الله حركة ثورية وطنية ضد الصهيونية والامبريالية والرجعية
- تحية للمرأة المغربية المناضلة
- الشبكة المغربية الديموقراطية للتضامن مع الشعوب
- الاستهداف الامبريالي – الرجعي لشعوب دول الشرق الأوسط وشمال ا ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام أديب - فصل جديد من الصراع الطبقي بين الشغيلة والكومبرادور