أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب مال الله ابراهيم - الرحيل















المزيد.....

الرحيل


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5300 - 2016 / 9 / 30 - 16:28
المحور: الادب والفن
    


الرحيل

استيقظنا مبكرين صباح ذلك اليوم الشتائي ليس كعادتنا، كان يوم رحيلنا عن قرية (م) تلك القرية التي سكناها قبل ثلاث سنوات وجهتنا مدينة بغداد. كان يوماً مختلفاً تماماً حتى في أشعة شمسه الشتائية السقيمة التي أعادت إلى مخيلتنا رائحة ذكريات اليوم الأول من قدومنا. كانت أختاي الصغيرتان تهيئان حاجياتنا وترزمانها ليسهل نقلها إلى السيارة الكبيرة الواقفة أمام بيتنا الريفي القديم، بينما كان والدي يهم بمساعدة بعض رجال القرية بنقل تلك الحاجيات.
لم يكن من الصعوبة علي وأخي الصغير إقناع والدي بأخذ الكلب الصغير معنا، لأننا ظللنا ليلة أمس نتوسل إليه ونحن مضطجعين على أسرتنا في غرفة مظلمة إلا من ضوء فانوس ريفي حتى سمعنا صوته وهو يقول:
- حسناً سنأخذه معنا!
فقلنا معا:
- أهذا صحيح يا أبتي؟
- نعم ...نما الآن كي تستيقظا مبكرين.
كنت في يوم رحيلنا أرضاً للذكريات، فقد تذكرت كل شيء خلال الساعات الأولى من الصباح حتى الأيام التي كنت أذهب فيها مع زملائي إلى مدرسة المدينة ثم تذكرت أيام الامتحانات ووددت أن تعرض شيئاً منها أمام عيني، لأجل ذلك قادتني خطواتي إلى جسر بدائي صغير وتوقفت تحت شجرة توت شاهقة أتأمل النظر إلى الكوخ البعيد المختبئ بين الحقول ولم يكن يبعد عن القرية سوى مسيرة نصف ساعة.
بدأت أسير نحوه وأنا أخترق الحقول الخضراء على طريق زراعي ضيق، وما كدت اقطع خطوات حتى توقفت وسالت نفسي: لم أخبر والدي بأمر خروجي لكني تابعت السير وأنا أقنع نفسي:
- انهم مشغولون بنقل الحاجيات؟
كنت في مسيري ذاك أنظر إلى الكوخ بتأمل كأنني مسحور. تذكرت الأيام التي كنت أحمل كتبي وأغيب بين الحقول. ظللت أقترب شيئاً فشيئا حتى لمحت نفسي واقفاً أمام بابه الصغير، وألتفت إلى الوراء كي ألقي نظرة على آثار القرية فلم أر منها سوى الأشجار الشاهقة التي بدت لعيني صغيرة وبعض الابقار بين الحقول ترعى قبل ان يحل الظلام.
دخلت الكوخ وجال نظري على جدرانه، باحثاً عن ذكرى كتبتها يوما عسى أن يكون الزمن قد غفل عنها وقرأت كلمات وأبياتاً من الشعر كنت قد كتبتها يوما فتأوهت حين تذكرت أنها المرة الأخيرة وسألت نفسي:
- أكنت أعلم يوم كتبتها بأنني سألقي عليها نظرتي الاخيرة يوما ما؟
ثم مددت يدي إلى جيب سترتي وأخرجت قلما كنت أحتفظ به وكتبت الذكرى الأخيرة وختمتها بكلمة إلى اللقاء وأنا اهمس:
- أهنالك لقاء؟ إذن لن أرى هذه الذكرى من جديد؟
خرجت من الكوخ وتوقفت عند بابه أتامل الأعشاب التي نمت في هدوء وترقب، وخطوت عدة خطوات قبل أن ينتهي إلى صوت نباح الكلاب بين الحقول فالتفت حولي بسرعة ولمحت أربعة كلاب تجري نحوي من الطريق الزراعي الضيق. شعرت بخوف شديد، فجريت مسرعاً عكس اتجاه القرية بيد إن الصوت كان يقترب مني شيئاً فشيئا وأيقنت بأن الكلاب تقترب مني.
