أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علجية عيش - مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-















المزيد.....

مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 00:37
المحور: حقوق الانسان
    


( لا شك أنه لا يوجد أحد لم يسبح بين أمواج الانتفاضات التي اكتسحت جميعها الساحة السياسية العربية، لتغيير وجه النظام و السلطة في الحياة السياسية ، أو على الأقل تتبعها و راقبها عن بعد و الجزائر لم تكن معزولة عن رياح الثورة، كما هي الحال في الدول العربية الأخرى، التي لجأت لمبدأ "بانش شيليا" الخمسة من أجل تحقيق التعايش السلمي و ضمان الاستقرار )
---------------------------------

"بانش شيلا" pancha Shilla مصطلح نشأ من اللغة البالية، ( لغة أوسترونيزية يتكلم بها سكان جزر بالي)، و هو مبدأ بوذي قديم أبرم ليضبط و يحكم علاقات الهند مع الصين الحمراء منذ التوقيع على اتفاقية جوان 1954 و هو يستند على خمسة مبادئ أخلاقية كبيرة لتوجيه حياة الشعوب ، و ضمان السلامة الإقليمية لكل بلد، و ارتكزت هذه المبادئ على مايلي: ( عدم الإعتداء، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي ) ، و رغم مرور اثنان و ستون عاما على وضع هذه المبادئ، غير أنها ما تزال قابلة للتجديد، لاسيما و المنطقة تعيش حاليا جوا مفعما بتغيرات عميقة مما يوجب الالتزام بهذه المبادئ و العمل بها و احترام التقاليد الوطنية و الثقافية للشعوب، التي تتطلع إلى الحياة السلمية، و من المستحيل طبعا أن يتوفر هذا الاستقرار دون تطبيق هذه المبادئ.
أول من طبق هذا المبدأ هو الزعيم نهرو و شواين لاي، و كان هذا المبدأ تمهيدا للاتفاقية المبرمة في 28 جوان 1954، بين بكين و نيودلهي و التي تنص على ما يلي: الاحترام المتبادل للسيادة الإقليمية، عدم الاعتداء على حدود الآخر، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة، المساواة في منح أي امتيازات متبادلة، و التعايش السلمي ) ، و في إطار هذه المبادئ بدأت شعوب المستعمرات تتبنى هذه الأفكار، لكي تثبت وجودها في عصر التحرر السياسي، خاصة بالنسبة لشعوب دول العالم الثالث، و الحديث عن البانش شيلا يعيد ذكرى حفل العشاء الذي أقامه روزفلت بالمغرب خلال انعقاد مؤتمر الدار البيضاء عام 1943 كشف فيه عن الشروع في تصفية الاستعمار، و إن كانت نزعة تحررية حملها روزفلت عندما حرص على أن الشرط الأساسي لاستمرار السلام هو العمل على تطوير الشعوب المتخلفة في دول العالم الثالث.
و لوصف سطوة النظم الاستعمارية و قوتها، فإن أبلغ وصف لذلك ما كتبه الاستعماريون أنفسهم، فباسم الحرية و الإخاء و المساواة اقتحمت فرنسا الأقاليم، و عصفت بالشعوب و لم تمنح أي لون للحريات السياسية و الثقافية و الاقتصادية، بل وضعت تشريعات بربرية وحشية و كما قال الزعيم الغيني أحمد سيكوتوري: " إن الاستقلال ليس معناه رحيل الفرنسيين، و إنما هو التغيير الجذري لكل ما كان موجودا، و لكل ما يذكرنا بعصر الاحتلال، و الاستقلال ليس معناه تحرير الوطن من السيادة المادية للاستعماريين، و لكن يلزم كذلك تحرير الرّوح من هذا الشر البغيض، بمعنى القضاء على كل الرواسب الثقافية و الفكرية الاستعمارية، كما يجب أن نحرر الرجل الإفريقي الذي كان يحس بمركب النقص أمام حكامه البيض".
لم يعد لهؤلاء الزعماء أثر اليوم، نعم..، فمن خلال إجراء عملية استقراء للتاريخ نجد مواقف الحكام اليوم، نقول حكام فقط، لأنهم لم يصلوا بعد مستوى "الزعامة"، فهؤلاء لهم مواقف تدافع عن الاستعمار و تمجده باسم تبادل العلاقات الثقافية أو الاقتصادية بين بلد و بلد آخر، و تبرم اتفاقيات توأمة بين مدينة و مدينة خارج حدودها الترابية، و تتبادل الرحلات السياحية على حساب الخزينة العمومية التي هي في الحقيقة أموال الشعب، فالتعايش السلمي لا يعني تبني ثقافة الآخر و جعلها قيمة ثقافية نزرعها في أذهان الشباب، لأن لكل مجتمع خصوصياته، و لعل بعض الأقطاب العربية أخطأت لما حاولت أن تغير من جلدها، و ظنت أنها لما تتبنّى ثقافة الآخر بمقدورها أن تحول مركز الثقل في العالم و تعيده إلى الشرق، هي أخطأت كما اخطأ شواين لاي ( شغل منصب رئيس الوزراء الصيني في تلك الفترة)، عندما باح بسرّ الصين الأكبر.
ليس مُهِمًّا معرفة كم عدد الحكام الذين تداولوا على تسيير شؤون دولة ما، بل الأهم من الذي حقق الاستقرار في بلاده، و الاستقرار لا يعني القول أن "كل شيء على ما يرام" ، فكم من دولة كانت تتسم بالاستقرار و الهدوء و فجأة نهض شعبها من سباته الطويل و انتفض، و لنا أمثلة كثيرة ، انطلاقا من العشرية السوداء في الجزائر، التي عاشت أول ربيع عربي في تاريخ الحراك السياسي العربي، إلى الثورة البوعزيزية و الإطاحة ببن علي في تونس ، ثم الثورة المصرية و الإطاحة بمرسي ، و ما نشهده اليوم في العراق منذ الإطاحة بصدام حسين، ثم الإطاحة بالقذافي في ليبيا، و الآن محاولة الإطاحة بالأسد في سوريا، أما في الجزائر فقد صعب على الأحزاب المعارضة الإطاحة بنظام بوتفليقة و بالسهولة التي يتصورها البعض ، أو الصورة التي سقطت بها الأنظمة الأخرى التي أثارت سخطاً شديداً لدى شعوبها، و هذا لسبب واحد ، هو أن الجزائر لم تعتمد الجزائر على مبادئ بانش شيليا، وحدها، بل عملت بالمرجعية النوفمبرية و ما جاء في بيان أول نوفمبر 54 ، فالذين وضعوا هذا البيان جعلوه صالحا لكل زمان و مكان.
المتأمل في هذه الأحداث يجد أنها تغذت على ثقافة العنف و التطرف، و الدليل العودة القوية للإرهاب، و احتلال التنظيم الداعشي للمناطق، و التفجيرات التي يحدثها هنا و هناك، و دعمه من قبل الدول المارقة ، و لهذا فالشعوب العربية مطالبة اليوم بتجديد هذه المبادئ الخمسة و تطبيقها، لتحقق أهدافها و مصالحها و سياستها ، و تتجه نحو البناء وفض النزاعات بالطرق السلمية، حتى تتمكن من التأثير على حركة التضامن و التعاون العربي المشترك معا و القضاء على السياسات العدائية، أما ممارسة التعايش السلمي من مفهوم ضيق جدا و هو الاستمرار في التبعية السياسية و الاقتصادية و غيرها التي تعيشها الدول العربية، و تطبيقها السياسات الخارجية، فهذا قد يزيد في الطين بلة و يزيد الشعوب إلا تمردا على أنظمتها أولا، قبل مواجهتها الاعتداءات الخارجية .



