أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - المواطنة ..زهو الحضور ووجع الغياب وجدل الحق والواجب القسم الاول















المزيد.....


المواطنة ..زهو الحضور ووجع الغياب وجدل الحق والواجب القسم الاول


خليل إبراهيم كاظم الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 21:38
المحور: حقوق الانسان
    


المواطنة ..زهو الحضور ووجع الغياب وجدل الحق والواجب
القسم الاول
خليل إبراهيم كاظم الحمداني
باحث في حقوق الانسان
ما من مثلها شئ ..غموضا والتباسا ووضوحا ..تتلون كما النهارات وكما الفصول ..تحضر بقوة او خجلى هنا وهناك ...وعندما تغادر فانها تغادر بهدوء و بلا صخب مثل الشمس ليتحول الوطن حينها الى جحيم ...اي وجع سيكون حاضرا حال غيابها واي خراب ممكن ومدمر للبلاد والعباد عند افولها .. الكل يستطيع ارتدائها كعبء لذيذ متى شاء والكثير استطاع مغادرتها كشربة ماء.. جدل حضورها وغيابها ملأ فضاءات الارض عتابا اواتهاما واستفهاما ..فخرا اواعتزازا وخيانة او اخلاصا لابعرف كنهها إلا الراسخون في الوطن او قل القانعون منه بالحب فحسب او على النقيض من يرتديها ثوبا لموسم او موسمين مثل كلمة قابلة للصرف فتراها ترفع وتنصب وتجر خلاف القواعد لتصبح من ضروريات الحياة .
المواطنة وتداخل المفاهيم ..بين الوطن والوطنية ..هويات الفروع والاصول ..حقوق الحالمين بالغد او بالامس سيان ..المواطنة الهوية والعلامة التجارية والسلعة الرائجة ..تحاول هذه الورقة ان تجد اجابة لبعض اشكالات العلاقة بين الفرد والوطن والدولة والتاريخ والغير المختلف في اي شئ سوى في السماء ذاتها التي نحتمي بها جميعا.
لنبدأ رحلتنا مع المواطنة بهذا التوثيق الذي يؤشر شيئا منها :
o احتجاجات تشل شوارع كابل 15-06-2016
أغلقت العاصمة الأفغانية كابل الاثنين مع بدء آلاف من أبناء أقلية الهزارة الشيعية تظاهرة احتجاجا على استثناء منطقتهم من مشروع لمد خط كهرباء يربط أفغانستان وباكستان بدول آسيا الوسطى. وأغلقت قوات الأمن تقاطعات الطرق الرئيسية بحاويات كبيرة في كابل حيث يعتزم المتظاهرون السير حتى القصر الرئاسي، مطالبين بربط ولايتهم بالشبكة التي كان يفترض أن تمر بها قبل أن تقرر الحكومة تحويل مسارها. http://www.alhurra.com/content/news/306488.html
o بهدف الضغط لوقف إلغاء التقاعد المسبق والنسبي عمال سوناطراك بحاسي مسعود في احتجاجات يومية 2016/06/13
مازال عمال شركة سونطراك بمدينة حاسي مسعود بولاية ورقلة ينتظرون قرارا أو أي رد من طرف الاتحاد العام للعمال الجزائريين والسلطات المعنية بشأن القرار الذي تم الاتفاق عليه في لقاء الثلاثية الخاص بإلغاء التقاعد المسبق والنسبي، فيما يخص نظام التقاعد في الجزائر وإبقائه في سن الستين. وصرح العديد من عمال شركة سوناطراك بمدينة حاسي مسعود لـ"الشروق" بأنهم سيواصلون احتجاجاتهم في حال ما لم يتم تلبية مطلب الإلغاء، الذي يعتبرونه مصيريا بالنسبة إلى مسارهم المهني، معتبرين قرار إلغاء التقاعد المسبق والنسبي من طرف الحكومة، بمثابة الصدمة لدى شريحة واسعة من العمال، وعلى رأسهم عمال المحروقات العاملون بمختلف القواعد والورشات في الصحراء الجزائرية http://www.echoroukonline.com/ara/articles/287772.html
o آلاف الصرب يتظاهرون في بلغراد رفضاً لمشروع عقاري إماراتي 2016/06/12