لم تكد تمض دقائق حتى بدأت ألهث من التعب، وبدأ صدري يؤلمني حتى لم أحتمله وصعدت تلاً صغيراً لمحته أمامي وألتفت بسرعة إلى الوراء فتأكدت أنها لا تزال تطاردني. لا أعرف كم مر علي وأنا أجري وأتخيل كيف سأتكور على الأرض والكلاب تغرس أنيابها في جسمي. أيقنت بأنني أصبحت بعيداً عن القرية لكن الخوف كاد يقتلني حين سمعت صوت لهاث الكلاب وكدت أستسلم لأنني أصبحت عاجزاً عن الجري ولمحت راعياً أمامي على بعد كان يرعى الأغنام. توجهت نحوه وأنا أصيح دون أن أعلم ما أتفوه به.
أنتبه إلي فجأة ثم لوح بيديه وجرى نحوي. أيقنت أنه يريد أن ينقذني لأنه لمح الكلاب وهي تجري خلفي. رأيت جدولاً صغيراً حين لم أعد أسمع صوت الكلاب وأردت أن أقفز عليه لكن قواي خارت وسرى الخدر في ساقي فوقعت في جدول الماء فامتلأ أنفي به ولم استطع التنفس ولا أعلم ما جرى لأنه أغمي عليّ.
قطعت كل صلة لي بالواقع ولم أشعر بنفسي إلا حين مددت يدي لأمسك برأسي وأنا خائف. كنت متدثراً بغطاء سميك يصل إلى سمعي صوت انهمار المطر. حين فتحت عيني مذعوراً لم أرّ شيئاً حتى خشيت أنني فقدت بصري لكن ضوء الفانوس الموضوع على رف مثبت في أحد جدران الغرفة قد أهدى ضوءه فأمسكت برأسي وأنا أهمس:
- أين أنا؟
وكأنني لا أعرف نفسي:
- من أنا ومن أين جئت؟
عجزت عن تذكر شيء كان الخمول ما يزال يسري في جسمي، فاستسلمت للنوم من جديد ولم أستيقظ إلا حين أحسست بيد خشنة تلامس جبيني، ففتحت عيني ونظرت حولي في ذهول. لمحت رجالاً مختلفاً أعمارهم وأشكالهم جالسين حولي وكان أحدهم وكأنه كبيرهم واضعا يده على جبيني، فأمسكت بيده ببطء وأنا أسأله:
- أين أنا؟
فأبتسم أحدهم:
- لا تهتم يا بني أنت في بيت الشيخ ضاري.
فأومأ إلي الشيخ الجالس عند رأسي فأدركت بأنه الشيخ ضاري وسألت نفسي لحظتها:
- من أنا؟
فلم اجد جوابا لسؤالي، كأن حياتي ابتدأت منذ استيقظت قبل دقائق وأنا بين هذه المجموعة من الرجال. لم تكد تمر دقائق حتى أستأذن من كانوا جالسين في الغرفة وقفلوا خارجين لأبقى وحيدا راقدا على فراشي. جال نظري خلال الجدران فلمحت صورة لرجل عجوز فأدركت أنها صورة الشيخ ضاري وإلى جانبها صورة زوجته وعلقت تحتها بندقيتان وسيفان متجاوران وأشياء لم أعاينها بتفحص لأنني كنت ما أزال أسأل نفسي:
- من أين جئت؟
دخلت امرأة في الخمسين وهي تنظر إلي ثم جلست عند رأسي وعيناها تفيضان بالحنان كأنها تعرفني وسألتني:
- من أين جئت يا بني؟
- لا أتذكر.... أين أنا؟
فاختفت ابتسامتها وتنهدت:
- لا تقلق. لقد أخبرنا الحكيم بأن ذاكرتك تالفة وستبقى كذلك فترة من الزمن.
