أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2














المزيد.....

هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5301 - 2016 / 10 / 1 - 05:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2


لنتحرى مع الحدث وتفاصيله من هو المظلوم ومن هو الظالم ومقدار المظلومية وكيفيتها كنتيجة لتراكم شعور وإحساس جمعي أجتماعي به؟، أو هل أن قتلة الحسين من ناحية التوصيف القرآني لهم ظالمين لأنفسهم بأتخاذهم منهج التحدي ضد الصراط الطبيعي الذي أختطه الدين للإنسان المؤمن، الظالم الذاتي لا يرتدع من القوانين الطبيعية والأخلاقية طالما أنها لا تشكل له خيار واحد لا مفر منه، ولكنه يرتدع من حد السيف والحقيقة النهائية وأحيانا حتى حد السيف لم ينفع في ضبط طغيان النفس ولا ينفع، فمن أختار الطغيان ومارسه وأضطهد حق الأخرين في تعد صارخ لضوابط الإيمان يعد فعله ظلما مركبا لنفسه ولغيره، ولكن في نفس الوقت هذا الظالم بحقيقة النص الديني يعد "ظلوما جهولا"، فهو ضحية أنحراف نفسي وديني لم تنفع معه محددات الوعد والوعيد والتهديد بهما، فهو مظلوم أيضا من جهة نفسه ومظلوم من جهة المؤسسة التي رعته وكونته دون أن تمنحه حصانة ضد ظلم نفسه والأخرين، مظلوم لأنه جهول بمبادئ الحق ومتطلبات الدين فلا غرو أن نرى الحسين في يوم النزال يبكيهم لا خوفا منهم ولكن خوفا عليهم من قدرهم السيء.
نعم كان الحسين حرا ومستجيبا لحريته وفاعلا بإيمانه ولم يرضخ لظلم الاخر ولم يتعامل بسكونية ومسكنة المظلوم، فقد كان القتلة والمستبيحين لثورته وحقه في الدفاع المشروع والأخلاقي عن حق المجتمع وحق الإنسان في مواجهة الظلم هم المظلومين الحقيقين، مظلومين لأنهم لم يعرفوا حقيقة فعلهم مظلومين لأن الجهل والغرور ساقهم لموقع الظلم دون أن يكون عقلهم وإيمانهم بالدين قادر على أن يقف حائلا دون وقوع الجريمة، لكن المظلوم الأكبر كان المجتمع الإسلامي الصامت الراضخ لشروط الظالم والمستجيب له، المظلوم الأكبر هو من سمع بالثورة التي تدافع عن حقه ولم ينهض مستجيبا لإنسانيته الحرة، المظلوم الأكبر هو الدين الذي جعلوه أداة بيد الظالم ووسيلة لنشر الطغيان بعنوان حق السلطان في بسط السلطنة.
هناك أيضا طبقة أخرى من المظلومين هم المغيبون عن أهداف ثورة الحسين وقضية التحرر وجدلية الحرية والثورة، هؤلاء هم على مر التاريخ مظلومين بصورة مستمرة حين نزع الكهنوت الديني منهم روح التمرد ضد الظالم ودجنهم تحت شعارات لا تمت للحسين بصلة من خلال زجهم بطقوسيات مازوشستيه الهدف منها جعلهم يحسون بالذنب والتقصير وكأنهم هم القتلة وهم الظالمون الذين لم يدركوا نجدة الحسين، هؤلاء اليوم أكثر مظلومية من كل الأخرين بالرغم أنم موقعهم الطبيعي كمحبي للحسين ومنهجه أن يكونوا في الصفوف الأولى للمقاومة الطبيعية والأخلاقية والإنسانية، إلا أنهم ومن خلال منهج الشعور بالذنب تحولوا إلى ظالمي أنفسهم بغير وعي وبغير إرادة تحت عنوان المقدس.
وأخير المظلوم الأعظم هي قضية الحسين قضية الثورة والحرية قضية الإنسان الطبيعي في مواجهة الواجب الأخلاقي والإنساني، هذا الإنسان الذي سرق منه الأنصار المفترضين والأعداء الظاهرين منه روح الثورة في أن تنمو داخل عقله وفكره وضميره عندما سرقوا منه الفكر وأعطوه الشعار فقط دون أن يتمكن من ترجمة هذا الشعار لأنه محاط بكثرة القيود( ملعون من قام بأمرنا هذا حتى لو كان ابن فاطمة حتى يقو مهدينا بالأمر)، لقد سد الكهنوتي على الإنسان الحر طريق الثورة وصرفه للبكائيات والشعور المخزي بالمذلة والمسكنة ومهادنة الظالم، لقد سرق هؤلاء الثورة لمصلحة ما تجعل منها تجارة رابحة تدر مع كل دمعة قطعة ذهب ينتفع منها الدجالون وتستقطع من لقمة الجياع.
لم يكن الحسين مع صحيح التوصيف المقنع مظلوما ولا يستحق كل هذه البكائية والنحيب، بل كان قدر الأمة وخيارها الأصوب في فرض المنهج الأخلاقي والإيماني في متابعة التطور الطبيعي لإنسانية الإنسان، لم يقم الحسين بثورته بداع مواجهة ظلم الخصم له مع فقدان الأمل بالأنتصار، كان عازما منذ أن وعى الظلم العام أن يكون رجاء المظلومين لا أن يكون واحدا منهم، لقد خدعنا الكهنوت طويلا بمقولة أن الحسين مضى "مظلوما مهتضما" ليسقط في دائرة التهميش وأستدرار العواطف ليلعب دور المسيطر والمحافظ على منهج أستحمار الناس البسطاء، وأستثمار هذه الحالة للسيطرة على العقول والقلوب وبسط سلطته الدينية بعنوان مظلومية الحسين، الظالم الأكيد بعد أستشهاد الحسين ع هم أثنان أولهما من يصر للآن ويتابع معتقده بأن الحسين خارج عن القانون وقد قتل بسيف جده، والثاني الذي يصر على أن الحسين مات مظلوما غير قادر على رفع المظلمة عنه وعن أتباعه ومحبيه كي يكون داعي نوح وبكاء وتسكين للثورة وقتل مبادئها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح1
- الصوت والصدى وأنحياز المشاعر.
- نحن والحسين الرمز والقضية. إستيعاب أم أستلاب
- موعد مجهول على أبواب مغلقة
- الدين ومستقبل البشرية.ح 1
- الدين ومستقبل البشرية.ح 2
- مزادات فكرية
- شوكولاتة بطعم النفط.
- مشاكل التأقلم مع الهوية الفردية والجمعية في الفكر الديني
- حديث سري جدا مع قطرات الندى
- أعترافات ملحد
- لماذا نتخوف من الغد
- متى تنتهي جدلية الدين والدنيا
- على نية الرحيل أحمل همي
- العراق وخيار السلام
- هل نحتاج اليوم الى عمل جبهوي نخبوي في القيادة والتخطيط لرسم ...
- هيت لك ....... كلمات على وزن الشعر
- المدرسة العقلانية التجريبية ودورها في كشف ماهية المعرفة
- رحيل شاعر البلاط ...... من مأتم الشعر
- توظيف علاقة القيمة الدينية في الأقتصاد المجتمعي.


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - هل كان الحسين مظلوما في ملحمة الثورة وقضية التحرير؟ ح2