تظاهر الآلاف من سكان بلغراد، السبت، احتجاجاً على مشروع عقاري كبير تبلغ كلفته 2.75 مليار أورو وتنفذه شركة إماراتية في أحد أحياء العاصمة الصربية. وفي حين قدرت الشرطة أعداد المتظاهرين بأربعة آلاف، أكد المنظمون، أن عددهم بلغ 15 ألفاً بينما قال صحافيون في المكان إن العدد تجاوز ثمانية آلاف متظاهر. وهتف المتظاهرون "لصوص" و"لن نسمح لكم بذلك". وأجج حادث وقع ليل 24-25 أفريل غضب المعارضين لمشروع "واجهة بلغراد المائية" في حي سافامالا على ضفة نهر السافا في العاصمة. فقد قام نحو ثلاثين رجلاً ملثماً يرتدون ملابس سوداء في سيارات بلا لوحات تسجيل، بإغلاق الطرق المؤدية إلى عدد من شوارع الحي، كما ذكرت وسائل الإعلام. وعمد هؤلاء الملثمون ليلتها إلى مصادرة الهواتف النقالة للمارة واحتجزوا بعضهم وأساؤوا معاملة آخرين بينما كانت الجرافات تقوم بهدم عدد من المباني . http://www.echoroukonline.com/ara/articles/287598.html
o الميدان الأوروبي : هو اسم يشير إلى الاحتجاجات والاضطراب الأهلي الذي بدأ في ليلة 21 نوفمبر 2013 في أوكرنيا، عندما بدأ مواطنون احتجاجات عفوية العاصمة في كييف بعد أن علقت الحكومة التحضيرات لتوقيع اتفاقية الشراكة واتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. نتيجة لذلك، طالب المتظاهرون باستقالة الحكومة الحالية، وعزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، كما طالبوا بانتخابات مبكرة. جرت المظاهرات وسط حضور شرطي كثيف، وانضمام عدد متزايد من طلبة الجامعات إلى التظاهرات. العنف المتصاعد من جانب قوات الشرطة أدى إلى زيادة أعداد المتظاهرين، حيث تظاهر ما بين 400,000 و800,0000 متظاهر في كييف في 1 ديسمبر حيث كان التظاهر في أوجه. أثناء المظاهرات دمر محتجون نصبًا لفلاديمير لينين قرب ساحة بيسارابسكايا في كييف. قدم الرئيس الأوكراني شروطًا لانضمام بلاده إلى اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي، كانت الشروط هي استئناف تعاون أوكرانيا مع البنك الدولي وإعادة الاتحاد الأوروبي النظر في القيود المفروضة على بعض قطاعات الاقتصاد الأوكراني وإزالة التناقضات التي تعوق تعاون أوكرانيا التجاري مع دول الاتحاد الجمركي ( روسيا وكازاخستان وبلاروسيا) تحدث رئيس الوزراء أيضًا عن حاجة البلاد إلى 20 مليار دولارا من المساعدات الأوروبية لتوقيع اتفاقية الشراكة. وفي 15 ديسمبر، علق الاتحاد الأوروبي العمل المتعلق باتفاقية التجارة مع أوكرانيا. علل مفوض شؤون توسيع الاتحاد هذا الإجراء بعدم استجابة الطرف الأوكراني لشروط الاتحاد التي تخص مباحثات اتفاق التجارة. https://ar.wikipedia.org/wiki
o ثورات ملونة :ثورة ملونة مصطلح يطلق على أعمال الحركات والعصيان المدني وأعمال الشغب أو الحركات المطلبية في بعض الدول وخاصة المناوئة منها للغرب كالدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا ووسط آسيا ، ولبنان وإيران في بداية القرن الحادي والعشرين.استخدم المشاركون في هذه الثورات المقاومة السلمية والاحتجاجات والمظاهرات مع استخدام وشاح ذو لون محدد أو زهرة كرمز. ومنها ثورة الورد (أو ثورة الزهور أو الثورة الوردية) في جورجيا والثورة البرتقالية أو ثورة البرتقال في أوكرانيا وثورة التوليب (أو ثورة السوسن أو ثورة الزنبق أو ثورة الأقحوان أو الثورة الزهرية) في قيرغيزيا وثورة الأرز في لبنان. وقد أطلق البعض اسم الثورة الزرقاء على المطالبة عام 2005 بمشاركة المرأة في الحياة السياسية في الكويت. وأطلق اسم ثورة الزعفران على تحرك المعارضة في بورما أو ميانمار عام 2007. وأطلق على أعمال الشغب في التبت عام 2008 اسم الثورة القرمزية.