مدت يدها تمسح وجهي بينما دخلت فتاة، خلتها في السادسة عشرة جلست بجوار العجوز وهي تحمل صينية وضعت عليها صحون مليئة بالطعام. شعرت بجوع حين نظرت إلى الأكل. قالت العجوز بعد أن تناولت الصينية من الفتاة:
- كنت فاقد الوعي ليومين متتاليين ولم تأكل شيئا. لقد أنقذك الراعي حين كنت تجري نحوه والكلاب تطاردك هل تذكر؟
أمسكت برأسي وضغطت عليه بيدي علني أتذكر، لكن العجوز أمسكت بيدي وأخفظتهما:
- ماذا تفعل؟
- لا أتذكر شيئا!
عجزت أن أتذكر، كأن حياتي السابقة قبل هذا اليوم كانت حلما منسيا إلا من لمحات من هنا وهناك ونظرت إلى بدلتي المعلقة على الحائط مستغربا لكني علمت بأنها لي.
- ستتحسن قريبا يا بني.
قفلت خارجة لكني سمعت صوت نشيجها قبل أن تخطو إلى الخارج. جلست الفتاة عند رأسي حين كنت مضطجعا على الفراش فمدت يدها ولمست جبيني وابتسمت بوجهي فسألتها:
- ما أسمك؟
- سميرة
مددت يدي إلى جيب سترتي وأخرجت الأوراق التي كنت أحتفظ بها لكن لم أجد أسما فيئست وأنا أجيب:
- لا أعرف أسمي!
*****
لم يكن للشيخ ضاري أبناء، لأن زوجته عاقر ولم يتزوج من ثانية، أما سميرة فقد كانت الابنة الوحيدة للراعي الذي أنقذني في صباح ذلك اليوم الربيعي، تساعد زوجة الشيخ في امور البيت. لم يتوقع الشيخ بأن أسرتي تسكن في قرية لا تبعد سوى ساعة عن قريته لأنني كنت في حلة جميلة وملابس لا تشبه ملابس الريفيين لذلك لم تنتقل قصتي إلى القرى المجاورة وإنما بقيت سجينة قرية الحاج ضاري.
مر أسبوع قبل أن أتمكن من مغادرة الفراش، لأنني كنت خلاله أشعر بدوار كلما حاولت السير، كان الشيخ وزوجته يشجعانني على النهوض، وقد كانا سعيدين حين علما بأن إقامتي عندهما ستطول. أما في الليالي الباردة فقد كانت سميرة تسهر إلى جنبي حتى ساعة متأخرة من الليل وهي تقص على ما تعلمته عن والدها من قصص معظمها تدور حول الريفيين.
حدثتني سميرة عن حياتها وعن قريتها وكنت أنصت إليها بصمت دون أن أنبس بكلمة أو أذكر لها شيئا سوى اللمحات التي تذكرتها حتى أصبحت أحد أفراد تلك الأسرة وقد اتخذني الشيخ وزوجته أبنا لهما، وأن لم يعلنا عن ذلك لكن عيونهما التي كانت تفيض بالحنان، كشفت لي ذلك وبدأ الشيخ يجلسني بجواره في مجلسه لساعات طويلة ويبتسم بوجهي بين الحين والآخر.
لكني حملت نحوهما كرها بادئ الأمر بيد أنهما كانا كريمين معي حتى جاء يوم وكان بعد شهرين على تلك الحوادث، حين جلسنا سوية في الغرفة التي كنت راقدا فيها يوما وقال:
- أسمع يا بني. انت تعلم بأنني أتخذك أبنا لي، وأبن صالح وكل أهل القرية يمتدحون أخلاقك وقد رضيت عنك مادام أهل القرية راضين عنك وعلى هذا قررت أن أوكل إليك أمر الأراضي الزراعية التي أملكها وأن تشرف على زراعتها ثم مد يده فمددت يدي أنا الآخر مصافحا:
- حسنا....
كانا سعيدين بوجودي معهما، خاصة زوجته. فقد كنت أناديها أمي، أما سميرة فقد كانت الشمعة التي تنير ظلمة تلك الأيام، جعلني وفائها أكن لها حبا عظيما. كان جمالها حقيقيا. لم تتدخل الألوان في صنعه وكانت ملامح وجهها تكشف لي أمر نفسها قبل أن تنبس بكلمة، لهذا أعجبت بها وأحببتها وأنا ابن سبعة عشر عاما ولم تستطع الأيام أن تكتم أمر عشقنا، فقد تحدثت بها أفواه القرويين على أنه كان حبا شريفا.