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر أكثر الدول تعرضا للاضطرابات الجوية و للأخطار الكبرى
- حركة البناء الوطني( الجزائرية): شركاء -الأوبيك- ضربوا سلاح - ...
- حادثة -السقيفة -كانت أولى ظهور - المعارضة- في الإسلام
- قطاع الفلاحة في الجزائر لازال يعتمد على -المخططات- القديمة
- بين -الإتِّبَاعِ- و -الابتلاع- و -الامتناع- تجربةٌ و دروسٌ
- وطن على الورق شعر علجية عيش - الجزائر-
- أبناء الأسرة الثورية في الجزائر على صفيح ساخن
- الانفتاح و الديمقراطية وراء تعايش الإسلاميين و العلمانيين في ...
- الصراع -العربي الأمازيغي- يظهر الى السطح من جديد و تخوف كبير ...
- موقف العلماء المسلمين من الصِّرَاع السُّنِّي الشِّيعِي
- كيف يمكنُ للمرأةِ أن تبْنِيَ المرأة؟..
- امرأة لزمن آخر.. كيف يمكنُ للمرأةِ أن تبْنِيَ المرأة؟..
- أطباء نفسانيون يدقون ناقوس الخطر في اليوم العالمي للوقاية من ...
- التحريض على الانتحار هل هو خطأ ترتكبه الأسرة أم هو جريمة يعا ...
- خطر -العولمة- و حملات التجنيس على-اللغة العربية-
- سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشم ...
- امرأة لزمن آخر...الخطاب الرّاهن للمرأة في ظل -الثورات العربي ...
- مناظرة فكرية بين الأديب العروبي الطاهر يحياوي و الروائي الفر ...
- 30 دولة أوروبية و عربية تشكل-الهيئة الدولية للمجتمع المدني-
- الثورة السياسية في النظرية -الماركسية- هي ثورة المجتمع المدن ...


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علجية عيش - مبادئ -بانش شيلا- الخمس ل: -التعايش السلمي-