o الثورة البرتقالية (2004-2005) هي واحدة من ما أطلق عليه اسم الثورات الملونة. وقد اندلعت عبر سلسلة من الاحتجاجات والأحداث السياسية وقعت في أوكرانيا من أواخر نوفمبر 2004 حتى يناير 2005، في أعقاب جولة إعادة التصويت على الانتخابات الرئاسية الأوكرانية 2004 والتي أدعي أنها شابها الفساد بشكل واسع، ترهيب الناخبين، والفساد الانتخابي المباشر. وكانت العاصمة الأوكرانية كييڤ، هي النقطة المركزية لتحركات آلاف المحتجين يوميا . وقد اندلعت في أوكرانيا بسبب الصراع على السلطة مما أدى إلى دفع العملية السياسية إلى ما يشبه حالة الاختناق، بسبب التجاذبات بين طرفين، هما: الطرف الأول: رئيس الجمهورية فيكتور يوشيشينكو، وحليفة زعيم كتلة المعارضة البرلمانية (الأقلية) يوليا تيموشينكو. الطرف الثاني: رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش وحلفاءه زعماء كتلة الأغلبية البرلمانية. انطلقت الشرارة التي أشعلت حريق الأزمة الأوكرانية في يوم 2 نيسان الجاري، وذلك عندما أصدر رئيس الجمهورية فيكتور يوشيشينكو مرسوماً جمهورياً بحل البرلمان الأوكراني (مجلس الرادا)، وجدولة الانتخابات الجديدة في يوم 27 أيار القادم.. ومن ثم قامت على الفور كتلة الأغلبية البرلمانية بقيادة رئيس الوزراء يانوكوفيتش برفض المرسوم الجمهوري، والاعتراض عليه باعتباره يتعارض مع الدستور، وأكدت الأغلبية البرلمانية بأنها سوف تستمر في القيام بأداء مهامها الدستورية.. واستمر الطرفان في التنازع، بانتظار قرار المحكمة الدستورية التي تم رفع الأمر لها من أجل البت والحسم بالقول الفصل..
يوميا تحتفل نشرات الاخبار بحراكات جماهيرية ولعل ربيع عام 2011 كان مميزا حيث اجتاحت موجة من الاحتجاجات العامة بلدان عدة في مايشبه الثورات او مقدمات لها .. وبغض النظر عن نتائجها وماافرزته من اوضاع جديدة – في بلدان سقطت انظمة وفي اخرى صمدت وتراجعت او اندثرت هذه الاحتجاجات – كان ثمة سؤال مقلق لدى الكثير من المراقبين يتعلق بمشاركة الافراد في هذه الفعاليات الاجتماعية الاحتجاجية ..ففي بلدان كانت هذه الاحتجاجات عامة وفي بلدان اخرى كانت مترددة ولاتشهد مشاركة فيها .. بعضها كان اسبوعيا وبعضها كان مستمرا .. بعضها كان نخبويا وعزفت الغالبية عن المشاركة فيه ..بل احتجت فئات – خاصة تلك التي تضرر مصدر رزقها – على من شارك وتسبب في قطع الطرق وازدحامها ..واخرى شهدت مشاركات شعبية واسعة .. ترى أيعني هذا ان ثمة خصوصية مواطنية مثلا ..بمعنى هل ان المواطنة لها الوان عدة وتمضهرات مختلفة في كل بلد عنها في البلد الآخر..هل يتبع ذلك طبيعة النظام السياسي ومدى طغيانه وما يتسبب من ظلم ومدى هذا الظلم ؟ هل ان العزوف عن المشاركة يدل في ما يدل عليه بان هناك نقصا او قل خللا في مواطنة البعض او وطنيتهم على افتراض ان واحدة من تجليات المواطنة يتعلق بفعل المشاركة في ادارة الشأن العام .