هكذا شاءت الأقدار أن يمضي عام ونصف العام على إقامتي بين أسرة الشيخ ضاري، وبدأت آلف حياة الريف وأتحدث مع المزارعين في مجالسهم كأنني أقيم معهم منذ عقود. وطرحت علي زوجة الشيخ ضاري فكرة الزواج من سميرة مرات عديدة، لكني كنت أؤجلها في كل مرة ريثما اجد الحلقة المفقودة من حياتي.
كنت أشتاق لزيارة أماكن لا أستطيع تحديدها ورؤية وجوه لا أتذكر ملامحها كنت آثر أن أقطع الحقول لوحدي، تترقبني عيون المزارعين فيظنوني أقوم بمراقبتهم، لكن الحقيقة أنني كنت أبحث عن ماضي دون جدوى. بدأت سنوات تمر سنة بعد أخرى حتى طال عودي، وتركت أشعة الشمس سمرة خفيفة على بشرتي، وعلمني جلوسي لساعات وحيدا أن أطيل في صمتي وأكون هادئ الطباع. كما كبرت سميرة حتى أصبحت وردة جميلة، ثم احتسبت عمري فألفيتني في الثامنة والعشرين. فقد مر أحد عشر عاما.
كان الراعي الذي انقذني غالبا ما يحدثني عن اليوم الذي لمحني والكلاب تجري ورائي لكني لم أكن أتذكر شيئا مما يقول حتى كان يوم جمعة حين خرجت إلى الحقول في صباح ذلك اليوم الشتائي الدافئ بحثت بين الحقول عن الراعي حتى لمحته فتوجهت إليه وأنا أجهل ما تخبئه لي الأقدار. لوح لي بيده حين لمحني متوجها إليه وجلسنا بعد ذلك لساعة أسأله عن ذكريات اليوم الذي وجدني فيه مغمى عليّ عند الجدول الصغير فاستغرب قائلا:
- منذ متى بدأت تهتم بتلك الذكريات؟
- لا أعرف، لكني، أشعر أن حياتي دون ذكرياتي السابقة لا طعم لها.
فوضع يده على كتفي وهو يقول:
- لا تهتم، ليست بالذكريات يعيش الانسان.
قمت عائدا للقرية، واتخذت أثناء عودتي طريقا زراعيا ضيقا لكني ما لبثت أن سمعت صوت نباح الكلاب وهي تقترب مني فجمدت في مكاني وظهرت من بين الحقول عدة كلاب شرسة توقفت أمامي وهي تنبح. لا أعرف لماذا ما اعتراني فقد أحسست بحرارة الجو وشعرت بالم في رأسي ودوار كاد يوقعني، فجلست على وركي، وأخفضت رأسي لكني سمعت صوت الراعي وهو يقترب مني ثم نهر الكلاب وأمسك بي:
- ما بك؟ هل انت بخير؟
فهمست وأنا ما أزال أتأوه من الألم:
- لقد تذكرت سنواتي الماضي.
جمد في مكانه ينظر إليّ بدهشة، وهو معقود اللسان ومرت دقائق قبل أن يختفي الألم في رأسي فقمت في الحال وخطوت مبتعداً عن قرية الشيخ ضاري فسألني الراعي:
- إلى أين أنت ذاهب؟
- إلى قريتي!
- لكن القرية من هنا!!
واشار الى الجهة الاخرى، لم اجبه وبدأت اقطع الحقول، حقل يسلمني إلى آخر، ولم تكد تمضي ساعة حتى لمحت البعيد الكوخ الصغير الذي كان يقيني من حر الصيف وامطار الشتاء. حين دخلته شممت رائحة ذكريات خلفتها قبل سنوات وقد نال منه الزمن كأنه تمثال رابض. تذكرت الأعوام التي طرحتها ورائي كأنني ما أزال في السابعة عشرة من عمري وجئت لأودع الحقول. نظرت إلى قرية (م) التي كنا نسكنها وأنا اهمس:
- أبي، أمي، ها قد عدت!!
