أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الوزير يهزم وردة النيل














المزيد.....

الوزير يهزم وردة النيل


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 5302 - 2016 / 10 / 2 - 02:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الوزير يهزم وردة النيل
نعيم عبد مهلهل
التقيت بالدكتور حسن الجنابي مرة واحدة عندما كنا ضيفين على مائدة الغداء لدعوة الصديق الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد كبير مستشاري السيد رئيس الجمهورية ، وكنا الثلاث من المهتمين بالاهوار ، ولاول مرة أكون مع رجل اعرف انه يعي المكان بصورة روحية وعلمية ، وانتهى اللقاء لابقى متواصلا مع الدكتور الجنابي من خلال مواقع السوشيل ميديا ،
حتى اني استغربت أن يُبعد الدكتور الجنابي عن الضفاف التي يحلم ان يبقى قريبا منها ويرسل سفيرا للعراق في اليابان ، ولكني تفاجئت حين وجدت ان الاشهر القليلة للسفير الجنابي في طوكيو كان فيها اكثر سفراء العراق في اظهار الوجه الحضاري للعراق ، وربما هو السفير الوحيد الذي كان له تقرير يومي في صفحته على الفيس بوك يسجل فيها نشاطاته ولقاءاته بدءا من لقاءه بالامبراطور والى اصغر مواطن في جاليته العراقية في اليابان.
حسن الجنابي كما اعرفه ذاكرة متسعة الرؤى ، وربما اختصاصه وثقافته منحته هوس جميل بعالم المياه وخصوصا عالم الاهوار ، وأعتقد ان ترجمته لكتاب الرحالة والصحفي البريطاني كيفن كافن ( العودة الى الاهوار ) والصادر عن دار المدى هي من اجمل الهدايا الى منحت للذين يرون في الاهوار السر الذي يجب اكتشافه والتمتع بجماله.
حسن الجنابي الذي كانت متمتعا بعمله الجديد في بلاد زهرة اللوتس اليبانية كان يعتقد ان ظل الوردة التي كتبت الهايكو برقة قلب الشاعر الياباني لن يكون المكوث معها طويلا عندما تم ترشيحه كواحد من اهم وزراء التكنوقراط في التعديل الوزاري الاخير كوزير للزراعة وتم تغيير الاستئزار ليكون وزيرا للموارد المائية ، وأظن ان هذا هو المكان الحقيقي له كونه من المختصين القلائل بعالم المياه وخصوصا مياه الاهوار حيث استفدت كثيرا من رؤاه في لقائنا عندما كنت وقتها في مراحل الاعداد لاصدار كتابي الثامن عن الاهوار.
وحتى هو وزير لم يعلوا الكبرياء والانزواء حياة الرجل ، وظلت صفحته على الفيس بوك كصفحة لانشط وزير عراقي تتعامل مع العالم الاخر ، القارئ والصديق بشكل مرن وبدت روح التواصل للجنابي تحاور وتناشد وتقرا السياسة المائية للعراق بشكل علمي ومنهجي ومنها قيادته الرائعة للوفد العراقي الذي حاور وجاهد مع اليونسكو لاضافة اهوار العراق والمناطق الاثارية في اور والوركاء الى لائحة التراث العالمي في مؤتمرها الاممي الاخير في اسطنبول .
وقد نجح ، واظن ان النجاح يعود في فضله الى العقلية العلمية والمحاورة للدكتور الجنابي عندما كنت اعلم وبشكل اكيد ان بعض اعضاء الوفد قبل عام لايعرف اي شيء عن الاهوار، ولكنه اتى كرقم وضرورة فرضها منصب المحاصصة.
اول منجزات الوزير بعد استلامه منصبه هو انشاء المستوطنات الاستيطانية لسكان الاهوار واختيار الامكنة المثالية لهذا تحسبا للطوارئ المناخية والبيئية التي قد تلحق بهم الضرر وبحيواناتهم ومواردهم .
لكن الاخطر الذي تفاجيء به الوزير هو الانتشار المرعب لزهرة النيل في الاهوار العراقية ونهر دجلة وخصوصا قربا السدود المائية .
ومن اجل هذا الداء الصعب والذي يؤثر على مواردنا المائية ويفتك بالكائنات الحية في مياه الاهوار بدأ الوزير بأطلاق حمله وطنية للقضاء على زهرة النيل التي جلبت للعراق اول مرة كزهرة للزينة في ثمانيات القرن الماضي.
توالت نداءات الوزير ونصائحه بطرق القضاء عليها ، ولبت الكثير من الجهات الداعمة للنداء والمنظمات والهيئات والجهد الهندسي الوزرارة والمحافظات النداء وفي غضون اكثر من شهر تم القضاء على العشرات من الكليومترات المربعة من هذه الزهرة ، ورفعت وقلعت عشرات الاطنان منها ، ويمكن القول ان خطر زهرة النيل قد زال تماما او في طريقه للزوال.
الزهرة الجميلة لم تغر الوزير لتبقى لانه كان يعرف ان أذاها يتفوق كثيرا على جمالها فسارع وبجهد بسيط وغير مكلف لازالتها ، وربما لو ان وزيرا غيره لطالب بعشرات الملايين من الدولارات من اجل تلك الحملة.
بين الوزير وزهرة النيل حرب لم تشبه حرب طروادة والقرم والخليج .بل حرب ان انتهت بأنتصاره على الوردة ، ومعه سينتصر لمئات الاف من سكان الاهوار من المعدان ، وسيديم في حياتهم الرغبة ليبدأوا حياتهم الجديدة بعد ان شملتهم بركات اليونسكو ، واعطي لهم الحق ليبقوا ويعيشوا كما كانوا منذ ايام سومر والى اليوم.

دوسلدورف 2016



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية ..ما بعد الشط الخايس
- المارينيز قادمون
- الناصرية وطيور كاترين ديونوف
- الأمريكيون أحتلوا أور ...( أين الخردة ).؟
- مدينة الناصرية وآخر اليهود
- أمهاتنا ( ليل الناصرية ودموع السفر و النعوش )
- نوح في بلادِ ماوتسي تونغ
- منديل نابليون وبيت حسقيل ساسون
- صالح الكويتي ( العود والفرهود خلف الحدود )
- القيصر وعنتر ( أنوثة العراق وذكورة سبايكر )
- غيمة مايكوفسكي في بنطلون باب الشرقي
- هل من معدان مَسقطْ ما يُفتي ؟
- الحديث عن أسرار مقديشو
- خُمرة الطين والحنين
- من طفولة صباح مضى..!
- ( محمد الجاسم ..تدوين الشعر ومراثيه بلغةٍ ساحرة )
- الدمعة من أور الى الكرادة
- الناصرية ( المترفون ، الشاي وبوذا )
- الناصرية 51 مئوية
- هايكو الأهوار ، وهايكو اديث بياف


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - الوزير يهزم وردة النيل