جدل المعنى وجدل التاريخ
ترددت كثيرا في اختيار عنوان هذا المحور ..كون الموضوع الابرز يتعلق باثبات او نفي ان للمواطنة وحدها تاريخا ما ..نستطيع بالتنقيب عنه ان نجلي بعض صدأ وغموض المصطلح اساسا ..تاريخ المواطنة هو تاريخ النوع الانساني ذاته بامتياز ..تاريخ اجتماعه او تجمعه مع الآخرين لتقليل حدة التوحش او في الدفاع عن ذاته الانسانية كما اشار المبدع الفذ (ابن خلدون ) في مقدمته . (ثم إن هذا الاجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه وتم عمران العالم بهم، فلا بد من وازع يدفع بعضهم عن بعض، لما في طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم. وليست آلة السلاح التي جعلت دافعة لعدوان الحيوانات العجم عنهم كافية في دفع العدو عنهم، لأنها موجودة لجميعهم. فلا بد من شيء آخر يدفع عدوان بعضهم عن بعض ولا يكون من غيرهم لقصور جميع الحيوانات عن مداركهم والهاماتهم. فيكون ذلك الوازع واحداً منهم يكون له عليهم الغلبة والسلطان واليد القاهرة، حتى لا يصل أحد إلى غيره بعدوان، وهذا هو معنى الملك. وقد تبين لك بهذا أنه خاصة للإنسان طبيعية ولا بد لهم منها. وقد يوجد في بعض الحيوانات العجم على ما ذكره الحكماء كما في النحل والجراد لما استقرىء فيها من الحكم والانقياد والاتباع لرئيس من أشخاصها متميز عنهم في خلقه وجثمانه، إلا أن ذلك موجود لغير الإنسان بمقتضى الفطرة والهداية لا بمقتضى الفكرة والسياسة: " أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ")- نص الآية ((قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ )) سورة طه آبة 50 قد يكون هذا الوازع الذي يدفع بالتوحش وفي الدفاع عن انسانية الانسان هي المواطنة التي نريد ..مجرد استنتاج اولي قد يكون سابقا لإوانه.
في معنى المواطنة سيكون الجدل حاضرا وبصخب كونها ذا طبيعة متطورة بامتياز فاذا كانت بابسط تعريف لها على انها صفة للمواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات في اطار الدولة القومية التي يحمل جنسيتها ..فان ثمة اشكاليات عدة تعترض على هذا التبسيط الهش و لا نظن ان هذا المفهوم سيصمد طويلا مع التحولات التي تمر بها المجتمعات الاوربية نفسها كونها اصل فكرة الدولة القومية في التاريخ الحديث حيث ان المشاكل المتناسلة والمتراكمة التي تمر بها هذه المجتمعات بعد ازدياد الهجرات الشرعية وغير الشرعية اليها وبروز ظاهرة التعددية الثقافية كعلامة مميزة لأمم هذا الزمان وشيوع النزاعات القومية والعرقية في ارجاء عدة من المعمورة ..وثمة اشكالية اخرى تتعلق بظهور التكتلات السياسية الكبيرة كالاتحاد الاوربي وما تبعها من ظهور ما يعرف بالمواطنة الاوربية ومدى تكاملها او تعارضها مع مواطنة الفروع او المواطنة القطرية واخيرا وليست هذه الاخيرة الاشكالية التي تزيد الوضع تشابكا من خلال تنامي قوة ظاهرة المجتمع المدني والتي طرح احدى صيغ العمل العالمية اعتمادا على التضامن وعلى نشاطات مايعرف بالمنتديات الاجتماعية العالمية .. لابد من ادراك شيئا من معنى الوطن لنصل الى مايشبه التعريف بها فالوطن في اللغة: المنزل تقيم فيه ، وهو موطن الإنسان ، ومحله يقال : أوطن فلان أرض كذا ، وكذا أي اتخذها محلاً ومسكناً يقيم فيه (لسان العرب / ابن منظور ص 239 )