خرجت بسرعة وسلكت الطريق الزراعي الضيق إلى قريتنا وسرت بترقب. حين اقتربت من الجسر نظرت إلى الأشجار المزروعة في فناء دارنا فألفيتها يابسة كأنها أهملت وتوقفت للحظات قبل أن أقطعه متوجها إلى بيتنا.
لمحت رجلا عجوزا جالسا عند باب بيتنا وهممت بالدخول ، بيد إني جمدت لأنني لم أجد شيئا سوى آثار الخراب، وملامح إن دلت على شيء، فإنها تدل على إن ساكني الدار قد رحلوا عنها منذ سنوات طويلة وتذكرت في وقفتي تلك أماكن كنت أجد المتعة في اللعب فيها. خرجت في الحال وسألت العجوز الجالس أمام دارنا:
- أين رحل ساكنو الدار؟
نظر إلي بتأمل وغاص في بحر التفكير ليستحضر من ذاكرته زمنا يرتبط برحيلهم:
- لقد رحلوا قبل أحد عشر عاما أو يزيد حين مات أبنهم الكبير يوم كانوا على وشك الرحيل.
فقلت كأنني أنفي حديثه:
- من قال بأن ابنهم الكبير قد مات؟
- وهل تعرف ما حدث له ؟ إذن من الأفضل أن تحتفظ بالقصة لنفسك، لقد اتفق رجال القرية أن يقولوا بأن أبنهم قد مات، مع أنه قد اختفى كي لا يسري الرعب بين الأطفال.
انصرفت بعد ان ودعنه، ثم سالت دموعي وأنا في طريق عودتي، وصلت إلى قرية الشيخ ضاري فرأيتهم مجتمعين في فناء الدار، والراعي واقف بينهم، فأيقنت بأنه أعلمهم بما وقع لي وما أن سلمت عليهم حتى سألني الشيخ باهتمام:
- أين كنت يا بني؟
- أبنك!!
فتعجب:
- ماذا حدث لك؟
- لم يحدث شيء سوى إنني تذكرت والدي وأخوتي سألحق بهم غدا.
فوضع الشيخ يده على وجهه وأجهش بالبكاء وكان هذا كثيرا علي فلم أتمالك فبكيت أنا الآخر، سرى الخبر بين الريفيين بسرعة، واجتمعوا في بيت الشيخ ضاري لإقناعي على البقاء معهم. ثم جاء الليل وخلت الدار من القرويين. كنت جالسا في غرفتي حين سمعت وقع خطوات، فألتفت إلى الخلف ورأيت سميرة لكني اعتدلت في جلستي وابتسمت لها لكنها لم تبتسم:
- سآتي لزيارتك صدقيني لن أنساك.
أرادت أن تتكلم لكنها اختنقت بدموعها فأمسكت بيدها وجلست بجانبي.
ثم قامت وخرجت متلفعة بصمت كئيب لكن عينيها فاضتا بالكثير. عند صباح اليوم التالي خرجت من غرفتي ودخلت إلى المطبخ كانت زوجة الشيخ جالسة، وسميرة بجوارها، وقد أخفضتا رأسيهما من الحزن فلم أتمالك. فألقيت نفسي بين أحضان أمي وأنا أقول:
- لن أترككم يا أمي؟
- أهذا صحيح يا بني؟
- نعم وسأتزوج سميرة!
فابتسمت سميرة بينما أحسست يدا خشنة تمسح على رأسي وحين ألتفت إلى الخلف، التقى نظري بنظر الشيخ فقمت وألقيت نفسي بين أحضانه.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد مظاهرات كوردستان؟
- انتظار
- حكاية قصة
- حلم أدبي
- كونراد… كان هناك
- مفهوم المعلومات واهميتها
- المعلومات
- تأريخ الصحافة
- الدكتور زهدي الداوودي .. والبعد الرابع
- الصحافة الاستقصائية
- الوقت بين الماضي والحاضر..
- حرية الصحافة بين النظرية والتطبيق
- الاعلام الحديث
- الاعلام الدولي وعصر -انفجار المعلومات-
- مفهوم الخطاب وسماته
- مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة
- الهجرة والثقافة
- تمثال الملك
- ثقافة الرشق بالأحذية
- الملك الجبان


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب مال الله ابراهيم - الرحيل