ويتوسع احد الباحثين في معنى الوطن والمواطنة اذ يشير تاصيلا لغويا لهذين المفهومين على (أن لفظة " المواطنة " واردة من مزيد الثلاثي الخام المعجمي ( و ط ن ) من خلال الثلاثي المزيد بالألف من وطن، حيث نقول واطن من وطن،و(الوطن: المنزل تقيم به، وهو موطن الإنسان ومحله) وَطَنَ بالمكان وأَوْطَنَ أَقام؛ الأَخيرة أَعلى. وأَوْطَنَهُ: اتخذه وَطَناً. يقال: أَوْطَنَ فلانٌ أَرض كذا وكذا أَي اتخذها محلاً ومُسْكَناً يقيم فيها. وقد أفاد المنجد في اللغة والأعلام من هذه المعاني ونقلها في قوله: ( وطن: يطن وطنا بالمكان: أقام به. وطّن نفسه على الأمر وللأمر: هيأها لفعله وحملها عليه / و ـ البلد: اتخذه وطنا. واطن ه على الأمر: أضمر أن يفعله معه. أوطن إيْطانا بالمكان: أقام به / و ـ واتطن واستوطن البلد: اتخذه وطنا. توطّن تْ نفسه على كذا: حملت عليه/ و ـ البلد: اتخذه وطنا. الوطن: ج أوطان: منزل إقامة الإنسان ولد فيه أو لم يولد/ مربط المواشي. الموطن ج مواطن: الوطن/ المشهد من مشاهد الحرب. المواطن: الذي نشأ معك في وطن واحد أو الذي يقيم معك فيه. الميطان: موضع ترسل منه الخيل في السباق/ الغابة ) ومنه فدلالة وطن متعددة؛ لكن تفيد في أغلبها مكان الولادة والإقامة والتحمل، وهذه تعني التواجد مع الغير في مكان واحد يستدعي المشاركة في تجليات تلك الإقامة والتحمل.
وما دمنا في جدل اللغة والمصطلح لابد من تأشير انتباهة ذكية للباحث عبد العزيز قريش حول تأصيل لفظة المواطنة لغة واصظلاحا حيث يقول ان لفظة المواطنة (آتية من مزيد وطن بالألف " واطن " والذي يعني الموافقة والمصداقة على الأمر. الشيء الذي لم يذهب إليه بعض منظري المواطنة العرب، وقالوا بأن المواطنة قادمة من لفظة " وطن " بدل واطن. في حين ذهب بعضهم إلى عكس هذا المذهب، حيث ( لم ير أهل اللغة دلالة لهذا اللفظ على مفهومها الحديث إذ واطن في اللغة تعني مجرد الموافقة واطنت فلانا يعني وافقت مراده، لكن آخرين من المعاصرين رأوا إمكانية بناء دلالة مقاربة للمفهوم المعاصر بمعنى المعايشة في وطن واحد من لفظة " المواطنة " المشتقة من الفعل " واطن " فواطن فلان فلانا يعني عاش معه في وطن واحد كما هو ساكنة يعني ساكنه يعني سكن معه في مكان واحد ) . وهي لفظة على صيغة " مفاعلة " كمناقشة، وهي للمطاوعة والمشاركة . وقيل أن ( لغة " المواطنة " صفة بصيغة دالة على المطاوعة والمشاركة، وهي مشتقة مباشرة من اسم الفاعل " مواطن " المشتق بدوره من الفعل الرباعي " واطن " المطاوع المزيد من الثلاثي " وطن " أي قطن وامن في مكان على بقعة من الأرض ) . وأذهب إلى الطرح القائل بأن لفظة " مواطنة " مشتقة من مزيد وطن. وقد استغرب الدكتور محمد عابد الجابري غياب لفظة " مواطنة " عن المعاجم العربية القديمة، وراح يتقصى جذورها اللغوية والدلالية، حيث قال: (ولاشك أن القارئ سيستغرب معي غياب هذا اللفظ في معاجمنا القديمة المتداولة: "لسان العرب" و"القاموس المحيط"، و"الصحاح"، و"تاج العروس"… الخ. أما في نصوص الكُتاب والأدباء فاللفظ غائب أيضاً، ولم أعثر له على أثر إلا في كتاب "خريدة القصر وجريدة العصر": للعماد الإصبهاني الذي عاش في القرن السادس الهجري (ولد سنة 519 وتوفي سنة 597 هـ) وموضوعه: أعيان وفضلاء عصره من الخلفاء إلى الشعراء… الخ، منطلقاً من بغداد… إلى المغرب والأندلس. وقد وردت كلمة "مواطنة" مرة واحدة في هذا الكتاب الضخم في رسالة نقلها يمدح فيها كاتبها بيت من يمدح بقوله عنها: "مكتسبة من الأشباح القدسيّة علاءً، ومنتسبة إلى الأشخاص الإنسية ولاءً، مترفِّعة عن مواطَنَةِ الأَغفال، ومقارنة أهل السّفال". وواضح أن معنى "المواطَنة" هنا هو: المصاحَبة والعيش مع… ولم يسعفني الحظ بالعثور على غير هذا النص فيما أمكنني البحث فيه من الكتب. ويكفي أن تكون الكلمة غائبة في المعاجم التي ذكرت… أما كلمة "مُواطِن" (بضم الميم) فهي أقل حظاً، إذ لم أعثر لها على أثر في أي قاموس أو نص (قبل عصر اليقظة العربية الحديثة). لقد وردت كلمة وطَن والجمع أوطان. ومَوْطِن، والجمع "مَواطن" (بفتح الميم). كما ورد لفظ واطَن "واطَنَهُ على الأمْرِ: أَضمر فعله معه، فإِن أَراد معنى وافقه قال: واطأَه – لسان العرب"، كما ورد لفظ "وطَّن" (بتشديد الطاء) إذ يقال: "وَطَّنَ نَفسَهُ على الشيء وله، فتَوَطَّنَتْ: حمَلها عليه". إذن، لفظ "مواطَنة" ونسيبه "مُواطِن" ليس فيهما من العربية غير الصيغة (مفاعَلة، مُفاعِل) وهي للمشاركة: مقاتلة/ مقاتل، مضاربة/ مضارب. وقد حاولت أن أتعرف على اللفظ الذي كان يستعمله العرب قبل "عصر اليقظة العربية" لأداء مفهومي "المواطَنة" و"المواطِن" كما نستعملهما اليوم في خطابنا المعاصر فلم أجد. أما قاموس "المنجد" لمؤلفه لويس معلوف، والذي ظهر في ظل "اليقظة العربية الحديثة"، إذ صدرت الطبعة الأولى منه عام 1909، فإننا لا نجد في طبعته الخامسة عشرة التي ظهرت عام 1956، العام الذي بدأ معه العصر الذهبي للوطنية العربية مشرِقاً ومغرِباً، أقول: لا نجد عنده حول مادة "و. ط. ن" إلا ما يلي: "وطن بالمكان: أقام به. وطَّن نفسه على الأمر وللأمر: هيأها لفعله، وطَن البلد: اتخذه موطناً. واطَنه على الأمر: أضمر أن يفعله معه. الوطَن: ج. أوطان: منزل إقامة الإنسان ولد فيه أم لم يولد"، وأيضاً: "مربط المواشي". "المُواطِن: الذي نشأ معك في وطن واحد، أو الذي يقيم معك فيه". وواضح أن الألفاظ السابقة ومعانيها منقولة عن القواميس القديمة. باستثناء لفظين: – اللفظ ما قبل الأخير أعني "وَطن" ففي تعريفه إضافة لا أصل لها في المعاجم القديمة، وهي قوله "ولد فيه أم لم يولد"؛ فهذا الجزء من التعريف منقول من لغة أجنبية. أما قوله: "منزل إقامة الإنسان" و"مربط المواشي" فهو المعنى الأصيل في اللغة العربية، وقد سبق أن ذكرنا هذا في مقال الأسبوع الماضي. – يبقى اللفظ الأخير أعني "المُواطن" فهو منقول كله لفظاً ومعنى. ولا يمكن أن يقال هو من "واطَنه" على الأمر، لأن المعنى يختلف. والفعل "وَطَنَ به يَطِنُ وأوْطَنَ: أقامَ"، وصيغة اسم الفاعل منه "واطِنٌ" (مثل: قتل فهو قاتل)، وهذه الصيغة من المهمل وليست من المستعمل.
مفهوم المواطنة وحقوق المواطن إعداد الأستاذ: عبد العزيز قريش يوليو 2008
وتتحدث دائرة المعارف البريطانية عن المواطنة ( citizenship ) باعتبارها (علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة ، والمواطنة تدل ضمناً على مرتبة من الحرية مع ما يصاحبها من مسؤوليات،وهي على وجه العموم تسبغ على المواطنة حقوقاً سياسيةً مثل حق الانتخاب وتولي المناصب العامة) .
وعرفت موسوعة الكتاب الدولي المواطنه بانها ( عضوية كاملة في دولة او في بعض وحدات الحكم ، وان المواطنين لديهم بعض الحقوق ، مثل حق التصويت وحق تولي المناصب العامة وكذلك عليهم بعض الواجبات مثل واجب دفع الضرائب والدفاع عن بلدهم )
وعرفت موسوعة كولير الأمريكية بأنها (اكثر أشكال العضوية في جماعة سياسية اكتمالاً )
لم تُميز موسوعة الكتاب الدولي وموسوعة كولير الأمريكية بين مصطلح المواطنة ومصطلح الجنسية كما فعلت دائرة المعارف البريطانية ، فالجنسية وان كانت مرادفة للمواطنة فهي تعطي امتيازات خاصة مثل الحماية خارج الدولة وبطاقة لتعريف بشخصية الفرد وهوية رسمية له عندما يخرج من حدود بلده .
(مفهوم المواطنة في النظام الديمقراطي/ليث زيدان /الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31)



#خليل_إبراهيم_كاظم_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق في حرية الراي والتعبير وما جاوره.. ادوات في السياسة الو ...
- الحق في حرية الراي والتعبير وما جاوره.. ادوات في السياسة الو ...
- الحق في حرية الراي والتعبيروما حوله.. ادوات في السياسة الوطن ...
- العبادي .. فتى البرلمان الأول والقفز الى الامام
- ليلة القبض على الكرامة
- الحق في المدينة ... الحق المسكوت عنه الإطار الدولي والإقليمي ...
- الحق في المدينة ... الحق المسكوت عنه الإطار الدولي والإقليمي ...
- حظر ونبذ خطاب الكراهية.. الإطار المعياري الدولي
- الغاء وزارة حقوق الانسان العراقية ...عندما تنحرف بوصلة الإصل ...
- الحماية الدولية لحقوق الانسان الجزء الثاني الشكاوى في سياق ا ...
- عن المنتشي بالعار
- الحماية الدولية لحقوق الانسان / نظام الشكاوى - الجزء الاول
- الحماية الدولية لحقوق الانسان / نظام تقارير المعاهدات
- الاستعراض الدوري الشامل للعراق / الجولة الثانية


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل إبراهيم كاظم الحمداني - المواطنة ..زهو الحضور ووجع الغياب وجدل الحق والواجب القسم الاول